السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد استلمت هذا الموضوع على الايمل الخاص لى فاردت ان يقرأه الجميع

حكايةتنصير حجازى ...تفاصيل جديدة وسرد رائع

عندما قرأت هذا المقال فى الجريدة المتميزة(المصريون) فاننى احببت ان ارسله
لجميع اصدقائى عبر الشبكة العنكبوتية وان اتصل ببعض اصدقائى الاخرين
. لحثهم على قراءته
وذلك لانه اعجبنى جدا لسببين ....
الاول .. ان كاتبة المقال (وهى الباحثة الرائعة فاطمة عبد الرؤوف وزوجة الصحفى والباحث السياسى الاستاذ اسامة الهتيمى)ام ثائرقد
تناولت تلك القصة التى باتت شهيرة جدا من زاوية اخرى وجديدة ....فتقريبا كل من تناول هذه القصة بالكتابة والتعليق لم يتناولها على المستوى الانسانى
والضعف النفسى الذى برعت ام ثائر فى ايصاله لقرائها عبر سرد قصصى رائع وسلس
وهو ماينقلنا للسبب

الثانى... ان ام ثائر تمتلك اسلوبا شيقا فى السرد القصصى وتتمتع بحرفية عالية وامتلاك تام لمعظم اللغة العربية ((ولا شك فى ذلك فهى زوجة الاستاذ اسامة الهتيمى الدرعمى الناضج الذى مجرد الاستماع اليه يعلمك قواعد اللغة العربية))وكل ذلك جعلها تستطيع ان تختزل وتكثف معانى كثيرة فى جمل وكلمات قصيرة ..وقد ابرزت هنا مثالين على سبيل
الحصر((لونهما ازرق))وجدت فيهما قدرة رائع من كاتبة المقال على تكثيف اكبر كم من المعانى فى اقل عدد ممكن من الكلمات وفى رايى((علما انى لست ناقدا ادبيا ولكن كقارئ فقط)) ان هذه هى اهم مواصفات كتاب القصة القصيرة لذلك عندما اتصلت باستاذ اسامة الهتيمى ((ابو ثائر)) لاهنئه على مقال زوجته واداعبه محذرا له من ان تتملكه الغيرة المهنية من نجاح زوجته ((رغم انى على يقين ان اسامة يشعر بان كل نجاح لزوجته او احد تلاميذه هو نجاح شخصى له)) وقتها احالنى الى ام ثائر قائلا لى هنئها مباشرة... حينها اقترحت على ام ثائراقترحت ان تحاول فى الكتابة القصصية فاجابتنى بانها ستدرس هذا الامر .

وعندما اتصلت باخى و زميلى فى حزب العمل ((ام ثائر عضوة قيادية بامانة المراة بحزب العمل)) ضياء الصاوى داعيا له لقراءة المقال اخبرنى بانه قد قرأ المقال وأنه نصح ام ثائر سابقا بنفس اقتراحى والان اترككم لقراءة المقال
ارجو ان ترسلوا اراؤكم وتعليقاتكم ولاتختزونها..

حمزةالقسام

أنا وزينب والتنصير ـ

فاطمة عبد الرءوف "أم ثائر"

: بتاريخ 15 - 8 - 2007

التقيتها مرة واحدة .. كان ذلك في أحد أمسيات الشتاء قارصة البرودة .. كانت الساعة تقترب من منتصف الليل عندما طرقت زينب في صحبة زوجها محمد حجازي بيتنا في حلوان.. هي فتاة تميل إلى الطول نحيفة سمراء البشرة ترتدي حجابا وملابس فضفاضة.. بعد التحية وتناول العشاء جلسنا جميعا سويا بدأ زوجي أسامة الهتيمي الكلام حيث وجه حديثه لمحمد حجازي يسأله عن مشكلته التي يكتنفها الكثير من الغموض.

