لقاء فرجة السبيعى مع د\مروان الخواجة

الكاتب: الدكتور مروان بن محمد الخواجة د. مروان محمدخواجة لـ«الجلدية»: الرجال ينافسون النساء في عمليات التجميل!

«الوقاية خير من العلاج»..

أقولها للمدخن، والسمين، ومرضى السكر

أطباء اليوم يتنافسون على «أكبر دخل» .. ممكن.. في «أقل وقت» ..

نحتاج إلى عدد أكبر من كليات الطب .. وتدريس الانجليزية من السنة الأولى الابتدائية

الافتقاد لنظام محكم للمتابعة والمحاسبة سبب حدوث أخطاء الأطباء

من مواليد الطائف، انتقل إلى الرياض، تخرَّج في مدرسة اليمامة الثانوية فكان أحد العشرة الأوائل على المملكة، التحق بكلية الطب في الرياض وتخرج فيها عام 1979م مع مرتبة الشرف، لم يكتف بذلك، بل حصل على دبلوم الأمراض الجلدية من جامعة فيينا، ثم على شهادة الاختصاص الألمانية عام 1986م.عمل نائباً لرئيس الجمعية السعودية للأمراض الجلدية، ورئيساً ومؤسساً لنادي الرياض الاخصائي في الأمراض الجلدية، ورئيساً لتحرير مجلة الجمعية السعودية للأمراض الجلدية بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وفي عام 1996م عمل زميلاً في جراحة الجلد التجميلية في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصل على مرتبة الأستاذية من جامعة الملك سعود عام 1998م، أتقن الألمانية أثناء دراسته في النمسا.

مروان حمد الخواجة، أستاذ استشاري الأمراض الجلدية وجراحة الجلد،

تلك الشخصية العلمية الفذة التي كان لنا معها هذا اللقاء.. عندما تعود بك الذاكرة إلى الوراء ماذا تتذكر من أيام الدراسة الجامعية، وما الفارق بينها وبين دراسة اليوم؟- كنت من طلاب الدفعة الرابعة في كلية الطب، وكان أول عميد للكلية الأستاذ الدكتور عبدالقادر الجزائري، كان عدد الأساتذة السعوديين لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، وعدد الطلاب قليل، فكانت فرصة التدريب والاحتكاك مع هيئة التدريس أكبر مما هو حاصل الآن، وكانت مدة الدراسة سبع سنوات يتبعها سنة امتياز، كما كانت الدراسة سنوية لا فصلية، حيث كان علينا دراسة المواد بالكامل في الامتحان السنوي النهائي، وأتذكر أن تدريبنا السريري كان يتم في مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي ومستشفى الرياض المركزي (الشميسي)، وكان الطلاب - آنذاك - أكثر التزاماً من طلاب هذه السنوات، وأقل اعتماداً على الملازم والملخصات.

لماذا فضلت هذا التخصص عن غيره؟

- لم يكن تفضيلاً، بقدر ما كان فرصة جيدة للريادة والتميز، وما زلت أتذكر لقاءنا مع الأستاذ الدكتور حسن عبدالله كامل - رحمه الله - بعد التخرج وكان عميد الكلية آنذاك، فقد طلب منا ألا نركز اختبارنا على تخصص الطب والجراحة كما حصل مع الدفعات الثلاث السابقة، حيث إن المملكة في حاجة إلى تخصصات في مجالات أخرى، وكان الجلد أحد هذه التخصصات، وكانت الفكرة السائدة أنه واحد من التخصصات السهلة، والحقيقة غير ذلك؟

عندما تقف بين طلابك في الجامعة في أول يوم دراسي بماذا تنصحهم؟

- أنصحهم بثلاثة أمور: الأول متابعة دروسهم من اليوم الأول للدراسة، ولا يؤجلوا شيئاً ليوم الامتحان كما يفعل الكثيرون منهم الآن.والثاني: أن يكثروا من فحص المرضى بدلاً من الاعتماد على الجانب النظري فقط.والثالث: أن يختاروا كتاباً واحداً جيداً لقراءته بالكامل، وتغطية نواقص هذا الكتاب ونقاط ضعفه من كتب أخرى، ولا يعتمدوا على الملازم والملخصات فقط. بماذا تفسر كثرة الأخطاء الطبية؟- لا بد من حصول بعض الأخطاء القليلة، ولكن كثرتها ترجع إلى عدم اكتراث بعض الأطباء لنتائج أعمالهم لافتقادنا لنظام محكم للمتابعة والمحاسبة للمهمل، ومكافأة النشيط، كما أن الكثيرين من الأطباء يعتمدون على من هم أقل مرتبة منهم في التسلسل الطبي للقيام بأعبائهم نظراً لانشغالهم بالعمل الخاص بهم. كما يجب ألا ننسى ارتفاع عدد المراجعين للمستشفيات مما يقلل من فرص حصول كل مريض على إرشادات كاملة وكافية، وفي بعض الأحيان إلى فحص ناقص للمريض، وكتابة وصفات خاطئة.

