أدركت أخيرًا أن للأحزان ألوان وصور كثيرة
وأن النفس مهما كابدت أحزانها فلا بد أن
يأتي يوماً وتُظهر أحزانها للعيان
ألوان الحزن :
حزن أحمر كما الدم الذي سال من الجسد ولم يجدله من يقوم بإيقاف سيلانه الجارح.
حزن أسودكظلمة الليل الكالحة المخيفة التي تزرع الخوف في قلوب كانت آمنه.
حزن أبيض اختلط بالإحمرار والسواد فشّوه صورة الفرح باندماجات تطعن بسكين الهم والأسى كل قلب تمر بـه.
أما صور الحزن فهي كثيرة مزعجة :
حـــزن يتجرعه إنسان وحيد من دون مشاركة.
حــزن تعب صاحبه من حمله فألقى به في بحر همومه.
حـــزن أفاقت أُمته على واقعه المرير ليكتوى بناره كل قريب منه.
حـــزن ألبس حياة صاحبه سوادا فطال به السواد فترك حياته للحزن ليهنأ بفرقاه.
حـــزن عرف طريق الوصول إلى قلب ضعيف فداهمه قبل الدفاع وأدخله ظلمة عالمه.
حـــزن نثر من دموع العين دمٍا أدمت له قلوبٌ محيطة به.
حـــزن عجز عن إزالته كل إنسان قوي لأنه قد توصل للعروق فاستباحها بقوته القاتلة.
حـــزن شهد له التاريخ بالانتصار لبراعته في استئصال الفرح من حياة ذائقه.
حـــزن أراد الرحيل ولكن عزّ عليه أن تخلو الحياة منه فترك له جذور ورثت مهماته.
حـــزن ماكر اجتذب الأقوياء إليه بخطة محكّمة فزرع الوهن فيهم ليختبر قوته.
وهكذا هي الأحزان متعددة الصور والألوان
لا يخلو منها أي مسكن حتى ولو كان آمنا
لابد لها من زيارته بجميع ألوانها القاتمة وصورها القاتلة
وزرع الوهن والضعف في قلوب ساكنيه
وليس لتلك الأحزان سوى الصبر والدعاء
فهى داء قُدّر للجميع تذوق مرارته
مواقع النشر (المفضلة)