الموضوع: ::*:: و انتهت الرحلة الاولى ::*:: اخر مشاركتى فى المنتدى وسارحل

ها هي اقسى رحلة خضتها تنتهي....
لم اكن اعلم انني سأستيطع عبور خط النهاية ذاك
بل لم اكن اعلم ان هناك خط نهاية سأبلغه يوما ما او سأراه يوما
لكن هذا الخط بان و عبرته اي انني اجتزت تلك النهاية لاصل الى بداية جديدة
أليس من حقي ان افرح لانني اجتزت تلك الرحلة؟
كل لحظة ضعف و ياس و حزن قد انتهت
لكنني لا اظن انني اعتبرها بلوغي خط النهاية ذاك نصرا
و ليست تلك خسارة
انما هي تعادل حققته لأن القدر اشفق علي و سمح لي بأن اتعادل معه
كل تلك اللحظات الكئيبة و المظلمة رحلت في لحظة واحدة
أليست هذه سخرية من القدر
انه يقول: أ رأيت ما استطيع فعله..هذه التجربة حتى لا تفكر في مواجهتي مرة اخرى

كل معاناة تنتهي مرة واحدة اي ان كل ما احسست به من ضعف و يأس كان مجرد لا شيء
و انني انحينت رغما عني لهذه اللحظات

أ يريد ان يجعلني اشعر بطعم الخسارة التي لم اذقها يوما
إن كان يريد ذلك فلم ارشدني الى خط النهاية ذاك
بل لما وضعه في الاساس

أ يريد اختباري في رحلة جديدة
أ يريد ان يرى ان كنت سأقدم على تحديه ثانية
انني ارى خطة الرحلة القادمة
لكن هذه المرة الرحلة تختلف عمن سبقتها
في الماضي كنت اسير و لا اعلم ما سيعترض طريقي
اما الآن فبت اعلم ماذا سيعترض طريقي لأن هناك خطة لما يحوي المكان الذي انا متجه اليه
اعلم ان هناك وقت محددا قد يكون قادرا على مسح كل خطوة كونتها
و انهاء مسيرتي الطويلة تلك في لحظة واحده

لكن ما زالت بقايا شعلة الأمل باقية
انها الشعلة التي استعنت بها لانارة الطريق الى خط النهاية
ان الشعلة التي لم تخذلني
هي من وقفت معي طوال تلك الفترة
حميتها من مياه الامطار المتساقطة
و من الرياح العاصفة
كانت تجتاز طريقي قبل خطوتي نفسها
كانت السبب في وجودي هنا في هذه اللحظة

قد يكون قرارا متهورا ذاك الي يقضي بالاعتماد على شعلة مستعملة لاجتياز طريق اخطر من الطريق السابقة
لكنها لم تخذلني في اصعب اللحظات
خذلني الكثيرون لكن هي لا
فأنني واثق من ان عقد ثقتي عليها سيجعلني اجتاز اصعب رحلة في حياتي

الحياة لا تخلو من مثل هذه المواقف القاسية
ان كان الهروب منها حلا فهو حل شخص اعتاد على أن يخسر
انما انا فلا
لا يمكنني ان اسمح للقدر ان يقيد خطاي
فنحن ولدنا لنحدد خطانا و ليس لتحدد خطانا
كلنا نمتلك دافعا و هدفا لكي نجتاز ما يعترض طريقنا

لست اقول ان القدر لم يحطمني مرة
بل حطمني اكثر من مرة
لكن ان يجعلني اشعر بأنني قد خسرت و لا فائدة من المواصلة فهذا محال

ايام كثيرة مرت و انا جالس في زاوية مظلمة لم اتحرك حينها حيث كانت خطاي مقيدة بظلمة بائسة
كيف نجتاز الظلام بلا نور
و كيف نحقق الاحلام بلا إقدام
كنت بحاجة الى شيء اتمسك به لكي اغادر تلك الزاوية
الفراشة رحلت..
و الاصدقاء عاجزين عن بلوغ المكان الذي انا به
فمن معي حينها

