مجيـــد حسيســــي


المتفـــــــــــــائـــــ ـم


هذا أنا...متشائـمٌ..متفائــلٌ

متفائــــمٌ ...متشــائــلٌ ..
نصفٌ منَ الشـّـرّ الذي في جعبتي
نصفٌ منَ الخيــر الذي في جـُـبـّـتي
متـأرجـِـحٌ ..
صفحاتُ نفسي كالكتاب ِ تلوَّ ثتْ
صدِئتْ ..بحبر ِ بريقـِـها
وتناثرتْ فوقَ الطـّـريقْ
ما عادَ يشغـِـلُـني كلامٌ من رحيقْ
ما عدتُ مهتمـّـا ً بزرع ٍ وافر ٍ..
تتأجـّـجُ النيرانُ فيه ِ من حريقْ.
ما عدتُ مهتمـّــا ً لشخص ٍ كافــر ٍ
سرقَ النـّـعاسَ ..وكحلَ عيني..والبريقْ.
ما عدتُ مهتمـّــاً..أنا كمسافـر ٍ..
غفـتِ العيونُ برأسـِـه ِ..
أبدًا..تفيقْ .
نامتْ معي كلّ المآسي ..وانتهتْ
واستيقظ َ الخيرُ الذي لا ينتهي..
من نفس ِ مؤمنــة ٍ..ومن خبز الدّقيقْ..
فأرى دموعي فوق خدّ ٍ يستوي..
فوقَ الوسادة ِ..فوقَ ذرّات ِ الرّحيقْ ..
أبكي على ما فاتني..
وعلى ضلوع ٍ تستغيثْ
فيطـلّ ُ من وهم ِ السـّـراب ِ مبشـّـرا ً
كي يوقظ َالخيرَ الذي أمسى شرابا ً..من عقيقْ
فأرى شموعا ً تبعثُ الأنوارَ في قلبي الرّقيقْ
ينتابني ألــمُ الشــّـعورْ
فأطيرُ فوقَ مدينتي..والخيرُ فيها لا يثورْ
سقطـَـتْ معاييرُ الوفاء ِ بأرضـِـنا ..
نامـتْ شهورْ
والصـّـمتُ يحكي قصـّـة ً..
عن راهب ٍ..
صلبَ الضميرَ على عمود ٍ من بخورْ
عن زاهد ٍ ..يبني القصورْ
عن دارس ٍ ..فقدَ البصيرةَ مذ ْ صحا..
من غفوة ٍ..دامتْ دهورْ
فأطيرُ فوقَ مدينتي
والناسُ مثل الخيـر ِ ..لا..ليستْ تثورْ
سقطتْ أكاليلُ المحبـّـة ِ وانتهتْ..
ضاقتْ بنا أجسادُنا..ضاقَ الفضــا ..
الحبّ ُ شيءٌ ..قد قضى
والخيرُ فينا كالغريقْ.
صمتتْ معاييرُ الحياء ِ..تلوّنتْ..
وتبخـّـرتْ مثل الأثيــرْ
وأنا ..وأهلُ مدينتي..نمشي الهوينا..لا نطيرْ
هذا أنا ..متشائل ٌ..متفائـــمٌ
نصفٌ منَ الشـرّ الذي في جعبتي
نصفٌ منَ الخير الذي في جبــّـتي
جســدٌ وشيءٌ من كلامْ
يحكي..يطالبُ بالسـّـلامْ
ويؤمّ ُ في أهل ِ التـّـقى..
والناسُ..مثلي ..في صيامْ
في بعض شيءٍ من سرورْ
أو بعض شكــل ٍ..من غمــامْ !!!