+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    أنس مصطفي is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    10 / 08 / 2006
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    106
    معدل تقييم المستوى
    322

    افتراضي القران الكريم يقوي المناعة

    أسس رعاية البيئة في الإسلام
    1. التشجير والتخضير
    من ركائز المحافظة على البيئة في الإسلام : العناية بالتشجير وتخضير الأرض بالغرس والزرع.
    نقرأ في القرآن الكريم في معرض امتنان الله على خلقه بما سخر لهم من أسباب الزرع والغرس والشجر والخضرة فيقول تعالى :( وهو الذي أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به نبات كل شئ فأخرجنا منه خضراً نخرج منه حباً متراكباً ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبهاً وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون) ((الأنعام :99 )).
    وفي نفس السورة يقول تعالى : (وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفاً أكله والزيتون والرمان متشابهاً وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) ((الأنعام :141 )).
    وفي سورة أخرى يقول تعالى : ( وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون )
    (( الرعد : 4 )).
    وفي سورة أخرى يقول سبحانه : ( هو الذي أنزل من السماء ماءً لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون*ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون*) (( النحل : 10و11 )).
    وقد تكرر هذا المعنى كثيراً في القرآن الكريم في سور شتى ونبه فيها على عنصرين مهمين من فوائد الزرع والشجر والخضرة :
    العنصر الأول : عنصر المنفعة كما في قوله ( كلوا من ثمره إذا أثمر ) وقوله تعالى ( فلينظر الإنسان إلى طعامه* أنُا صببنا الماء صباً* ثم شققنا الأرض شقاً* فأنبتنا فيها حباً* وعنباً وقضباً* وزيتوناً ونخلاً* وحدائق غلباً* وفاكهةً وأباً* متاعاً لكم و لأنعامكم* ) (( عبس :24-32 )).
    فانظر كيف جعل في هذه النباتات عنصر المتاع أي المنفعة للناس و لأنعامهم التي تخدمهم أيضاً.
    وقال تعالى : ( أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعاً تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون ) ((السجدة :27 ))
    فأرشد إلى منفعة الأكل من الزرع لهم ولأنعامهم معهم بل قبلهم.
    والعنصر الثاني : هو عنصر ( الجمال ) . وهو مما قد يتصور بعض الناس أن الإسلام لا يهتم به ولا يجعل له اعتباراً وهو وهم لا أساس له في القرآن ولا في السنة فإن الله تعالى جميل يحب الجمال كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وقد وضح هذا في آيات كثيرة من كتاب الله عز وجل كما في قوله تعالى : ( أمن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماءً فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون ) ((النمل :59 ).
    2.العمارة والتثمير
    ومن المقومات الأساسية للمحافظة على البيئة في نظر الإسلام : ما حث عليه التوجيه الإسلامي وقام عليه التشريع الإسلامي: من عمارة الأرض وإحياء مواتها وتثمير مواردها وثرواتها.
    حتى إن الإمام الراغب الأصفهاني اعتبر ( عمارة الأرض ) أحد مقاصد ثلاثة أساسية خلق لها الإنسان مستمداً ذلك من نصوص القرآن ذاته. كما ذكرنا ذلك من قبل . وهذه المقاصد هي:
    أولاً : عبادة الله تعالى . كما قال عز وجل : ( وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون ) (( الذاريات:56))
    ثانياً : خلافة الله تعالى في خلقه . كما قال سبحانه : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) ((البقرة: 30 ))
    ثالثا : عمارة الأرض كما في قوله تعالى على لسان نبيه صالح : ( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ) (( هود:61 )) ومعنى ( استعمركم ) أي طلب إليكم أن تعمروها.
    ومن هنا كانت عمارة الأرض ة إصلاحها وحظر الإفساد فيها مما اتفقت عليه شرائع الأنبياء ورسالات السماء.
    ومن هنا جاء التنويه بهذا المقصد الكبير على لسان نبي الله صالح عليه السلام وهو من أنبياء العرب وقد أرسله الله إلى ثمود الذي بوأهم الله في الأرض وهيأ لهم أسباب التقدم والرخاء : قال تعالى : ( وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله عيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه) (( هود:61 )).
    وفي مقام آخر ذكرهم بنعم الله تعالى و آلائه عليهم وحذرهم من الإفساد في الأرض التي هيأها الله لهم فيقابلون النعمة بالكفران قال تعالى على لسان صالح : ( واذكروا إذ جعلكم خلفاءً من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصوراً وتنحتون الجبال بيوتاً فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين) (( الأعراف:74 )).
    وهذا بعد أن دعاهم إاى التوحيد الذي هو الأساس الأول لدعوات الرسل جميعاًً. ولهذا نجدهم جميعاً يقولون : (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ) ((هود:61 )).
    ولما جاء الإسلام أكد النهي عن الفساد في الأرض بأساليب شتى. منها النهي عن الإفساد كما في قوله تعالى : ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً ) (( الأعراف:56 )).
    ومنها التنفير من النماذج المفسدة والتحذير منها ومن مشابهتها كما في قوله تعالى في وصف بعض المنافقين : ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد* وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ) (( البقرة:204-206)).
    ومثل ذلك قوله في ذم اليهود : ( ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين) ((المائدة:64 ))
    وقوله في ذم المنافقين : ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون* ألا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) ((البقرة:11و12 )).
    ومنها : إعلان أن الله تبارك وتعالى ( لا يحب الفساد ) و (لا يحب المفسدين ) كما في الآيات السابقة.وأنه لا يصلح عمل المفسدين كما جاء في قصة موسى ( قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ) ((يونس:81)).
    والإفساد في الأرض : يشمل الإفساد المادي بتخريب العامر وإماتة الأحياء وتلويث الطاهرات وتبديد الطاقات واستنزاف الموارد في غير حاجة ولا مصلحة وتعطيل المنافع وأدواتها.
    كما تشمل الإفساد المعنوي كمعصية الله تعالى ومخالفة أمره والكفر بنعمته والتمرد على شريعته والاعتداء على حرماته وإشاعة الفواحش ما ظهر منها وما بطن وترويج الرذائل ومحاربة الفضائل وتقديم الشرار وتأخير الأخيار وتجبر الأقوياء على الضعفاء وقسوة الأغنياء على الفقراء.
    إحياء الموات :
    ومما جاءت به شريعة الإسلام من عمارة الأرض : (إحياء الموات ).
    والموات : هي الرض الدارسة الخراب كما قال ابن قدامة في ( المغنى ). وعرفها الأزهري في (الصحاح) بأنها الأرض التي ليس لها مالك ولا ماء ولا عمارة ولا ينتفع بها.
    والأرض الميتة هي الأرض البور التي لا زراعة فيها ولا بناء سماها الرسول صلى الله عليه وسلم ( ميتة ) للإشارة إلى أن الأماكن والأراضي تموت وتحيا كما يحيا الإنسان ويموت و ( موت ) الأرض إنما يكون بتركها بوارا لا ينبت فيها نبات ولا يغرس فيها شجر ولا يقوم فيها بناء ولا عمران و ( حياة ) الأرض بإجراء الماء فيها وإنبات الزرع وغرس الشجر وإقامة أسباب السكن والمعيشة.
    وقد اقتبس النبي صلى الله عليه وسلم معنى الموت والحياة من القرآن الكريم في أكثر من آية كما في قوله تعالى : ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حباً فمنه يأكلون) (( يس:33 )) وقوله عن المطر (وأحيينا به بلدة ميتاً ) (( ق:11)) . (إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شئ قدير) (( فصلت:39 )).
