خسارة النفس
ان تخسر مالك او احد اولادك فهو أمر وارد في هذه الحياة لأنها دار فناء وليست دار بقاء ، وأن تفقد منصبك او حتى شيء من صحتك فهو أمر عادي لأن دوام الحال من
المحال ، وفي كل هذه الحالات قد يعوضك الله خير مما فقدت بالدنيا او يؤجل لك الأجر يوم القيامه ، كما ان الجميع سيتعاطف معك ويحاولون تخفيف المك ومصابك .
ولكن عندما تخسر نفسك لاقدر الله ، فمن الصعب ان تستطيع تعويض هذه الخسارة لأن خسارة النفس تعني خسارة كل ماهو جميل في عيون الناس ، فقد تخسر محبتهم
وصداقتهم واحترامهم .
وخسارة النفس تعني في ابسط صورها هو ان تكتسب خصلة او صفه او عاده سيئه يعرفك الناس بها . فالمرتشي هو خاسر لنفسه ، والمنحرف اخلاقياً هو خاسر لنفسه ،
والنمًام هو خاسر لنفسه ، والبخيل هو خاسر لنفسه والكذاب هو خاسر لنفسه والخائن هو خاسر لنفسه ولغيره وقس على ذلك أي صفة او خصله ذميمه يمكن ان تقترن
بالمرء فيعرفه الناس بها ، وفي هذه الحاله من الصعب ومهما فعل الإنسان أن يغير ماعرف به . والدليل ان كتب التراث قد عرفتنا بأن اشعب كان بخيلاً ، والحجاج كان
سفاحاً والشاعر فلان كان كذا .وهكذا نرى ان الصفات السيئة تلصق بصاحبها في حياته وبعد مماته وكذا الصفات الحميدة التي خلًدت حاتم الطائي والأحنف بن قيس وعنترة
بن شداد.
وكما قال زهير بن ابي سلمى في معلقته
ومهما تكن عند امريء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم
مواقع النشر (المفضلة)