+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    الفارس المصرى is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    01 / 12 / 2005
    العمر
    36
    المشاركات
    13
    معدل تقييم المستوى
    238

    Square2 الخوف ظاهرة طبيعية ام مرض نفسي

    الخوف


    يذهب عالم النفس هورني للقول: «إن الخوف شعور لصيق بالنفس الإنسانية، وربما هو طريق إلى الإبداع أو الإخفاق».وحين توجهت «دنيا الناس» لسؤال الناس من مختلف الأعمار والمهن عن الأسباب التي تثير مخاوفهم عبروا عن مخاوف تلازمهم يومياً لكنهم لم يحللوا مسبقاً كيف اكتسبوها، وتعاملوا معها فهي كبقية الأشياء التي يتعايش الإنسان معها دون أن تستوقفه.أو تدفعه للتفكير أحياناً بأنها خرجت عن المألوف لتسير مشاعره هذه في متاهات مرضية ليس من السهل اكتشافها.فهل الخوف في حدوده المعقولة حالة سليمة؟يقول سيغموند فرويد: «الخوف عاطفة انسانية صحيحة تشكل واحداً من أعصاب وسائل الدفاع الأولية التي لا غنى عنها في بناء النفس الإنسانية، والتي تساهم في استعادة التوازن والشعور الدقيق في الأنا لمواجهة الآخر الاجتماعي سواء أكان حقيقياً أو متوهماً».
    والخوف قد يأتي بالعدوى أحياناً تجمعه غريزة القطيع التي عبر عنها ألفرد أدلر في أكثر من مناسبة، فإن رأى أي شخص أناساً يركضون بفزع سيركض معهم بشكل لا إرادي دون معرفة السبب.
    إنها حالات تنتاب البشر أحياناً قد تكون طويلة أو قصيرة.
    في وقفة مع الخوف وأسبابه وطريقة التكيف معه رصدنا الآراء التالية:
    بداية تُعرف الدكتورة كريمة العيداني «اختصاصية نفسية» الخوف «بأنه حالة انفعالية داخلية طبيعية يشعر بها الإنسان في بعض المواقف ويسلك فيها سلوكاً يبعده عادة عن مصادر الضرر والخطر، وهذا كله ينشأ عن استعداد فطري أوجده الخالق في الإنسان والحيوان، فالخوف أمر طبيعي يهدف الى حماية الفرد مما يجوز أن يسبب له ضرراً، ويعرف هذا بـ «الخوف الطبيعي».
    أما الخوف المتكرر لأي سبب، فإنه «خوف غير طبيعي» أي خوف مرضي، لذلك فإن تضخم الخوف في موقف ما خارج عن النسبة المعتدلة التي يتطلبها هذا الموقف يعد أمراً ليس بالطبيعي.
    ومما تقدم نرى أن الخوف الطبيعي المعتدل يساهم في سلامة الفرد، وما عدا ذلك فهو ضار بشخصية الفرد وسلوكه ومن أهم مظاهره الانطواء، وعدم الجرأة والتهتهة، وغير ذلك من الخصال المعطلة للنمو.
    ومن ثم تنتقل د. عيداني لتحديد أنواع الخوف ومصادر تكوينها: «تنقسم المخاوف بحسب موضوعاتها الى حسية وغير حسية، فالمخاوف الحسية يمكن إدراكها بحواسنا المختلفة كالخوف من الظلام، أو من بعض أنواع الحيوانات وغير ذلك.
    أما المخاوف غير الحسية فهي الخوف من الموت أو غير ذلك.
    والخوف يبدأ مع الأطفال ويختلف ما يثيره الخوف بالنسبة للطفل


    باختلاف سنه، وبتقدم نمو الطفل تزداد مثيرات الخوف وتختلف أنواعه، ففي السنة الثانية حتى الخامسة قد يفزع الطفل من الأماكن الغريبة والشاذة ومن الكائنات التي لم يألفها، كما يخاف تكرار الخبرات المؤلمة التي مرّ بها كالعالج الطبي أو العمليات الجراحية، كما يخشى الطفل كل ما يجهله».
    وتؤكد د. العيدان ان كل هذه المخاوف طبيعية جداً، ولو تركت للزمن لتلاشت بقليل من حكمة الوالدين، وينتج عن هذا طفل سليم النفسية شجاع في حدود المعقول، وحذر أيضاً في حدود المعقول، ولذلك فمن المهم عند الآباء اتباع بعض القواعد لعلاج الخوف عند أطفالهم، بهدف الوصول الى التنشئة السليمة والمتوازنة مثل إحاطة الطفل بجو من الدفء العاطفي.
    وتربية روح الاستقلال والاعتماد على النفس، ومواجهة المواقف التي ارتبطت بذهنه بانفعال الخوف، كما يجب إبعاد الطفل عن مثيرات الخوف كالمآتم، والرؤية المثيرة إثارة شديدة لانفعال الخوف وحمايته من الخرافات السائدة في المجتمع، وعند حث الطفل الصغير على التدين والسلوك القويم لا يجب ان يتم هذا عن طريق التهديد بنار جهنم وبعقاب الله، وإلا تكوّن عنده مركب الشعور بالنقص والذنب.
    وأخيراً على الآباء والأمهات ان يروّضوا أنفسهم على عدم القلق على أبنائهم، وعليهم أن يخففوا قلقهم الزائد إذا كان خارجاً عن إرادتهم.
    ومن ثم تنتقل د. عيداني للحديث عن المخاوف غير الطبيعية أي «المرضية» والتي تسمى كما نوهت «الفوبيا» فهي غير واقعية وتتراوح نسبة الإصابة بها ما بين 5 إلى 6% في التعداد العام، ومن أشهر المخاوف المرضية «الفوبيا»: الخوف عند الخروج من المنزل، الخوف من الأماكن المغلقة، الخوف من مواجهة الآخرين أو الرهاب الاجتماعي، الخوف من الماء، الخوف من الموت، الخوف من المرض، والخوف من الحيوانات والأجواء والناس والمواصلات والامتحانات.
    كما أن 99% من الأمراض النفسية والجسدية سببها القلق الداخلي، وبالتالي الاضطراب في إدارة العقل والجسد، في كل الأحوال يوافق المختصون على أن الحالة النفسية المطمئنة تلعب دوراً رئيسياً في الوقاية من المرض وفي التشافي. ولديّ اعتقاد أن العمل مع مريض دون معالجة قلقه خسارة فادحة في العلاج.
    وفي كل الحالات التي تتطلب استشارياً يجب معالجة القلق أولاً ما لم يكن هناك طارئ يجب التعامل معه أولاً. فالخوف هو أساس القلق ووسائل علاج الخوف والقلق كثيرة جداً كالاسترخاء والرياضة وقراءة القرآن الكريم، والتنويم الذاتي أو الإيمائي، أو الانتساب لنواد اجتماعية وثقافية وما إلى ذلك من وسائل تساهم في علاج الخوف والقلق.
    المجهول
    يقول عدنان حمصي «كاتب»: «الأمور التي تخيفني غالباً ما ترتبط بالقرارات المصيرية التي يمكن أن تلامس أشخاصاً آخرين يحتلون مكانة كبيرة في نفسي كالأبناء والزوجة والأهل والمقربين، خاصة إذا كانت نوعية مثل هذه القرارات تؤثر على طبيعة الاستمرارية بيننا، فهنا مهما كانت القرارات مدروسة إلا أنها تحتاج إلى التجربة التي تثبت صحة هذا القرار من عدمه.
    أي أخاف من المجهول الذي سيحدد أموراً كثيرة. كما أني أخاف من المكان إن لم أكن مستقراً مع نفسي، ولهذا يؤثر عليّ مناخ المكان إذا كان حاراً أو بارداً، فإذا كان تكيفي مع الأشخاص المحيطين بي صعباً ومع ذلك يجب أن أتواجد في هذا المكان بالذات، أشعر بقلق وإحباط، فعدم رضائي عن الجو المحيط يسبب ارتباكاً يظهر على وجهي وكلامي.
    أما عن كيفية معالجته لهذه المشاكل يقول حمصي: «العلاج وردة الفعل يأتيان في الثقة بالنفس، أما بالنسبة للقرارات المصيرية، فأنا أمعن فيها التفكير وأستغرق وقتاً كافياً كي أتخذ قراراً حاسماً، وكل هذا يأتي من طبيعة الشخصية وطريقة التعامل مع الآخرين، ويتحدد هذا من خلال المخزون الثقافي والتربوي، فطريقة التربية تحدد مدى الإحساس بالإحباط، وكذلك الأمر بالنسبة للحافز الذي يعكس فعلاً إيجابياً.
    بالعموم أعتمد على مقولة أحد الفلاسفة «لكي تقهر خوفك حدّق به ملياً وواجه خوفك قبل أن تواجه مصيرك».
    مخاوف متعددة
    خالد يوسف عبدالرحيم «موظف» يقول: «أخاف كثيراً من المصاعد، ويرتبط هذا بحادثة بعيدة كان عمري حينها 22 سنة، كنت لوحدي حينها في احد مصاعد دبي عندما قطعت الكهرباء، أو ربما حدث خلل بالمصعد فشعرت بثقل في رأسي، وبالرغم من أن القصة لم تستمر لأكثر من خمس دقائق، لكني إلى الآن أحاول ألا أستخدم المصعد لوحدي وهذا ما يتطلب مني أن أنتظر أي شخص كي يشاركني ركوب المصعد، أو أستخدم السلم، أو اضطر الى استخدام المصعد لوحدي، وأنا بحالة من القلق».
    ويضيف خالد يوسف: «لا يشكل المصعد عقدة خوف وحيدة في حياتي إنما أخاف ركوب الطائرات، ويرتبط هذا بحادثة قديمة تتعلق بمطبات جوية، وهذا ما يجعلني أفكر كثيراً قبل السفر، أو ألغي فكرة السفر أحياناً، أو أستخدم وسيلة نقل أخرى. كما إني أشعر بالخوف من الأمراض، فمثلاً إذا جاءت وفاة شخص ما أعرفه كنتيجة لورم خبيث بالمعدة، فكلما عانيت من أوجاع بمعدتي يمر ببالي تلك الحادثة، وأشعر بخوف كبير.
    .. وأخرى قديمة
    مها كيلاني «موظفة» تقول: لديّ الخوف من الله سبحانه وتعالى. والخوف عموماً قد يدل على التقصير بالإيمان، وبالرغم من أن المرء يلجأ الى الله عند الشدة، لكن هذا لا يمنع الناس من الشعور بالخوف أحياناً كثيرة على سبيل المثال أخاف كثيراً من الأماكن العالية سواء الطوابق العالية أو المرتفعات. وحين أفتش عن السبب لا أجد شيئاً منطقياً، إلا إن والدتي كانت تخاف من الأماكن العالية، وكانت تحذرنا باستمرار من الأماكن المرتفعة، حتى إني كنت أرى كوابيس بأني اقع في مكان مرتفع، حاولت أن أتخلص من هذه العقدة بمواجهتها وبمساعدة المقربين مني لكني لم أستطع».
    وتضيف كيلاني: «أخاف كثيراً من المجهول خاصة عندما نسمع في هذه الأيام عن أمراض جديدة وخطيرة، وبالرغم من ان هذا يفسر شرعاً وديناً بأنه علامة من علامات الآخرة لكني أشعر بآلام هذا المريض وأتعاطف معه بعيداً عن معرفتي به».
    إيمان احمد «ربة منزل» تقول: «لدي خوف كبير على الأطفال فعندما ارى اي طفل في موضع خطر مثل انه ينظر من النافذة، او يتوجه الى محول كهربائي «تنتابني حالة من الهستيريا، وافقد اعصابي في هذا الزمن القصير الذي يفترض فيه ان يبتعد الطفل عن موضع الخطر».
    وعندما أفتش عن هذه «الفوبيا» اعتقد بأنها مجرد صدفة او ربما يرتبط هذا بحادثة قديمة، وهي وفاة طفلة رضيعة على يدي، كانت مريضة، وكنت اعتقد بأنها تنام لكن في الحقيقة كانت تزهق روحها، وبنفس الفترة توفي طفل صغير من أقربائنا لتطاردني في وقتها الكوابيس كلما مات طفل صغير، وفي هذه الحالة اكثر من عباداتي حتى أستطيع التخلص من هذه الحالة وأستعيد توازني».
    علياء زكي العلي «طبيبة» تقول: يميل الانسان بطبيعته إلى الاستقرار، واي شيء ممكن ان يكون سببا في زعزعة هذا يشكل نوعا من الخوف سواء هدد هذا الاستقرار مهنته او حياته او مستقبله»، وترى علياء «ان الخوف عبارة عن شعور ممكن ان يتسبب في اضطراب حياة الناس، وهناك نسبة كبيرة منهم ممكن ان تعالجه وتتصدى له.
    وهناك نسبة اخرى ممكن ان تنساق وراءه وبالتالي يتهدد استقرار حياتها نتيجة هذا الخوف، حتى وان لم يكن هناك اي مستند حقيقي لمخاوفها وهواجسها.
    ولهذا تكون معالجة الخوف بحسب نوعه وافضل طريقة لمواجهته هي التماس نقاط الضعف في الذات البشرية ومحاولة تطويرها وتقويتها على كافة الاصعدة.
    على سبيل المثال هناك من يخاف من المرتفعات، ولذلك عليه التكيف التدريجي مع الاماكن المرتفعة حتى يشعر بأنه تجاوز هذه المشكلة مرة بعد اخرى».



    أتمنى ان يكون الموضوع اعجبكم






    منقول

     
  2. #2
    ابو مصطفى is on a distinguished road الصورة الرمزية ابو مصطفى
    تاريخ التسجيل
    01 / 08 / 2006
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    223
    معدل تقييم المستوى
    440

    افتراضي رد: الخوف ظاهرة طبيعية ام مرض نفسي

    اسال الله العظيم ان يامنا يوم الخوف
    شكرا لك اخي وجزاك الله كل خير

    ابو مصطفى

     

 
+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك