بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
سوف نقدم لكم سلسلة من : اخطاء تخالف العقيدة .. وذلك لكثرة الاخطاء الواقعة في زماننا هذا حتى لا نقع فيها باذن الله واسال الله سبحانة وتعالى ان ينفعنا واياكم
الخطا الاول :
1 – الخطا:" (يا اخي الله يقول يا عبدي اسعى وانا اسعى معاك)
يقال لحث فلان من الناس على الجد والاجتهاد ونبذ الخمول .
شرح النص وتوضيحة :
أ - كلمات :" اسعى " من السعي وهو شدة السرعة والحركة عند المشي ,ذكر ذلك ابن منظور في اللسان وكما يلاحظ جاء هذا الفعل مخالفا لقواعد اللغة , اذ الصواب ان يقول " اسع " جاء لانة فعل امر مبني على حذف حرف العلة من الاخر وهو الالف . وقد وردت هذة المادة ( س ع ي ) كثيرا في القران الكريم بمشتقات مختلفة وجميعها لا يخرج عن المعنى الذي ذكرناة .
" معاك " جاء هذا الظرف المكاني خلاف الاصل وهو معك " معك " وقد مدت حركة العين في اللغة العامية فتولد عنها الالف .
ب - المعنى : يطلب قائل هذا النص من سامعة ان ينشط في الحياة وان يترك الكسل والخمول , فانك اذا سعيت واجتهدت لم يتركك الله وحدك في هذا السعى , بل انة (يسعى) معك . وهذا النص يقال لمن اصابة الفتور والعجز وتكاسل عن الحركة والعمل واثر الدعة والسكون , وكانت عاقبتة الفقر وشوء الحال .
وقد جاء الاسلوب المستعمل هنا على النحو التالي : كان استعمال فعل الامر في البداية , فكان الابتداء بجمله طلبية انشائية , ثم جاء اسلوب النداء ( يا عبدي ) وفي الختام جاء جمله اسمية خبرية تقريرية ( وانا اسعى معاك ) .
ت – التركيب الفصيح ( لو صح ) : ( اسع يا عبدي , وانا اسعى معك) .
ث – تعليل الخطا : السعي والحركة والعمل امور مطلوبة في الاسلام حثت ايات كثيرة عليها كما حثت احاديث النبي صلى الله علية وسلم على العمل وطلب الرزق , حتى يعيش الانسان كريما في حياتة , عزيزا بين اقرانة . الا ان الخطا في هذا الطلب جاء لدى التعبير عن الله تعالى بانة " يسعى " , وهذا مخالف لصفات الكمال الواجبة له سبحانة وتعالى , فالحركة والسكون صفتان بشريتان تدلان على النقص , والله سبحانة وتعالى لا يوصف بواحدة من هاتين الصفتين , لانهما من صفات المخلوقات , والله بائن من خلقة في ذلك , فهو لا يشبة الانام , بمعنى لا يشبة شيئا من خلقة ولا يشبة شيء من خلقة , وصفاتة كلها خلاف صفات المخلوقين , فالخالق سبحانة وتعالى لا يشبة المخلوق , وهذا ما اكدتة الاية :" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " , ولذلك قال الامام الطحاوي في الخحكم على من شبة الله او وصفة بصفات البشر : ( ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر , فقد كفر ) .
ان صفة السعي والحركة هي من صفات الجسم التي تتحول وتتغير , فالتحول والتغير لا يصحان في حقة سبحانة وتعالى , فكل متحول وكل متغير ليس باله . والسعي له بداية ثم له له نهاية , وهذا ايضا من صفات الاجسام التي لا يصح وصف الحق سبحانة وتعالى بها . كما ان التعابير ( يا عبدي ) يشير الى وكأن هذا حديث قدسي اون اية قرانية , وليس الامر كذلك , فاذا علمت هذا - هداك الله , فلا تألُ جهدا في البحث عن الفاظ بديله تخرج بها من دائرة الاثم – ان شاء الله تعالى –
التصويب : يمكنك ان تقول مثلا:" ( اسع يا اخي فان الله مع الساعين ) , ( اعمل واجتهد فان السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة ) او غيرهما مما يناسب المقام .
ولا بد من التاكيد على الالفاظ يجب استعمالها كما استعملت في النصوص الشرعية , وليس لأحدنا ا نياتي بالفاظ جديدة وتراكيب اخرى تخالف تلك النصوص , قال الله سبحانة وتعالى في التعبير عن المعية : " كلا ان معي ربي سيهدين " . وقال ايضا: " ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " . ولا تعني كلمة المعية هنا " المعية المكانية " . فالله منزة عن ذلك , وانما المقصود ان الله تعالى يمد الساعين والمؤمنين بالقدرة والنشاط , ويكتب لهم التوفيق.
والعلماء المحققون من المسلمين على ان الله منزة عن الجهة والمكان , ويعللون ذلك بجملة من التعليلات تاكد ما ذهبوا الية منها : ان الله تعالى كان قبل ان يخلق المكان , ولو انة في مكان لاحاط بة سبحانة وتعالى , ولو كان فوق المكان لاقله وحمله , ولو كان تحت مكان لاظله , فسبحانة وتعالى منزة عن كل ذلك وما خطر ببالك فالله خلاف ذلك . هذا بالاضافة الى ان المكانية تعني النقص , فالانسان محتاج لاقامة حياتة الى المكان فبدونة لا تقوم ولا تنسجم , والله سبحانة وتعالى قائم بذاتة غني عن كل شيء بل ان الاشياء كلها بحاجة الية تعالى .
وان شاء الله سوف نكمل في هذة السلسلة والتى عنوانها : اخطاء تخالف العقيدة ... سيكون كل يوم خطا باذن الله .
انشروها في مواقعكم ومنتدياتكم لتعم الفائدة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
مواقع النشر (المفضلة)