حقيقة الشعر الزائد

الكاتب: د. عبدالعزيز بن ناصر السدحان حقيقة الشعر الزائد وعلاجاتهالعرق والوراثة لهما دور في زيادة نمو الشعرتكيس المبايض أحد أهم الأسباب لزيادة نموهبعض الأدوية تتسبب في زيادة نمو الشعرقد يستمر العلاج 6 أشهر دون جدوى في البدايةتعددت وسائل إزالته من الكهرباء، إلى الليزر والكريماتبعض أنواع حبوب منع الحمل تعالج زيادة نمو الشعرد. عبدالعزيز بن ناصر السدحانيعد قرار علاج الشعر الزائد - في بعض الأحيان - مسألة شخصية، حيث تحدد ثقافتنا كمية الشعر المقبولة ضمن إطار الكمال، وما هي الأهمية التي نشعر بها لمعالجة زيادة نمو الشعر، حيث يتدخل العامل النفسي في ذلك، إذ يعد الشعر أمراً مزعجاً للعديد من النساء أو مؤذ جداً، وعلى أي امرأة تعاني من هذه المشكلة ألا تتردد بسؤال الطبيب المعالج.بداية يقصد بزيادة نمو الشعر، أي تحوله من الشعر الدقيق إلى الشعر الخشن غامق اللون في مناطق عديدة من جسد المرأة، ويعود سبب زيادة الشعر إلى زيادة إفراز جسد الأنثى لأي من هرمونات الذكورة التي يفرزها جسمها طبيعياً، ويتطلب ذلك رعاية طبية، خصوصاً إذا ازداد الأمر سوءاً، أو تطور وضعه سريعاً في النساء من عمر 20 عاماً أو يزيد، أو إذا كانت تعاني من زيادة في الشعر أكثر بالمقارنة مع قريباتها.وكما هو معلوم فإن العرق والوراثة يلعبان دوراً أساسياً في تحديد وغزارة الشعر على الجسم.٭ أسباب زيادة نمو الشعرتعزى زيادة نمو الشعر إلى زيادة إنتاج أو نشاط هرمون الذكور التي تفرزه الغدة الكظرية أو المبيضين، وهنك العديد من الظروف المختلفة المسببة لذلك، ولكن أهم سببين هما تكيس المبايض (PCOS) والسبب الآخر هو ذاتي، وكلا السببين يشخص سريرياً أو طبياً وفقاً لتاريخ العائلة، وبعض الأحيان وفقاً لفحوصات الدم، وكل هذا يساعد في استثناء الأسباب النادرة المسببة لزيادة نمو الشعر.- تكيس المبايضتعاني النساء المريضات به إلى زيادة نمو الشعر جنباً إلى جنب مع حب الشباب ووجود شعر خفيف في منطقة الجبهة، إضافة إلى عدم انتظام الطمث، وتعد أكياس المبيض مرضاً مزمناً، لكن العلاجات المتعددة تستطيع أن تخفف من نمو الشعر، ويقترن مرض أكياس المبيض بالعقم، لتسببه في دورات الطمث غير المنتظمة، بالإضافة إلى السمنة والسكري، وارتفاع الكوليسترول بالدم، واحتمال وجود أمراض قلبية، ومن المهم تحديد أي، أو جميع هذه الأمراض في حال وجودها، حيث يتوافر - بإذن الله - العلاج الفعال لها.- أسباب ذاتيةنقصد بالأسباب الذاتية أنه ليس هناك سبب يمكن تحديده، لكن يعتقد الأطباء، بأن هذا يعود لوجود تكون بسيط لأنواع من أكياس المبيض، أو ما يشابهها، وعادة ما يكون علاج هذا النوع من زيادة نمو الشعر مرضاًمزمناً، ومن أعراض هذا المرض نمو شعر خشن بشكل تدريجي ومتزايد، ويكون الطمث عند النساء في هذه الحالة منتظماً.- أسباب نادرةمن المسببات النادرة لزيادة نمو الشعر وجود أورام هرمونية خبيثة (Hormone- Secreting) وتكون غامضة في الغدة الكظرية أو المبايض، أو بما يدعى بـ (Hyperthecois) وهي أقصى التطورات لأكياس المبايض، أو بسبب العقاقير الدوائية التي لها ما يشبه تأثير الهرمونات الذكرية أو بسبب مرض وراثي ويدعى تضخم كظري خلقي.