الفراشة رحلت رغما عنها و لكنها لم تتخلى عني كما حسبت
لقد قدمت لي شيئا ما أن ادركه حتى سأجد ما يعينني على مواجهة العقبات الموجودة و أنهض للبحث عن طريق تخرجني من تلك الظلمة
لم اكن لأستطيع ان ادرك ما قدمته لي الفراشة حتى اخرج من هنا لولا ذلك الصوت
لقد صوتا قادما من الظلمة نفسها
لست اعلم من صاحب ذلك الصوت
لكن كل ما اعلمه انه صوت شخص كان يوما في مكاني هذا
في هذه الزاوية

لقد كان يقول:

مضى وقت و انا في تلك الزاوية المظلمة
تلك الزاوية التي كنت احسبها بحرا يضرب القلوب بأمواجه و يكسر الاحاسيس التي تحويها
او تلك الغابة المظلمة التي تغرس جذورها في قلبك لتدخل الوحدة و الخوف فيه
او تلك الصحراء الجرداء التي تضمي القلب و تبتز كل ما فيه

لقد كانت تلك الزاوية مختلفة عما كنت احسبه
ليس بمقدوري ان اصف كيف تبدو
فهي زاوية غريبة بها كل شيء
كل ذكرياتنا..كل احلامنا..كل اهدافنا..كل جواب لسؤال يدور في ذهننا

لكن هناك ظلمة تحجب تلك الاشياء
و حتى نجتاز هذه الظلمة نحتاج الى نور نستعين به في طريقنا

كنت ابحث عن النور لكن اليأس سرعان ما احتوى املي هذا
فبت عاجزا من جديد

كانت فترة العجز تلك هي الطريق الى افتراضات للمكان الذي انا به
ما الغاية من وجودي؟
و الى ما اسعى؟
و ماذا بامكاني ان افعل؟


كنت أحسب ان الغرض من وجودي في تلك الزاوية هو ان ابحث عن النور الذي لا وجود له
ابحث و ابحث حتى امحي كل ما في قلبي من احاسيس باقية
و ما أن انتهي من تلك الاحاسيس البالية حتى اعثر على النور لأكتشف ان قلبي بات مجردا من الاحاسيس
بات كحجارة صوان استهلكت فرميت بعيدا


هذا ما كنت احسبه في البداية
لكن سرعان ما اكتشفت الغرض من وجودي هناك
كنت بحاجة الى بعض الظلمة
بعض الوحده
بعض من الياس الي يوقظ الامل الذي ذبلت وردته في قلبي
و يوقظ الذكريات التي سعى القدر لجعلي انساها


لقد كنت هناك حتى ابحث عن اجوبة لأسالة تدور في ذهني
لم يكن الغرض البحث عن ذلك النور الزائف
انما كان الغرض هو البحث عن مفتاح نفسي الضائعة
انه ذلك المفتاح الذي يقع خلف تلك الظلمة ليقود بك الى رحلة جديدة

********

كان صدى كلمة جديدة تلك هو آخر ما اسمعه من تلك الكلمات
لقد ايقظت تلك الكلمات الكثير من الاشياء في قلبي
و ايقظت الشيء الذي قدمته الفراشة لي
كانت مجرد ذكرى لكن ليست كأي ذكرى
كان وعدا قطعه كل منا الى الآخر
فهل بمقدور هذا الوعد ان ينير طريقي هذه

ليس التساؤل هو القادر على اجابة سؤالي ذلك
فلا بد من ان استعيد هذه الذكرى فهي السبيل لخروجي من هذا المكان

ليس بامكاني ان اصف كيف استعدتها و لكنني استعدتها و كانت هي الشعلة التي عبرت بها هذه الطريق
اي الى هذه البداية الجديدة اي الرحلة الجديدة التي قصدها ذلك الصوت

لدي فضول كبير في هذه اللحظة كي اعرف
ماذا جرى لصاحب ذلك الصوت
ما الذي فعله في رحلته التي سابدأ بها ان الآن
اتمنى أن يكون قد اجتازها
اما الآن فقد حان الوقت حتى استخدم كل ما تعلمته في الرحلة السابقة لاجتياز هذه الرحلة الجديدة........
فتمنوا لي ان اجتازها