بسم الله الرحمن الرحيم
****
لم تكن تدري كيف سمحت لنفسها بإجترار ذكريات الماضي ...
ذلك الماضي الذي عاهدت نفسها على نسيانه ,, أو على الأقل تجاهله ..
ولكنها ... فشلت ..
الذي يسمعها تتحدث عن الماضي لا يصدق بأنها فتاة ,, في عمر الزهور ..
****
فجأة .. وجدت نفسها تسير على رمال شاطئ البحر ..
ذكرها بذلك حبيبات الرمل التي علقت في قدميها .. ولكن .. أين حذائها ..؟؟.. لا تدري .. وهل يهم ذلك ؟؟
داعبت مياه البحر الباردة أطراف أصابعها ..
أحست بالحياة تمر أمامها .. وهي أشبه بالميتة ..
كانت أمامها مياه البحر التي تعكس ضوء القمر المتألق في السماء ..
رفعت رأسها إليه .. كأنها تراه يسخر منها ويقول .. أمامك الحياة طويلة ... لماذا ؟؟
شعرت بقطرات الدموع تنساب على وجنتيها .. زفرت بقوة علها تريح ذلك القلب الصغير .. المتعب من الهموم ..
جلست على الرمال دون أن تأبه لثيابها .. الغالية الثمن ..
بدأت الرياح تداعب خصلات شعرها الرائعة ..
أغمضت عينيها اللتان كانتا بزرقة مياه البحر الذي أمامها .. علها ترجع إلى عقلها ,, وتنسى ,, ولكن .. ما السبيل للنسيان ..؟؟
مرت حياتها كالشريط أمامها ناظرها ...
كانت طفلة مدللة .. كانت رائعة .. وكانت تعلم بروعتها وجمالها .. وهل يهم ذلك .. فقد كانت وحيدة ..
تغيرت المشاهد أمامها لتنتقل إلى مرحلة مراهقتها الطائشة .. لقد أفسدها الدلال .. وكانت تعلم بذلك .. ولكنها كانت وحيدة أيضاً ..
كان الكل يخضع لرغباتها دون إستثناء .. ولكم .. هل يهم ذلك الآن ؟؟
أظلمت المشاهد أمامها لتجد أمامها شابة .. رائعة الجمال والفتنة .. وهبها الله من النعم مالا يتخيله إنسان ,,
وكانت تعلم بذلك ,, كل شيء كان لديها .. ولكن كانت وحيدة ..
أحست بمذاق الدموع يبلل شفتيها .. فتحت عينيها لترى القمر قد توارى خلف سُحب سوداء ..
تماثل لون أيامها ..
عندها .. تجلت الحقيقة أمامها ..
هي غنية .. جميلة ,, بل رائعة الجمال .. مدللة .. وهل يهم ذلك .؟؟ لا .. لأنها وحيدة ..
قد يتساءل البعض عن أبواها .. إنهم على قيد الحياة ,, في مكان ما .. وهل يهم ذلك ؟؟
فجأة رأت نفسها وقد بلغت من العمر عتياً .. ولكن كانت وحيدة .. لماذا ؟؟
هل قدرها أن تعيش .. وتحيا .. وتموت .. وهي وحيدة ..؟؟
نهضت بسرعة وأخذت تنفض ذرات الرمال عن ثوبها .. وتمسح دموعها بأطراف أناملها ..
وصرخت ..
( نعم .. أنا وحيدة .. وسأظل كذلك .. ولكن .. ما ذنبي بذلك .. ؟؟؟؟ )
بعدها سارت وهي لا تدري إلى أين يقودها الطريق ..!!
ولا تدري إلى أين المصير ..!!
استمرت بالسير علها بذلك تغير حياتها .. وتهجر وحدتها .. ولكن ..
هيهات ,,
فقطار العمر سيستمر بالسير حتى ولو لم تشأ الركوب فيه ..
وستظل وحيدة ..
تقبلوا خالص حبي وودي
مواقع النشر (المفضلة)