كانت ساسكيا من النوع الذي يحتقره اندريس لانيسر ...
ألم تعرض عليه نفسها بكل وقاحة و بطريقة مثيرة للإشمئزاز ؟
إن مبادئه تمنعه من مجرد التفكير في هكذا إمرأة,
فكيف إذا اكتشف انها تعمل موظفة لديه ؟
كانت صدمة لساسكيا معرفتها بأن مديرها الجديد هو اندريس , وهذا يعني فقدانها لوظيفتها وكل أمل لها في المستقبل ............ إلا إذا ......

فجأة لاح لاندريس شعاع من النور في نهاية النفق المظلم ,
نفق مشكلته الخالية ..... ستكون ساسكيا وسيلته إلى الحل ؟ !!!!


[align=center]الفصل الأول :

فتاة الإغواء


إنها الخامسة إلا ربعاً

أسرعت ساسكيا عبر ردهة المكتب الذي تعمل فيه متجهة إلى باب الخروج
عندها صاحت موظفة الإستقبال قائلة " تتسللين خارجة قبل انتهاء الدوام يا لحظك !"

و عندما سمع أندريس تعليق الموظفة ، قطب جبينه ،
كان يقف عند المصعد المخصص لكبار الموظفين فلم تره ساسكيا التي كانت مسرعة ،
إلا إن أندريس رأى تلك السمراء ذات الساقين الرائعتين و الشعر البني ذي الوهج الذهبي المحمر الذي يشير إلى مزاجها الناري الحاد ،
و أنتبه فجأة إلى منحى أفكاره فالتورط مع إمرأة ... أي امرأة هو آخر ما يريده في الوقت الحالي ....

تذكر كيف أقنع جده بالتقاعد جزئيا من إدارة سلسلة الفنادق التي باتت الآن تحت إشرافه ،
لكن العجوز شن بالمقابل حملة قوية لإقناع أندريس بالزواج من إبنة أخيه ،

ففي نظر الجد من شأن زواج مماثل إن يوحد الأسرة و بالتالي يوحد ثروتها
إلا إن هذه المحاولات الخرقاء لتزويج أندريس بابنة عم أمع أثينا ما كانت لتترك في نفس أندريس سوى السخرية لولا إن أثينا كانت حريصة على هذا الزواج لقد كانت أثينا أرملة تكبره بسبع سنوات ،
كان زوجها الأول يونانيا ......
بلغ المصعد الطابق الأعلى فخرج أندريس منه لم يكن الوقت ملائماً للتفكير في شؤونه الخاصة لإن عليه السفر إلى الجزيرة التي يمتلكها جده في بحر إيجة التي ستمضي فيها الأسرة العطلة

و لكن كان عليه قبل ذلك إن يقدم تقريراً مفصلا ً عن سير العمل لجده ..............

" آسفة "
إعتذرت ساسكيا و هي تجلس على المقعد الشاغر عند المائدة المعدة لثلاثة أشخاص و قالت شارحة :
" الخوف سائد بين الموظفين بسبب وصول الرئيس الجديد غداً "
و سكتت عندما لاحظت إن صديقتها المفضلة لم تكن تصغي " ماذا حدث ؟ "
أجابت ميغن " كنت أخبر لورين عن سبب تعاستي ..
- تعاستك ؟
- إنه مارك ...
- أكملت لورين تظن ميغن إن مارك متورط مع فتاه أخرى .. في نفس الوقت "
- "هذا غير ممكن ، ميغن أنت بنفسك أخبرتني عن مدى حب مارك لك "
- حسناً هذا ما ظننته ، خصوصاً عندما قال إنه يريد إن تعقد خطبتنا .ولكن هناك مكالمات هاتفية تصله دائما وإذا أجبت إنا يقفل الخط .
حدث ذلك ثلاث مرات هذا الأسبوع ، وعندما سألته عن ذلك قال إن الرقم كان خطأ .

_ حسنا ربما كان الرقم خطأ فعلا.
لكن ميغن هزت رأسها :
"لا . هذا غير صحيح ،
لإن مارك يبقى دائما جالسا قرب الهاتف ، والليلة الماضية كان يتحدث من هاتفه الخلوي عندما دخلت ،
وما إن رآني حتى أنهى المكالمة ".

ـ ألم تسأليه عما يحدث ؟
أجابت ميغن بحزن :"سألته فقال إنها مجرد تخيلات أتخيلها "

فقالت لورين وقد لوت شفتيها بعبوس مخيف :" هكذا هم الرجال ...
لقد بذل زوجي جهده لإقناعي بإني واهمة .
وماذا فعل ؟ لقد أنتقل للعيش في البيت مع سكرتيرته طالبا مني الرحيل "

قالت ميغن وقد اغرورقت عيناها بالدموع:
" إنا ... لا يمكنني إن اصدق إنه يخونني مع أخرى ... كنت أظن إنه يحبني ..."

