ذاك
زمان كل ما فيه بريء...وهذا زمان كل ما فيه وهم
زمان تضحك من قلب...
وهذا زمان تضحك من شفا
هذا زمان ترى الأمل شخصاً يلوح أمامك...إنه هو أمل الحقيقة
وهذا زمان يبدو الأمل من وحي الخيال
وذاك زمان ترى الابن ابناً..وترى البنت ابنة...
وهذا زمان ترى الولد سيداً على أبيه..
والبنت ترأس والدتها
هذا...زمان ترى الفتنة تلي الفتنة وتدور بك الأعاصير
حتى يختلط الأسود بالأبيض..فيصبح الرمادي سيد
الألوان.
ذاك الزمان..حضن جدة..وحنان أم..وقسوة أب كلها رحمة وخوف وحماية
وهذا الزمان لم يعودوا يعرفون ما هي الجدة..بل هذا الزمان أصبح موقعها في دار المسنين بدل أن يكون صدر أكبر مكان في بيت عامر بالدفء
وانقلبت الأم أباً بلا حضن دافىء..بلا ضعف يسمى ضعف الأمومة..وبلا قسوة أب تعني الحماية..
والأب مسخاً لا أماً حاضنة ولا أباً حامي...وانقلبت آيات كثيرة... كلها رمادية اللون.
ذاك الزمان كنت أضحك كثيراً عندما يتحدثون عن العيادات النفسية والآن أبكي كثيراً لأنني أبحث عنها فلا أجد إلا مواعيد لشهور وبعد شهور ،
هذا زمان رأيت مشهداً يمثل صلاح الدين فبكيت أسى..
وكانت ليلتي أحلاماً ملأى بالكوابيس ومشحونة بالظلمة...مفجراً وجعاً ملتهباً يدمي جرحه كل ليلة وأنا أرى طفلاً تنشق أرض الأقصى ليخرج من بين الصخرة والحرم يقذف حجراً لأنه يريد موضع حجر آمن فيـُقذف بقذيفة طفل يرتسم الألم على وجه يـُشهد التاريخ علينا..
يـُشهد التاريخ عليهم..ماهذا الزمان الذي ننظر فيه عبر الشاشة لدم طفل..وأشلاء شهيد ثم نقلب إلى قناة تروي حدثاً أو تعرض فيلماً..أو تنقل خبراً يتوسل قائلاً نحن ضعفاء هذا الزمان الذي نعافر لنحافظ على هوية بيضاء لا رماديةهذا الزمان المتردي..
ذاك الزمان نضحك أطفالاً حتى نستلقي على ظهورنا...ا
فى هذا الزمان الأطفال لا يضحكون..بل حتى أمام أفلامهم المفضلة
هل يرون الطير..لم يرفعوا يوماً أعينهم للسماء ليفحصوا عدد النجوم ولا يرون شجراً ولايعرفون الوان الورد...ولا ريح الزهرايه
ذاك الزمان...تـُجمع العائلة وتـُجمع الأُسر ويجتمع الأطفال في باحة ضيقة وعلى سفرة ضيقة يصطحبنا أهلونا حيث غداء الضيوف إننا عشرات الأطفال وعشرات النساء ولفيف كثير من الرجال وتتعالى ضحكات النساء غمز ولمز...ويهزج الأطفال.لا ملل..لا كلل...لا ضيق ، النفوس واسعة وإن ضاقت المساحات..
وهذا الزمان..يـُمنع اصطحاب الأطفال وكأنهم وحوش الغابة...وتمنع الزيارات إلا بعد العشرين ا
....وتكون المناسبات وكأنها مآتم..متقابلون بلا ابتسامة توضع رجل فوق أخرى حتى تبدو تلك الأحذية
يحضرون قبل وجبة العشاء بدقائق وينصرفون بعدها بدقائق...
.هذا الزمان ضاقت النفوس رغم رحابة المساحات والقصور.ذاك زمان..وهذا زمان يا جدتي..ليتك مازلت معنا ولكن كآبة هذا الزمان لن ترضيك
ا فأَنت كنت في زمان النعمة...أعلم الآن أي نعمة نحن فيهـَا
.أنهم ناس الزمان الذين فقدوا الإحساس بفضل المتنعم وعظمة النعمة فأنقلب الزمان وفقدنا كل حواس التذوق وخواص الحسايه
جدتي اريد ان اذهب معك فى زمنك الجميل فهذا الزمان اصبح بلا طعم...ولا لون..ولا رائحة !!!
ونعيب زماننا والعيب فينا !!!
الكل باطل حتى بالصمت العجز قليل الحيله !!!
منقوول
مواقع النشر (المفضلة)