أكتشاف وتشجيع الطفل المبدع
إذا كان طفلك لا يثير إعجاب زملائه في المدرسة ولا معلميه
فهو كثير الكلام.. دائم الاعتراض.. ورغم حداثة سنه إلا انه يبدو
مزعجا رافضا لأي قيود تفرض عليه.. فهو يمتاز بصفة الابداع..
وذلك لأنه يحاول ان يقدم كل ما لم يقدمه احد من قبل,
وهو عندما يتفحص أعمال الآخرين, فإنه يبادر بالتقاط الزوايا
التي لم يتطرق او يلتفت اليها احد. والشخص المبدع لا يطلع
إلا علي الجديد في شتي الميادين, ومنذ طفولته يرفض ان
يحصل علي ما لا يروقه, او ما سبق معرفته لأنه يحب
ان يقفز الي المجهول ليستطلعه و يتعرف عليه,
فهو يتشوق لما يتحدي قدراته وذكاءه.
والمبدع شخص ينفر من الرتابة والسير وفق خطط محددة,
وكل المبدعين كانوا في طفولتهم غير متمتعين بإعجاب معلميهم
لأنهم كانوا كثيري الضجر بالمألوف وضد الممارسات التقليدية التي
كانت تفرض عليهم. وقد يدعي البعض ان جميع المجالات الابداعية
قد استنفدت بحيث لم يبق هناك شئ جديد يمكن ان يقدم للإنسانية
علي نحو غير مسبوق, وواقع الأمر ان اساليب التربية التقليدية
بمناهجها الجافة وإغفالها لما بين التلاميذ من فروق فردية وعدم
اكتراثها بما هو ابداعي في حياة النشء وانكبابها علي الاهتمام
بالتلقين والحفظ, تعد كارثة حقيقية وامر يسوء الجميع.
لكن كلما تطورت الحضارة الانسانية زادت المجالات الابداعية
امام الاطفال و الشباب بشرط ان يتحرر التعليم من قيوده العتيقة
في الحفظ والتلقين مما يساعد هؤلاء الشباب علي السير بخطي
واثقة في الطرق الابداعية الايجابية غير النمطية او التقليدية.
وعندما تتساءل الام كيف اعرف إن كان ابني مبدعا؟
والاجابة ان الطفل المبدع يتمتع بصفات ينفرد بها دون
الآخرين فلديه دائما منهج فكري خاص, والمبدع شخص
شديد الالتصاق بنفسه, يترجم كل شئ من حوله في ضوء
ذاتيته, يحب ألا يكون مجرد نسخة من ملايين البشر,
ومع ذلك يتعامل مع المجتمع, يؤثر فيه
ويتأثر به ولكنه لا يذوب فيه..
وإذا كان الناس في سوادهم الأعظم يتمسكون
بكل ما هو قديم مألوف فإن المبدع يرفض المألوف,
لذا يبدو دائما متمردا إلا انه في الحقيقة يملك نظرة
مستقبلية, فالمستقبل عند المبدع مرئي ومدرك
بوضوح رغم رفض الجميع وعدم تقبلهم له!
وكل الابداعات التي غيرت وجه التاريخ
رفضها الناس في البداية واتهموا مبدعيها
بالجنون أحيانا وبالصفاقه أحيانا اخري.
مواقع النشر (المفضلة)