أتعجب من أمور هذا الكائن الغرائبي..ذاك الإنسان الذي
يمكنه ان يعيش في رحابه ويسر فقط حينما يقوم بتفعيل الجزء
اليسير من قدراته،ثم نراه يسقط بسهوله في هوة اليأس المعتمه
عندما تعترضه معوقات الحياه..متناسيآ طاقاته الهائله المختزنه
داخله،تلك الطاقات المعطله عن العمل..او المهدره في إصطناع
الأقنعه الإجتماعيه او إختلاق الألاعيب الحياتيه.
إن الإنسان المحاصر بجافل اليأس بما ينطوي عليه من إحساس
بضألة وزن الإنسان في مواجهة الثقل الموحش للحيا،فيشعر بأنه
يكابد كمآ هائلآ من القلق والخوف،ويرى نفسه كمن لاحيلة له،
ويصبح الماضي بالنسبه له مجرد وهم زائل،والمستقبل قطار
سريع لن يأتي ابدآ..
والأن ..وليس هناك من سبيل آمن للنجاه سوى الحب المسؤول
الذي ينبثق من جوفه ضياء الأمل المنير،فالقدره على الأمل
-قطعآ-واحده من اعظم الظواهر المنقذه للإنسان،
فالأمل قوه خلاقه هائله
حيث انه يمنح الإنسان غايه وإحساسآ متقدآ نحو
الإتجاه السليم لبلوغ الغايه المنشوده،كذلك يمنحه الشراره الأولى
التي تطلق البارود،ثم تسري النيران من طوف اخر فتشعل
الطاقات الخامده في نفسه..
إن شعاع الأمل كفيل بأن يضيء فضاءات الخيال الإنساني الرحبه..
ويدفع المرء للإستخدام الكامل لذكائه وقدراته الكامنه كي يبتكر
نظامآ جديدآ لحياته ويكشف معالجات مستحدثه لعالمه..
إن الإنسان إذا إمتلك إرادة التغيير مع البصيره النافذه والامل الخلاق
لن يقع ابدآ تحت سطوة قوى كبيره غاشمه او غامضه..
لأنه هو نفسه حينذاك سيكون قوه هائله....
مواقع النشر (المفضلة)