+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الانترنت2

  1. #1
    عين المها is on a distinguished road الصورة الرمزية عين المها
    تاريخ التسجيل
    19 / 04 / 2007
    الدولة
    مجهولة
    المشاركات
    59
    معدل تقييم المستوى
    268

    Smi71 الانترنت2

    [frame="6 95"]المقدمة
    1. أهمية الدراسة وأهدافها.

    2. ثورة التكنولوجيا الإلكترونية المعاصرة ودور الكومبيوتر والإنترنت فيها.

    3. الجوانب الإيجابية والسلبية في التأثير على الاتجاهات السلوكية للفتاة.

    4. الخلاصة والتوصيات في أساليب تنمية الوعي لدى الفتاة في حُسن استخدام الإنترنت والإفادة منه في تدعيم دورها في الحياة المعاصرة.

    5. المصادر.

    6. الملاحق .. استمارة الدراسة الاستطلاعية في أثر الإنترنت في الاتجاهات السلوكية للفتاة.

    المقدمة:

    يمر علينا اليوم ونحن في الألفية الثالثة تطورات تكنولوجية مذهلة، وابتكارات رهيبة في الاتصالات المعلوماتية الإلكترونية، وبخاصة في تطور شبكة المعلومات العالمية العجيبة (الإنترنت)، وسرعة انتشارها، وشيوع استخدامها من قبل الجميع مما جعل العالم في متناول الجميع متى أرادوا وأينما كانوا ليستثمروا الانفجار المعرفي الهائل في شتى مجالات الحياة المعاصرة.

    وفي الحقيقة أن الإنترنت واستخدامه قد أحدث تقدماً علمياً كبيراً وتنوعاً منظماً في المواقع والبرمجيات (websites)، وبخاصة بالبريد الإلكتروني السريع (E-Mail) والحوار والمحادثة المعروفة بالدردشة (chat) مما جعل الاهتمام بالكومبيوتر والإنترنت موضوع الساعة في تطوره وقفزته النوعية الدقيقة. وأن استخدامه الأمثل يؤدي إلى مواكبة الحياة المعاصرة، والتأثير الفعال في استثمار القدرة العقلية للإنسان المعاصر، والبارعة في الاستخدام مسألة حضارية متقدمة في تنمية المجتمع المعاصر وتطويره نحو الأفضل ليستمتع الناس بحياة علمية زاهية، ولذلك فقد أخذت المراكز العلمية والاستكشافات الإلكترونية والشركات الصناعية والمؤسسات التقنية تولي كل اهتماماتها في تطوير وتنويع الكومبيوتر واستخدامات الإنترنت في كل مرافق الحياة.

    وأن سرعة انتشار الإنترنت وتطوره في العالم جعل عصرنا "عصر الإنترنت" وأصبح الإنترنت لغة العصر يتعامل به أكثر من (70 %) من الأمريكان، و(50 %) من الأوربيين. أما في عالمنا العربي فنسبة الانتشار قد وصلت إلى (5 %) وذلك في عام 2003 كما أشارت إلى ذلك دراسة عبد الحفيظ أبو قاعود[1].

    وفي الحقيقة إن الإنترنت سيظل أداة حيوية في إثراء البحوث العلمية والدراسية الميدانية وتبادل الخبرات والأفكار في جميع متطلبات الإنسان المعاصر.

    وبالرغم من ضخامة الدور التعليمي والتثقيفي الذي يؤديه الإنترنت فإننا يجب الحذر والانتباه إلى سوء استخدامه، وبخاصة من قبل الفتيان والفتيات الذين يحاولون تسخير جانب الشر في برامجه الاتصالية، ولهذا فقد حاولت في هذه الدراسة استجابة لجمعية أم المؤمنين في مؤتمرها السادس بأن أكتب هذه الورقة: "الإنترنت والاتجاهات السلوكية للفتاة" مبيناً ثورة التكنولوجيا المعاصرة ودور الكومبيوتر والإنترنت فيها، ثم بيان الجوانب الإيجابية والسلبية في التأثير على الاتجاهات السلوكية للفتاة، وتقديم الخلاصة والتوصيات في أساليب تنمية الوعي لدى الفتاة في حُسن استخدام الإنترنت والإفادة منه لتدعيم دورها الريادي في الحياة المعاصرة في دولة الإمارات العربية المتحدة .. وكنت أتمنى لو كان لدي الوقت الكافي في إجراء بحث علمي مفصل ميداني لأخذ آراء الفتيات وأولياء أمورهن في الجوانب الإيجابية والسلبية في التأثير على الاتجاهات السلوكية للفتاة. ومع ذلك حاولت رغم قصر المدة من أن أجري دراسة استطلاعية أولية لمعرفة الاتجاهات السلوكية للفتاة في إحدى مدارس البنات في دبي. وآمل أن أجد الفرصة المناسبة لاستكمال هذا الموضوع إن شاء الله تعالى.

    والله من وراء القصد

    أولاً: أهمية الدراسة وأهدافها الأساسية:

    انطلاقاً من الثورة الإلكترونية الهائلة، ومسايرةً للقفزة النوعية السريعة في الاتصالات المعلوماتية العالمية، واستثماراً للدور الكبير الذي يلعبه الكمبيوتر في تسهيل مهمات العلماء والباحثين، وكل شرائح المجتمع في مجالات الحياة المعاصرة، وبخاصة شبكة المعلومات العالمية الساحرة (الإنترنت)، متابعةً للاهتمامات الكبيرة التي تعطيها الأمم والمجتمعات والهيئات العلمية العالمية تطوير هذه الاستكشافات الإلكترونية الدقيقة، وتيسير الوسائل والتوجيهات في استخدامها والإفادة منها في جميع مجالات الحياة ومتطلباتها التي جعلت العصر "عصر الإنترنت" كذلك انطلاقاً من ثورة الاتصالات التي جعلت العالم قرية صغيرة، تتجلى أهمية هذه الدراسة على أنها دراسة علمية ضرورية فرضتها علينا الحاجات الملحة لإبراز الجوانب الإيجابية لهذه الاستكشافات وكيفية تدعيمها وتعميمها، ثم التعرف على أبعادها السلبية وكيفية الحد منها، والتنبيه عليها قبل استفحالها.

    أجل أن أهمية الورقة تتجلى في كثرة الدراسات والبحوث العالمية ونتائجها الميدانية الداعمة لدور الإنترنت في الاستجابة الذكية لحاجات الإنسان المعاصر للإفادة من الانفجار المعرفي الهائل في ميدان العلوم والمعارف.. كذلك أن أهمية هذا الموضوع تتجلى في كثرة الندوات والمؤتمرات المتخصصة في إبراز دور الإنترنت، وحسن استخدامه من قبل كل المستخدمين والمستخدمات (وبخاصة الفتيان والفتيات في جميع أقطار العالم).

    في الحقيقة أن أهمية الورقة تتجلى بحق في ترجمة فلسفة جمعية أم المؤمنين في مؤتمرها السادس تحت عنوان: الفتاة .. تمكين وريادة .. الفتاة الإماراتية السباقة في خدمة مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة بأخذ زمام المبادرة والريادة في استثمار الإنترنت في مراكز البحوث ورحاب جامعات ومؤسسات الدولة في الإدارة والخدمات التربوية والتعليمية والصحية والاقتصادية والتجارية خدمة للمجتمع ومشاركة فاعلة في البناء والتطوير مستفيدة من كل الخبرات العالمية وتسخيرها بوعي وإدراك حيث أن فتاة المجتمع الإماراتي تمثل بحق شريحة فعالة عدداً وكفاءة تستحق أن تنال مكانتها في مسيرة نهضتنا العربية الأصلية برعاية جادة من الدولة والمؤسسات التربوية وجمعيات النساء العاملة لأجل التواصل الإنساني والاجتماعية وتحقيق طموحات مجتمعنا الخليجي والعربي والإسلامي.

    إن أهمية الدراسة تتجلى في التعرف في كيفية الوصول إلى أساليب سليمة في الاستجابة الذكية لحاجات الفتاة الإماراتية في هذه المرحلة العصيبة في تطوير المجتمع، ومواجهة التحديات العالمية لثورتها الإلكترونية في استخدامات الكمبيوتر وشبكة الإنترنت لمواكبة التقدم الحضاري العالمي المعاصر.

    وحسناً فعلت جمعية أم المؤمنين في أمارة عجمان عندما أقدمت عن إيمان وقناعة وجعلت موضوع مؤتمرها السنوي السادس بعنوان: الفتاة .. تمكين وريادة. بمحاوره الأربعة: الفتاة والتنشئة الاجتماعية، والفتاة والشراكة المجتمعية، الفتاة آفاق الاتصال الإلكتروني، والفتاة رؤية مستقبلية.

    تحقيقاً لأهدافها الأساسية وهي:

    تعزيز دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية للفتاة.
    تعميق دور الفتاة في التواصل الإنساني.
    تنمية الوعي لدى الفتاة للاستخدام الأمثل للتقنيات وتوظيفها لتعزيز دورها.
    صياغة رؤية مستقبلية لدور الفتاة في المجتمع.
    واقراراً بالجميل، وبكل اعتزاز أقدم شكري وامتناني للأستاذة الفاضلة فاطمة المطروشي – المدير التنفيذي لجمعية أم المؤمنين، بتكليفي في إعداد هذه الورقة تحت عنوان:

    "الإنترنت والاتجاهات السلوكية للفتاة"
    وعلى الرغم من ضخامة الموضوع وصعوبته بحدود المدة المطلوبة في تقديم الورقة، إلا أن اعتزازي وتقديري بجهود جمعية أم المؤمنين ودورها الريادي في اهتماماته في التنشئة الاجتماعية للأجيال الصاعدة (فتياناً وفتيات)، ورغبة مني في البحث في هذا الموضوع لوقوعه مع متابعاتي وخبرتي، وشوقي في الاستزادة والإفادة بما يحدث في دور الإنترنت في تكوين الاتجاهات إيجاباً أو سلباً لدى المستخدمين له من خلال البحوث والدراسات العالمية والعربية ... أخيراً أرجو لمؤتمرنا كل النجاح والتوفيق.

    أهداف الدراسة:

    تحقيقاً لأهمية الدراسة أقدم هذه الأهداف واجعلها ضمن مناقشات المؤتمر:

    التعرف على أوجه الاستخدام الإيجابي والسلبي للإنترنت في معلومات واتجاهات الفتاة وتوسيع مداركها العلمية وقدراتها الوظيفية في مواكبة متطلبات الحياة المعاصرة.
    تنمية الوعي والتأهيل المبكر لدى الفتاة في حسن استخدام الكمبيوتر والإنترنت وتوظيفه لتعزيز دورها الريادي في مجتمع الإمارات.
    اقتراح الوسائل العلمية والتربوية والاجتماعية للحد من الأثر السلبي للإنترنت في الاتجاهات السلوكية للفتاة من النواحي الصحية والأخلاقية والنفسية والتربوية.
    ثانياً: ثورة التكنولوجية الإلكترونية المعاصرة ودور الكومبيوتر والإنترنت فيها:

    إن ثورة التكنولوجيا الإلكترونية والاتصالات المعلوماتية المعاصرة قد أحدثت تطورات هائلة في جميع مفارق الحياة، أحدثت قفزات سريعة في استخداماتها، وبخاصة في مجالات الحاسب الآلي (الكمبيوتر) وبرمجياته، وشبكة المعلومات العالمية الساحرة (الإنترنت)، بما فيها من إبداعات جديدة، وابتكارات دقيقة، واستخدامات كبيرة بصورة مذهلة، مما جعل العالم في متناول الجميع متى شاءوا، وأينما كانوا، وكلهم ولع وشوق في الإطلاع على ما في الكون، والإفادة منه في التقدم الحياتي الباهر في شتى ميادين العلوم والثقافة والتربية والإعلام والاقتصاد والتجارة والصناعات والمؤسسات الإدارية والحكومات الإلكترونية.

    وفي الحقيقة أن شبكة الإنترنت في جيلها الحاضر قد أصبح منبع العلوم وسجل الثقافات لا بل إنسيكلوبيديا العصر في ألفيته الثالثة، ومرجع جميع الناس في مختلف أعمارهم واختصاصاتهم، مما حدى بالعلماء من أن يقولوا أن شبكة الإنترنت هي بحق (مخ الكون) حيث أكد على ذلك الباحث المعاصر (هيلغني) في دراسته "أن المخ الكوكبي هو الذي نطلقه على الشبكة الذكية المستحدثة والتي تضم البشر جميعاً على ظهر الكوكب، هم وأجهزة الكومبيوتر وحلقات الاتصال التي تربط بعضهم ببعض، وتشبه هذه الشبكة (المخ الحقيقي) من حيث شدة التعقيد، وأنها منظمة ذاتية التنظيم تعالج المعلومات، وتتخذ القرارات، وتحل المشكلات، وتتعلم ارتباطات جديدة، وتكتشف أفكار جديدة، وسيقوم هذا المخ أو الشبكة بدور الجهاز العصبي الجمعي للبشرية كلها، ولن يتحكم فيها شخص أو تنظيم أو كمبيوتر، وإنما عمليات (الفكر) الخاصة بها ستنتشر لتصل إلى جميع العناصر"[2].

