الموضوع: شيب الشباب وشيب المشيب

الكاتب: الدكتور إبراهيم الأدغم شيب الشباب وشيب المشيبالمعالجات الدوائية للشعر الأبيضالضار والنافع في صبغات الشعر وأنواعهاالعوامل المرضية المؤدية إليه يمكن تعريف الشيب (الشعر الأبيض أو الرمادي) بأنه عبارة عن اختفاء الصبغة السوداء في ساق الشعرة المصابة أو الشعر المصاب نتيجة إما إلى عوامل جينية أو مرضية تصيب أعضاء الجسم أو فروة الرأس.وهي عملية فسيولوجية تبدأ بصورة بطيئة في العقد الثالث من عمر الإنسان الأبيض وفي العقد الرابع من عمر الإنسان الأسود (نتيجة للزيادة الطبيعية للصبغة السوداء لديهم والعائدة لكبر حجم الأجسام الصبغية عنها لدى البيض)، إلا أن ذلك لا ينطبق تماماً على الواقع حيث يحصل ما يسمى بالشيب المبكر Premature قبل موعده الذي يكون مصاحباً لبعض الأمراض ذات المناعة الذاتية Autoimmune كما هو في حالة انتشار سقوط الشعر البقعي Diffuse Alopecia Areata والتهاب الغدة الدرقية Thyroiditis وفقر الدم Pernicious Anemia.وقد تبدأ هذه العملية (غزو الشيب للشعر) في أوقات مختلفة غير معروفة بالتحديد وتشمل معها عدداً محدوداً من الشعر المتفرق أو خصلة صغيرة منه، أو قد تكون بشكل ملفت وتمتد إلى حدود منطقة معينة بأكملها أو بكامل الشعر (جميع أجزائه ومناطقه)، ومما لا شك فيه أن العملية لا تكون قاصرة على شعر الرأس بل تمتد إلى أجزاء مختلفة من الجسم حينما يكون هنالك شعر، ففي حالة الرجل يبدأ الشيب لديه في شعر الذقن ثم شعر الرأس لأسباب غير معروفة ثم يمتد ليشمل باقي شعر الجسم (الصدر - الظهر - الأكتاف - اليدين إن توفر الشعر في هذه المناطق) ثم شعر منطقة العانة والحواجب والابطين، أما لدى المرأة فإن الشيب يبدأ في شعر الرأس من الأمام ثم الجوانب ومؤخرة الرأس ومع تقدمها في العمر يغزو منطقة العانة والحواجب والابطين.للعامل الغذائي تأثيرات واضحة على حيوية الشعر وصحته، وسلامته، وجماله، حيث تلعب الفيتامينات والعناصر المعدنية دوراً كبيراً في هذا المضمار وخاصة تلك المضادة للأكسدة كفيتامين A, C, E، الماغنسيوم والزنك والنحاس والحديد و(ب) المركب (بما فيه البانثين) ولذلك فإن نقص أو سوء التغذية من العوامل التي لها تأثير واضح على اصطباغ الشعر كما هو الحال في مرض كواشيوركور Kwashiorkor إذ يؤدي سوء التغذية الناتج عن عدم تناول البروتين إلى تفتيح عام وشامل للون الشعر، بينما نقص تناوله أو تقطعه يؤديان إلى تغيير بلون الشعر واصطباغه ما بين فاتح وآخر أغمق على طول الشعر، وهذه الظاهرة التي تشاهد بوضوح في هذه الحالة من العلامات المرضية للمرض وتسمى بظاهرة أو علامة الراية Flag Sign، كما أن ضعف الدم النتائج عن نقص الحديد وخاصة إذا كان شديداً يؤدي لضعف بصيلاته وتساقطه وإلى تفتيح لون الشعر وإحالته إلى اللون الأبيض، وكذلك الحال في حالة نقص النحاس الذي يدخل في تكوين أنزيم التيروزينيز Tyrosinase الضروري لتكوين مادة الميلانين السوداء، إذ يؤدي ذلك إلى تفتيح واضح بلون الشعر كما هو حاصل في مرض مينكس كينكي Menkeskinky Syndrome.