وما أن بدأ محمد يسرد تفاصيل المشكلة حتى التقطت زينب طرف الحديث في البداية بدا صوتها مرتبكا في غير تلعثم ثم ما لبثت أن هدأت وحكت طويلا طويلا عن المخطط الرهيب الذي وقعا في شباكه .
قالت زينب بعد زواجي ومحمد في المنيا وقدومنا إلى القاهرة كان علينا أن نواجه الحياة وحيدين حيث إن أهلي أتموا هذا الزواج على مضض وتركوني أواجه الحياة وحدي كما أن أهل محمد ليس لديهم أي استعداد لدعمنا في حياتنا الزوجية .. وهو ما جعلنا نقضي أيامنا الأولى في الفنادق واللوكندات حتى إذا نفذت نقودنا واجهنا مشكلة حقيقية وتراكمت ديوننا إلى أن تعرف محمد على أحد الأشخاص النصارى الذي وفر له فرصة عمل (رش مبيدات في مقر قناة "الإية أر تي" ) كما وفر لنا شقة بسعر مثالي فقط مائة وخمسين جنيها وبدون مقدم أو تأمين واشترينا أثاثا بالغ البساطة وكنا في غاية السعادة آنذاك وشيئا فشيئا بدأنا نكتشف خيوط المؤامرة .
في البداية أغرقنا جيراننا النصارى جميعا بالكرم والعطف والحديث حول أننا أصبحنا أسرة واحدة ..هذا الكرم الذي أخذ صورة الإلحاح في الزيارة حيث كانوا يأخذوننا لقضاء العديد من الأمسيات عندهم وأثناء هذه الأوقات كان التلفاز دائما على قنوات التنصير مثل قناة الحياة .. كنت أقول لنفسي هم أحرار فيما يشاهدون ولكن شعوري كان يقول إنهم يتعمدون أن نشاهد ذلك وهذا ما تأكد لي بعهد ذلك عندما بدأوا يلفتون انتباهي إلى ما يبث وأسئلة من نوع أليس ذلك صحيحا؟ ويضيقون علينا الخناق كي نجيبهم بما يريدون ولكننا صمدنا بل إن محمد كان يناقشهم مناقشة شديدة يفند أكاذيبهم وافتراءاتهم على الإسلام ثم فؤجئنا بصاعقة جديدة هي أن هؤلاء الجيران جميعا كانوا مسلمين مثلنا وتم تنصيرهم تلا ذلك دعوة صريحة لا لبس فيها وهي أن نتحول إلى المسيحية مثلهم ورفضنا ذلك كما رفضنا الإهانات التي وجهوها للإسلام وكتابه ونبيه والتي وصلت إلى حد الاستهزاء بالقرآن أمامنا.. كنا نعلم أن العد التنازلي قد حان وأنه لابد لنا من مفارقة هؤلاء ولكن كان الحاجز المادي عائقا لنا فإلى أين نذهب ؟