    كما أن شبكة الإنترنت واستكشافاتها العصرية هي أكبر الوسائل اعتماداً هذه الأيام لما فيها من إمكانات واسعة يمكن الاستفادة منها، إذ أن عرض شاشاتها تأتي بصورة كافية تلبية لطلبات هائلة لا حد لها، إذ تتيح شبكة الإنترنت فرصاً نادرة على العديد من المعلومات المطلوبة خلال أوقات قصيرة جداً يتم خلالها نقل المستخدمين لها إلى عالم غني من المعلومات للموضوع المطلوب أو أكثر، كل هذا جعل الاتجاه العالمي ينحو نحو الاهتمام الكبير بالكمبيوتر والإنترنت، وبخاصة في مجال استراتيجيا التواصل مع عملية التطور التكنيكي، وعملية التقدم الاجتماعي، فأداء الإنترنت من حيث كونه صديق إلكتروني فهو الأنس الأفضل في استحصال المعلومات والأفكار والأخبار.

    حقاً إن الكومبيوتر والإنترنت قد أحدث تقدماً علمياً عالمياً شاملاً، واستخداماً دقيقاً في البرمجيات والمواقع الإلكترونية (Websites)، والبريد السريع الإلكتروني (Electronic mail)، وفي خدمات التخاطب والمحاورة والدردشة (Chat and Voice Chat)، ونقل الملفات المعروفة بـ (FTP)،ومجموعات النقاش والتخاطب ما يعرف بـ (Nears Group) بالصوت والصورة، كل هذه الاستخدامات جعلت الإنترنت ضرورة حياتية لا يمكن الاستغناء عنها، وأصبح استثمار فوائده مطمح الجميع، وخاصة من قبل الشباب والفتيات، فهو بالنسبة لهم يشارك في شتى العمليات الثقافية والعلمية والتربوية والإخبارية والترفيهية البريئة في الأسرة والمدرسة وخارجها، والنوادي والمنتديات مما أحدث تأثيرا بالغاً في سلوك المراهقين والمراهقات (الفتيان والفتيات) عندما يكون مردوده إيجابياً وعلمياً وإعلامياً وثقافياً في تمكينهم في بناء الاتجاهات السلوكية المرغوبة.

    أجل إن الإنترنت في عصرنا الحاضر مسألة حضارية رفيعة فهو لغتها الناطقة والمقروءة ووسيلة قوية في استثمار القدرة العقلية في أقصى إمكاناتها، والفكر الإنساني في أصفى معانيه في استيعاب الانفجار المعرفي الهائل لمواكبة حضارة القرن الحادي والعشرين في تنمية المجتمع وتطويره ليستمتع بحياة إنسانية كريمة، ولذا فقد أخذت المراكز العلمية والهيئات العلمية والمؤسسات التقنية، والاستكشافات الإلكترونية الدقيقة تولي كل اهتماماتها بتنويع أجهزة الكمبيوتر ونشر قدرة شبكة المعلومات العالمية في كل مكان لتلبية حاجات الإنسان المعاصر بسهولة ويسر.

    ولعل المجلس القومي في بريطانيا (National Council for Education) في مقدمة الهيئات التي ترعى وتطور تقنيات الاتصالات المعلوماتية والعلمية والتربوية والتعليمية في مختلف المجالات المعرفية والاجتماعية والثقافية[3].

    وفي الحقيقة أن التواصل مع ثورة الاتصالات الإلكترونية في الخدمات الجليلة التي تقدمها البرمجيات الحديثة للكمبيوتر، والفوائد الكبيرة التي تقدمها شبكة الإنترنت قد تطرح جملة من الأسئلة، وكثير من المتطلبات الجديدة التي يصعب التحكم بها، والتآزر معها، ومما يدعونا إلى الفهم المبكر الواعي في السلبيات والإيجابيات الناشئة من استخدامها، وإنْ أحسن الاستخدام ومواصلة التوجيه والإرشاد في الإفادة العلمية والتربوية والخلقية لخدمات الشبكة، والإخلاص والدقة في التعامل معها، وهذا لا يتم إلا بالتأهيل العلمي لحسن الاستخدام، والتعليم المبكر ضمن معطيات ومفاهيم علمية منظمة مبنية على استراتيجيات علمية هادفة في التواصل الجاد للإفادة من ابتكارات الكمبيوتر والإنترنت في عالمنا المعاصر، وفي جميع مجالاته وحاجاته وبخاصة من قبل الشباب والفتيات الذين هم في أمس الحاجة إلى استخدامه والإفادة منه، وهم على أبواب التعليم والتأهيل والاختصاص في رحاب الجامعات، أو في وظائفهم الإدارية، ومما يلاحظ أيضاً أن سرعة انتشار استخدامات الكمبيوتر والإنترنت في العالم جعل العصر (عصر الإنترنت)، بحيث نجد أن انتشار الكمبيوتر في أمريكا قد وصل 70% وفي أوربا قد وصل إلى 50% وفي العالم العربي قد وصل إلى 5% بحلول عام 2003م[4].

    وقد أظهرت دراسة حديثة لنيل الدكتوراه في جامعة ميامي الأمريكية أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأولى عربياً في استخدام الإنترنت، حيث بلغت نسبة الاستخدام إلى عدد السكان 31.3% بينما احتلت البحرين المرتبة الثانية، وذلك بنسبة 24.5%. وكذلك أكدت الدراسة بأن استخدام الإنترنت لا يمثل تهديداً للثقافة العربية حيث أن 95% من الذين شملهم الاستطلاع قد أجابوا بأن الإنترنت وسيط إعلامي يمكن أن يساعد العرب على معرفة المزيد عن بقية أقطار العالم[5].

    هكذا تبقى شبكة الإنترنت أداة حيوية في نشر العلم، والتعاون العلمي، وتدعيم البحث العلمي ضمن مجتمع الأبحاث العلمية الرصينة العالمية، وأن قدرة الإنترنت على التمكين من حدوث التقدم في البحث العلمي الأساسي، وتوسيع التعليم بحيث أن الباحثين الأكاديميين والجامعيين والحكوميين هم شركاء أساسيين في تطوير الجيل القادم من الإنترنت. كما أن العلماء والمهندسين والأطباء والطلاب الذين يستخدمون الإنترنت كي يتعاونوا مع زملائهم في جميع أنحاء العالم لتشاطر معلومات وبيانات، وأجراء أبحاث أساسية، وتطوير تكنولوجيا في مجالات متنوعة في معالجة وتفاعل العوامل التقنية والاقتصادية والقانونية أن تزيد الإمكانية لأبحاث تعاونية بواسطة الإنترنت[6].

