شكراً .... على جرحٍ أضفتِه إلى جروحي ..
شكراً .... لما سفكتِه من دمائي .. و روحي ...
شكراً .. فلم تعد تعرف البرايا ...
كيف السبيل لدماري ... و كتم بوحي
أما أنتِ فاختلفتِ عنهم .. و صنعتِ من الجروح نوعاً فريداً
لم يجد في جسدي مكاناً ... فحفر جرحاً خطيراً في أعمق جروحي ..
شكراً للحظاتٍ سعيدة .... و سنينَ قهرٍ .. من العذابِ .. طويلة
شكراً ... لموتٍ يعطر أرجاء حياتي ....
شكراً لعذابٍ .. كلما ارتحت .. أحياني من مماتي
شكراً ... لكِ .... أحرقتِني بناري ....
و تركتِني ... بيديّ ... أقيم على جروحي ... دماري
لو عرفتِ ... كم أحبكِ قلبي مرةً ....
لما قضيتِ لحظةً ... بعيداً عن مشواري
الحبّ ... مملكةٌ .. على الدوام ... ملكتها مستبدة
لا تعرف جوهره .. إن قَصُرت .. أو طالت المدة
الحب .... يحرق كل شيءٍ ... و لا يترك أي لحظة فرحٍ بعده
إن بكيتُ ... فبكائي عذابٌ ...
و إن صمتّ .. متُّ ... و لم أعرف غير العذاب بعده
أيَا قلمي ... تحمل خواطري .... فإن هربت منكَ .. عدتُ إليك
و إن رحلتُ بعيداً عنكَ ... وجدت نفسي .. هناك .. بين جنبيك
كلما ناديتك .. بقطرات دمٍ بدل الدموعِ ... أجبتني ... لبّيك
شدّوا الرحال أحبابي ... و هربوا ...
وأقاموا مأدبة العشاء ... ليشربوا كؤوساً من دمي
و يأكلوا قطعاً من لحمي .. و مَن حاز على قلبي .. أكله بنهمٍ .. مثل البيك
لو عرف ما حواهُ هذا القبُ من همومٍ ...
لأقصاه سنيناً عنه ... و قال له سعديك
أنزف ... و أنزف ... و أنزف .... لأموت ....
حتى تأتي ... خائنة جديدة .....
تضخ الدماء .. في جسدي .....
تعيد .. للحظاتٍ... النبض إلى قلبي
ثم تبدأ فيّ المأساة الجديدة ...
تتلذذ بتعذيبي ... تميتني ... لكن... رويداً
تقتص مني ... كل آلام عمرها ...
لتقول .... أنا أمتّه من جديدٍ .. لكن ..
بطريقةٍ مختلفة .....
نعم يا سيدتي .... أمتّني .. بطريقةٍ مختلفة
لكن .. تذكري دوماً بداية قراركِ .. أن تميتيني
لقد قرأتِ تفصيل حياتي قبل الموت ... من عيني
و أبشركِ ... كما قرأتِ أنتِ...
ستأتي أُخرى .. لتقرأ ...
ستقرأ .. تماماً كما قرأتِ أنتِ .. لكن ...
ستقرأ زيادةً عنكِ ... بعض السطور ...
سطور حكاية عذابي على يديكِ ...
و كلّ أساليبكِ المجرمة ....
لتجد طريقةً لمماتي ... أشنع .. و أبشع
فتحييني لحظاتٍ من جديد ... لتميتني .. بالطريقة التي تراها مناسبة
أأسألكنّ هذا السؤال ؟!!!
كما حييتم لحظاتَ عذابٍ.... حييت
و بقيتم أحياء ... و أنا فنيت ..
و تعيدوني إلى الحياةِ لحظاتٍ .. و تميتنّني سنين ..
لماذا ؟؟!!!
لأني شاعر..... تبّا لوجودكنّ الملعون ...
أعطيتموني مرةً ... و أخذتم سنين فرحٍ من شعري ...بعض المشاعر
أنا .. منذ نعومة الأظفار .... قررتُ الابتعاد عن جنسكم
جذبتموني ... لما أسمها جنوني .. حبّ شيءٍ فيكنّ
حبّ كلمةٍ ... نظرةٍ ... ربما .. ألماً و حزناً
و الأغلب ... أن تسحرني ... نظرةُ إحداكنّ
يال خيالي ... لا يعرف منكنّ .. إلا المسرحيات التراجيدية
لا يعرف في نهاية العرض ... إلا الإخلاص .. لمشاعرٍ
.... أوجدها القلبُ ... لكلّ واحدة منكنّ
فتلونوا بعد اليوم .. كالأفاعي ...
قد عرفت .. طعم سمّ كل صنفٍ منكن ....
فشكراً لكِ .. أنتِ .. أقولها ...
لكلّ واحدةٍ منكن ....
خلّدت ذكرياتي معكنّ بشعري .. صحيحٌ
لكني خلدتها بالطريقة المناسبة
مهما حييتم .. ستجدون جرائمكم .. أما أعينكنّ ماثلة
و أنا ... شعري سيخلدني ....
ثلاثَ كلماتٍ ... أو كلمتين ..
عاشقُ بريق العينين .... أمير سوريا
مواقع النشر (المفضلة)