وقررنا الانتظار قليلا حتى نبحث عن بديل .. ولكنهم لم ينتظروا ذلك فلقد فوجئت بالطرق الشديد على الشقة وكان محمد وقتذاك في العمل وعندما فتحت للطارقين فوجئت بهم يطلبون مني المفتاح الخاصة بالشقة لأن نسختهم ضاعت "كان لديهم نسخة أخرى من مفتاح الشقة" وأعطيتهم المفتاح وأنا في حالة ذهول ثم ما لبثوا أن طرودني ولم أخذ أي شئ معي من الشقة اتصلت بمحمد فلم يستطع أن يفعل شيئا بل إنه فقد عمله هو الآخر ثم ذهبنا أنا وهو نستجدي الأصدقاء ونعيش يوما بيومه وعندما وصلت زينب عند هذه النقطة أخذت تتساءل باستنكار كيف تترك الدولة هؤلاء الناس يتلاعبون بنا هكذا ويقومون بعملية التنصير في هدوء وصمت ألا يوجد أحد يتصدى لهؤلاء الناس ..نستطيع أن نتنازل عن كل شئ إلا ديننا
مع زينب وهذا ما دفعني إلى أن أنفرد بها لتحدثني عن نفسها أكثر ولقد كانت شخصيتها أكثر قوة من شخصية زوجها محمد فلقد كان محمد شبه محبط أما هي فعلى
الرغم من كل شئ كانت تبدو متفاءلة أن ثمة جديد قد يغيرحياتهما ومما قالته لي عن نفسها أنها تحب كتابة القصة وأنها تشعر أن لديها جديداتقوله وأنها تبحث عن فرصة ليقيم أحد النقاد إبداعها " من الأمور التي لفتت انتباهيأنها لم تكن تحمل معها أي متاع إلا كتاب أدبي كانت تتشبث به ".
حكت لي زينب عنحياتها في المنيا حيث كانت تعاني الاغتراب في أسرتها ولم تكن لها صديقات بالمعنىالحقيقي وازداد هذا الأمر بعدما تعرفت بمحمد في بورسعيد ونشأ بينهما علاقة عاطفيةفعندما عادت في الإجازة للمنيا كانت تشعر بالخواء والاغتراب عن كل شئ أو كأن روحهافارقتها هناك في بورسعيد .
أما عن سبب دراستها في بورسعيد بالذات فلأن والدهاالذي ضاقت به سبل الحياة في المنيا كان يعمل في احد المحال التجارية ببورسعيد وكانتحياتها تسير بطريقة تقليدية هناك حتى تعرفت على محمد أثناء الإضراب فانقلبت حياتهارأسا على عقب خاصة وأن لهما اهتماما مشتركا بالأدب فهو يقرض الشعر وهي تكتب القصةوعلى الرغم من هذا الحب فلقد أكدت لي أن الزواج تم في المنيا وبطريقة شرعية تماماوأن ـأسرتها استجابت لها في الزواج من محمد ولكنهم كانوا يريدون أن يأتي مع أهلهوأنهم وبمجرد عقد الزواج رحلوا إلى القاهرة .
وأخيرا قالت لي أنا غير نادمة علىالزواج من محمد لأنه هو الإنسان الوحيد الذي يفهمني وهو من كنت أبحث عنه "الغريب أنمحمد قال لأسامة أن لا يسأله عن فتاة أخرى كان يحبها في السابق أمام زينب التي لاتعرف شيئا عن هذا الأمر".
وقالت لي زينب إنها ستقنع بمحمد بالاستدانة مرة أخيرةمن أجل توفير أي سكن مهما كان صغيرا وأنها ستعمل معه يدا بيد من أجل توفير نفقاتالمعيشة وأن العمل متوافر لمن يريد وعلى سبيل المثال العمل في احد المحلات التجارية " وبالطبع ليس العمل كخادمة" وأنها تعمل احتياطها جيدا حتى لا يحدث حمل في هذهالأثناء حتى لا تزيد المسئولية عليهما وحتى تستطيع أن تشارك في العمل .
أما عنثقافتها فقد كانت عادية للغاية فخارج مجال اهتمامها الأدبي كانت مناقشتها معي بسيطةبحيث نستطيع القول بأنها بمستوى الثقافة الشائعة فهي لا تفهم مثلا دلالة القول بأنتحرير المرأة لابد أن يكون من منظور إسلامي وخارج قراءة الأدب تقريبا لم تقرأ أي شئ .
