كلنا قد نتعرض للأنفلونزا في فصل الشتاء وما هي إلا أيام حتى وتنتهي الإصابة.
لكن بالنسبة للذين لديهم أساسا مشكلة في الجيوب الأنفية، فإن الإصابة بالأنفلونزا تصبح أكثر تعقيدا، وقد تستمر طوال فصل الشتاء.
وتشير الإحصاءات إلى أن 20% من الناس لديهم مشاكل في الجيوب الأنفية، وهي مشاكل مزعجة قد تتطلب في نهاية المطاف الجراحة للتخلص منها.
لا يعرف بالضبط ما فائدة وجود الجيوب الأنفية خلف الوجه لكن هناك نظرية تقول أنها وجدت لكي تقلل من ثقل الجمجمة أو لتساعد على تعميق الصوت الصادر من الحنجرة.
وتبدأ مشكلة الجيوب الأنفية عندما يحدث انسداد في الفتحة التي يخرج منها المخاط
وهي فتحة صغيرة يسهل انسدادها بفعل المخاط نفسه عندما يكون كثيفا أو بسبب عيب تشريحي كوجود نمو عظمي غير طبيعي يضغط على قناة تصريف المخاط ويغلقها.
وعندما يتراكم المخاط بسبب هذه العوامل فإنه بدوره يسبب ضغطا على الغشاء المبطن للجيوب مسببا الإصابة بالتهاب الغشاء المبطن الجيوب الأنفية.
ويمكن أن يحدث هذا الالتهاب في الغشاء أيضا في حالات أخرى بسبب التعرض لبعض المواد المهيجة الموجودة في البيئة أو بسبب دخول بكتيريا إلى المخاط المتجمع
أو بسبب الأنفلونزا نفسها.
إن التهاب الأغشية المبطنة للجيوب الأنفية قد يستمر عند البعض لعدة أشهر مسببا لهم مشاكل وإعاجات كثيرة منها مثلا فقدان الإحساس بالروائح وضعف حاسة الشم
أو قد يعانون من الألم في الأسنان العليا أو من الجفاف في الفم أو من صعوبة التنفس
هذا بالإضافة إلى إحساس مزعج بوجود جريان مخاطي خلف الأنف من الداخل.
المضاعفات بعيدة المدى
وهناك أيضا مضاعفات تتطور على المدى البعيد إذا لم تعالج الجيوب. فالمصاب قد يعاني مستقبلا من الإصابة بالصداع النصفي وهذا ما كشفت عنه إحدى الدراسات
حيث تبين أن 50% من المصابين بالصداع النصفي المزمن لديهم مشاكل في الجيوب الأنفية كما أن 50% من المصابين بالجيوب الأنفية لديهم ربو.
ومن المشاكل الأخرى التي يمكن أن تتطور أيضا الإصابة بآلام في الفك وآلام في الأسنان والأخطر من ذلك أن التهاب الجيوب المصحوب ببكتيريا قد يؤدي إلى وصول البكتيريا إلى العصب البصري وبالتالي الإصابة بالعمى. أو قد يتآكل العظم الموجود داخل الجيوب. لذا يستحسن تدارك التهاب الجيوب الأنفية أولا بأول تجنبا للمضاعفات بعيدة المدى.
الفحص الطبي
يقوم الطبيب عادة بأخذ تاريخ الحالة منذ ظهورها ثم يقوم بإجراء فحص لداخل الأنف مستعينا بمنظار يساعده على ملاحظة أي انسداد ويحاول الطبيب الجيد أن يبعد المريض عن الجراحة قدر الإمكان ويعطيه في البداية دواء لمعالجة الاحتقان أو العدوى البكتيرية إذا كانت موجودة. كما قد يجري للمريض فحصا للحساسية لاكتشاف المواد البيئية المسببة لتهيج الغشاء المبطن للجيوب بهدف الابتعاد عنها. فهو يحاول باختصار أن يلغي كل ما يسبب التهاب وتورم الغشاء المبطن للجيوب ويسمح بتصريف المواد المخاطية. فإذا لم تنفع كل هذه الإجراءات سيفكر الطبيب حينئذ في الجراحة كآخر الحلول. وتتضمن الجراحة إجراء تخدير عام للمريض مع استخدام منظار وآلات أخرى تدخل عن طريق الأنف. ويتولى الجراح توسيع قناة تصريف المخاط في الجيوب مع إزالة الأغشية المبطنة للجيوب المصابة بالالتهاب. ويحتاج المريض إلى حوالي أسبوع أو عشرة أيام للشفاء من العملية والعودة إلى حياته الطبيعية وعمله.
ما علاقة المهيجات بالتهاب الجيوب؟
توجد العديد من المهيجات في البيئة المحيطة بنا منها مثلا لقاح النباتات وغبار المنزل، وشعر الحيوانات وما شابه..
وتعتبر هذه المهيجات من الأسباب المهمة للإصابة بالتهاب الجيوب.
وعلى المريض عندما يلاحظ أن حالته تسوء بوجوده بالقرب من أحد المهيجات
كالموجود في الحديقة والتعرض للقاح النباتات أن يسرع بالابتعاد عن المكان.
مع تمنياتي لكم بدوام الصحة والعافية
مواقع النشر (المفضلة)