بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تجدين طفلك دائماً بعيدا عن أي تجمع عائلي أو لا يريد الاختلاط بزملائه في المدرسة ، وتبررين لطفلك أنه خجول ؟
الشعور بالخجل أو الإحراج أمرً طبيعي و جزءً من عملية النمو عند الطفل إلا انه قد يتحول عند بعض الأطفال إلى مشكلة تؤثر في عملية ثقتهم بالذات و تقديرهم لها .
ويشير خبراء علم النفس أن الطفل في عمر السنتين يختبر معنى الشعور بالإحراج والخجل نتيجة وعيه مسألة تحوله إلى محط أنظار الأشخاص الآخرين و هو ما يجعله يسعى إلى معرفة رأيهم فيه هنا تتضح صورة "ذاته" كما يراها الآخرون فينتابه القلق و التوتر و قد تؤثر بعض العوامل الخارجية في زيادة حدة الشعور بالخجل الذي يقف أحياناً عائقاً أمام سعادة الطفل الذاتية.
ويؤكد الأطباء أن هناك طرقا يجب على الأهل معرفتها لتعليم أطفالهم كيفية التغلب على خجلهم منها :
الاختبار الأول
ثمة أطفال في هذه السن يتمتعون بجرأة التحدث أمام الآخرين لكن ثمة أطفال بنفس العمر يكرهون هذا الأمر ويعبرون عن خجلهم من خلال العدائية والغضب ورفض التعاون والانصياع إلى الأهل في هذه الحالة يجب على الأهل أن يوجهوا انتباه طفلهم إلى موضوع آخر بأسرع وقت ممكن و يطلبون منه ان يجلب لعبته المفضلة أو يحدثهم عن رسوماته فمن المهم ان ينسى الطفل الوضع الذي سبب له الإحراج ولا ينتظر الأهل منه أن يكون محور اهتمام الآخرين ، كما ذكرت جريدة "الفرات".
الاختبار الثاني
يخجل الطفل بين سن 3و5 سنوات من آراء الآخرين فيه مع بدء الطفل في تقويم آراء الآخرين تجاهه والانتباه إلى ذاته ككيان مستقل قد يختبر معنى الشعور بالخجل حيال هذه المسألة و تحديداً حيال كيفية نظرة الآخرين إليه هذا الشعور المحرج قد يؤثر في عملية اكتسابه مهارات التواصل مع الآخرين و يتجلى الأمر من خلال رفضه مشاركة أقرانه اللعب أو الذهاب في زيارات عائلية أو التصرف بسذاجة بحيث يصبح مهرج الصف وفي هذه الحالة على الأهل احترام مشاعر الطفل الكامنة وراء هذه التصرفات و أن تأخذ على محمل الجد من المهم جداً ألا يحبط الأهل تصرف طفلهم هذا وعليهم أن يقولوا له : نحن نفهم جداً سبب تحدثك بهذه الطريقة أو تصرفك بهذا الأسلوب لربما كانت هذه الطريقة الوحيدة لإيصال الرسالة إليهم بأنه يشعر بالخجل وإذا اعتاد الأهل الحديث عن طفلهم وأعماله ومغامراته وأدائه أمام الأصدقاء و في وجوده فعليهم من الآن فصاعداً أن يسألوه ما إذا كان يسمح بذلك أم لا.
الاختبار الثالث
الاختلاف سبب خجل الطفل بين سن 6و9 سنوات : يبدأ الطفل في هذه السن بالشعور بالحرج أو الخجل لكونه مغايراً عن الآخرين و يشعر بالخجل مثلاً إذا كان يضع نظارات طبية أو أنه اقصر أو أطول من أقرانه ومن المهم ان يختبر الطفل الشعور بالخجل أو الإحراج نتيجة وجود هذه الاختلافات لأن ذلك جزء أساسي من عملية اكتشاف هويته و تحديد شخصيته (من يكون أو لا يكون ) في هذه الحالة يجب على الأهل أن يمضوا وقتاً أكثر مع طفلهم لتحديثه عن موضوع اختلاف البشر و أنه لا يوجد إنسان أفضل من غيره فلكل واحد ميزاته و صفاته الخاصة سواء في الشكل أو المضمون و يطلبون منه أن يتخيل مثلاً لو أن كل الناس يتشابهون فما الذي سيحصل برأيه ما سيكون شعوره كما يجب أن يشجعوه على القيام بأنشطة خارج نطاق المدرسة و تعلم رياضة ما أو العزف على الموسيقا كي يشعر بقيمة ذاته الداخلية بعيداً عن الأحكام الخارجية .
الاختبار الرابع
التغيرات الجسدية مصدر إحراج للطفل بين سن السنوات العشر و ما فوق: يشهد جسم الطفل في مرحلة البلوغ تغيراً كبيراً على الصعيدين الهرموني و الشكل الخارجي هذه التغيرات تشعر الطفل بالحرج و الخجل لا سيما عندما يصبح موضع تعليق من قبل الأقارب ما يدفع الطفل إلى الانزواء في غرفته بعيداً عن مصدر الإحراج من المهم في هذه الحالة أن يطلب الأهل من الأقارب عدم الإدلاء بأي تعليق على التغيرات الجسدية التي يشهدها الطفل حتى و لو كانت من باب التعبير عن إعجابهم بسمة من سماته الجديدة .
منقول
مواقع النشر (المفضلة)