شد الوجه وإزالة الدهون بالليزر : بين الحقيقة والخيال


لا ريب أن الليزر هو جهاز العصر الحديث وهو الذي كان له أثر إيجابي في علاج كثير من الأمراض الجلدية المستعصية بعد أن كنّا عاجزين عن علاجها. هناك أجهزة ليزر يمكن أن نسميها كلاسيكية مثل ليزر إزالة الشعر، وليزر الأوعية الدموية، وليزر التصبغات وليزر التقشير . ولقد عُرفت هذه الأجهزة منذ أكثر من عشر سنوات ولها فعالية مشهود لها. ولكن الذي حصل خلال السنوات القليلة الماضية هو دخول أجهزة ليزر جديدة أعتقد أنه الهدف منها هو الربح المادي للشركة والمراكز الطبية أكثر من فعاليتها الطبية التي لم تعطينا نتائج موثوقة وفعّالة وأقصد بالتحديد أجهزة شد البشرة وإزالة الدهون ، فبدءاً بأجهزة الضوء ( IPL ) ثم ( RADIO FREQUENCY ) وانتهاءاً بالليزر. وقصة تلك الأجهزة باختصار أنّ هناك شركات ليزر كثيرة جداً مهمتها الأولى وقد لا تكون الأخيرة هي الربح المادي لذلك قاموا باستقطاب بعض مشاهير أطباء الجلد في أمريكا وأوروبا وعيّنوهم مستشارين جلديين لتلك الشركات، ثم أعطوهم حصص تملّك وأسهم فيها. ومن ثم قاموا بإجراء دراسات طبية على تلك الأجهزة بعضها جيد، ولكن أغلبها غير معروف النتائج، واستعجلوا بإخراج تلك الأجهزة من الصانع إلى العيادات لسرعة الكسب المادي، وحاولوا أن يخرجوا دراسات وأبحاث علمية أهم ما فيها هو أن يكون هناك صورتين ( قبل وبعد ). توضح لكل الأطباء والمرضى أنّ هذا الجهاز فعّال جداً. وقبل ذلك وللأمانة فإنهم ردّوا تلك الأجهزة على هيئة الدواء والغذاء الأمريكية ( FDA ) لتكون مجازة منهم. ومن المعلوم أن إجازة الأجهزة من الـ ( FDA ) لا يعني أنها فعالة بل أنها آمنة فقط. وقاموا باستخدام عبارة ( FDA approved ) ليوهموا بعض الأطباء والمرضى أنّ هذا الجهاز مجاز من الـ ( FDA ).


يؤسفني أن أخبركم أن هؤلاء المجموعة من الأطباء كانوا المسوقين الأساسيين لتلك الأجهزة. فأصبحنا نذهب للمؤتمرات الطبية ونشاهد بعضاً من مشاهير الأطباء وقد تزعموا إلقاء المحاضرات عن أجهزة ليزر حديثة لم يُجرى عليها دراسات علمية محكمة ومستفيضة. فيخرج أحدهم ويعرض صور (قبل وبعد) وينبهر المحاضرون من النتائج، ويتسارعون إلى الشركات للحصول على تلك الأجهزة الحديثة والتي قد يبلغ سعرها أكثر من نصف مليون ريال، ويرجع أحدهم وقد تأبّط صوراً (قبل وبعد) ليُغري بها مرضاه وينشرها في أهم الصحف المحليّة، ويأتيه المريض ثم يستخدم نفس الجهاز الذي استخدمه الطبيب المشهور في الغرب ويستخدم نفس القوة ونفس الأرقام وللأسف يُصدم أنّه لا يوجد نتيجة مرضية ولكلا الطرفين الطبيب والمريض معاً على السواء. ثم يتساءل الطبيب لماذا اشتريت نفس الجهاز واستخدمت نفس الأرقام ولكن لم أحصل على النتيجة المطلوبة .


الضحية هو المريض الذي دفع أموالاً طائلةً ولم يحصل على نتيجة مرضية.


إنّ تلك الأجهزة الحديثة عادة لا تتسبب في مضاعفات، ولكنها غالباً لا تفيد، وأنا لن أذكر أجهزة بعينها لكني ما أقصده هو ثلاثة أنواع من الأجهزة :


1-أجهزة الليزر لشد الوجه بدون جراحة.


2-أجهزة علاج ندبات حب الشباب.


3-أجهزة إزالة الدهون من الجسم دون جراحة.


وللأمانة العلمية فإن بعض هذه الأجهزة وخاصة أجهزة علاج ندبات حبوب الشباب فإنها قد تعطي تحسن يصل إلى 30% إذا تم النجاح.


إنني لا أحذّر من تلك الأجهزة كونها ضارة طبياً مطلقاً. بل على العكس تماماً فهي آمنة جداً إذا أُحسِن استخدامها وبعد عون الله طبعاً . لكنّ تكاليفها غالية جداً مقارنة بنتائجها المحدودة. وهنا اسمحوا لي أن أهمس عتباً في أذن بعض الزملاء المتسرّعين الذين ساهموا بطريقة أو بأخرى في ترويج بعضٍ من تلك الأجهزة جرّاء المبالغة بالنتائج.








د. أحمد محمد العيسى


استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر


عيادات ديرما


عيادات لايت –المركز الوطني لعلاج البهاق والصدفية


الرياض - المملكة العربية السعودية