هنالك بعض الاضطرابات الايضية (التغييرات الكيميائية الناتجة عن عمليات البناء والهدم في الخلايا الحية) التي قد تؤثر على اصطباغ الشعر كما في حالة وجود فنيل الكيتون في البول Phenyl Ketonuria إذ يؤدي نقص أنزيم الفنيل ألنين Phenylalanine إلى نقص في الحامض الأميني Tyrosine وبالتالي نقص في الاصطباغ الداكن للشعر، وكذلك مشابه السستين (حامض أميني) في البول Homocystinuria يخفف من صبغة الشعر عند المرضى.وللأدوية أيضاً تأثيرات على الشعر من خلال تداخلها بإنتاج المادة الصبغية للشعر ومنها تلك التي تؤدي لبياضه مثل عقار الملفنزين Melphensin Carbamate المضاد للتقلصات ولكن الشعر يعود مرة أخرى إلى لونه الطبيعي عند التوقف عن تناوله، ومن الأدوية التي تؤثر على اصطباغ الشعر وتقرنه (تحول المادة القرنية فيه) وحصول اضطرابات بهما عقار Triparanol وهو عامل مضاد لارتفاع الكوليسترول، عقار Fluorobutyrophenon وهو مضاد للذهان (Antipsychotic)، وعقار Chloroquine، Hydroquinone، Phenylthiourea اللذين يؤديان لتفتيح الشعر من خلال تأثيرهما على نشاط أنزيم Tyrosinase.والشعر الأبيض قد يوجد لدى فئة من الأفراد منذ ولادتهم نظراً لأن لديهم عيوباً وراثية مرتدة في الصبغة الذاتية Autosomal Recessive عائدة إلى خلل في الحامض الأميني Tyrosine وعمليات الأيض والنشاط المتعلق به مما يؤدي إلى عدم اكتمال وتوقف تكوين الصبغة الداكنة كما هو الحال في الشخص الامهق (الضارب إلى البياض) Albino، ويطلق على هذه الحالة المهق Albinism.يمكن الحصول على اللون المطلوب للشعر الأشيب من خلال إحداث تغييرات في ساقه بوضع الصبغة المراد بها تلوينه لفترة زمنية معينة، وغالباً ما تستخدم الصبغات الداكنة للشعر الأبيض.والصبغة قد تقوم بعملية تلوين الشعر من خلال المادة التي تحتوي عليها، أو قد تلون الشعر خلال وضعها بعد قيامها بالتحول الكيماوي لجزيئاتها العضوية المصنعة وهذه تحتاج إلى وقت كاف (فترة زمنية معينة) تبدأ من خلالها التفاعل مع الشعر والحصول على اللون المطلوب، وكلما طالت مدة وضعها أو بقائها على الشعر ازداد اللون بروزاً، ولحصول هذا التفاعل بين الصبغة المصنعة والشعر ودوام اللون فلا بد من مزجها بماء الاكسجين (العشبي Herbal أفضل من العادي) أو ما يطلق عليه مثبت الصبغة Stabilizer، الذي يتكون من مادة فوق أكسيد الهيدروجين Hydrogen Peroxide، وهو الذي يجعل الصبغة تبقى على الشعر أطول فترة زمنية ممكنة وهذا يعتمد أيضاً على عدد مرات غسيله ونوعية الشامبو أو الصابون المستخدم في غسله.ومن ناحية أخرى فإن الصبغة لا تدخل في تكوين مادة الشعر كشيء ثابت أو كأحد مكوناته، فما تقوم به هو عملية تفاعل بين الجزء الخارجي للساق والمسمى بالقشرة Hair Cuticle وبين مكوناتها الجزئية التي تحتوي بعد تفاعلها على اللون المطلوب حيث تلعب هنا مثبتات الصبغة دوراً حيوياً وهاماً في هذا التفاعل.تنقسم الصبغة إلى ثلاثة أنواع:1- الصبغة الطبيعية أو النباتية Natural Or Vegetable Dyes وهي أفضلها على الاطلاق وخالية من أي أثار جانبية تذكر، بل إنها مغذية لجذور الشعر ومفيدة له، ومن أمثلتها الحناء Henna.2- الصبغات المعدنية Metallic ومن أمثلتها الأملاح المعدنية Metal Salts.3- ثم صبغة الجزيئات العضوية المصنعة Synthetic Organic Molecules.