تقنية الفراكشنال ليزرالكاتب: د. أحمد محمد العيسى تقنية الفراكشنال ليزر
يعتبر الماء الهدف الرئيس في علاج هذه التقنية من الليزر.
د. أحمد محمد العيسى *

منذ ما يقارب من 5 سنوات اقترح د. روكس أندرسون Rox Anderson من جامعة هارفرد هذه التقنية الجديدة وقدمها إلى الأطباء بشكل عملي حيث تم تصنيع أول جهاز وهي تقنية ذكية جداً حيث أنه كما نعرف أن الهدف الرئيسي لتحسين تجاعيد البشرة وعلاج ندبات الجلد هو الكولاجين وهذه المادة توجد في الطبقة الداخلية في الجلد ( Dermis ) ولا يمكن الوصول لها سابقاً بشكل جيد إلا بعد إزالة الطبقة الخارجية ( Epidermis) بواسطة ما يسمى تقشير الليزر Laser Resurfacing والذي كان يتسبب في إزالة الطبقة الخارجية من الجلد وخروج دم كثير ويحتاج المريض إلى أسابيع لكي يلتأم الجلد وقد يتسبب ذلك في حدوث تصبغات في الجلد وغير من المضاعفات مثل الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية.

أما مع تقنية الفراكشنال ليزر فهذا كله لا يحدث لأن أشعة الليزر تصل إلى طبقة الكولاجين دون أن تؤثر على طبقة الجلد الخارجية ( Epidermis ) مع العلم أن التقنية القديمة بلا شك تعطي نتائج أفضل من هذه التقنية الحديثة لكن تم تحديثها بسبب كثرة المضاعفات.
وللمقارنة بين هذه الأجهزة وغيرها ممن تحمل تقنية الفراكشنال ليزر فإن النتيجة النهائية تقريباً متقاربة مع وجود بعض الفروقات بالنسبة للألم أو الإجراء الذي يحدث بعد كل جلسة . وغالباً لا يحتاج المريض إلى تحضير مسبق لأن هذا الجهاز وبعض الأجهزة غير مؤلمة تماماً ولا تحتاج إلى كريمات مخدرة موضعية وبعضها يحتاج لوضع كريم مخدر على الجلد لمدة نصف ساعة قبل العملية وعملية الليزر لا تحتاج إلى أكثر من 10 – 15 دقيقة.
وأحياناً يتسبب الليزر في حدوث احمرار بالجلد لمدة يوم أو يومين ويحتاج المريض إلى 4 جلسات بين كل جلسة وأخرى تقريباً شهر.
ويجب أن يعرف المريض أن النتائج لا تظهر إلا بعد شهرين من آخر جلسة أي أنه بعد ستة أشهر من بداية الجلسات.
يستهدف هذا النوع من الليزر الماء الموجود ضمن الجلد، حيث يعتبر الماء الهدف الرئيس في علاج هذه التقنية من الليزر.
يتم توجيه حزمة ضوئية تخترق الجلد على شكل أعمدة مما يؤدي إلى إحداث بؤر حرارية مجهرية صغيرة ( MicroThermal Zones MTZ ) وهذه البؤر تؤدي إلى إعادة تحفيز وتكوين في كولاجين الجلد ومن ثم تحسين الندبات الناتجة عن حب الشباب وكذلك تجاعيد الوجه.
وهناك مجموعة من الأجهزة تختلف باختلاف الطاقة المعطاة وعمق شعاع الليزر الذي يخترق الجلد إضافة إلى اختلافات بسيطة في كل جهاز على حدا.
وأهم كلمة تقال للمريض هي أن لا يتوقع نتائج مبهرة من هذه التقنية وأن الطب ليس كالموضة يجب ملاحقة كل حديث لأن نتائج هذه التقنية ليست كثيرة وإنما الحق الذي يقال منها أنها فعّالة وآمنة لكن نسبة التحسن منها قد لا تتجاوز 30%. فبعض المرضى يرضى بالقليل والكثير منهم يريد المزيد.
إن الدعاية الطبية المبالغ فيها أحياناً تضر بالجهاز الحديث إذا هي بالغت بالنتائج لأن في هذا تسويق مزيف يجعل المريض لا يرض إلا بنتيجة 90% فما فوق مما يتسبب بسمعة سيئة عن الجهاز.

فأرجو ممن يكتب أو يسوّق لهذا الجهاز أن يعطيه حجمه الصحيح حيث أنه جهاز حديث وفعّال وآمن ( نسبياً ) يحسن من ندبات الوجه وكذلك تجاعيده بنسبة مرضية وهناك بعض الحالات التي لا تستفيد من هذا الجهاز لسبب غير معروف لذلك يجب اختيار المريض بعناية لكي تكون النتيجة مرضية ويجب أن يعرف المريض أنه حتى بعد 4 جلسات من هذا الجهاز قد لا يحصل على ما يتخيله قبل العلاج مع العلم أنه تحسن ولكن المبالغة في التوقع للنتائج هي من أكبر المشاكل التي تواجه الأطباء عند استخدام هذا الجهاز.

فاختيار المريض المناسب لهذا الجهاز هو من أهم مراحل العلاج. وأنا على يقين أن تقنية الفراكشنال ليزر لن تكون الأخيرة فالعلم يتقدم ويتسارع ونحن بانتظار المزيد من الأجهزة الآمنة والفعّالة التي أرجو من الله أن تكون سبباً لإضفاء البسمة على وجوه مرضانا. l

* استشاري أمراض طب
وجراحة الجلد والعلاج بالليزر