وعادة ما ينشأ نمو الشعر المقترنة أسبابه بالظروف السابقة بشكل سريع من النساء اللاتي تجاوز أعمارهن 20 عاماً «أكثر من النساء في سن البلوغ» كما يقترن النمو المفاجئ لشعر الجسم بعلامات أخرى من علامات زيادة إفراز هرمون الذكورة كزيادة خشونة الصوت، وزيادة كتلة العضلات.٭ العلاج:يعتمد العلاج على المسبب وتكمن أهدافه فيما يلي:- تحديد وجود أي أمراض خطيرة.- ابطاء أو وقف نمو شعر جديد.- إزالة أو اخفاء الشعر الموجود.- تحديد أي مشاكل صحية وثيقة العلاقة بزيادة نمو الشعر كعدم انتظام الطمث.- توقع أي أمراض تنشأ على المدى البعيد كالأمراض القلبية.- علاج زيادة نمو الشعر بسبب تكون أكياس المبايض أو لأسباب ذاتية، وفي حالة علاج أكياس المبايض فإن الأمر يتطلب إضافة علاج للعقم أو السكري، أو مخاطر وجود أمراض قلبية.- إزالة الشعر أو تفتيحه.تتعدد الوسائل المستخدمة لإزالة الشعر الزائد طبيعياً أو حتى تفتيحه لجعله أقل وضوحاً، ويمكن استخدام هذه الطرق مع استخدام العلاج الدوائي، مع الأخذ في الاعتبار أن المرأة إن كانت حاملاً أو تحاول الحمل، فلا يتوجب عليها أخذ عقاير تخفف من زيادة نمو الشعر، وعليها أن تسأل طبيبها حول درجة الأمان لاستخدام العلاجات الكيماوية واليدوية المتعددة خلال فترة الحمل.- حلق الشعر:تعد حلاقة الشعر طريقة آمنة وفعالة، ولكن تكمن الصعوبة فيها بأن الأمر قد يحتاج لأن تكون عملية الحلق شبه يومية.- المزيلات الكيماوية:يمكن استخدام المزيلات والشمع لإزالة الشعر، أما التبييض فيستخدم لتفتيح لون الشعر، وقد تسبب المزيلات الكيماوية ومواد تبييض الشعر حساسية للجلد عند بعض النساء، لذا من الأفضل اتباع التعليمات المرفقة بدقة وإجراء فحص للحساسية.- الإزالة بالكهرباء:تحطم الكهرباء كل جريب شعرة باستخدام التيار الكهربائي، ولذا فإن الشعر لا يعاود الظهور، وتعد طريقة آمنة وفعالة لكنها باهظة الثمن، إضافة إلى ذلك يتطلب علاج مساحات جلد كبيرة لفترات زمنية طويلة أيضاً.- إزالة الشعر بالليزر:تعد إزالة الشعر بالليزر عملية فعالة لمتابعي زيادة نمو الشعر، خاصة ذوي البشرة الفاتحة، والشعر الغامق، كما كانت نتائج جميع الدراسات التي أجريت على فاعلية الليزر مشجعة، حيث إنه رغم ثمنه المرتفع أكثر من العلاج بالكهرباء، إلا أنه أسرع وأقل ألماً.- الكريمات:Vaniqaeflnithine hydrochloridecream3109 كريم ومرهم للجلد مصرح به من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (Percent) ويعالج شعر الوجه عند النساء، لكنه لا يزيل الشعر للأبد، بل يبطئ نموه.نقص الوزن:قد يقلل نقص الوزن عند البدينات مستوى هرمون الذكورة وكذلك التقليل من زيادة نمو الشعر، وقد تلاحظ النساء اللاتي يعانين من عدم انتظام الطمث بأن دورات الطمث أصبحت أكثر انتظاماً بعد نقصان الوزن.- العلاج الدوائي:تتوفر أنواع عديدة من الأدوية المعالجة لزيادة نمو الشعر، حيث إنها تقلل من توزيع الشعر حول الجسم، وتوقف نمو الشعر الجديد، إضافة إلى أنها تقلل معدل نمو وخشونة الشعر الموجود، كما يجب تناول هذه العقاقير لفترة لا تقل عن 6 أشهر قبل ظهور تحسن ملموس.