    ولذا لابد من توعية مبكرة وتعليم مبكر لأبنائنا في جميع المراحل الدراسية، ومجالات الحياة الوظيفية المعاصرة والتنبيه المستمر في تجنب مساوئ سوء استخدام الإنترنت، وبخاصة في غرف مغلقة، ولساعات طويلة في البحث عن مواقع محظورة.

    ثالثاً: الجوانب الإيجابية والسلبية للإنترنت في التأثير على الاتجاهات السلوكية للفتاة:

    مما لا شك فيه أن الإنترنت قد أصبح جزءاً مهماً وأساسياً في حياتنا المعاصرة، ووسيلة فعالة في التقدم والازدهار الحضاري، لما له أصلاً من مردود إيجابي في شتى مجالات الحياة، وفي مختلف العمليات التربوية والعلمية والثقافية والإعلامية والترويجية في ميادين التعلم، وميادين التطبيق في المؤسسات والدوائر والهيئات العلمية، ورحاب الجامعات الافتراضية، والتعليم عن بعد.

    في الحقيقة أن للإنترنت تأثيره الفعال، ووقعه الشديد على جميع الأفراد المستخدمين له، وبخاصة لطلاب العلم في مجالات تعليمهم وتثقيفهم وترويحهم، وله بحق دور كبير في تثبيت القيم الأخلاقية العلمية والمبادئ السامية، والأفكار الصائبة، والطموحات المستقبلية الباهرة .. وقد أشارت كثير من الدراسات الحديثة بأن الإنترنت جزء أساسي في إثراء معلومات الإنسان، وتوسيع خبراته وإذكاء قدراته العقلية وزيادة معارفه، وبخاصة لدى الشباب الذين يرغبون في مزيد من العلم والمعرفة.

    وفعلاً أن الإنترنت قد جاء بإضافات علمية مفاجئة إذ لم يتم اكتشافها إلا من باب الخيال العلمي، ولكن قدرته في التفاعل مع برمجيات الكومبيوتر ربما يحول وجهة العالم إلى يوميات واضحة المعالم، وممارسات تطبيقية ميسورة دون توترات، أو انفعالات عند الحصول على المعلومات المطلوبة المدونة في بطون الكتب، ورفوف المكتبات. فالإنترنت قد جاء ليرفع بشكل شمولي من دون تنظيم وخزن المعلومات بسرعة فائقة، والإفادة منها في أوقات مناسبة دون نسيان أو نقصان. فالإنترنت ما هو إلا شبكة عالمية حيث يجد مستخدمو الكومبيوتر المجال الكبير في التعرف على مستجدات العصر، وابتكاراته واستكشافاته من خلال الربط الشبكي العالمي. وهكذا فالإنترنت له تأثيره الإيجابي متى أُحسن استخدامه بصورة موضوعية وعلمية وبطريقة صائبة.

    وفي الحقيقة أن الإنترنت بشبكته المعلوماتية العنكبوتية العالمية قد ساعدت على نشر المعلومات بين الناس جميعاً، وحوّل عالمنا الكبير إلى قرية صغيرة، وألغى المساحات وأزال الحدود، وقصّر المسافات، واختصر الزمن، وأعطى للمد العلمي في انفجاره الهائل حرية واسعة في التناول من قبل الجميع عبر الشبكة المعلوماتية العالمية، ومتابعة نتائج البحوث وآثار الحوادث والتطورات العالمية، مما ساعد بحق على مواكبة التقدم البشري .. هكذا فالإنترنت بحق تقدم خدمات جليلة وفوائد كبيرة لكل المستخدمين حسب أهدافهم الدراسية، وهذه الخدمات تتمثل بما يأتي:

    البريد الإلكتروني مع كل أنحاء العالم وفي أي وقت، ومن أي مكان (E-Mail) واستقبال الرسائل والمواد المعرفية والبحوث والدراسات العلمية ووضعها في الملاحق وخزنها للاستفادة منها وقت الحاجة.
    الحصول على الرسائل العلمية والكتب والمعلومات الخاصة بالعلوم والآداب وملخصاتها للإفادة منها في تدعيم البحوث الجديدة.
    مشاهدة الأحداث العالمية ساعة وقوعها وتصويرها واستنساخها وإعادة عرضها.
    قراءة متواصلة للصحف اليومية والمجلات العلمية والثقافية والفنية يوم صدروها والإفادة من موضوعاتها.
    نشر الثقافات العالمية والتعرف على تراثها وفنونها وآثارها.
    نقل التكنولوجية واستخداماتها من دول أخرى والمشاركة في تطويرها.
    استثمار فكرة الجامعات الافتراضية وبث برامجها وتشجيع التعليم عن بعد.
    الاستفادة من بعض التصاميم الهندسية في العمارة والصناعة.
    مشاهدة الأفلام والأحداث الرياضية، وموضوعات المؤتمرات والندوات العلمية والثقافية.
    متابعة الأسواق المالية والأعمال الإدارية، والأعمال المصرفية والسندات والأسهم التجارية وتطورها ومشكلاتها.
    استثماره في شراء البضائع والسلع بصورة فورية دون الحاجة إلى النزول إلى الأسواق.
    الوصول إلى المراكز الصحية والاستفادة من مشورتها[7].
    ومما يلاحظ أيضاً أن خدمات الإنترنت في تطور كبير، وتزايد مستمر، وتنوع متواصل يوماً بعد يوم، نتيجة الابتكارات الجديدة في خدماته ودوره في الاستجابة إلى حاجة الإنسان المعاصر، وتسهيل مهمته في مواكبة التقدم البشري والإفادة منه والمشاركة في تطويره.

