4 مفاتيح لسلوك طفلك المحير
=================
منذ اشهر قليلة كان يطلب منك القيام بكل شيء، اما الآن فيبدو ان طفلك البالغ من العمر سنة واحدة يريد ان يقوم بكل شيء بنفسه، كما ان بعض تصرفاته – مثل فتح واغلاق خزائن المطبخ ما يقارب العشرين مرة أو رفض تناول حبة الموز المقسومة الى نصفين – ستجعلك تشعرين بالارتباك فتتساءلين: ماذا حدث له؟
الجواب: لا يوجد شيء غير طبيعي، ففي هذه السن، يصبح من واجب طفلك تعلم كل شيء يستطيع تعلمه عن العالم المحيط به. وربما تبدو بعض الطرق التي يختارها للقيام بذلك – مثل تكرار عمل شيء ما – محيرة بالنسبة لك، لذا طلبنا من خبرائنا حل اربعة من ألغاز الصغار الاكثر غموضا.
الحالة الأولى
في الاسبوعين المنصرمين، لم يمل طفلك البالغ من العمر عاما واحدا من ان يطلب منك قراءة الكتاب ذاته له، فيصرخ باكيا «مرة اخرى» أو «المزيد» بعد انتهائك من قراءته له.
• مفتاح اللغز:
مثلما لديك كتابك المفضل أو اغنيتك المفضلة، فان طفلك يطور ذوقه الخاص به، وسيعبر عن رغباته بالصراخ اكثر فاكثر. إلا ان التكرار مفيد في امور اكثر اهمية: يبدأ الاطفال ادراك حقيقة ان هناك اشياء يمكن الاعتماد عليها لانها تجعلهم يشعرون بالامان. فسماع القصة نفسها مرة تلو الاخرى يساعدهم على فهم ان العالم منظم وانهم يستطيعون التحكم بذلك نوعا ما.
كما يساعد التكرار طفلك في التركيز بشكل اكبر على ممارسة مهارات معينة، على سبيل المثال، ربما تبدو قراءة قصة معينة عدة مرات متتالية امرا مملا بالنسبة لك، إلا ان طفلك يكتسب كلمات جديدة، ويحاول تفسير ما يحصل في الصور، ويحاول ايضا تذكر الاحداث بالتسلسل. وعندما يشعر الطفل بأنه حصل على ما يريده من هذا الكتاب، فانه سينتقل الى كتاب آخر.
الحالة الثانية
يترجاك طفلك البالغ من العمر خمسة عشر شهرا ان تحمليه، لكن حالما تفعلين ذلك، يبدأ بالتلوي للنزول.
• مفتاح اللغز:
بما ان طفلك اصبح قادرا على التحرك، فقد تكوَّن لديه شعور بالاستقلالية نوعا ما، كما انه يحب التمتع بحريته المكتسبة جديدا للتجوال داخل المنزل لوحده. إلا ان الابتعاد قليلا عن امه أو ابيه يمكن ان يكون مخيفا بعض الشيء، حيث يشكل الاهل قاعدة الامان بالنسبة للاطفال. لذا ليس من المستغرب بالنسبة للاطفال حديثي العهد بالمشي ان يهرعوا الى اهلهم عائدين.
وحالما يشعر طفلك بالامان، يصبح جاهزا للانطلاق من جديد لاستكشاف المحيط من حوله. ويمكن ملاحظة هذا التصرف بشكل افضل عندما يكون في محيط غريب، مثل منزل صديقتك، حيث انه يشعر بالحيرة بين الذهاب لاستكشاف المحيط الجديد وبين البقاء بالقرب منك في هذا المكان الغريب.
الحالة الثالثة
كلما ادرت وجهك قليلا، تجدين طفلك يلعب بلوحة مفاتيح الكمبيوتر، حتى عندما تكون الشاشة مغلقة.
• حل اللغز:
اذا لم تركزي انت على كمبيوترك، فلن يفعل طفلك ذلك. ويكتسب الاطفال تصرفاتهم من اهلهم، وبما انك تمضين بعض الوقت على الكمبيـوتر كل يوم، لقراءة البريد الالكتروني أو للبحث عن وصفة ما، فان طفلك البالغ من العمر عاما واحدا سيتملكه الفضول لاستكشاف متعة العمل على الكمبيوتر.
بالاضافة الى ذلك، يشعر الاطفال عند تقليدهم لآبائهم أو امهاتهم، سواء بتجريب النظارات الشمسية أو وضع الهاتف النقال على الاذن، بالقرب منهم، كما انهم يحبون ردة الفعل الايجابية التي يتلقونها نتيجة قيامهم بتلك لافعال. إلا انهم لا يقومون بالتقليد للفت الانتباه فقط، لان التقليد يعتبر مرحلة مبكرة من التعلم. وبتقليد الآخرين فانهم يطورون مهاراتهم الحركية والادراكية، كما انهم يكتشفون طريقة عمل العالم.
الحالة الرابعة
لاحقا، يبدو ان طفلك الذي اصبح في شهره الثامن عشر يود القيام بكل شيء مع والده، مما يجعلك تشعرين بانك منبوذة.
• مفتاح اللغز:
من الصعب اخفاء الشعور بخيبة الامل عندما لا يمضي طفلك وقته معك. والحقيقة انه لا يقوم بذلك قصدا، ولا يتعلق الامر فيك. فالاطفال لا يعرفون انهم يجرحون شعورك بتصرفاتهم تلك. حتى انهم لا يدركون ذلك على الاطلاق – فهم يركزون على احتياجاتهم الخاصة. واحيانا تؤدي مصاحبة الآباء الى تحقيق اهداف معينة.
بعد 12 شهرا، يبدأ الاطفال بادراك الاختلاف بين الابوين، فالامهات يملن الى رعاية الاطفال وتهدئتهم، بينما يكون الآباء عادة اكثر حيوية. لذا، ربما يشعر طفلك بالرغبة في اللعب اثناء تنظيف اسنانه، وهذا ما يفعله الآباء. أو ربما يشعر بالرغبة في تمضية بعض الوقت مع والده لانه امضى يومه كله في العمل. وفي كلتا الحالتين، يمكنك الاطمئنان بان طفلك سيصرخ باكيا «ماما! ماما!» بعد وقت قصير جدا.
منقول
مواقع النشر (المفضلة)