- حبوب منع الحمل:تعتبر حبوب منع الحمل من مستوى الهرمونات المتنوعة، بما فيها الهرمونات الذكرية، وهي عادة الخيار الأول في زيادة نمو الشعر، ويلاحظ ما نسبته 60-100٪ من النساء وجدن تحسناً بعد تناولهن لها، ومن فوائدها أنها تساعد على تنظيم الطمث.وقد اشتهرت بعض أنواع حبوب منع الحمل (Yasmin) عند كثير من النساء بهدف علاج زيادة نمو الشعر، لكن ليس هناك دليل على أن هذا النوع الأكثر فعالية عن غيره، ومن الآثار الجانبية التي تسببها هذه الأدوية زيادة ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، لذا قد يتطلب الأمر إجراء بعض التحاليل قبل وصف حبوب منع الحمل.- مضاد الهرمون الذكري:تقلل مضادات الهرمون الذكري من إنتاج هرمون الذكورة، أو كبح دوره في جريب الشعرة، لأن هذه العقاقير قد تسبب تشوهات خلقية، مفادة ما ينصح الأطباء باعطاء حبوب منع الحمل لتفادي الحمل عند استخدام المضادات:(Spironolactone) عادة ما توصف إذا لم يجد استخدام حبوب منع الحمل لستة أشهر نفعاً في التقليل من زيادة نمو الشعر، ونسبة 60-70٪ من النساء اللاتي يعانين زيادة نمو الشعر يلاحظن تحسناً بعد أخذ هذا الدواء، وإذا لم تفد الجرعة الأولية منه على مدار أشهر من العلاج قد ينصح الطبيب بجرعة أعلى.(Finasteride) قد يكون فعالاً كسابقه عند بعض النساء لكنه غير مصرح باستخدامه للنساء، بل مصرح للرجال المصابين بصلع خفيف للشعر (Propecia) أو سرطان البروستاتا.(Cyproterone): يقلل من زيازة نمو الشعر بنسبة 70٪ عند النساء، حيث يعد مكوناً يدخل في إنتاج نوع من حبوب منع الحمل.(Metofrmin): يعد علاجاً شائعاً لعلاج السكري عند البالغين، لكنه يستخدم بعض الأحيان عند النساء اللاتي يعانين من تكون أكياس على المبايض، وذلك بهدف جعل دورات الطمث أكثر انتظاماً، واحتمالية زيادة الخصوبة، كما لاحظت بعض النساء تحسناً لما يعانينه من زيادة نمو الشعر عند أخذ هذا الدواء، لكن فعاليته ليست كالعقاقير السابقة.علاج الأسباب النادرة:يعود علاج هذه الأسباب وفقاً للمسبب، وقد يقلل أو يزول الشعر الزائد مع تلقي العلاج.- أورام هرمونية خبيثة:يمكن أن تزول هذه الأورام جراحياً، وقد تتطلب جلسات علاج كيماوية إضافية أو علاجات دوائية أخرى.- أدوية علاجية:إذا أمعنا النظر في بعض الأدوية العلاجية، نرى أن منها ما يسبب زيادة نمو الشعر مثل (danozol) وهو علاج يستخدم لعلاج بطانة الرحم، وكذلك بعض أدوية مثل الحمل المحتوية على مكونات شبيهة بعمل الهرمون الذكري.- تضخم كظري خلقي:هذه حالة مرضية مزمنة وتحتاج في علاجها إلى (Corticosteroid) هرمون الغدة الكظرية أو ما يشابهه يحتوي على الستيرويد.(Hyperthecosis) غالباً ما يعالج باعطاء مضادات لهرمون الذكورة، كما قد ينصح طبيبك بإزالة المبايض جراحياً بسبب الخطر الكامن في تكوين سرطان المبايض.توقعات العلاج:يتطلب علاج زيادة نمو الشعر الصبر لأن لجريبات الشعر دورة حياة تستمر 6 أشهر لذا تعطى معظم الأدوية لفترة من 3-6 أشهر قبل ظهور أي جدوى في بداية العلاج. قد يغير الطبيب العلاج ويستبدله بآخر، ومن المهم وضع أهداف موضوعية للتقليل من نمو الشعر.

شكرا لك على الطرح الهادف
جزاك الله كل الخير