[align=justify]
فول الصويا شق طريقه كغذاء من قارة آسيا البعيدة ليصبح علامة مهمة في الحياة الأميركية البديلة في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، ليتحول إلى غذاء صحي بارز في عقود السنين التي تلتها.
وقد وُصف فول الصويا بأنه خافض للكولسترول، ولأخطار الإصابة بأمراض القلب، وحامٍ للبروستاتا ، إلا أن الدراسات حول فوائده المحتملة هذه توصلت إلى نتائج مختلطة في أفضل الأحوال، كما أن تقريرا من جامعة هارفارد قد رفع من احتمالات أن تقود منتجات الصويا الغذائية إلى تقليل عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال.
دراسة هارفارد :
كانت دراسة الصويا جزءا من دراسة طويلة المدى حول تأثيرات العوامل البيئية على الخصوبة. وشارك فيها 99 رجلا من الأزواج أو شريكي الحياة من ذوي الخصوبة المتدنية ، وخضع كل رجل لفحص طبي وإلى تحليل كامل للحيوانات المنوية لديه، كما قدم كل منهم تقييما مفصلا لفترة ثلاثة أشهر من تناوله لـ 15 من منتجات فول الصويا، من «توفو» tofu (خلاصة من فول الصويا توضع في الهمبرغرات النباتية وأنواع من السلطة ـ المحرر) و«تيمب» tempeh (فول الصويا محضّر ومطبوخ بوصفة إندونيسية ـ المحرر) وإلى حليب الصويا، والهمبرغرات النباتية و«قضبان الطاقة» الحاوية على بروتين الصويا.
ووجدت الدراسة أن الرجال الذين تناولوا، أكثر من غيرهم، منتجات الصويا، سجلت لديهم أعداد أقل من الحيوانات المنوية ، كما ظهر أن كميات الصويا المتناولة تلك لم تكن كبيرة، فقد ظهر أن حصة واحدة من الصويا بين يوم وآخر، ارتبطت بانخفاض في عدد الحيوانات المنوية.
وعموما فإن عدد الحيوانات المنويةالمسجلة لدى الرجال الذين تناولوا الصويا أكثر من غيرهم كان أقل بـ 41 مليون لكل مليلتر، مقارنة بالرجال الذين تناولوا الصويا قليلا. وكان التأثير أعظم لدى الرجال البدينين، كما أن النتائج ظلت نفسها بعد أن أخذت في الاعتبار عوامل أخرى مثل العمر، التدخين، تناول الكحول، الكافيين، مؤشر كتلة الجسم، وكذلك الوقت ما بين استخلاص الحيوانات المنويةوعملية القذف التي سبقتها.
شبهات الاتهام :
وقد درس علماء هارفارد الصويا، لأن حبوب الصويا غنية بمواد «أيسوفلافون» isoflavones مثل «غنتشين» genistein، «ديدزين» daidzein و«غليسيتين» glycetein. وهذه البروتينات هي من مركبات «فيتواستروجينات» phytoestrgens، وهي مركبات نباتية لها دور بيولوجي مشابه لدور الهرمونات الأنثوية.
وقد افترضت اختبارات سابقة أجريت على الحيوانات أن مواد «أيسوفلافون» ربما تحتوي على مواد سامة للجهاز التناسلي، وفي دراسة هارفارد ظهر أن تناول مواد «أيسوفلافون» بكثرة يرتبط بانخفاض عدد الحيامن.
رأي ثانٍ :
دراسة الصويا مهمة، ونتائجها مقبولة بيولوجيا. ومع ذلك، فإن من المبكر للرجال الراغبين في إنجاب أبناء، التخلي عن الصويا. وقد نفذت الدراسة بشكل دقيق، إلا أنها ليست سوى دراسة واحدة، كما أنها دراسة صغيرة.
ورغم أن تناول الصويا كان مرتبطا بانخفاض عدد الحيوانات المنوية فإن هذا العدد ظل ضمن نطاق التخصيب، كما كانت الحيوانات المنوية تبدو سليمة، وكانت الجوانب الأخرى في تحليل الحيوانات المنوية اعتيادية.
وأخيرا فإن الخصوبة لا تبدو وأنها مشكلة في آسيا، حيث يتم تناول الصويا بكثرة.
وكانت بعض الدراسات، وليس كلها، قد افترضت أن مواد «أيسوفلافون» في الصويا ربما تساعد في حماية البروستاتا وخفض الكولسترول. وعلى أي حال فإن فول الصويا هو مصدر عظيم من البروتينات العالية الجودة: إذ يقدم كوب من حبوبه نحو 20 غراما من البروتينات، أي نحو ثلث ما يحتاجه الرجل يوميا. والصويا مصدر عظيم للألياف، إذ توجد في كوب من حبوبها 10 غرامات منها، وهي ثلث حاجة الرجل منها يوميا. وهي أيضا قليلة المحتوى من الدهون المشبعة.
الخلاصـــــة :
وربما يكون من الحكمة أن يقلل الرجال الذين يعانون من مشاكل الخصوبة، من تناول الصويا. إلا أن فول الصويا يظل غذاء صحيا للآخرين، رغم أنه لا يزال لم يبرهن على أنه غذاء مكافح للأمراض .
[/align]

من اختاري لكم