    وفي الحقيقة أن الإنترنت هو زائر دون مقدمات في بيوتنا ومكاتبنا ومعاهدنا وفي أسواقنا ومصارفنا وفي جميع مرافق حياتنا، فلا بد من حُسن الاستخدام، والإفادة بما هو نافع لنا في مجال تخصصنا، وأنه بقدر إيجابياته السابقة قد يسبب لمستخدميه أقل ما يوصف بأنه خطير ومدمر وسلاح ذو حدين إذا لم يحسن الاستخدام به وبخاصة من قبل لأطفال والمراهقين والمراهقات إذا لم يوجهوا على عدم الوقوع في أحابيل الشبكات، والمواقع المحظورة التي تبثها وتحض على الانحلال الأخلاقي والجريمة، وقد أكدت الدراسات الحديثة بأن الخبرات الضارة والاتجاهات السلوكية المنحرفة التي اكتسبتها الفتيات والفتيان من سوء استخدام الإنترنت في تزايد خطير .. حيث أن الشكوى في تزايد مستمر في التأثير السلبي للإنترنت على الأخلاق وسلوك المراهقين والمراهقات في أقطار العالم، وبخاصة في البلاد العربية والإسلامية، فقد وجدت بعض الشركات في دراساتهم "بأن عدد زوار صفحات ومواقع الإنترنت الخاصة بالإباحية كان بحدود (20 ألف) زائر يومياً، وأن أكثر من (200) موقع وصفحة مشابهة لها تستقبل (1400) زائر يومياً .. مما حدى بوزارة العدل في أمريكا من أن تقول: لم يسبق في فترة من تاريخ الإنترنت في أمريكا أن تفشى هذا العدد الهائل من الزوار، وعدد كبير من مواد الفساد والإباحية، أمام العدد الكبير من الشباب الذين يتصفحون مثل هذه المواقع الممنوعة والمضرة أخلاقياً، وكذلك تشير الإحصائيات إلى أن (63%) من المراهقين هم الذين يرتادون هذه المواقع، وصفحات الفساد والإباحية علماً بأن أولياء أمورهم لا يدرون بطبيعة ما يتصفحون على شبكة الإنترنت، وكذلك فقد أفادت هذه الدراسة أن أكثر مستخدمي الإنترنت، وصفحات الإباحية هم مراهقون أعمارهم ما بين (12-17) سنة"[8].

    ومما يلاحظ أيضاً أن استخدام الإنترنت في تزايد سريع، وأن عدد المستخدمين قد ارتفع من (16) مليون مستخدم عام 1995 إلى (785) مليوناً عام 2004، وأن نسبة الزيادة إلى سكان العالم قد ارتفع من (4%) إلى (12.2%) وأن هذه النسبة في تصاعد مستمر يوماً بعد يوم رغم ازدياد تذمر التربويون وأولياء الأمور من وقوع المراهقين والمراهقات بسحر الإنترنت، وانتشار المحادثات (الدردشة) الهابطة، علماً أن أغلب الدراسات في هذا المجال أجنبية، وهناك عدد قليل جداً من الدراسات العربية التي تجسم هذه الخطورة سـوى ما تنشر المنتديات والمـؤتمرات والندوات التي تؤكـد سـوء اسـتخدام الإنترنت، ومدى تأثيره في الاتجاهـات السـلوكية للشباب، ونظرة سـريعة لما تنشـره شـــبكة النبأ المـعلومـاتية (www.annabaa.org) وغيرها من الشبكات، استعراض ما تقدم من موضوعات ومقالات ودراسات تجسم لنا خطورة المشكلة، وأثرها السيئ في سوء استخدام الإنترنت من قبل الفتيان والفتيات ولعل أهم عناوين هذه المقالات والدراسات أذكرها على سبيل المثال لا الحصر هي:

    ما يخفى من وظائف الإنترنت / 2004م.
    فتيات خلف أسوار الإنترنت / 1425هـ.
    القمة العالمية لمجتمع المعلومات تبحث السيطرة على الإنترنت / 2005م.
    عالم الكومبيوتر المتجدد دائماً / 2004م.
    تأملات حول التصدي للجرائم المعلوماتية / 2005م.
    منتديات ووسائل الاتصال وكالة بلا بواب / 1423هـ.
    التواشيج بين المرأة والإنترنت / 2003م.
    آثار الإنترنت السالبة على المستخدمين / 2006م.
    السيطرة على العالم بالإنترنت / 2005م.
    الرقابة على شبكة الإنترنت في المنطقة العربية لم تعد مجدية / 2005م.
    استغلال الإنترنت سلبياً / 2005م.
    أثر الإنترنت على الأسرة / 2006م.
    الإنترنت وسيلة لإيذاء الآخرين واقتراف الجرائم / 2000م.
    الإنترنت في أوربا للشباب والأغنياء فقط / 2006م.
    الإنترنت ما أدراكم بالإنترنت من الجريمة إلى الإدمان / 2002م.
    الإنترنت منافعها وأضرارها / 2004م.
    العولمة والإنترنت ورياح التغيير على مجتمعنا[9].
    وتحليل بعض هذه المقالات والموضوعات يوضح لنا ما وصَّلنا الاستخدام السيئ للإنترنت في خلق أوهام عاطفية وإدمان مرضي، وبخاصة لدى الفتيات اللواتي قد أصبحن أسيرات الإنترنت حيث معظم الفتيات المستخدمات للإنترنت غالباً ما يقعن أسيرات للعبث العاطفي والدردشة الفارغة. وقد أشار أحد الباحثين إلى قصة (الفتاة هلا) البـالغة من الـعمر (22) عاماً التي جربت المحادثة (Chat) لمدة طويلة جداً حيث كانت تستخدم أكثر من (10) ساعات في اليوم حتى وقعت في علاقة مع شاب كادت أن تقع في خداع لكذبة، ولولا عناية الله تعالى لكانت في ورطة وعلاقة غير شرعية. أما قصة (الفتاة بدرية) من مصر فهي طالبة بالمرحلة الثانوية وتقول: لقد أصبحت أكره الإنترنت وجهاز الكومبيوتر فقد كان أخي يدخل على المواقع الإباحية ويتحدث مع الفتيات، وتعلمت منه ذلك، وأصبحت أجلس أمام الكومبيوتر والمحادثة شغلي الشاغل مع الشباب حتى رسبت في الثانوية العامة، رغم ذلك لم أعد أستطيع الإقلاع عن هذا المرض، بعد أن أصبح في دمي مثل المخدرات[10].

    ولذا فعلى الآباء والأمهات مراقبة ومتابعة نشاطات أولادهم في استخدام الكومبيوتر، وتوجيههم وتوعيتهم لإدراك خطورة المواقع الضارّة والدخول إليها، وبالتالي ملازمة الإنترنت لساعات طويلة. ولقد حذرت الدكتورة زينب السعدي أستاذة علم الاجتماع من غرق الفتاة في استخدام الإنترنت، لأنها تؤدي في كثير من الأحيان إلى الإدمان .. فالإدمان برأيها له توصيفات علمية وقياسية دقيقة .. فالشخص المدمن (فتى أو فتاة)، يعطل مصالحه الضرورية، وواجباته، ويجلس بالساعات أمام الإنترنت، وفي جانب آخر فإننا مجتمعات لم تعد الحرية المطلقة مقبولة فيها. فالفتاة أو الشاب يجد نفسه في غرفة مغلقة، وفي الوقت نفسه يجد العالم أمامه بلا حدود ولا ضوابط فيستهويه الموضوع، وكثيراً ما ينسى نفسه، وكثيراً ما ينهار أمام غرف الدردشة (Chat) المفتوحة. الأمر الذي يقوده إلى الإدمان[11].