لماذا يشوب الغموض والضبابية العلاقة بين الطبيب والمريض؟

- لم أفهم هذا السؤال تماماً، ولكني أستطيع القول إن العلاقة بين الطبيب والمريض آخذة في الانحسار والتدهور، لأن الطب التزام وصبر وتفان من أجل المريض قبل أي شيء، وليس كل الأطباء يتحلون بهذه الأخلاقيات، مما يؤدي إلى انعدام ثقة المريض بالطبيب.

الوقاية خير من العلاج لمن تقولها؟

- للمدخن، والسمين، ومرضى السُكر.

كثرة مراجعي عيادات ومراكز الجلد والتجميل على ماذا تدل؟

- تدل على اهتمام أكثر بالنواحي التجميلية، نظراً للغزو التجميلي الإعلامي، كما أن هناك إهمالاً للجوهر مقابل المظهر وهذا طبعاً له جذور عميقة ومتشعبة متعلقة بالنواحي الاجتماعية والتربوية، وكذلك الجهل بالأوليات وتسطيح القضايا المهمة للأمة، وأهم نتائج ذلك أن الشباب اليوم ينافس النساء في عمليات التجميل!!

متى تزداد دقات قلبك يا دكتور مروان؟

- ابتسم قليلاً ثم قال: هناك أسباب متعددة، ثم صمت للحظة، ثم قال: من أهم لحظات زيادة دقات القلب لقاء الجمهور أثناء محاضرة أو ندوة، وعند التحضير لمادة جديدة تحتاج إلى البحث والتمحيص مع قصر الوقت المتاح.

يقولون إن مكانة الكتاب أخذت تتلاشى، هل هذا صحيح؟

- ليس هذا صحيحاً، فللكتاب مكانة مهمة في نفس القارئ، وله لذة واستمتاع، كما أن الكتاب لا يحتاج إلى تجهيزات خاصة أو مكان مخصوص كالكمبيوتر مثلاً، كما أن هناك مجالاً أوسع لتزييف الحقائق عند استعمال الشبكة الإلكترونية للحصول على المعلومات.

ما نوع التنافس الموجود بين الأطباء هذه الأيام؟

- الحصول على أكبر دخل ممكن وفي أقل وقت متاح.

الصراحة راحة.. هل مازالت هذه الكلمة قائمة حتى اليوم؟

- مع معظم الناس.. لا .. لكن لبعضهم العذر، لأن المصارح أو الذي يبادر بالصراحة يتعدى حدود الأدب واللياقة مع من يصارحه. كما أن هناك بعض الأمور يستحسن ألا تكون فيها صريحاً، فلقد سمح الرسول عليه الصلاة والسلام بتجاوز الصراحة في ثلاثة أمور منها مثلاً: عندما تطلب منك زوجتك أن تصارحها بشأن جمالها، أو حبك لها!!

الجمال جمال الروح، هل تصلح هذه العبارة عند أطباء التجميل؟

- أجاب مبتسماً: ليس لديَّ إحصاء دقيق بشأن هذه المسألة، ولكنني أستطيع القول إن الكثيرين من أطباء التجميل يروِّجون للجمال الجسدي، لأنها بضاعتهم، وحجتهم في هذا أن المريض يريد ذلك.المريضة تثق أكثر بالطبيب من ثقتها بالطبيبة

لماذا؟

- لأن الكثيرات منهن - رغم تفوقهن أثناء الدراسة على الذكور - يضطررن للتخفيف من نشاطهن المهني لظروفهن الخاصة كالحمل والولادة، ومتطلبات الزواج وغير ذلك من الأسباب الكثير.

المراكز الطبية الخاصة أصبحت تنافس الأسهم في الارتفاع؟

- لأنها تحولت إلى مراكز تجارية يملكها تجار ورجال أعمال همهم الأول المنفعة المادية، ويساعد ذلك على وجود أطباء على الشاكلة نفسها.

ثلاث رسائل عاجلة لمن توجهها؟

- الرسالة الأولى.. نحتاج إلى عدد أكبر من كليات الطب، ولا بأس بكليات خاصة للتغلب على العقبة المادية.الرسالة الثانية.. تحتاج إلى عدد أكبر من المستشفيات لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى، وتوفير أماكن كافية للعمل السريري لطلاب كلية الطب حيث إن مراكز الرعاية الأولية والمستوصفات الخاصة لا تفي بهذا الغرض.الرسالة الثالثة.. اللغة الإنجليزية عقبة كؤود للطلاب، يجب أن يبدأ تدريس اللغة من السنة الأولى الابتدائية، ولقد ثبت أن القدرة على استيعاب لغة جديدة هو أفضل بكثير في المراحل الأولية للدراسة منها عن السنوات اللاحقة، وعلى من يقول إن ذلك يؤثر على استيعاب مستوى تحصيل اللغة العربية.. إثبات ذلك!

وفي نهاية اللقاء ماذا تقول؟

- علينا جميعاً أن نتعلم الأهمية القصوى لتنظيم أوقاتنا للحصول على أكبر فائدة ممكنة من العمر الذي يمضي بسرعة.كانت هذه رحلة هادئة وسريعة مع ضيفنا العزيز الأستاذ الدكتور مروان الخواجة، أبحرنا فيها معه إلى داخله، من خلال سنوات مضت

جزاك الله خيرا على هذا الحوار الممتع
لك كل الشكر والتقدير