ـ إنا واثقة من إنه يحبك.

قالت لورين بجفاء :" حسنا ، هناك طريقة مضمونة لمعرفة الحقيقة .
لقد قرأت مقالة عن وكالة تقصدينها إن راودتك الشكوك حول صديقك .
فيرسلون له فتاة تحاول إغواءه فإن وقع في الفخ تأكد شكك و ليس أمامك إلى هذا الخيار "

قالت ميغن :
" آه لا أستطيع "

فأصرت لورين بقوة " بل عليك ذلك إن مارك يجاهد في التوفيق في دخله و مصروفه منذ باشر في عمله الخاص و أنت قد ورثت ذلك المال من عمة أبيك "

غاص قلب ساسكيا قليلاً ، هي تحب صديقتها كثيراً و لكن الفكرة لم ترقها كثيراً .
قالت ميغن:
" إنها تبدو فكرة معقولة لكنني لا أظن إن في هلفورد وكالة مماثلة " .

فقالت لورين و قد علت الإبتسامة وجهها ومن يحتاج إلى وكالة ؟
ما أنت بحاجة إليه هو صديقة جميلة للغاية لا يعرفها مارك ، و يمكنها محاولة إغرائه .. "

فقاطعتها ميغن متأملة:
" صديقة جميلة للغاية ؟ أتعنين مثل ساسكيا ؟ "

أخذت المرأتإن تتفرسإن في ساسكيا و هي تقضم قطعة من الخبز و أجابت لورين بصوت خافت:
" بالضبط . ساسكيا مناسبة لهذا الدور "
كادت ساسكيا تختنق بقطعة الخبز وهي ترى التصميم باديا على ملامح لورين وميغن فقالت :
" ماذا؟
أنت تمزحين . لا ... لا سبيل إلى ذلك ،
هذا جنون يا ميغن وأنت تعلمين ذلك . كيف تستطيعين فعل ذلك بمارك؟ "

أجابت لورين بحدة :
" وكيف يمكنها تسليمه حياتها إن لم تكن واثقة منه؟
حسنا لقد أنتهى الأمر إذن ، وما نحتاج إليه حقا إن نضع خطة"

فقالت ميغن :" الليلة سوف يخرج مارك مع أصدقائه إلى تلك الحانة التي افتتحت حديثا "

ـ لا يمكن إن أفعل ذلك ..إنه..إنه. إنه عمل غير أخلاقي .
ونظرت باعتذار إلى ميغن :
"آسفة يا ميغن ، ولكن.."

فقاطعتها لورين بحدة :" كنت أظنك سترغبين في مساعدة صديقتك ، يا ساسكيا ، لكي تحافظي على سعادتها . خصوصا بعد كل ما فعلته لأجلك ".

عضت ساسكيا على شفتيها ..
لورين محقة ، فهي تدين لميغن بالكثير ...
فمنذ ستة أشهر كانت ساسكيا تتأخر في العمل كل مساء ، وكانت جدتها مصابة بمرض خطير ،
فراحت ميغن بصفتها ممرضة ، تعتني بجدتها متخلية بذلك عن كل أوقات فراغها وبعض أجازاتها كمساعدة منها لصديقتها ساسكيا.

وقاطعت ميغن أفكار ساسكيا وقالت بهدوء:
" إنا أعلم إنك غير موافقة على هذا الأمر يا ساسكيا ولكنني يجب إن اعلم إن كنت أستطيع الوثوق بمارك "

واغرورقت عيناها بالدموع .

ـ لا بأس سأفعل ذلك .
قالت ذلك باستسلام ...

وبعد إن شكرتها ميغن قالت ساسكيا :
" عليك إن تصفي لي مارك هذا، يا ميغن لكي أتمكن من معرفته "

فقالت ميغن بحماسة وغبطة :
" آه، هذا صحيح . سيكون الأجمل والأكثر وسامة بين الحاضرين !
إنه رائع با ساسكيا ..
جذاب ، ذو شعر قاتم كثيف وفم جميل للغاية ..
ثم سيكون مرتديا قميص أزرق بلون عينيه ، فهو دوما يفعل ذلك ..
وإنا قد اشتريت له تلك القمصان"

ـ في أي وقت سيكون هناك ؟
ـ في الثامنة والنصف

ـحسنا .. إذن يجب عليك التواجد هناك حوالي التاسعة .
قالت هذا لورين وقد بان عليها الرضا .

