سفينة النجاة
الناس منذ أن خلقوا لا يزالوا مسافرين , وليس لهم حط رحالهم الا في الجنة أو في النار , والعاقل يعلم أن السفر مبنى على المشقة وركوب الاخطار , ومن المحال أن يطلب فيه نعيم ولذة وراحة ,وانما يكون ذلك الا بعد انتهاء السفر فاذا كنت أخى المسلم عازماً على السفر فتزود بمقوماته وهى :-
1. منهج السفر :- فان السفر في قافلة الايمان يحتاج الى زاد منهجى الهى , وقد تكفل به رب العزة "ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه" ال عمران 85.
2. دليل الطريق أو ربان السفينة :- وهى القدوة التى لابد منها …ولاتزال قاعدة السفر هذه حتى في عالم الحقيقة لا المجاز وهذه القدوة لابد منها فقد ابتدات بزعامة الانبياء والمرسلين وذلك حتى تحت راية المصطفى صلى الله عليه وسلم .
3. رفقاء السفر الذين لابد منهم لقضاء الحاجة ولايزال البشر يحتاج بعضهم الى بعض حتى تتحقق مصالح العباد والمعاش والمعاد , فتخير رفقاء الخير فهم ركب من المسلمين , تقودهم امارة الحق لتحقيق الدعوة الى الله عز وجل وفق منهاج الله واعلم أخى السلم ان سفينة المسلمين هى سفينة النجاة ……وهنا يأتى دور الراغب في السفر معهم , فلابد له من تأشيرة سفر للاستعداد والعزم على ذلك .
وشروط ذلك ثلاثة : الايمان , العلم, العمل فياالله ما أحلى نفرة المؤمن مع غيره كطائفة تتفقه في الدين وتنذر القوم لعلهم يحذرون …ولهذا فلابد للمسافر المؤمن من النية الصادقة فالنية أصل العبادات وبها يتميز الصحيح من السقيم , وبالنية تتحدد منازل السالكين ووجهة القاصدين , ومن يريد بها وجه الله تعالى , أو غيرذلك والاخلاص وحده يقوده الى شفافية القلب , وصفاء الوجدان لان المؤمن لا يفكر بعده الا في عظمه ربه ولايتوجه الا الى خالقه واعلم أخى المسلم أن الذى يسير في ركب الدعوة والايمان والصدق والاحسان لابد من تحمل الاذى والطغيان حتى يأتى وعده في الموعد الذى يريده بحكمته ..حيث مشقات الطريق كثيرة .. ومشقة التكذيب والتعذيب ..ومشقات الالتواء والعناد ..ومشقات افتتان الناس بالباطل ……فكل ذلك يتطلب الصبر بنفس راضية مستقرة مطمئنة .
واليكم في نهاية الكلمة ما حدث به عمر بن عبدالعزيز _رحمه الله ف عبارة صريحة يقول ان لكل زاد لا محالة , فتزودوا من الدنيا للاخرة وكونوا كمن عاين ما أعد الله تعالى من ثوابه وعقابه ,ترغبون وترهبون ولا يطولن عليكم الامد فتقسوا قلوبكم , فتنقادوا الى عدوكم فانه والله ما بسط امل من لايدرى , لعله لايصبح بعد مسائه ولايمسى بعد صباحه , وربما كانت بين ذلك خطفات المنايا , فكم رأينا ورأيتم من كان مغتراً , وانما تقر عينه من وثق بالنجاة من عذاب الله _ وانما يفرح من أمن من اهوال يوم القيامة .
مواقع النشر (المفضلة)