تشكو كثيرات من الأمهات من ظهور الحساسية عند الأطفال وقد يربطن بين ظهورها وتقلب الجو، وتغيير الفصول. ويوضح الأطباء أنه ليس معروفاً تماماً لماذا تظهر الحساسية عند الأطفال بعد الولادة بمدة وجيزة، يميلون إلى الترجيح بأن العوامل الوراثية تلعب دوراً مهماً في هذا المجال. فقد وجد أنه إذا كان كلا الوالدين يعانيان من أحد أعراض الحساسية فإن احتمال أن يعاني أطفالهما من الحساسية قبل بلوغهم سن العاشرة يصل إلى نسبة 70% ويعتبر الحليب والبيض من أهم الأطعمة التي قد يؤدي تناولها إلى ظهور أعراض: الارتكاريا، الأكزيما، والمغص المعوي، وهناك بعض الأعراض الأخرى لكنها أقل حدوثاً كالسعال، الشعور بالاختناق، التهاب الأنف، الربو، فقدان الشهية والإمساك، ومن الأطعمة المهمة التي تؤدي إلى ظهور الحساسية عند الأطفال: اللحوم، السمك، الفواكه، الموز، الفراولة، البرتقال، الخضراوات مثل البندورة والكرنب والقرنبيط والبقول مثل الفول والحمص والحلويات مثل الشوكولاتة. وعلى الطبيب اكتشاف الأصناف التي تسبب الحساسية وحذفها من قائمة طعام الأطفال.
تبعاً لدراسة أُجريت في مجال الحساسية والمناعة وجد أن منع الأطفال المعرضين لخطر الحساسية من تناول البيض والفول السوداني أثناء مرحلة الرضاعة، وكذلك منع أمهاتهم من تناول طيلة فترة الحمل قد أدى إلى انخفاض نسبة إصابتهم بالحساسية للطعام في أول عامين من العمر. وقد أوضح أحد الباحثين أنه بناء على دراسات عديدة في هذا المجال تبين أن نسبة كبيرة من الأطفال المصابين بالحساسية تجاه البيض والحليب تختفي لديهم أعراض الحساسية 3 - 5 سنوات من عمر الطفل، أما الأطفال المصابون بحساسية من الفول السوداني والسمك فقد تستمر الحساسية لديهم حتى سن سبع سنوات، وقد تستمر هذه الأعراض مدى الحياة عند بعض الأطفال.
غيرة الأطفال
سواء كان طفلك الأول في مرحلة تعلم المشي، في مرحلة ما قبل المدرسة، في مرحلة الابتدائية من الدراسة أو حتى في سن المراهقة (تحت العشرين) يعتبر مجيء طفل جديد للأسرة أمراً متعباً لمن هم أكبر منه حتى لو تفاوتت درجة ذلك. فالأصغر سناً ممن ولدوا قبل القادم الجديد لا يفهمون في الغالب من أين جاء هذا المولود.. وإن كان هؤلاء أكبر سناً فلا تمثل لهم المسألة مشكلة من هذا الجانب، لكنهم ربما يتمنون عودته من حيث أتى لأنه سيستحوذ على جزء من حب واهتمام الوالدين كان من الممكن أن يكون مخصصاً لهم لولا قدوم هذا الجديد. وحتى المراهقون الذين يظهرون الفرح بال(ننوس) (هي لفظة عامية مصرية تظهر المولود وكأنه لعبة تدخل السرور في قلوب الجميع) الجديد سيكتوون بنار الغيرة من اهتمام الوالدين بمن هم أصغر سناً ولا سيما هذا ال(ننوس)، مما يظهر ذلك بوضوح أن فتاة صغيرة كانت هي وأخوها الطفلين الوحيدين بإحدى الأسر التي كانت الأم فيها حاملاً قالت لأمها بوضوح وصراحة إن كنت ستلدين بنتاً فمن الأفضل أن تتركيها بالمستشفى ولا تأتي بها إلى المنزل.
مسؤولية الوالدين
والسؤال هنا: كيف يمكن للوالدين تهيئة أولادهما نفسياً وتربوياً للتأقلم بسهولة مع نقلة هامة كهذه في حياة الأسرة؟
الواقع أن هناك عدداً من الاقتراحات التي يمكن أن تساعد في ذلك منها أنه يجب على الوالدين تهيئة البيت بأي وسيلة ممكنة لجعل الصغار يدركون بأن القادم الجديد ليس إلا واحداً منهم، وأنه لن يحصل من الحب والاهتمام إلا على نفس القدر الذي يحصلون عليه عندما كانوا صغاراً، وربما أقل لأن الكبار ولدوا في وقت لم يكن فيه سواهم، ولذلك كان الاهتمام كله منصباً عليهم لعدم وجود أحد غيرهم في المنزل سوى الأب والأم. لا تنتظري حتى يولد الطفل الجديد لتقومي بنقل الطفل أو الأطفال الأكبر لغرفة أخرى أو فراش آخر فأي نقلة هامة من هذه التوعية لا بد أن تتم بشكل كامل قبل مجيء الطفل الجديد بوقت كافٍ.
ابتكار الوسائل
وبالنسبة للأطفال الأصغر سناً يمكن جعلهم يدركون مسألة قدوم الوافد الجديد من خلال صور جميلة ملونة لرضع، وتذكيرهم بأنهم كانوا مثل هؤلاء وأجمل وأن القادم الجديد ليس سوى واحد مهم وأنه لن يكون مميزاً عنهم بأي حال من الأحوال. ويجب التأكيد للأطفال على أهميتهم وحبهم في قلوب الوالدين ليست أو لن تكون أقل بأي حال من الأحوال حب واهمية القادم الجديد بل ربما أكبر منه. ولن تكون المسألة سهلة لأن غيرة الصغار من بعضهم البعض أمر طبيعي لكن الذكاء أن يتم التعامل مع ذلك بشكل فيه شيء من الوقاية، ويمكن ابتكار بعض الوسائل الكفيلة بجعل الصغار ينشغلون عن الطفل الجديد بحيث لا يفكرون في مسألة الغيرة إياها.
مهام ومكافآت
أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً فمن الممكن تكليفهم بمهام الأخ الأكبر أو الأخت الكبرى تدريجياً، وجعلهم يشعرون بماهية المسؤولية تجاه الصغير مع شيء من المكافأة، كأن يسمح لهم بأشياء كانت محظورة عليهم نظامياً مثل التأخر قليلاً عن ميعاد النوم، أو الاشتراك تدريجياً في نشاطات كانت حركتهم مقيدة فيها بعض الشيء، مثل بعض أنواع الألعاب والنشاطات المحببة إلى نفوسهم التي كان يحظر عليهم المشاركة فيها نتيجة لرغبة الأم أو الأب، في التمتع بقدر من الهدوء في البيت مما يتعارض وجوده مع ممارسة تلك النشاطات.
مواقع النشر (المفضلة)