روحُ الشَّهيد..

كنتُ هنا..
أحملُ في راحتيَّ أصيصَ زهرٍ
يفوحُ في الآفاقِ عِطْراً
كنتُ هنا..
ألقي من يدي وُرُوداً
في وجوهِ الطُّغاةْ
كنتُ هنا..
أرقبُ فجراً أغراً
من رِحْمِ اللَّيلِ آتْ.

هذا نسرٌ..
عانقهُ المطرُ في شِمِّ الشَّوامخ،
وهذا ليثٌ..
جاءَ من بين الهضاب،
وهذا عاشقٌ..
يرقبُ الصُّبحَ تحتَ النَّخيل.

يا سائلاً!..
هؤلاء هُمُ رُوحُ الشَّهيد :

صيرورةُ قبضةٍ تمسك نشيدْ،
وسُمرةُ أذرعٍ
اعتلتْ الهاماتِ نحو السَّماءِ..
تنشدُ المجدا هتافْ،
وعيونٌ قد رنتْ نحو الأفق،
وشيدتْ لحدقاتها يمناً جديدْ.