    ولا شك أ، من أعظم الموارد التي عنى الإسلام بالمحافظة عليها وعمل على تنميتها والاستفادة من خيراتها : الأرض الزراعية التي هي مصدر القوت والطعام للإنسان كما قال تعالى : (فلينظر الإنسان إلى طعامه* أنُا صببنا الماء صباً* ثم شققنا الأرض شقاً* فأنبتنا فيها حباً* وعنباً وقضباً* وزيتوناً ونخلاً* وحدائق غلباً* وفاكهةً وأباً* متاعاً لكم و لأنعامكم* ) (( عبس :24-32 )).
    وقد مر بنا أن هذا يعد من أفضل الأعمال التي حث عليها الإسلام ورغب فيها ووعد فاعليها بأعظم المثوبة : استصلاح الأراضي البور لما فيه من توسيع الرقعة الزراعية وزيادة مصادر الإنتاج.
    ويكون الإحياء كذلك : بالبناء عليها وإقامة مساكن فيها للناس فالأرض الموات كما تحيا بالنبات والغرس فهي تحيا بالبناء والمسكن ولهذا نرى الناس في عصرنا يتجهون إلى الصحارى ليقيموا فيها المباني.
    ويكون الإحياء كذلك بإقامة المصانع في الأرض فالمصانع كالمزارع مطلوبة لحياة الناس وقد قال تعالى : ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس ) (( الحديد:25 )) وقوله :
    ( فيه بأس شديد إشارة إلى الصناعات الحربية وقوله ( ومنافع للناس ) إشارة إلى الصناعات المدنية.
    3.النظافة والتطهير
    ومن الوسائل التي حرص عليها الإسلام في حفظ البيئة : العناية بالنظافة والحقيقة أن موقف الإسلام من النظافة موقف لا نظير له في أي دين من الأديان فالنظافة فيه عبادة وقربة بل فريضة من فرائضه.
    إن كتب الشريعة تبدأ أول ما تبدأ بباب عنوانه الطهارة أى النظافة فهذا أول ما يدرسه المسلم والمسلمة من فقه الإسلام.
    وما ذلك إلا أن الطهارة هي مفتاح العبادة اليومية ( الصلاة ) كما أن الصلاة مفتاح الجنة فلا تصح صلاة المسلم ما لم يتطهر من الحدث الصغر بالوضوء ومن الحدث الكبر بالغسل والوضوء يتكرر في اليوم عدة مرات تغسل فيه الأعضاء التي تتعرض للاتساخ والعرق والأتربة مثل الوجه – ومنه الفم والأنف – واليدين والرجلين والرأس والأذنين قال تعالى :
    ( يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنباً فاطهروا ) (( المائدة:6)) وقال صلى الله عليه وسلم : " لا يقبل الله صلة بغير طهور" .
    ومن شرط صحة الصلاة كذلك : نظافة الثوب والبدن والمكان من الأخباث والقاذورات قال تعالى : ( وثيابك فطهر ) (( المدثر:4 )) ومن ذلك نظافة مخرج البول والبراز بالاستنجاء والغسل بالماء إن تيسر وإلا فبالمسح ولو بلأحجار ونحوها في الصحراء ( الاستجمار ) .
    وفوق ذلك أشاد القرآن والسنة بالنظافة وأهلها فقال تعالى : ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )
    (( البقرة:222 )) وأثنى على أهل مسجد قباء فقال : ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المتطهرين ) (( التوبة:108 )).
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( الطهور شطر الإيمان )) أي نصفه وهو حديث صحيح.
    ومن ذلك شاعت بين المسلمين هذه الحكمة التي ينطق بها عامتهم وخاصتهم ولا يعرف لها مثيل عند غيرهم : وهي (( النظافة من الإيمان )).
