بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعيدا عن المخدرات والخمور أزواج مدمنون ولكن ظرفاء
الإدمان يعتبر نوعا من أنواع الاعتياد على شيء ما بحيث يصبح هذا الشيء جزءا من تكوين الشخص، ولا يستطيع الفكاك أو التخلص منه! إنه يفوق العادة، ويصبح واحدا من أهم الطقوس اليومية التي يعتاد عليها الشخص، وإذا حاول الإقلاع عنه يصاب بحالة توتر وقلق واضطراب قد تصل إلى حد الهلع، ولا تسكن هذه الاضطرابات إلا إذا فعل هذا الشيء الذي اعتاد عليه!!
فالاعتياد على أي شيء ابتداء من القراءة ومشاهدة التليفزيون، ومرروا بالشراهة في الأكل، وحتى الوصول إلى المخدرات؛ بحيث تصبح واحدة من هذه العادات قوة معطلة لطاقته، ولا يمكن التحكم فيها بالإرادة الشخصية؛ فهي تعتبر مرضا من أخطر الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان.
في هذا الأيام أصبحنا نسمع استغاثة جديدة من جانب "حواء" قد تكون الأولى من نوعها، والصرخة جاءت على لسان العديد من الزوجات اللاتي أعلن -وبدون تردد أو خوف من الفضيحة- أنهن يعشن مع "الزوج المدمن"!! ولكن هذا الإدمان لا يعاقب عليه القانون الوضعي أو القانون الاجتماعي؛ إنه نوع جديد من الإدمان بعيد كل البعد عن المخدرات والكحوليات.. هذا النوع من الإدمان الظريف أصبح نقطة خلاف بين الأزواج، وتهمة جديدة توجهها الزوجة للرجل الذي يشاركها الحياة.
و من هذه الامثلة
غاوي غسيل سيارات فقد أدمن زوجي غسيل السيارات -نعم غسيل السيارات!- وطبعا تأتي سيارته في مقدمة اهتماماته؛ فكل صباح لا بد أن يغسلها، وهذا ليس بعيب، ولكن العيب الذي يصل إلى حد المرض أنني أجده في أحيان كثيرة يتسلل من غرفة النوم في ساعات متأخرة من الليل، ويخرج من الشقة ليقوم بغسل سيارته
مدمن شراء زوجي مدمن شراء؛ إنه يشتري أي شيء، ولا يهمه الثمن إذا كنا في حاجة إلى السلعة التي يقبل على شرائها بدون تفكير أو تردد!!
مدمن مباريات كرة القدم
فأنا أعرف أن هناك كثيرين يدمنون مشاهدة مباريات كرة القدم.. لكن لا أتخيل أنهم مثل زوجي؛ فالحالة التي وصل إليها زوجي تقترب من الإدمان
مدمن كمبيوتر
لقد اكتشفت إدمان زوجي، لقد تأكدت من مرض زوجي بعد عام واحد من الزواج، إنه مدمن كمبيوتر، لم يعد بيننا حوار مثل باقي البشر! بمجرد عودته من عمله يجلس أمام جهاز الكمبيوتر، وكأنه على موعد "غرامي" معه!! وإذا حاولت الجلوس بجانبه أو حتى سؤاله عن صحته يقول -بدون النظر إلي- في هدوء: إنني مشغول الآن

مدمن كلام في التليفون فزوجي لا يكف عن الكلام طوال اليوم وخاصة في التليفون، وكأنه مولود في "سنترال". فخلال إقامته بالمنزل لا يترك سماعة التليفون من يده، وعندما يذهب إلى عمله يقوم بالاتصال بكل من يخطر له على بال، ولا أعرف من أين يأتي بكل هذا الكلام، ولا تصدقني إذا قلت: إنه يوجد في المنزل أربعة أجهزة تليفون، بالإضافة إلى أجهزة الاتصال الداخلية، ويستهويه عندما يطلب شيئا -حتى ولو كان كوب ماء- أن يرفع سماعة التليفون ويناديني أن أرفع سماعة التليفون في المطبخ ليطلب مني ما أريده عن طريق التليفون
مدمن التعازي مشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم شيء طيب، لكن أن يصل ذلك إلى حد الإدمان -وخاصة في مشاركة الأحزان- فهذا ما لا يصدقه عقل؛ فعادة زوجي التي وصلت إلى حد الإدمان وهي مستمرة منذ ما يقرب من ثلاثين عامًا هي قراءة صفحات الوفيات؛ فهو لا يشتري الصحف إلا لقراءة صفحات الوفيات
منقول
مواقع النشر (المفضلة)