في الصباح تأخر أسامة عن عمله ليذهب معهما إلى سمسار المنطقة "عم محمود" الذيسأله هل تضمنهما فأجاب أسامة نعم فأخذهما السمسار إلى شقة صغيرة "56متر" عبارة عنحجرتين وصالة متناهية الصغر وكانت فرحة زينب بها شديدة فلقد حكى لي أسامة أنها كانتتصيح من الفرح بأنها رائعة ..لكن السمسار طلب 700 جنيها فإيجار الشقة 175 جنيهاومطلوب شهرين تأمين وشهر مقدم وشهر للسمسار حاول أسامة التفاوض مع السمسار دون جدوىفاقترح عليهما أن يحاولا جمع أكبر قدر من المبلغ وأنه سيكمل لهما لأن المبلغ كاملاليس متوفرا معه واتفقوا على ذلك وقبل الرحيل طلبمحمد من أسامةمبلغا من المال لأنه لا يملك ثمن المواصلات وهو ما كان .
وبعد أن حدث ما حدث بعدذلك لم تفارقني صورة زينب " المحجبة التي قامت بأداء صلاة العشاء في بيتي " عندمانظرت إليها النظرة الأخيرة من الشرفة وهي تسير مع محمد وأسامة وتكاد تنكمشفي نفسها من شدة البرودة فلقد كانت ترتدي "بلوزة" صيفية خفيفة ليس تحتها أي "بلوفر" و"جونلة" خفيفة كذلك وترتدي "صندلا" صيفيا في عز برد الشتاء وفي يدها كتاب تقبضعليه بشدة ولن أنسى نظرة عينيها الأخيرة الحائرة بين أمل قد يقترب ومجهول غامضالأبعاد .
ظللت أنا وأسامة بعدها فترة ليست بالقصيرة نشعر بالألم والتقصير خاصةتجاه زينب التي كنا نراها أكثر شفافية
وأضعف حالا " محمد كان يرتدي ملابس شتوية ثقيلة "
اتصل أسامة كثيرابالصديق الذي طلب منه استضافة
محمد "طارق قاسم" من أجل أن يعرضعليه استضافتهما مرة أخرى أو حتى استضافة زينب لوحدها حتى يتدبر محمد أمره بدلا منبهدلتها في الشوارع لكن كأن الأرض ابتلعتهما فلم يعرف أحد عنهما شيئا حتى حدث ماحدث وهو ما كنت أستشعره في قرارة نفسي بعد الغياب الطويل فلقد بدا لي أنهما لميفلحا في تدبير المال وأن اليأس لابد سيأخذ بخناقهما ويجعلهما يعيدان الخطى إلىالبيت الوحيد الذي آواهما " بيت التنصير الخبيث " .. إنها ردة المرغمين المكرهينالذين انغلقت في أعينهما أبواب الأمل والرجاء واعتصرهما الجوع والبرد وقديما أكرهعمار بن ياسر على سب الرسول للنجاة من التعذيب وقلبه مطمئن بالإيمان ومن يدري أينالحقيقة في كل ما حدث .. الله وحده يعلم ما في الضمائر والقلوب .
ومن يستمع إلىصوت محمد حجازي في الفضائيات والذي أعلن فيه ردته
لابد أن يشعرفيه باهتزاز الصوت ولابد أن يرى النظرات الزائغة في عينيه .
على أية حالألا يتحمل المسلمون جميعا وزر ما حدث ووزر ما سيحدث بعد ذلك إن مبلغ ألف جنية فقطكان سيغير وجه حياة شابين مسلمين في مقتبل العمر .
لقد جعل الله عز وجل سهما فيالزكاة للمؤلفة قلوبهم فما بالك لمن أوصله فقره إلى الكفر .
هذا الشاب لا يحتاجإلى الوعظ قدر احتياجه إلى من يسدد ديونه وإيصالات الأمانة التي أخذوها عليه وهوواجب على المسلمين وعلى أصدقاءه وبدلا من رجمه وسبه لأنه كافر مرتد لابد من البحثأولا عن الأسباب الحقيقية لما حدث وعلاجها وألا تكون السلبية هي شعارنا في الحياة .
فوفاء قسطنطين المسلمة البالغة من العمر خمسين عاما تم إجبارها على جلساتالوعظ والإرشاد ولم يتم تهميشها واليأس من إعادتها "ولو بالقوة كما حدث بالفعل ". فما بالنا نحن نقول الإسلام ليس بحاجة إلى محمد وزينب .. صحيح أن الإسلام ليس بحاجةإلى محمد وزينبولكنهما بحاجة إليه وإذا كان هداية إنسان أفضل من الدنيا وما فيهافإن إعادة إنسان آخر إلى طريق الهدى لا تقل في الأهمية .

حــمــزة القــســــام

حزب العمل الاسلامى