    وقد عنى النبي صلى الله عليه وسلم بنظافة الإنسان فدعا إلى الاغتسال وخاصة يوم الجمعة : (( غسل الجمعة واجب على كل محتلم )) أي بالغ (( حق على كل مسلم في كل سبعة أيام يغسل فيه رأسه وجسده))
    وعنى بنظافة الفم والأسنان خاصة فرغب في السواك أعظم الترغيب (( السواك مطهرة للفم ، مرضاة للرب )) بجوار الأمر بالمضمضة والاستنشاق في الوضوء حتى اعتبرهما المذهب الحنبلي من فرائض الوضوء. وأمر بنظافة الشعر(( من كان له شعر فليكرمه )).
    وبإزالة الفضلات من الإبط والعانة وتقليم الأظافر واعتبر ذلك من سنن الفطرة.
    وعنى بنظافة البيت وساحاته وأفنيته فقال : (( إن الله جميل يحب الجمال طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة فنظفوا أفنيتكم ولا تتشبهوا باليهود )).
    وعنى بنظافة الطريق وتوعد كل من ألقى فيه أذى أو قذراً : (( من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم )).
    4. المحافظة على الموارد
    المحافظة على الموارد : موضوع مهم يبحثه الاقتصاديون كما يبحثه علماء البيئة ولا غرو إن تحدثنا عنه في كتابنا " دور القيم والأخلاق في الاقتصاد الإسلامي " باعتباره قيمة من القيم الأساسية في الاقتصاد ولا سيما في مجال الإنتاج وهنا نتحدث عنه مرة أخرى بوصفه دعامة من الدعائم المهمة في الحفاظ على البيئة وصلاحها ونمائها وبركتها
    فإن من الأصول الأخلاقية والتشريعية المهمة هنا المحافظة على الموارد باعتبارها نعمً من الله تعالى على خلقه فواجبهم أن يقوموا بشكرها ومن شكرها الحفاظ عليها من التلف والخراب أو التلويث أو غير ذلك مما يعتبر نوعاً من الإفساد في الأرض .
    والله يقول تعالى : ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) (( الأعراف:56 )).وقال تعالى لبني إسرائيل بعد أن فجر لهم في التيه اثنتى عشر عيناً : ( كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ) (( البقرة:60 )).
    وقال شعيب لقومه : ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) ((الأعراف:85 )). وقبل ذلك قال صالح لقومه : ( فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين )
    ((الأعراف:74 )).
    والإفساد في الأرض قد يكون مادياً بتخريب عامرها وتلويث طاهرها واهلاك أحيائها وإتلاف طيباتها أو تفويت منفعتها .
    وقد يكون معنوياً بإشاعة الظلم ونشر الباطل وتلويث الضمائر وتضليل العقول .
    وكلاهما شر يبغضه الله تعالى ولا يحب أهله. لهذا تكرر في القرآن أن الله ( لا يحب المفسدين )
    (( المائدة:64 )) و ( لا يحب الفساد ) (( البقرة:205 )).
    وذم الله اليهود بقوله : ( ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين ) (( المائدة:64 ))
    فإذا تأملنا في القرآن الكريم وجدناه يدفعنا دفعاً إلى استغلال هذه الموارد .إنه ينبه عقولنا ويلفت أنظارنا بقوة إلى هذا الكون المحيط بنا بمائه وهوائه وبحاره وأنهاره ونباته وحيوانه و جماده وشمسه وقمره وليله ونهاره كل ذلك مسخر لمنفعة الإنسان تكريماً من الله له ونعمة عليه فعليه أن ينتفع بما سخر له الله إن كان من أهل الفكر والعلم نقرأ في ذلك قوله تعالى : ( الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار* وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار* وآتاكم مكن كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) (( إبراهيم:32-34 )) ، ( ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمةً ظاهرة وباطنة ) (( لقمان:20 )) ، ( وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) (( الجاثية:13 )) .
    الثروة الحيوانية :
    نبه القرآن على الثروات الطبيعية – في مختلف صورها – في كثير من آياته وسوره.
    ففي سورة كسورة النحل تنبيه على الثروة الحيوانية وما ينتج عنها من لحوم وأصواف وغيرها فقال تعالى : ( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون)(( النحل:5 )) وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين ) (( النحل:66 )) ، ( وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها و أوبارها وأشعارها أثاثاً ومتاعاً إلى حين ) (( النحل:80 )).
    الثروة النباتية :
    وفي السورة نفسها تنبيه على الثروة النباتية بقوله تعالى : ( هو الذي أنزل من السماء ماءً لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون* ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ) (( النحل:10و11 )).
    وفي صناعة الحلويات وما يتصل بها بقوله تعالى : ( ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً إن في ذلك لآية لقوم يعقلون ) (( النحل:67 )).
    ويدخل في الثروة الحيوانية : النحل وما ينتج عنه يقول تعالى : ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون* ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ) (( النحل:68-69 )).
    وفي سورة ياسين يقول تعالى : ( وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حباً فمنه يأكلون* وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون* ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون* ) (( يس:33-35 )).
    الثروة البحرية :
    وفي السورة نفسها ( النحل ) لفت النظر إلى الثروة البحرية وإمكان استغلالها في صيد الأسماك واللآلئ والانتفاع بها في التجارة المحلية والدولية وقال تعالى : ( وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ) (( النحل:14 )).
    الثروة المعدنية :
    ومن أبرز ما ورد في القرآن من التنبيه على الثروة المعدنية قوله تعالى : ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس ) (( الحديد: 25 )) ، وفي الاية دلالة على أهمية هذا المعدن الخطير ( الحديد ) في حياة البشر في الناحيتين العسكرية والمدنية.
    ومما له مغزى عميق أن تسمى السورة التي ذكرت فيها هذه الآية " الحديد ".
    كما ذكر القرآن "القطر" في قصة السد العظيم الذي بناه ذو القرنين : ( آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله ناراً قال آتوني أفرغ عليه قطراً* فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً ) (( الكهف:96-97 )).
    وفي معرض الامتنان على سليمان وما سخر الله له من طاقات كونية قال تعالى :
    ( وأسلنا له عين القطر ) (( سبأ:12 )).
    الشمس والقمر :
    وأكثر من ذلك كله تصريح القرآن في غير سورة : أنه سخر للإنسان الشمس والقمر وهذا التسخير يمد حبل الأمل للإنسان ويشبع من طموحه في السيطرة على الفضاء وتسخيره بأمر الله والانتفاع بالطاقة الشمسية والوصول إلى القمر بل الشمس وتسخيرهما لمنفعة الإنسان ، قال تعالى : ( وسخر لكم الشمس والقمر دائبين ) (( إبراهيم:33 )) ، ( وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ) (( النحل:12)).
    المحافظة على الثروة الحيوانية :
    ومن أهم ما جاء به الإسلام في تنمية البيئة والحفاظ عليها وعلى مواردها : عنايته بالثروة الحيوانية.
    وعناية الإسلام بالثروة الحيوانية من جهتين :
    الأولى : أنها كائنات حية تحس وتتألم ولها حاجات وضرورات ومطالب يجب أن تتهيأ لها ولا يحل التقصير في حقها لأنها لا تستطيع أ، تطالب ولا أن تسير مظاهرة تضغط على الإنسان ليرعاها ولا يمكنها رفع أمرها للقضاء.
    لهذا كانت رعايتها ابتغاء وجه الله تعالى وطلباً لمرضاته ومثوبته وخشية من عقابه عز وجل فهو من مراعاة المثل الأخلاقية العليا لذاتها التي تميزت بها الشريعة الإسلامية.
    والجهة الثانية : أنها تمثل ثروة للإنسان وموردا مهماً من موارد البيئة وخصوصا الحيوانات المستأنسة منها والدواجن ونحوها فإضاعتها تعني إضاعة مال الإنسان وهو منهي عنه.
    لهذا جاء التوجيه النبوي الكريم يحذر من إضاعة هذه الحيوانات أو القسوة عليها أو العبث بها إرضاء لنزوات الإنسان وغروره وأنانيته .