ـ ولكن سيارتي ما زالت في الكاراج
ـ لا تهتمي بذلك . سوف أوصلك بسيارتي .
عرضت ذلك لورين بسخاء

بعد ساعتين كانت ساسكيا ترتدي تنوره سوداء وقد تملكها شيء من التوتر .
وعندما سمعت رنين جرس الباب ، نزلت من غرفتها لتفتح بنفسها لإن جدتها كانت تمضي عدة أسابيع مع شقيقتها في باث.
أتت لورين بمفردها و أخذت تتفحص ساسكيا ثم عبست و قالت بحدة :
" عليك إن ترتدي شيئاً أخر فمظهرك يبدو و كأنك ذاهبة إلى العمل و لا يشجع على التقرب منك ،
تذكري بأن على مارك إن يظنك سهلة المنال ،
كما إن عليك وضع أحمر شفاه مختلف و وضع المزيد من الكحل على عينيك ،
و إذا كنت لا تصدقي فأقرئي هذه "

وقدمت لورين لساسكيا مجلة مفتوحة . قرأت ساسكيا المقال بالرغم منها ، مقطبة الجبين ومفادها إن الوكالة مستعدة لإرسال فتياتها لإمتحإن إخلاص رجال موكلاتهن ، و هي تعدد مواصفاتهن ،

فقالت ساسكيا بحزم :
لا يمكنني القيام بأي من هذا أما بالنسبة للطقم ..
دخلت لورين الردهة و أغلقت الباب خلفها و قالت بعنف :
" عليك القيام بذلك من أجل ميغن ألا ترين ما يحدث لها ؟
الخطر الذي يكتنفها ؟ إنها مجنونة بهذا الرجل ،
لم يمض على علاقتهما الا اربعة أشهر
و ها هي تتحدث عن تسليمه ميراثها بأكمله .. و الزواج و إنجاب الأطفال ..
أتعلمين كم ورثت ميغن عن عمة أبيها ؟

هزت ساسكيا رأسها بصمت كانت تعلم مدى الدهشة و الذهول الذي تملك ميغن عندما علمت إنها وريثة عمتها الوحيدة ...

لكن اللباقة منعت ساسكيا من سؤالها عن مقدار الميراث .
====================
[/align]
قالت لورين :
" لقد ورثت ما يقارب الثلاثة ملايين جنيه ".

عندما رأت ما بدا على وجه ساسكيا أومأت بعبوس :
" هل عرفت ما أهمية ما نقوم به لحمايتها ؟

لقد حاولت تحذيرها مراراً بإن مارك الغالي على قلبها قد لا يكون مخلصاً كما يبدو
لكنها لم تصغ لي ،
و الآن ، الحمد لله قد بدأت تراه على حقيقته لذا ،
لأجلها يا ساسكيا ، عليك القيام بما في وسعك لمساعدتها و لإثبات خيانته ...

كان بإمكان ساسكيا إن تتصور ذلك جيداً ،
و راحت تحث نفسها :
" ميغن ، ميغن العزيزة الحلوة التي ما زالت تعمل كممرضة رغم الثروة التي ورثتها .
إنها تستحق رجل يستحقها حقاً ،
فإذا لم يكن مارك هذا .. حسنا ً، ربما ، عندئذ من الأفضل لصديقتها إن تعلم ذلك من أول الطريق .

أما لورين التي ما زالت تتأمل ساسكيا ، فقالت :
" ربما إذا خلعت السترة يمكنك إن ترتدي بلوزة صيفية جذابة .. أو حتى ..

و سكتت عندما رأت ملامح ساسكيا وهي تقول " بلوزة صيفية نعم .. أما جذابة فلا

و عندما رأت النظرة في عيني لورين و سكتت .
بصراحة ، فالرجال حسب خبرة ساسكيا ليسوا بحاجة إلى رؤية جسدها في ملابس فاضحة ليتشجعوا و ينظروا إليها مرتين ..

عندما غادرا المنزل أخيراً كانت الساعة تقارب التاسعة ،
و قد زادت ساسكيا من تبرجها نزولاً عند إلحاح لورين .
شعرت ساسكيا بعدم الإرتياح لمظهرها بحيث لم تستطع النظر لمرآة الردهة .

و عندما وصلا ، أوقفت لورين السيارة أمام باب الحانة :
" ها قد وصلنا . سآتي لأخذك عند الحادية عشرة ..
و سيكون ذلك وقتاً كافياً .
تذكري ، نحن نفعل هذا لأجل ميغن "

و قبل إن تتمكن من قول شيء ، كانت لورين قد إنطلقت بسيارتها ،
و كان رجل يسير على الرصيف قد توقف عندما رأى ساسكيا و نظر إليها بإعجاب

فنظرت مشيحة له بوجهها و دخلت الحانة .

كانت لورين قد أعطتها قائمة طويلة من الإرشادات
معظم ما فيها جعل ساسكيا تصر على أسنانها ،
لا سبيل للدخول و التصرف بطريقة مغرية بما إن لورين كانت قد ألبستها تلك البلوزة .

أخذت نفساً عميقاً ثم دفعت باب الحانة .......................