السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين نحن من هؤلاء
بشر الحافي يرحمه الله
يقول العلاّمة السيّد محمّد باقر الخونساريّ صاحب « روضات الجنّات » في كتابه: لمّا مـرض بشـر الحافـي رضي الله عنه مرضه الذي مات فيه اجتمع إليه إخوانه وقالوا له: عزمنا أن نحمل ماءك إلي الطبيب.
فقال رحمه الله: أَنَا بِعَيْنِ الطَّبِيبِ يَفْعَلُ بِي مَا يُريدُ.
قالوا: إنّ فلاناً النصرانيّ طبيب جيّد حاذق ولابدّ أن نحمل إليه ماءك.
فقال لهم: دَعُونِي فَإنَّ الطَّبِيبَ أَمْرَضَنِي.
فقالوا: لابدّ من ذلك.
فقال لاُخته: إذا كان في الغد ادفعي إليهم الماء!
فلمّا أصبحوا أتوها فدفعته إليهم فمضوا به إلي الطبيب النصرانيّ، فنظر إليه، وقال لهم: حرّكوه فحرّكوه، ثـمّ قال لهم: ضعوه فوضعـوه، ثمّ قال لهم: حرّكوه فحرّكوه ثانيةً، ثم قال لهم: ضعوه فوضعوه، ثمّ فعل ثالثة مثل ذلك.
فقال له أحد القوم: ما هكذا أُخبرنا عنك.
قال: وما الذي أُخبرتم به عنّي؟
قالوا: أُخبرنا عنك بحسـن النظر وسـرعة الإدراك وجـودة المعاناة، ونراك تردّد النظر وذلك يدلّ علي قلّة المعرفة.
فقال لهم: والله لقد علمتُ حاله من أوّل نظرة، ولكنّي رددت النظر تعجّباً. وبعد، فإن يـكُ هذا ماء نصـرانيّ فهو مـاء راهب قد فتّت الخـوفُ كبده، وإن يكُ ماء مسلم فهو ماء بشر الحافي وليس له عندي دواء فعلّلوه فإنّه ميّت.
فقالوا له: هو والله بشر الحافي.
فلمّا سمع الطبيب النصرانيّ ذلك أخذ مقراضاً وقطع زنّاره، وقال:
أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَهِ.
قال: فأسرعنا نحو بشر نبشّره، فلمّا بصر بنا قال رحمه الله: أسلم الطبيب؟
قلنا: نعم، فمن أخبرك بذلك؟ قال: لمّا خرجتم من عندي أخذتني سِـنَة من النوم وإذا قائل يقـول لي: يا بشـر! ببركة مائـك أسـلم الطـبيب النصرانيّ. ثمّ لم يلبث بعد ذلك إلاّ ساعةً وقُبض رضي الله عنه.
______
منقـــــول
مواقع النشر (المفضلة)