ولكل أنواع الصبغة العضوية المصنعة أثار جانبية على الجلد قد تكون خفيفة وبسيطة يمكن للجلد تحملها دون أن يحدث له أية مضاعفات وتتمثل في الاحمرار والحكة والأكلان (حساسية خفيفة)، وفي الحقيقة تؤدي الصبغة أثناء وضعها ولدى الجميع إلى نوع من تهيج الجلد Irritation وخاصة كلما طالت مدة بقائها عليه نتيجة لتأثير الأكسجين الذي يخلط معها وهو بطبيعته مهيج للجلد، ولكن الجلد يتحملها دوماً أو قد تبدأ بعدها بتكوين حساسية الاتصال المباشر Allergic Contact Eczema بعد عدة مرات من وضعها، وقد يتطور الأمر إلى حدوث حساسية شديدة لدى بعض الأفراد عند استخدامهم للصبغة حيث تكون بشكل احمرار وحكة وتورم بالجلد مع رشح مصلي وتكوين قشور سطحية بيضاء وسميكة عليه مع أو بدون ظهور بعض الحبوب والدمامل الصغيرة عليه أو الفقاعات الشبيهة بفقاعات الحروق، وقد يكون الأمر أسوأ من ذلك (الحساسية الشديدة) فيتكون التهاب تقيحي تحت سطح الجلد Pyoderma.ولعدم حصول مثل هذه الأنواع من الحساسية سواء الفورية التي تظهر مباشرة مع بداية استخدام الصبغة (حساسية الجلد الاتصالي التهيجي) أو المتأخرة التي تظهر بعد عدة مرات من تعرض الجلد للمادة المهيجة وهي الصبغة (حساسية الاتصال المباشر) فإنه يجرى عمل اختبار حساسية للصبغة قبل استعمالها، حيث تخلط معاً (المادة والمثبت) ثم توضع في السطح الداخلي للساعد أو العضد (جزء صغير منها) وتترك هناك لمدة 48 ساعة، فإن ظهر هنالك حكة أو إحمرار أو أكلان وغيرها من علامات الحساسية السابقة فإنه يجري الاستغناء عنها ويتم البحث عن نوعية أخرى أكثر أمناً وسلامة للجلد مع الأخذ بعين الاعتبار القيام بعمل هذا الاختبار الذي يسمى اختبار الحساسية أو التحسس Sensitivity Test.ومع امتصاصه من فروة الرأس فإنه يحدث اضطراب للخلايا المنتجة للمادة الصبغية الطبيعية حيث يقل عددها ويموت بعضها وينقص بالتالي إنتاجها للصبغة وتركيزها في بصيلات الشعر تدريجياً وقد تنعدم وظيفتها، وهذا يحدث للأسف للشعر الداكن الذي لم يصله الشيب بعد. ولذلك فإنه ليس بالمستغرب أن نجد الشخص الذي يقوم بصبغ شعره لعدد قليل من الشعر الأبيض عند توقفه عن صباغته بعد عدة سنوات من الاستمرارية في صبغه وقد تحول جزء كبير من شعره إلى اللون الأبيض أو حتى انتشر البياض بكامل الشعر أو ما تبقى لديه من الشعر الداكن.وللذين لا يودون استعمال الصبغة ويريدون الحصول على لون داكن لشعرهم الأبيض في آن واحد، يمكنهم اللجوء إلى تناول حامض البارا امينو بنزويك (وهو متوفر كعقار P-Aminobenzoic بكميات كبيرة تصل إلى 300 ملجم يومياً، حيث ثبت انه يحدث تأثيراً إيجابياً لدى شريحة عريضة من المصابين بالشيب قد تصل إلى ثمانين في المائة بعد عدة أشهر من تناوله، لكن المشكلة هي أن الشعر الأبيض يعود مرة أخرى للظهور بعد عدة أسابيع من التوقف عن تناوله.د. إبراهيم الأدغم [للخلف]
إيوان الفنون - لنظم المعلومات

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

تسلموووووووووا على الرد
والله يعطيكم العافية
وودمتم