    وأيد ذلك "الدكتور وليد شبير" رئيس قسم الخدمة الاجتماعية بالجامعة الإسلامية في غزة، وقال: "إن الإنترنت سلاح ذو حدين فيمكن استخدامه في أشياء هادفة ومفيدة، أو في أشياء سلبية، وهذا يتعلق بالتنشئة الأسرية المبنية على الدين والأخلاق، والتربية الجيدة، والثقافة الواعية في حُسن استخدام الإنترنت .. ويرى أيضاً أن انغماس الشباب في شهواته سينعكس على ذاتهم، وعلى مجتمعهم الذي يعيشون فيه، مما سيؤدي إلى انحرافات سلوكية، ولذا فالمسؤولية تربوية واجتماعية ونفسية تقع على الآباء والأمهات والتربويين في مختلف المراحل الدراسية في توعية الشباب عبر مختلف المؤسسات الأسرية والتربوية والمهنية وإشغال الشباب بما يخدمهم ويخدم مسيرة مجتمعهم[12].

    وتتجلى أضرار الإنترنت على الشاب والفتاة في إساءة استخدام المحادثة (Chat) والبريد الإلكتروني في تبادل الرسائل والثقافة الجنسية غير البريئة، وكذلك محاولة اختراق المواقع الممنوعة وقضاء الوقت في اللهو غير البريء، ثم بالتالي الولوج إلى عالم الجريمة المنظمة وتعلم العادات الكريهة في تعاطي المخدرات ولعب القمار والإصابة بالأضرار الجسدية والعزلة الاجتماعية ثم الإدمان على الإنترنت. فلا بد من مراجعة العيادات النفسية لمعالجة آثار الإدمان على الإنترنت .. هكذا يصبح الإنترنت مرضاً جديداً عرف بإدمان الإنترنت.

    كما أن معظم الدراسات التي أظهرت أثر الإنترنت السلبي قد أجريت في بيئات غربية، قد لا تنطبق علينا تفصيلياً، لذا ورغم الوقت الضيق حاولت الحصول على بعض الدراسات العلمية في هذا المجال إلا أنني لم أوفق إلا قليلاً. فقد وجدت للدكتور عبد الكريم عبد الله الحربي في أطروحته للدكتـوراه بعنوان "الإنترنت والقنـوات الفضائية ودورها في الانحراف والجنوح" / المملكة العربية السعودية – 2003. بعض ما نريد حيث أظهرت نتائج استبانه لعينة من المسـتخدمين للإنترنت أن (70.9%) من العينة لديهم فـكرة عن الإنترنت، وأن (78.7%) من أفراد العينة لا يملكون إنترنت في مـنازلهم، ويتم اسـتخدام الإنترنت في المقاهي بنسـبة (67.1%)، أو عند الأصدقاء في منازلهم بحدود (12.3%). وأن معظم أفراد العينة قد تعلموا اسـتخدام الإنترنت عن طريق الأصدقاء بما نسبته (69.2%)، وقليل من أفراد العينة بمجهودهم الذاتي حيث جاءت النسبة (2807%).

    وأنهم أشاروا إلى أن دخولهم لأكثر من موقـعين بحـدود (55.5%)، والمـواقع الفنية بنسـبة (16.7%)، والمـحادثة والمـحاورة (Chat) بنسبة (12%)، ومواقع الجنـس (10.7%)، والمراسـلة عن طـريق الإنترنت بلغت (59.1%)، وأن أغلب المراسـلات عاطفية بنـسبة (50%). أما المواقع الإجرامية فكانت النسبة (31.9%)، والدينية (23.2%)، وظهر أن أفـراد العينة قد أشاروا إلى أنهم يقضون وقتهم أمام الكومبيـوتر والإنترنت بنسـبة (32%) بينما (30%) من أفراد العينة يقضون أكثر من خمس ساعات، أما مشاهدة من يراسلون عبر آلة التصوير على الهواء مباشرة فكانت النسبة عالية بحدود (56.9%). أما عن الأشخاص الذين يرغبون بالتحدث معهم ومشاهدتهم فكانوا من الفتيات حيث بلغت النسـبة (54.1%)، أما اختراق المواقع الممنوعة فكانت النسبة (45.4%).

    أما في دراستي الاستطلاعية في إحدى المدارس الثانوية بدبي، كانت نتائج طالبات العينة بالشكل الآتي:

    (60%) من العينة بين عمر (13-15) سنة، و(40%) منهن بين عمر (16-18) سنة من المرحلة الثانوية.
    وإن (80%) قد أشرن بأن لديهن فكرة عن الإنترنت، و(75%) منهن يملكن إنترنت في المنزل، و(70%) منهن قد تعلمن الكومبيوتر والإنترنت عن طريق دورة تدريبية، و(35%) تعلمن عن طريق الصديقات.
    إن (50%) منهن أظهرن ميلهن نحو متابعة المواقع السياسية والدينية، و(45%) يحببن المواقع الإجرامية)، و(17%) يشاهدن المواقع الفنية والرياضية والأزياء ومنتديات الترفيه، و(30%) منهن يحببن المواقع العلمية.
    (60%) منهن يرغبن المراسلة مع الصديقات والأقارب والجيران.
    إن (20%) منهن يقضين ساعة واحدة مع الإنترنت يومياً، و(25%) يقضين ثلاث ساعات، و(15%) منهن يقضين أكثر من ثلاث ساعات يومياً.
    قد أشارت طالبات العينة بنسبة (55%) يرغبن مشاهدة من يراسلن عبر آلة التصوير على الهواء مباشرة.
    إن (65%) منهن يحببن المحادثـة مع الصديقات، و(25%) مع الفنانات والفنانين، و(15%) يرغبن التحدث مع العلماء.
    (75%) من طالبات العينة لم يقدرن على اختراق المواقع المحظورة.
    أما الجواب للسؤال الأخير من الدراسة الاستطلاعية والمتعلق بأثر الإنترنت في الاتجاهات السلوكية، فكانت الإجابات كالآتي: (إن الإنترنت أحدث تغيراً ذاتياً، وأفادني بمعرفة الأشياء المجهولة، وفي قناعتي أن سوء الاستخدام يخرب الناس، وإن استخدام الإنترنت إيجابي علمياً ونفسياً وسلبي صحياً بالنسبة لنا).

