::: زوجي يكثر من الدعاء علي بغير سبب، فماذا أفعل؟ :::

http://www.mwadah.com/images/imgcache/2006/08/21.gif

أنا امرأة متزوجة منذ سنتين تقريبا وقد اخترت زوجي؛ لالتزامه بالدين فهو ممن يدعون إلى الله عز وجل، ولكن بعد زواجي منه وجدته يعاملني معاملة سيئة جدا، ويحكم على بأشياء لا أطيقها! فهو يهوى السهر وإن كان في المطالعة، ويأمرني بالسهر معه، مع العلم أني امرأة عاملة! وإن غفت عيني سهوا حملني مالا أطيقه من الخصام والتهكم علي!

كنت أقول أن ذلك ربما لأني لم أحمل حتى الآن ولكن من الله علينا بحملي الأول، فكنت أتوقع أن تتغير معاملة زوجي لي ولكنها ساءت! وهو الآن يتبع معي أسلوبا جديدا وهو أن يدعو الله على أن يسد الأمور في وجهي، وأن يعسر ولادتي وما إلى ذلك، فهل سيتقبل الله هذا الدعاء؟ مع العلم أني والله لا أتوانى في إرضائه بكل الوسائل، ولكني أفزع من دعائه هذا فهل يغضب الله على بهذا الدعاء، أم ماذا؟

وخاصة أنه يربط كل ما يحدث لي من سوء بدعائه! فلو جرحتني السكين في المطبخ قال لي نعم لأني دعوت عليك ولن يرضى الله عنك ما دمت أدعو عليك! فهل لدعاء الزوج على زوجته من أثر شرعي؟ ويعلم الله أني لا أقصر في واجباته، فهل من حل كي أنجو من هذا الصراع النفسي؟
وجزاكم الله خيرا!

http://www.mwadah.com/images/imgcache/2006/08/22.gif

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أمة الرحمن حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نسأل الله تعالى أن يثيبك خير الثواب وأعظمه على صبرك على زوجك، وعلى حسن تحملك هذا الأذى الذي تجدينه منه، وبداية وقبل الإجابة على سؤالك الكريم، فإننا نبشرك بأن عاقبة صبرك لن تضيع بإذن الله تعالى، بل ستجدينها مدخرة لك عند الذي يعلم سرك وجهرك، عند الذي يعلم ألمك وحرقة قلبك، وأيضاً فستجدين عاقبة صبرك بإذن الله تعالى في محافظتك على بيتك وأسرتك، ولعل الله أن يجعل عاقبة هذا الصبر خيراً في تغير زوجك من حاله هذا إلى حال أكثر وأفضل صلاحاً إن شاء الله تعالى.

وقد قال جل وعلا: {إنه من يتق الله ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين}، وقال تعالى: {واصبر وما صبرك إلا بالله} وقال صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نصب -تعب- ولا وصب -مرض- ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) متفق على صحته.

وأما عن مسألة دعاء زوجك عليك مع أنك لا تقصرين في حقه، فهذا خطأ منه، وظلم وتعدي لا يرضاه الله تعالى، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه.

وأما عن تأثير هذا الدعاء، فقد أخبر تعالى أن الإنسان عجول متسرع يدعو بما يضره كما قال تعالى: {ويدع الإنسان بالشر دعائه بالخير وكان الإنسان عجولاً} وهذا من جهل العبد ومن عدم معرفته، ولذلك فإن الله تعالى لا يجعل الاستجابة له في هذا الدعاء مع أنه هو الذي يدعو على نفسه كما قال تعالى: {ولو يعجّل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم} والمعنى أن الله تعالى لا يستجيب لهم في هذه الحالة بل يلطف بهم ويرحمهم بعدم إجابة دعوتهم ولو استجاب لهم لهلكوا، وهذا هو معنى قوله {لقضي إليهم أجلهم}.

وأما عن الدعاء عليك من قبل زوجك، فهذا مع أنه من جنس الدعاء على النفس إلا أن فيه إثماً وظلماً، ولذلك فلتطمئني فإن الله تعالى لا يستجيب لمثل هذا الدعاء، كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطعية رحم) متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.

فعليك بالصبر على زوجك، وعليك بتحمله والإحسان إليه، والتحبب إليه، فإن الله تعالى يقول: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}.

وعليك بالدعاء والتوجه إلى الله تعالى أن يصلح أمركما وأن يحببكما إلى بعضكم البعض، ونسأل الله تعالى لكما العيشة الهنية المرضية والذرية الطيبة والصالحة.

موضوع ذو صله ::: ما هو الإبتلاء :::

من الشبكة الإسلامية