    تعطيل الثروة الزراعية والحيوانية من عمل مشترك :
    ولقد حمل القرآن على نوع من الفساد شاع لدى مشركي العرب وهو تعطيل بعض الموارد الزراعية والحيوانية بناء على أوهام وأباطيل شركية ما أنزل الله بها من سلطان وناقشهم مناقشة مفصلة في سورة الأنعام كما في قوله تعالى : ( وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها الأنعام كما في قوله تعالى : ( وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها و أنعام لا يذكرون أسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون ) (( الأنعام:138 )).
    وفي سورة يونس خاطبهم بقوله : ( قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً قل الله أذن لكم أم على الله تفترون ) (( يونس:59 )).
    المحافظة على الأجناس الحية من الانقراض :
    ومن التعاليم التي جاء بها الإسلام في المحافظة على البيئة ما سبق زمانه حتى إن المرء في عصرنا ليدهش له وهو المحافظة على أجناس المخلوقات الحية من الفناء والانقراض فإن الله تعالى لم يخلقها إلا لحكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها.
    وقد حكى القرآن عن ( أولي الألباب ) من أهل الذكر والفكر : أنهم حين تفكروا في خلق السماوات والأرض قالوا : ( ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك ) (( آل عمران:191 )).
    ونجد حقيقة كونية قررها القرآن الكريم وهي أن الكائنات الحية الأخرى – غير العاقلة – لها كينونتها الاجتماعية الخاصة التي تميزها عن غيرها وتربط بعضها ببعض وبتعبير القرآن : كل منها أمة مثلنا . يقول الله تبارك وتعالى : ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شئ ) (( الأنعام:38 )).
    و ( المثلية ) التي ذكرها القرآن الكريم لا تقتضي المشابهة في كل شئ فالمشبه لا يقتضي أن يكون كالمشبه به في جميع الوجوه بل في وجه معين يقتضيه المقام وهو هنا ( الأممية ) فكل منها أمة لها كيانها واحترامها وحكمة لله تعالى في خلقها وتمييزها عما سواها من الأجناس والأمم الأخرى.
    فأمة النمل غير أمة النحل غير أمة العنكبوت ، وأمة الكلاب غير أمة السنانير غير أمة أبناء آوى .
    ومادامت أمة فلا ينبغي أن تستأصل لأن هذا ينافي حكمة الله سبحانه في خلقها فإن الله تعالى لم يخلق شيئاً عبثاً.
    المحافظة على الثروة النباتية :
    ومن الموارد المهمة الثروة النباتية التي يحتاج إليها الإنسان والحيوان في غذائهما كما قال تعالى : (فلينظر الإنسان إلى طعامه* أنُا صببنا الماء صباً* ثم شققنا الأرض شقاً* فأنبتنا فيها حباً* وعنباً وقضباً* وزيتوناً ونخلاً* وحدائق غلباً* وفاكهةً وأباً* متاعاً لكم و لأنعامكم* ) (( عبس :24-32 )).
    فهكذا خلق الله النبات متاعا ومنفعةً للآدميين ولأنعامهم التي تخدمهم وهي صحيحة ويأكلونها وهي ذبيحة فهي في النهاية متاع لهم في الحقيقة.
    وقال تعالى : ( الذي جعل لكم الأرض مهداً وسلك لكم فيها سبلاً وأنزل من السماء ماءً فأخرجنا به أزواجاً من نبات شتى * كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى) (( طه:53و54 )).

     
  2. #2
    المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute الصورة الرمزية المودة
    تاريخ التسجيل
    17 / 08 / 2004
    العمر
    32
    المشاركات
    20,806
    معدل تقييم المستوى
    26157

    افتراضي رد: القران الكريم يقوي المناعة

    شكرا لك ... بارك الله فيك ... تحياتي .

     

 
+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك