اللؤم في زمن الأبطال
باسم الله وبه نستعين
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
لا يخلو زمن من الازمان اوعصر من العصور من البطولة والابطال
وزمننا هذا هو احد تلك الازمنة التي تمتاز بالبطولة والتي يكثر فيها الابطال
ولكنها بطولة من نوع جديد
بطولة عجيبة غريبة
بطولة تكاد تكون حصرا على زماننا هذا
زماننا الذي جمع من صفات البطولة ما تبرأت منه الامم السابقة والعصور الغابرة
وحريُ بمن ادرك هذا العصر ان لا يرتكب ما يشوه هذا الزمن وابطاله
فاذا ما اردت ان تكون بطلا فما عليك الا ان تبتعد عن الصفات التي احتلت مرتبة اللئم والحماقة في زماننا
ولعل ابرزصفات البطولةواهمها في زماننا هي صفة مشهورة وفعالة في الواقع الا وهي صفة الكذب
الكذب الذي اصبح جزءاً هاما من حياتـنا
بل ضرورة ملحة من ضرورات واقعنا
ومن لم يكتسب هذ الصفة فبالتالي سيخسر لقب البطولة وينبذ من المجتمع كونه احمقا لا يعرف مصلحته
لئيما حيث انه لم يدرك انه ارتكب خطأً فادحاً في حق ابطال هذا العصرحين ما زال متمسكاً يتلك الصفة التي لم يعد احد يتداولها ويتعامل بها الا وهي صفة الصدق
الصدق الذي لا يكسب صاحبه في زماننا الا السخرية والهزءوربما النبذ من المجتمع
اما من برع في هذه الصفة وتمسك بها وتفنن في ممارستها فحقا على المجتمع ان يحترمه
فهوذكي يعرف كيف يتصرف في الاوقات المناسبة واللحظلت الحاسمة ويعرف كيف يستغل هذه الموهبة
بل انه قد يكافأعلى مدى مهارته في كذبه
ولعل مجتمعنا العربي هو من استطاع تحقيق هذه الصفة البطولية وعمل على تنميتها وتطويرها وتشجيعها حتى اصبح المجتمع الذي احتل المرتبة الاولى في هذا المجال
بل انه يدعو عبر كافة الوسائل لتجسيد هذه الصفة
والدليل الاكبر على ذلك هو البرنامج التلفزيوني المذهل((كذاب)) الذي كان الاول من نوعه في العالم
والذي لاقى نجاحا كبيرا
ودعم فعلا ابطال هذا المجال وعرف حقهم وعمل على تكريمهم
هذا على مستوى الشعوب والعامّة
اما على مستوى الدول والحكومات
فان هذه الصفة الوحيدةالتي استطاع العرب الاتفاق عليهاوعملوا جاهدين على تطويرهاوتفعيلها سواء على المستوى الداخلي او الخارجي
وعملت على ادخالها في كافة المجالات بل انها اصبحت اللغة الرسمية في معاملات الحكومات العربية بعضها مع بعض ومن لم يبرع فيها فهو يفتقر لاهم ميزات السياسة والدبلوماسية المعاصرة التي وصلت بالمجتمع العربي الى ماهو عليه اليوم
ومن لم يكتسب هذه الصفة من افراد هذه الشعوب فهو يشكل خطرا على هذه الدولة ويجب ان يضاف الى اللائحة الحمراء للعمل على سرعة التخلص منه والحد من انتشار امثاله الذين يحملون صفات الارهاب الدولي الحديث .........
فهاقد عرفت صفةواحدةمن صفات هذه البطولةالمعاصرة التي لم يتسع المقام لذكرباقي الصفات
وانت لك الحكم والاختيار في ان تكون بطلامن ابطال هذا الزمان او ان تكون احمقا لئيما متخلفا متمسكا بصفات التخلف والرجعية حسب زعم ابطال هذا الزمان
فأسأل الله العفو والعافية وأسأله ان ينصر دينه الحق ويظهره على من خالفه
كما اسأله ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه انه ولي ذلك والقادر عليه
رد مع اقتباس
مشاركة : اللؤم في زمن الأبطال
[/align]
مواقع النشر (المفضلة)