واجبات ومسؤليات الزوجين معا ...
--------------------------------------------------------------------------------
واجبات ومسؤوليات الزوجين تجاه بعضهما:
لقد أوضح منهج الأسرة في الإسلام واجبات ومسؤوليات كل من الزوجين تجاه الآخر انطلاقًا من مسؤولياتهما المشتركة في رعاية الأسرة وتوفير أجواء السعادة والاستقرار والتعاون والتآلف فيها.
أولاً: ما يجب على الزوج من واجبات ومسؤوليات لزوجته وبيته:
ـ واجب الإنفاق على الزوجة ضمن حدود الطاقة من غير إسراف ولا تقتير, فالزوج هو المسؤول الأول عن الرعاية المالية لأهله من حيث تأمين الطعام والسكن والأثاث والملبس والدواء، والمبيت والوطء إذا احتاجت إلى ذلك مع قدرته، وغير ذلك من الحاجيات الأخرى بقدر المستطاع دون شح أو تبذير.
ـ واجب حسن الصحبة والتكريم والاحترام وعدم الإهانة أو الإساءة، قال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء:19] ولقوله صلى الله عليه وسلم: 'خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي'، وقوله صلى الله عليه وسلم: 'ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم'.
ـ واجب رعاية الزوجة في حسن أدائها للتكاليف الشرعية وتعليمها لأحكام دينها والعناية بتوجيهها وتهذيب سلوكها وتأديبها عند الحاجة، وهذا الواجب من التكاليف المنوطة بقائد الأسرة وراعيها تنفيذًا لأمر الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} [التحريم:6].
ثانيًا: ما يجب على الزوجة من واجبات ومسؤوليات لزوجها وبيتها:
إذا كان الرجل هو الذي كلف ليمثل الأسرة خارجيًا واقتصاديًا فإن المرأة هي المسؤولة عن إدارة الأسرة الداخلية وهي كالتالي:
ـ أن تطيعه في كل ما يأمر في حدود ما تطيق، على ألا يكون ذلك منافيًا أي منافاة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ـ حفظ بيت زوجها في حضوره وغيابه وفي ماله وأولاده، وأن لا تخرج من بيته إلا بإذنه ولا تدخله أحدًا إلا برضاه، وتنظيم المنزل وغير ذلك في الشؤون المنزلية ولذلك فهي تتمتع بكل تقدير في أفراد الأسرة طالما حافظت على مسؤولياتها الداخلية.
ـ تعهد الأبناء بالتربية الحسنة، والمتابعة والسؤال عن أحوالهم ومعرفة أقرانهم والمحافظة عليهم من الانحرافات العقدية والأخلاقية، وتحصينهم من قراءة المجلات الخليعة وسماع الموسيقى المحرمة ومشاهدة الأفلام الماجنة والقنوات القضائية والإنترنت, حيث أصبحت تعلم أبشع الانحرافات الأخلاقية والتي قد تكون سببًا في انتكاسات الفطر والعياذ بالله.
ـ تحصين الأبناء والبنات على حد سواء من التشبه بالكفار والكافرات وبيان خطورة ذلك على الدين والدنيا معًا وتحذيرهم أن 'من تشبه بقوم فهو منهم' كما جاء في الحديث الصحيح.
أمور جوهرية:
ويقول الدكتور محمد المختار المهدي ـ وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر: 'إذا كان الزوج لديه عمل وعليه مسؤولية فإن أهل البيت يجب أن يساهموا ويحتسبوا تقصير رب الأسرة في بعض حقوقه إعانة له على أداء واجبه.
على الزوج أن يفهمهم أنه لا ينشغل عنهم إلا للضرورة القصوى، ولكن مهما كان انشغال رب الأسرة فهناك أمور يجب ألا يتهاون فيها، كالمخالفات الجوهرية في سلوكيات أهل البيت، سواء كانت الزوجة أو الأولاد، فلا يليق أن يهمل أولاده من ناحية الصلاة والاهتمام بالقرآن وانضباط السلوكيات، فرعايته لهم ألزم من أي أمر آخر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي'، وقال: 'الرجل راع في بيت أهله ومسؤول عن رعيته'، والأقربون أولى بالمعروف، هذه أمور جوهرية يجب ألا يفضل عليها أي أمر من الأمور، حتى ولو كانت الدعوة خارج البيت، لأن هذه الأمور واجب عيني، أما الدعوة فواجب كفائي'.
من هنا يأتي التنسيق والتوازن بين أداء الواجبات، وعلى المرأة أن تعين زوجها على أداء مهامه خارج البيت، ولها في ذلك أجر مثل أجره، فقد جاءت امرأة تشكو للنبي صلى الله عليه وسلم أن الرجال يستأثرون بفضل الجهاد في سبيل الله ولا ينقطعوا عن الصلاة والصيام، فأرشدها إلى أن حسن تبعل النساء لأزواجهن يعدل ذلك كله.
__________________
بالصبر والايمان ..تتحقق الامانى.
مواقع النشر (المفضلة)