[align=right]
كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يتخذ ممن يعرفون القراءة والكتابة كتابا له يكتبون ما يتنزل من الوحى ، وكان من هؤلاء رجل فى المدينة المنورة يحفظ سورا من القرآن الكريم فاستعان الرسول - صلى الله عليه وسلم - به ليكتب له ولكن الرجل كان يحرف ما يسمعه من الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإذا أملاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - " غفورا رحيما " كتب هو " عليما حكيما " وإذا أملاه " عليما حكيما " كتب هو " سميعا بصيرا " وكان يقول أكتب كيف شئت ، ولما انكشف أمر هذا الرجل منعه الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الكتابة له فرجع إلى قومه وارتد عن الإسلام ولحق بالمشركين ثم جلس يفتخر بما فعل أمام الناس قائلا : أنا أعلمكم بـ" محمد " وإنى كنت أكتب ماشئت ، فمات ذلك الرجل فلما علم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بموته قال : " إن الأرض لاتقبله " أى لا تقبل أن يدفن فيها هذا الرجل لعظيم ذنبه وإفكه ، فذهب أبو طلحة إلى المكان الذى مات فيه هذا الرجل فوجد جثته منبوذة فوق سطح الأرض فقال أبو طلحة لأهل المكان ما شأن هذا الرجل ؟ فقالوا دفناه مرارا فلم تقبله الأرض بل لفظته أى أخرجته من بطنها .
وهذه هى عاقبة الظالمين المجترئين على القرآن الكريم بالتحريف والتزييف والكذب .
ونستفيد من هذه المعجزة :(1)أن العلم أمانة لا يصح أن نستعمله فى معصية الله .
(2)أن الله تعالى تولى حفظ القرآن الكريم بنفسه فلا تمتد إليه يد التحريف حتى تقوم الساعة قال تعالى : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " الحجر :9.
(3)أن الجمادات تغضب ممن يعصى الله تعالى عليها أو بها فهذه الأرض أطاعت أمر الله تعالى فلم تقبل أن يدفن فيها محرف القرآن الكريم . [/align]
مواقع النشر (المفضلة)