قال الله تعالى:" قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" [يوسف : 5]
كثير منا مر على هذه الآية مرور الكرام
"قال يا بني": يقول الشيخ بأن مجرد قول يا بني وليس يا ابني أي أن يوسف كان مقربا منه وكان يوجد احترام متبادل بين الأب والابن ويعني أنه يوجد نوع من الصداقة بين الطرفين .
"لا تقصص رؤياك على إخوتك": كثير من الأهالي اليوم يأمرون أطفالهم (افعل) أو (لا تفعل) وهذا بديهي وطبيعي ومن حقهم ولكن يجب عليهم أيضا أن يبرروا أوامرهم أو يشرحوا أسبابها على الأقل كأن نقول للطفل : افعل كذا لأنه كذا وهذا أقرب إلى الإقناع وبالتالي إلى التنفيذ فسيدنا يعقوب لما أمر سيدنا يوسف بألا يقصص الرؤيا برر له مباشرة سبب الطلب فقال "فيكيدوا لك كيدا" والطفل بطبيعته يعرف أنه عادة يحب الأخ أخاه ويدافع عنه فسيستغرب حكما كيد إخوته له وحتى لا يدخل إلى نفس سيدنا يوسف شيء من الحقد على إخوته أو الغيظ منهم برر سيدنا يعقوب مباشرة أيضا لماذا سيكيدوا له إخوته؟ "إن الشيطان للإنسان عدوٌ مبين"
فانظر الفرق بين هاتين الجمليتين:
لا تجيب سيرة لأخوتك عن المنام. فيسأل الولد لماذا ؟ فيقول الأب : أنا قلت كده وخلاص من غير لماذا نفذ فقط .
وبين الآية الكريمة:
" قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ "
فضيلة الشيخ
ناصر العمر
مواقع النشر (المفضلة)