عندما يسدل الليل ستاره ..
معلنا نهاية اليم وشقاءه ...
معلنا أخر عناء لليوم ...
تبدأ هنا امل بخط حروفها...
في ذلك الظلام الدامس...
الذي لا يتخلله إلا ضوء الشموع ونورها الهادىء
هنا ... تعلن ثورتها على الورق المتمرد ...
تصارع الورق في حرب المشاعر ...
فتعود بذكراها إلى أيام مضت ..
وإلى حروف خطت في لحظة ألم
وتتذكر .. كيف يأتي الشوق حاملا عنفوان شوقه ...
إلى حروف بسيطة كتبت بقلم هاجر والمشكلة أن الحروف لأجل صاحبه ...
تتوقف لحظة .. برهة من الزمن .. تتراجع في لحظات خوف ...
وتعود .. لتكلم نفسها .. لطالما كنتي قوية يا هاجر ...
هنا .. في هذا الأفق الكبير
في هذا الصرح العظيم ...
إهداء من امل إلى قلب جريح .... إلى قلب حزين ..
ليس حروفا مهداة إلى كيان الشخص ...
إنما حروف مهداة إليه في حياة وجب علينا التواجد فيها
بكل حبور وبكل ألم ..
هاجر تتنهد وتهدي كل هذا الألم إلى شخص معين ...
فيسعدني يا سيدي أن أكون أول من يستظل بظلال الألم ...
ويسعدني ان أكون أول من أنتمي لأحزان صاحب الروائع والأبداع ...
أي قلب ذاك الذي أرعف أطراف المشاعر ...
وسوغ الحزن لعقا في طلوع الفجر حتى يدركه المغيب ...
لازال الحزن يتمرس في ذاك الكيان ...
فتترخى طباع القلب حتى يعتصر الألم من غير صراخ ...
فباتت في الحياة لحظات كبيرة ..
فها هي الخيانة كبيرة..
والمشاعر باردة ...
والتصرفات في سذاجة اكبر ...
فعندما نغادر نحن إلى ذلك التصريف والتحليل
رجل؟
ماذا تعني هذه الحروف الثلاثة ؟
فقد تكون لا شيء في دنيا بها كل شيء
وقد تكون كل شيء في دنيا بلا شيء ... !!!
أطياف فكر وحس وصمت يسكن المساحات دون حس أو نبض أو ظل ...
أجمع جنون بعضي وادفن بقايا نفس تحطمت ..
وأجمع بعض من أقنعة قد تساقطت ....
سيدي ...
كل فكري وكل وعيي وكل حجم تلك الصرخات ... صمت مذبوح بخنجر مسموم بالعبودية ...
لأنه سمات المجتمع تصنفك رجل وتصنفني سيدة ضيقة التفكير في أفقك الواسعة كتراث مجبرين على تحمله شئنا أم أبينا ...
ولكن محال ان سيدة الحرف الحزين تقبل بهذا ...
سيدي ..
ان كل شيء بخاطري يجول
ينبع من أفكارك
فأمطرتني بعذوبة الذهول
فكنت أبحث في كل العقول عن عقل يكسر كل القيود
وها انا بحثت عنك في مدن الدهشة ...
تمردت أنا على تنكري وأجهضت جوفي
وكتبت إليك بكل البوح ..
أنك روعة الشفق في تألقه
انك روح البسمة في مهدها ..
انك صوت نفسي . المغتربة في شوارع الضجيج ...
أشبه هذه الحياة بقاع يشرأب بالهم ..
فحينما وجدت وأينما كنت أرى اطراف أمالي تتآكل من براثن الوحدة
فلا يتكلم الناس عن الأمل ..
أنه بالنسبة لي الوحي المطعم بفسيفسات كاذبة ...
فإلى متى هذه الصيحات التي تهشم الغرفة صراخا ...
وإلى متى سيكون هذا الأمل طموحا وصولا لتحقيق الحلم ...
سيدي ...
هذه الحروف اهديها ليس لكيان امل ولا لكيانك .. إنما لكيان هذه الأحزان .. ولأمل هذه الأوجاع
أمامك الآن شموخ كبير من الألم ...
هل تستطيع أن تكون جامح لهذه الأوجاع؟
وأين هي الدلائل؟
مواقع النشر (المفضلة)