السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كوكتيل غرائز

كطائر «الكاسيك» لا يكتفي بأنثى واحدة في العش، لذا فهو في كل مرة يحمل فقره وعوزه وهزاله ليضيف إلى العش أنثى جديدة.. إذا سألته:

ـ لماذا؟

قذفك بإجابة معلبة رائجة:

ـ أكثر من مليون عانس في البلاد، فلماذا لا أسهم في حل المشكلة؟!

يقول أحد الأطباء الروس: «إن العرب شرهون للطعام، وهذا ما يفسر سبب التنوع في موائدهم»، وتعلق كاتبة وباحثة عربية بذكاء شديد بأن هذه الشراهة ربما امتدت لتشمل الجنس أيضا، وأنا افترض أن هذه الشراهة تمتد في بعض الأحيان لتضم نزعة التملك الكمي لأكبر عدد متاح من الإناث أيضا..

ليس موقفا من التعدد، ولكن مجرد بحث في معرض الأسباب لدى «البعض»، فصاحبي الهزيل الفقير المعدم ـ الذي تزوج من أربع نساء ـ شعاره المعلن أنه يريد أن يسهم في حل مشكلة العنوسة، على الرغم من أن تصحر الحياة في بيته أكثر معاناة ألف مرة من شظف العنوسة.. فراش المدرسة الذي يقال إنه تزوج 3 مدرسات وربَع بالمديرة، من المؤكد أنه كان مدفوعا بـ«كوكتيل» غرائز ليست في مقدمتها غريزة الجنس، ولا يندرج ضمن أغراضه إيجاد حل لمشكلة العنوسة.. ومن فائض الفحولة الخليجية كتائب «العواجيز»، الذين يطيرون شرقا، وهم يحملون قلوبهم المرهفة، ونياتهم «الخيرة» لخفض نسب العنوسة في دول أدار الفقر ظهور رجالها قسرا عن النساء، فتضخم الشعار الأنثوي البائد «ظل راجل ولا ظل حيط»، وتحول هؤلاء الرجال الظافرون إلى ظلال وارفة هناك. الجدير ذكره أن نسبة من الرجال الذين يرتدون ثياب المصلحين الاجتماعيين ـ ويرفعون شعار الهم الاجتماعي لحل مشكلة العنوسة ـ تجدهم لا ينقضون من بين سائر الفرائس إلا على ذوات الريش من الطبيبات، والمعلمات، والوارثات.. إنهم صيادون مهرة يحسنون التصويب ولا يخطئون الهدف، حالهم حال ذلك الشحاذ التركي، الذي يصيح في الأسواق: «صدقة وأنا سيدكم»، فهم يتزوجون بمشاعر المتفضل لينالوا بعد ذلك أثمان «تفضلهم» جملة وقطاعي..

ولكي نبقي للزواج معانيه الإنسانية السامية أخرجوه ـ يا كل هؤلاء ـ من دوائر الاستثمار، ونزعات التملك، والمتع الموقوتة.. و«فضوها» سيرة عن العنوسة، ودعوا المرأة وشأنها، فعنوستها في بعض الحالات أفضل كثيرا من أن تجد نفسها في أقفاص تفوح من بين أرجائها روائح الاستغلال أو الشفقة أو التملك.. ولك الله أيتها المرأة.
____ _____
منقـــــــول