بدأ المران كعادته في تمام التاسعة ونصف ولم يكن فيه أي شيء غير عادي، جميع اللاعبين حاضرون والكل يجتهد منذ البداية، وينتهي البدري من تعليماته للاعبين أثناء الجري حول الملعب ويدخل الفريق في تدريبات الكرة، الجميع كان يقترب من تلك اللحظة المفاجئة لم يفكر أحد ولا حتى عبد الوهاب نفسه أنه سيذهب إلى المران ولن يعود إلى بيته.
يمرر رامي ربيع إلى عبد الوهاب الكرة يستقبلها ويمررها الأخير له ولكن بعيدة.. 'معلش يا رامي' هكذا قالها عبد الوهاب.. يرفع رامي عينه ليعاود تمرير الكرة إلى زميله.. لكن يجده متكئا بيديه الاثنتين على ركبتيه وكأنه في وضع الركوع.. فيقول له 'في حاجة يا عبد الوهاب' لم يرد عليه الأخير وبدون مقدمات يسقط على الأرض ليرتمي على جانبه الأيسر.. يحاول الجميع إفاقته.. طبيب الفريق الدكتور إيهاب علي يهرول عليه والكابتن أحمد ناجي يجري مسرعا نحوه ويحاول اللاعبون التهويه عليه ويضغط دكتور إيهاب على صدره بقوة ويحاول معه أحمد ناجي.
'عبد الوهاب مات' هكذا قالها الدكتور إيهاب علي بينه وبين نفسه ثم ألقى بطرف عينه نظرة إلى الكابتن أحمد ناجي فهمها هو ولم يفهمها الباقي حوله، وتصل سيارة الإسعاف لتنقل اللاعب إلى مستشفى مصر الدولي بالدقي لكن يبدو أنه قد لفظ أنفاسه الأخيرة داخل الملعب وفق ما روى لنا الدكتور إيهاب.
لحظات من اليأس والبكاء ارتسمت على وجوه لاعبي الأهلي الذين سارعوا خلفه ليفاجئوا بواقع الأمر وما هي إلا لحظات حتى تجمع جميع مسئولي النادي الأهلي ليغادروا مقر النادي إلى بلدته بالفيوم.. ومن بعدهم يغادر الصحفيون حيث خصص النادي الأهلي أتوبيسات لنقلهم من مقر النادي بالجزيرة لحضور جنازة الفقيد.
وقد علمت *****أن بلدة عبد الوهاب تزخر حاليا بكبار رجال الرياضة في مصر بدءا من جميع قيادات الأهلي ولاعبيه وأحمد شوبير نائب رئيس اتحاد الكرة وأيمن يونس وهاني رمزي وسيد عبد الحفيظ وإبراهيم سعيد وهادي خشبة وجمال حمزة وعبد الستار صبري وأحمد البكري