معنى حديث: (كلتا يديه يمين)


السؤال:





هناك حديثان أريد أن أفهم المعنى، ولا أقصد التكييف في صفات الله -جل وعلا-. الحديث الأول: (وكلتا يديه يمين)،



والحديث الثاني:



(قبض قبضة بيمينه، وقال هؤلاء في النار ولا أبالى، وقبض قبضة بشماله، وقال هؤلاء في النار ولا أبالى).


فهل لله يدان يمين حقيقة واحدة اسمها يمين والأخرى اسمها شمال أم أن فهمي خاطئ؟





الجواب:



بِسْمِ اَللَّهِ اَلرَّحْمَنِ اَلرَّحِيمِ



اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلْمَحْمُودِ بِكُلِّ لِسَانٍ, اَلْمَعْبُودِ فِي كُلِّ زَمَانٍ, اَلَّذِي لَا يَخْلُو مِنْ عِلْمِهِ مَكَانٌ, وَلَا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ, جَلَّ عَنْ اَلْأَشْبَاهِ وَالْأَنْدَادِ, وَتَنَزَّهَ عَنْ اَلصَّاحِبَةِ وَالْأَوْلَادِ, وَنَفَذَ حُكْمُهُ فِي جَمِيعِ اَلْعِبَادِ, لَا تُمَثِّلُهُ اَلْعُقُولُ بِالتَّفْكِيرِ, وَلَا تَتَوَهَّمُهُ اَلْقُلُوبُ بِالتَّصْوِيرِ,



(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى: من الآية11)



لَهُ اَلْأَسْمَاءُ اَلْحُسْنَى, وَالصِّفَاتُ اَلْعُلَى (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طـه:5)



(وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) (طـه:7)


أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا, وَقَهَرَ كُلَّ مَخْلُوقٍ عِزَّةً وَحُكْمًا, وَوَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) (طـه:110)



مَوْصُوفٌ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ اَلْعَظِيمِ, وَعَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ اَلْكَرِيمِ



وَكُلُّ مَا جَاءَ فِي اَلْقُرْآنِ, أَوْ صَحَّ عَنْ اَلْمُصْطَفَى -عَلَيْهِ اَلسَّلَامُ- مِنْ صِفَاتِ اَلرَّحْمَنِ وَجَبَ اَلْإِيمَانُ بِهِ, وَتَلَقِّيهِ بِالتَّسْلِيمِ وَالْقَبُولِ, وَتَرْكُ اَلتَّعَرُّضِ لَهُ بِالرَّدِّ وَالتَّأْوِيلِ, وَالتَّشْبِيهِ وَالتَّمْثِيلِ




وعليه ففهمك صحيح مع إضافة أن شماله -سبحانه- يمين في القوة والبركة، لا نقص فيها كما هي عند البشر، أو أن ليده الشمال اسمان يمين وشمال. والأول أصح.


هذا الموضوع اثار اعجابى وهو منقول للامانه وجزاكم الله خير