رحلة إلى طنجة يَا قَلبُ عِندَكَ لِلأَحبَّةِ مَسكَنٌ وَمِن الأُولِي سَكَنوا بِقَلبي (المَغرِبِي)( ) مَهدُ الأَصَالةِ وَالشَّهَامةِ وَالنَّدى وَفِي البَدَوَاةِ مَا يَرُدُّ المُعتَبِ أَهلُ السَّخاءِ عَرِيقَةٌ أَنسابُهُم وَإِلى الجَنوبِ مُقَامُهُم لِمُنَقِّبِ نُسِبُوا إِلى وَادٍ لِكَثرةِ جُودِهم وَثَووا بشَّاطِي الأَكرمينَ الأَرحَبِ وَتَزَيَّنَ الوَادِي بِهم وَتَزَيَّنُوا كَالعِقدِ رُصِّعَ بِالجُمَانِ المُذَهَبِ وَبِهِ سَتَبدأُ فِي التَّسلسلِ لُحمَةٌ مِن أَوَّلِ الوَادِي الوَدُودِ المُنجِبِ كَانت بِ(أَشكدةَ) البِدَايةُ وَاغتَدت ب(الغَرْدَقَة) تَتلو الطَّريقَ بِ(دَبدَبِ) وَ (قِيرةُ) تَسبقُ عَن (بَرَاك) مِثلِهَا وَفِي (الزُّويَّةِ) جَاءَ شِعرِي المُطرِبِ وَتَلَتهَا (تَمزَاوة) وَجَاءت بَعدَهَا (آقَارُ) فِي قَلبِ المُحبِّ المُعجَبِ وَ(القِرضةُ) الغَرا وَ(قَدقُودٌ) أَتت (وونزرِيكٌ) فيها مَمشَى المَوكِبِ وَفِي النِّهَايةِ بَعدَ حُسنِ بِدايةٍ نَمضي بِ(إدري) مِن جَمَالِ المَطلِبِ وَنَمُرُّ بِال(تِّمسَانِ) دُونَ تَلَكُّأٍ وَنُعَايِنُ (الزَّهرة)( ) بِغَيرِ مُعَقِّبِ عُذرَاً فَقَد أَحصَيتُ دُونَ تَمَعُّنٍ تِلكَ المَناطِق وَالعِذَارُ لِمُذنِبِ وَخَصصتُ مِنهَا مَن تَشَرَّفَ أَهلُهَا بِالعِلمِ وَالشَّرفِ الرَّفِيعِ الطَّيبِ أَعيَانُ خَيرٍ قَد تَسَمَّوا فِي الوَرَى بِ(المغرِبِي) حَسبِي عِيَانُ مُجَرِّبِ فُرسَانُ خَيلٍ وَالمَهَارِي عِندَهم تَمضِي وَتَسرَحُ كَالصَّغِيرِ بِمَلعَبِ قَد رَوَّضُوا الخَيلَ الأَصيلةَ وَاعتَلوا صَهَوَاتِهَا مِنذُ الُجدودِ كَذَا الأَبِ وَرَأيتُ فِي الأَخوينِ كُلًّ مَليحةٍ عَن (مُصطَفَى) وَ(مُحَمَّدٍ) فِي المَغرِبِ فِي رِحلَةٍ نَحو الشَّمَالِ مَسَارُهَا وَالبَردُ يَلسَعُ مِثلَ حُمَّ العَقرَبِ كُنَّا عَلَى سَفَرٍ وَكَانت جُمعَةً فِي أَرضِ طَنجَةَ وَالجَمال المُحتَبِي جِئنا وَكُلُّنا بِالتَّفَاؤلِ نَمتَلئ كَي لا نَرُوحَ وَلا نَجِي بِالأَخيبِ حتَّى تَمَكَّن بِالقَبولِ مُحَمَّدٌ وَفِي يَديهِ شَهَادةُ العَدلِ الأَبي سِرنَا وَقَد بَانَت نَواجِذُ سَعدِنَا وَرَمَينَا كَابوسَ الظُّنونِ المُغضِبِ فِي شَاطِئ البَحرِ الذي قَد رحَّبت أَموَاجُهُ بِعِناقِ كُلِّ مُحَبَّبِ سِرنَا بِه حَتَّى تَقَاربَ خَطوُنَا وَأَتانا دَاعٍ بِالشَّفيعِ الأَقربِ (مَقهَى النَّخيلِ) بِكُلِّ مَلهُوفٍ أَتَى مِن فَرطِ جُوعٍ أَو بِصَبرِ المُتعَبِ مِلنَا عَلى السَّمكِ المُشَكَّلِ بَيننَا وَتَركنَا مَا يُثنِي الخَجولَ بِمَعْتَبِ حَتَّى ثَقُلنَا بِالطَّعَامِ وَحَولَنَا مَن كَان يَغدُو أو يَرُوحُ بِشِبشِبِ قُلنَا لَهُ: يَكفى لَنَا مَا أَبطَنَت مِنَّا الكُروشُ وَهاتِ أَفضَلَ مَشرَبِ بَرَّادُ شَايٍ كَي يُهَضِّمَ مَا مَضَى وَتَرى العُيونُ طَرِيقَهَا لِلمَركَبِ لَمَّا احتَسَينَا وَانتَشَينَا زَارَنَا سَمحٌ (نَبِيلٌ)( ) بِالكَلامِ الأَعذَبِ بَادَلنَا أَطرَافَ الَحديثِ وَعِندَنَا مِن كُلِّ أَصنَافِ الحَدِيثِ المُعرِبِ حتَّى انتَهَينَا لِلوَدَاعِ فَعَانَقَت أَروَاحُنُا قَلبَ الحَبيبِ المُشعَبِ رصعها ناظم الجمان/ رضا محمد جبران أبو طه الأمين الرباط المغرب 23/1/2010 Gobran77@yahoo.com
مواقع النشر (المفضلة)