بسم الله الرحمن الرحيم
كان هناك شاب يعيش في قرية نائية بعيده عن الحضارة
وبها بئر انتشرت أخباره في جميع القرى المجاورة للقرية الصغيرة
وكان سبب انتشار أصداء هذا البئر أنه في كل يوم من السنة
يسمعوا أصواتا تخرج منه كأنها أصوات حرب قديمه
بها ضرب بالسيوف وأنين الجرحى ولطم النساء وبكاء الأطفال
ويكون هذا الصوت ليلا من بعد الثانية عشر حتى قبيل الفجر
وعلى هذا الموال كل سنة وقد خرجت أساطير تحكى من الآباء
بأنه كان هناك حرب ضروس لم يرى العالم مثلها
وأنه لاتزال أرواح المقاتلين تتصارع في كل يوم يمر
على يوم إنتها الحرب بينهم
ومنهم من قال أن هذه الأصوات تخرج من عالم أخر لا يعلمه أحد
وقد كان سبب عدم إقترابهم من البئر هو قولهم أنه من نزل
إلى البئر لم يخرج منه أبدا ولا أجل ذالك كانوا يتجنبون النظر
إلى ما في البئر أو حتى الإ قتراب منه وكان هذا الشاب
الذي ذكرته بأول القصة واسمه ربيعه لديه حب الفضول ولإستطلاع إلى مافي هذا البئر
وقد عزم ربيعه النزول إلى هذا البئر ومعرفة ما به فحزم أمتعته للنزول
ولما علم أهل القرية بذلك منعوه من ذلك.
وقالوا له إنك لو نزلت لن تخرج وقد تحل كارثة بأهل القرية
بسبب نزولك فعدل ربيعه عن قراره ولكن كان موضوع البئر ضل شاغلا باله ومرت السنين وهذه الأصوات تخرج وضل صاحبنا في شوق يزداد لمعرفة تلك الأصوات حتى قرر النزول دون إخبار أحد من أهل القرية
لكي لا يمنعوه فلما حزم أمتعته من الحبال والسلاح والمشاعل النارية
لكي يرى ثم تسلل من القرية وكأنه مختلس حتى وصل للبئر
وجلس إلى أن تخرج الأصوات فلما سمع الصوت نظر للبئر
ولم يرى غير الظلام الدامس فربط حباله ونزل وهو يسمع الأصوات من حوله
وهو يذكر اسم الله وما يحفظه من الأوردة
وهو ينزل لم يعد يسمع الأصوات فإستمر في النزول
وهو لا يرى آخر البئر من عمقه وهو يخاف من ما سيكون في آخره
حتى وصل لنهاية البئر ولكنه لم يجد شيء غير الحجر الذي اصطف به البر
وبه الشجيرات التي نمت من بين الأحجار
ولكن وجد شي يخرج منه بصيصا من النور من فتحة بالحجر
فأصبح يسحب الأحجار لرؤية مصدر هذا الضوء ولكن بحذر خشية إنهداد البئر عليه وهو يحفر في جدار البئر وجد فتحتة تدلي على غرفة فدخل بها
فوجد هذه الغرفة خالية ولكن بها باب كبير فتح هذا الباب فوجد أشخاص ليست أشكالهم كأشكال البشر فكانوا ضخام الجثث ذو طول فارع وأشكال قبيحة
وقرنين فوق رؤوسهم كقرون البقر
وألوانهم حمراء ووجد شخص يزيد عليهم ضخامة يجلس على كرسي عظيم
من الذهب ومرصع بالألماس ومن حوله الخدم
فلما تنبهوا لوجوده قبضوا عليه وجلبوه لكبيرهم وهو ملكهم
قال الملك : من أنت يا غريب
قال ربيعه : أنا من القرية التي حول البئر
قال الملك : وكيف وصلت إلى هنا
قال ربيعه : من البئر نزلت فحفرت به فدخلت إلى هنا
قال الملك : وماذا تريد من حضورك
قال ربيعه : أريد معرفة هذه الأصوات التي تخرج من البئر
قال الملك : نعم أعلم بها إنها لإبائنا من الجن فقد جرت بينهم وبين أجداد أجدادكم
من الأنس حرب ضروس ذهب ضحيتها الكثير
وقال : الآن علمت بما جرى وماذا تريد غير ذلك
قال ربيعه : إذا كانوا توفوا جميعا إذا لماذا تخرج هذه الأصوات
قال الملك : هذه أصداء أصوات الأسرا بالبئر لاتزال ولن تزال حتى ينفذ العهد الذي
علينا
قال ربيعه : وما العهد الذي تتحدث عنه
قال الملك : إذا سأخبرك عن الذي جرى فقد تغلب أجدادكم علينا
وكان هناك إتفاقية بيننا وبينكم لإنها هذه الحرب
فقد كان الشرط انه أول وثاني من يحضر من الإنس إلى هذا المكان
يحصل على العهد ولم يحضر احد غيرك حتى ضننا بعدم حضوركم
ولكن بما أنك أتيت فسنسلمك الكنز وهو مائة ألف ألف من الدنانير الذهبية
وخمس من الجن يخدمونك ويلبوا مطالبك فخرج ربيعه من البئر
وبنى له قصر عظيم في قريته لم يرى مثله احد من البشر
وأصبح ينفق على اهالي القرية وينشئ بها أماكن جميله لأهلها
فصارت مدينة كبيره تجذب الرجال للعمل بها والحصول من خيرها
وخير ربيعه وأصبح ملكا عضيما ولكن شرد الخدم من الجن عنه
بعد ما أصبح له مئات الخدم من البشر يقومون بخدمته
ووصلت سطوته إلى أرجاء المعمورة وردم تلك البئر
ولم يخبر أحدا بأن من يحضر للبئر سيأخذ كما اخذ خشية من ذهاب احد
فيسلب منه ملكه وينافسه في أمواله والى
الآن لم يذهب أحد إلى ذلك البئر ولم يعلم أحد بمكانه
ولا تزال الفرصة قائمة إلى الآن بأن من سيحضر إلى منزل ملك الجن
الذي بأسفل البئر سيحصل على الكنز والخدم من الجن
ولكن أين البئر
فمن يعلم مكانه
فليخبرني وأشاطره النصف
مواقع النشر (المفضلة)