    من خلال الدراسة الاستطلاعية نجد أن معظم طالبات العينة عندهن فكرة عن الإنترنت، وأنهن يستخدمن الشبكة في البيوت أو مع الصديقات اللواتي لهن أثر كبير في تعلم استخدام الإنترنت وهن خارج رقابة الأسرة، وهذا مؤشر يقود إلى طريق الانحراف والاتجاهات السلوكية غير المرغوبة. وكذلك نجد معظم المواقع والأماكن السياسية والدينية وكذلك المواقع الإجرامية، ولهن الرغبة بالمراسلة، واستخدام آل التصوير عبر الهواء، وجميل أن أكثر طالبات العينة قد أكدن عدم قدرتهن على اختراق المواقع المحظورة أو المفلترة.

    رابعاً: الخلاصة والتوصيات في أساليب تنمية الوعي لدى الفتاة في حُسن استخدام الإنترنت والإفادة منه في تدعيم دورها:

    أ. الخلاصة:

    مما لا شك فيه أن الكومبيوتر وشبكة الإنترنت واستخداماتهما المفيدة قد أحدثت تقدماً علمياً كبيراً، وثورة معلوماتية هائلة، وتنوعاً منظماً في مواقعها وبرمجياتها، وتطوراً عظيماً في استخدام بريدها الإلكتروني ومحادثاتها المقروءة والشفوية، مما جعل استخداماتها ضرورة حياتية، ولغة العصر التي لا يمكن الاستغناء عنها.

    وفي الحقيقة إن الإنترنت قد حقق حلم الخيال العلمي، وذلك بأن أصبح بحق وحقيقة (مخ الكون) وانسكلوبيدية العصر، والمرجع الشامل الضروري لكل العلماء، والباحثين وطلاب العلم. فقد أحدثت بحق الاتجاهات السلوكية في البحث والتحري والاستكشاف ومزيد من المعرفة وكثير من الخبرات الحياتية الموثوقة لدى المستخدمين والمستفيدين من برامجه المتنوعة.

    وبالرغم من ضخامة دور الإنترنت وشيوع انتشاره وفوائده الكبيرة إلا أن الشكوى في هذه الأيام من تزايد مستمر، من سوء استخدام الإنترنت ووقوع الفتيات والفتيان أسرى للإنترنت في ملازمة المواقع الممنوعة المحرمة، وقضاء ساعات وساعات في الدردشة غير النافعة، وتهافت الكثير منهم على التسلية والترفيه، قد أثر في الاتجاهات السلوكية للمستخدمين، وبخاصة الفتيات اللواتي أصبحن على ألسنة الآباء والأمهات أن بناتهن في عزلة اجتماعية داخل الأسرة، وأصبحن أسرى للإنترنت، وخاصة في المحادثة والدردشة (Chating) غير البريئة ساعات وساعات لا ترغب الحركة والنشاط الاجتماعي والمشاركة الأسرية في تبادل الآراء وحل المشكلات، قد أشارت إحدى الدراسات شكاوى أحد الآباء بقوله : "أولادنا مسحورون" ويقصد انهماكهم في استخدام الإنترنت غير المقنن، وأصبح الإنترنت الهواية الأهم في حياتهم، فأدت ذاك إلى العزلة الاجتماعية رغم كونهم يعيشون معنا[13].

    وهكذا فالإغراق في استخدام الإنترنت، وبخاصة من قبل الفتاة قد أحدث اتجاهات سلوكية غير مرغوبة، وكون عندها أضراراً سلوكية اجتماعية، وانحرافات جنسية، ومتاعب جسيمة، وإرهاقات نفسية ذات التأثير البالغ تحصيلها الدراسي، وأداؤها الوظيفي.

    ولذلك لا بد من تقديم توصيات ونصائح لأبنائنا وبناتنا وللآباء والأمهات في حُسن استخدام الإنترنت، وتجنب المواقع الممنوعة وغير المرغوبة، والرقابة الحازمة على الإنترنت وعدم وضعه في غرف مغلقة بحيث تقضي الفتاة ساعات طويلة في متابعة المواقع .. فالكل مسؤول عن ذلك (الأسرة .. الآباء والأمهات .. المدرسة .. المعلمون والمعلمات والمجتمع بكل مؤسساته الاجتماعية والتربوية والنفسية والثقافية والرياضية في إرشاد الفتيات والفتيان في تبصيرهن بحُسن استخدام الإنترنت حفاظاً على حياتهم واستقرار أسرهم وحماية لمجتمعهم من الانحلال وشيوع الفساد.

    ب. التوصيات:

    انطلاقاً من أهمية الإنترنت ودوره الخطير في حياتنا التربوية والاجتماعية والأسرية، وحاجاتنا العلمية والمعلوماتية، وضرورة وجودها في جميع مرافق حياتنا الحديثة، ووسيلتنا الفعالة لمواكبة الحياة المعاصرة بكل تقدمها ونهضتها. وإفادة مما ذكرنا من إيجابيات الإنترنت وسلبياتها في التأثير على الاتجاهات السلوكية للفتاة، وإقراراً بضرورة حسن استخدام الكومبيوتر، وابتعاداً عن شروره في الدخول إلى مواقعه غير البريئة، وأضراره الخطيرة في السلوكيات والانحرافات وتكوين العادات السيئة بسبب سوء الاستخدام، نرى أن نقدم بعض التوصيات آملين من المؤتمر الإفادة منها وإدراجها ضمن توصيات المؤتمر. وهذه التوصيات هي:

    ضرورة توعية الفتاة على حسن استخدام الإنترنت في رفع مستواها العلمي والثقافي والتربوي والتحصيل الدراسي والتأهيل الوظيفي بصورة مبكرة في برامج علمية تطبيقية لإبراز الفائدة الحقيقية من استخدام الإنترنت.
    العمل على غرس القيم الدينية والاجتماعية والخلقية والثقافية في نفوس الفتيات منذ التعليم المبكر من خلال التوجيهات والإرشادات الهادئة والقدوة الحسنة في الأسرة والمدرسة ومنتديات المجتمع ومراكز الإعلام والنوادي الرياضية في غرس القيمة الإيجابية لاستثمار الإنترنت في أوقات مناسبة وفترات زمنية مقبولة.
    ضرورة التنسيق والتعاون بين أولياء أمور الفتيات والمدرسات المختصين في كيفية الاستخدام الأمثل للإنترنت، وتعويدهن لاختيار الأوقات المناسبة لاستثمار الإنترنت في الأسرة والمدرسة وفي الوظائف الإدارية.
    ضرورة التنسيق والتعاون بين المختصين في إرشاد الفتيات ومدرساتهن وأولياء أمورهن للحد من انشغالهن بالإنترنت الذي قد يكون هدفه التسلية فقط، وذات التأثير الضار من الناحية النفسية والصحية والاجتماعية والعلاقات الأسرية.
    ضرورة إجراء البحوث والدراسات في المجالات الحيوية التي قد تؤثر في مستقبل فتياتنا في استخدام الإنترنت وبخاصة البحوث الميدانية لمعرفة مدى أثر الإنترنت في الاتجاهات السلوكية للفتاة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
    تنظيم دورات منظمة في توعية وتأهيل الفتيات على حُسن استخدام الإنترنت، واستثمار الفوائد العلمية والثقافية والاجتماعية والدينية من خلال مواقع الإنترنت المتنوعة النافعة، وتجسيم أضرار بعض المواقع المحظورة، وآثارها السيئة في السلوك والاضطرابات النفسية والقلق والإدمان الضار الذي يكونه الإفراط في استخدام الإنترنت.
    مطالبة الجهات المسؤولة في الاتصالات بحجب المواقع الضارّة وإغلاق الصور الخليعة ومنع ظهورها، ومنع تسرب المواقع المحظورة إلى شبكاتها المحلية بوسائل فنية متقدمة، ومحاولة إغلاق مواقع المحادثة والحوار الجنسي قدر الإمكان.
    ضرورة توعية الأسرة بأهمية الوقت، وضرورة الاهتمام بتربية الناشئة وتنظيم أوقات استخدام الإنترنت، وتحديد المواقع التي يسمح بالدخول إليها، وبإشراف وتوجيه متواصل ومراقبة المحاورات والمواد المشاهدة على شبكة الإنترنت.
    خامساً: المصادر التي يمكن الإفادة منها:

