للعشـــق حكاية ...
جلس قبالة النافذة يتأمل البعيد وقد لاحت في عيناه
نظرةٌ تاهئة .... حزينــــة لست ادري ؟؟؟
دنوت منه قليلاً لأتأمل الوجه الذي حفرت عليه
السنون معالمهــــــــا... احس بقربي
استدار قائلاً .. ماذا تريدين ... بلا تردد اجبت اريد ان اعرف حكايتك
افتر ثغره عن ابتسامةٍ ساخرة وقال: عادةً تحكي شهرزاد ليستمع شهريار
قلت : لستَ شهريار ولم اكن شهرزاد في يومٍ من الأيام ... اذا اشبع
فضولي واحكي لي حكاية العاشق الذي لطالما انتظرتها....
......................... ......................... ..
تـــــــأملها وهي جالسةٌ على أحد المقاعد في تلك الحديقة
بدت وكأنها تنتظر شخصاً وقد طال الإنتظار ... أطال النظر اليها
ارتسمت في مخيلته ملامحها الرقيقة ... وخفق قلبه بعنف..
ما الذي دهاه يا ترى ..؟؟
اعاد الكرة مجدداً في اليوم الذي يليه والذي يليه....
كان يذهب في نفس الموعد فقط ليراها وهي لم تتأخر يوماً واحداً...
كأنما كانت تذهب لتنتظره خلسةً .. أو هكذا أقنع نفسه..
وفي كل يوم يتأصل ذلك الشعور في اعماقه.. يا الهي هل يعقل أن
يحبها...
هل يمكن للشمس أن تشرق يوماً في ظلمة الليل ...!!؟؟
هل يتحول الحجر الأصم الى كتلة من المشاعر..؟؟!!
هو الذي سخر من العشاق ومن قصصهم واعتبر الحب اكبر حماقة يقع فيها
المغفل فقط، اكتشف انه المغفل الوحيد في العالم...؟؟
ولكن هذا هو الحب لا معفول فيه... يتسرب الى القلوب دون استئذان
ودون ان يعير اهمية لصاحب ذلك القلب من يكون..؟؟؟
اذاً ما دام يحبها لما هو متردد و هو يشعر بكل الثقة بانها تأتي من
اجله وحده لما لا يصارحها وهو فنانٌ في صقل الحروف وتشكيل الكلمات
كيف ما يريد..؟؟
أتى اليوم الموعود ليصارحها استجمع شجاعته وقرر ان يخبرها بمشاعره
الجامحة نحوها ذهب في نفس الموعد وانتظر ... لم تأتي .. ليس من
عادتها ان تتأخر.. في غمرة مشاعره
لمحها من بعيد .. وتجمد في وقفته لم تكن بمفردها .. كانت يدها تضم
يداً أخرى شابُ مثلها...
وقد اطل من نظراته حجم الحب.....!!
انتهت حكاية العشق قبل أن تبدأ...
......................
انتهى من سدر حكاية حبٍ لم يكتمل ونظر الي ساخراً ..
هل عرفت يا شهرزاد العصر الحديث أي مغفلٍ عاشقٌ أنا والغريب اني لا
زلت اعشقها حتى اليوم ..؟؟!!
........................
آهٍ يا قلبــــــــي ..
صمتتُ قليلاً يبدوا أنه لا فائدة ترجى ... حكاية العشاق في كل زمان
هي نفسها قد تتغير العصور وربما تتغير المقاييس قد تختلف أشكال
العشاق واساليبهم وتبقى الحكاية نفسها... قصصهم ملونة بدماء قلوبهم
ومشاعر الحرمان والفراق مبعثرةٌ على صفحات اساطيرهم...
وقسوة الألم تكسو ملامحهم... لما يا قلب عندما تعشق... لا تكتمل حكاية
عشقك...؟؟
وتستمر الحكـــــــــاية...
مواقع النشر (المفضلة)