    د. محمد مراد عبد الله، الإنترنت وجنوح الأحداث، مركز بحوث ودراسات شرطة دبي، الأمانة العامة لشرطة دبي، 1996.
    ضاحي خلفان تميم، أبناؤنا والإنترنت، من إصدارات مركز بحوث ودراسات شرطة دبي، 2000.
    د. عمرو أحمد حسبو، حماية الحريات في مواجهة المعلومات، دار النهضة العربية، القاهرة، 2000.
    عبد الله المناعي، ثقافة الكومبيوتر، دار المتنبي للنشر والتوزيع، الدوحة، قطر، 1993.
    نبيل علي، العرب وعصر المعلومات، الكويت، عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، نيسان – 1994.
    د. مدحت رمضان، جرائم الاعتداء على الأشخاص والإنترنت، دار النهضة العربية، القاهرة، 2000.
    زاهر إسماعيل غريب، تطبيقات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الحديثة بالتعلم، الكتاب الثقافي في البحوث العلمية في الوطن العربي، جامعة حلوان، مصر، 2001.
    د. عبد الفتاح بيومي حجازي، الأحداث والإنترنت: دراسة متعمقة عن أثر الإنترنت في انحراف الأحداث.
    د. جودة حسين جهاد، المواجهة التشريعية للجريمة المنظمة بالأساليب التقنية، بحث مقدم إلى مؤتمر القانون والكومبيوتر والإنترنت، 2000.
    د. سعيد عبد اللطيف حسن، إثبات جرائم الكومبيوتر والجرائم المرتكبة عبر الإنترنت، دار النهضة العربة، القاهرة، 1999.
    د. جميل عبد الباقي، الإنترنت والقانون الجنائي، دار النهضة العربية، القاهرة، 2001.
    علي محمد شمو، التكنولوجيا الحديثة والاتصال الدولي والإنترنت، الشركة السعودية للأبحاث والنشر، المملكة العربية السعودية، جدة، (بدون تاريخ).
    د. عفيفي كامل عفيفي، جرائم الكومبيوتر وحقوق المؤلف المصنفات الفنية، دراسة مقارنة، منشأة المعارف، الإسكندرية، 2000.
    د. عبد الكريم عبد الله الحربي، الإنترنت والقنوات الفضائية ودورها في الانحراف والجنوح، مكتبة الملك فهد الوطنية، 2003.
    محمد صالح المنجد، الإنترنت مالها وما عليها، دراسة علمية لآثار الشبكة العنكبويتة العالمية، الرياض، 1420هـ.
    حسن طاهر داود، جرائم نظم المعلومات، دار النشر بأكاديمية نايف العربية، الرياض، 1420هـ.
    منصور محمد محروس، دليل مواقع الإنترنت العربية، شركة مطابع نجد التجارية، 1420هـ.
    علي بن هادي البشري، جرائم الحاسب الآلي، مطابع جاد، الرياض، 1419هـ.
    عالم الكومبيوتر المتجدد دائماً، 2004، في www.annabaa.org/abannews/42/050.htm.
    د. مشعل الفرحي، تربية الأولاد، مجلة البيان، العدد 172، مارس – 2002، www.albayan-magazine.com.
    د. محمد حسن رسمي، العولمة والإنترنت ورياح التغيير على مجتمعنا، ينظر .. www.ahram.org.eg.
    شبكة النبأ المعلوماتية www.annabaa.org.nbannews/42/17.htm.
    صباح ضامن، أثر الإنترنت على الأسرة، مجلة الجندي المسلم، ملف الإنترنت 2002، ينظر ..www.naseej.com .
    عبد بن عبد العزيز الموسى، استخدام الاتصال في الإنترنت في التعليم، جامعة الإمام محمد بن مسعود الإسلامية، 2001.
    د. نجم الدين علي مردان، جامعة آل لوتاه العالمية بالاتصالات الحديثة / الإنترنت، تجربة رائدة في التعليم الجامعي عند بعد، دراسة مقدمة للمؤتمر العلمي الأول.
    د. محمد بن سليمان حمود المشيقح، دور البرمجيات في تنمية ثقافة الطفل في دول الخليج العربية، مكتب التربية العربي لدول الخليج، الرياض، 1418هـ - 1997م.



    السابق

    copyright 2004 by Umm Al Moumineen Association[/frame]

     
  2. #2
    عين المها is on a distinguished road الصورة الرمزية عين المها
    تاريخ التسجيل
    19 / 04 / 2007
    الدولة
    مجهولة
    المشاركات
    59
    معدل تقييم المستوى
    268

    افتراضي رد: الانترنت2

    أرجوأن يعجبكم الموضوع

     
  3. #3
    بنت المحرق is on a distinguished road الصورة الرمزية بنت المحرق
    تاريخ التسجيل
    22 / 03 / 2007
    الدولة
    المحرق داري ومرباي
    المشاركات
    1,180
    معدل تقييم المستوى
    1390

    افتراضي رد: الانترنت2

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...
    جزاكِ الله خيرا
    تحياتي

     
  4. #4
    صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute الصورة الرمزية صناع الحياة
    تاريخ التسجيل
    09 / 06 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    51
    المشاركات
    21,349
    معدل تقييم المستوى
    26547

    افتراضي رد: الانترنت2


     

 
+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك