[align=center]

القمة 99 ستشهد حدثا تاريخيا قلما يتكرر .. و أبطال هذا الحدث هم جماهير الإسماعيلية الذين يفكرون ربما للمرة الأولى في مساندة غريمهم التاريخي الأهلي في لقاء قمة الكرة المصرية أمام الزمالك الصديق الدائم والحليف الشرعي للدراويش على مر التاريخ.

فمنذ حقبة الستينات والإسماعيلية تعتبر الأهلي عدوها الأول كرويا وتخمر هذا الشعور على مر السنين بشكل تحولت معه كراهية الأهلي و تمنى خسارته الي هدف قد يكون أحيانا أهم من انتصارات الدراويش أنفسهم إلى الحد الذي باتت فيه مؤازرة منافسي فريق العاصمة هدفا استراتيجيا لأبناء المدينة الصفراء حتى لو كان المنافس أجنبيا لا يهم .. فخسارة الأهلي أهم.

و الحقيقة إننا لا ننتقد حق جماهير الإسماعيلية في كراهية الأهلي بهذا الشكل ولسنا في معرض تقييم لهذا الشعور المتعاظم بشدة في الآونة الأخيرة.. لكننا نتحدث الآن عن حالة استثنائية خاصة جدا ينتظر أن تمر بها الإسماعيلية لمدة 90 دقيقة مساء الاثنين تتمثل في مساندة أغلب جماهيرها ( وليس كل ) للأهلي أمام الزمالك ليس من اجل سواد عيون الأحمر.. و لكن من أجل مصلحة اسماعيلاوية خالصة نظرا للمنافسة الشديدة التي يشهدها هذا الموسم بين أبناء القلعة البيضاء والدراويش من أجل اقتناص المركز الثاني في ترتيب جدول الدوري العام ومن ثم التأهل المباشر لمنافسات دوري الأبطال الأفريقي في الموسم القادم وهى البطولة الحلم لكل أندية القارة السمراء بشمالها و جنوبها.

بلا شك لن يكون الأمر سهلا على الجمهور الأصفر .. فهم لا يتمنون فرحة حمراء تملأ جنبات القاهرة في حالة استمرار التفوق الأهلاوي على الزمالك في لقاءات القمة كما هو الحال في أخر 8 مواجهات بين الفريقين لكنهم في الوقت نفسه لا يتمنونها بيضاء هذه المرة لأن الفوز إذا تحقق لأبناء هنرى ميشيل سيمثل انهيار للأمل الأخير للاسماعيلى من اجل انتزاع المركز الثاني على أساس أن الدوري سيتبقى فيه أسبوعا واحدا سيشهد لقاء سهل للزمالك أمام المصرى البورسعيدي بالقاهرة فيما سيتعين على الدراويش استضافة بطل الدوري في مواجهة غير مأمونة العواقب قد لا يكفى الاسماعيلى الفوز بها فى حالة فوز الزمالك بلقاء المصرى السهل.

فماذا ستفعل جماهير الإسماعيلية وكيف ستتحكم في انفعالاتها في هذا الموقف الغريب الذي ربما يكون الأول في التاريخ الكروي المصري خاصة أن الأهلي كان هو المنافس الدائم للاسماعيلى في جميع المرات التي اقترب فيها من الفوز بلقب الدوري فكانت هزيمة الاهلى أمام الزمالك تمثل حلما مزدوجا لجمهور الإسماعيلية كما حدث في موسم 90\91 الذي قدم فيه الزمالك هدية لا تنسى لأبناء العم بعدما عطل مسيرة الاهلى المتصدر بالفوز عليه في قمة الدور الثاني بهدفين نظيفين أحدهما لا ينسى لمصطفى إبراهيم في شباك الحارس القدير أحمد شوبير فتساوى الأحمر والأصفر في رصيد النقاط مع نهاية المسابقة وأقيمت مباراة فاصلة كان بطلها الأول عاطف عبد العزيز نجم الدراويش الذي قاد فريقه للفوز 2\0 ليتوج برازيل الكرة المصرية أبطالا لأحد أقوى المواسم في التاريخ.

و تكرر السيناريو الذي تشابكت فيه أحلام الدراويش بالفوز بالدوري في موسم 2001\2002 مع أحلام الزملكاوية في الفوز على الأهلي المتصدر بفارق الأهداف وقتها لكن مانويل جوزيه كان له رأيا أخر حينذاك بعد أن قاد فريقه لتحقيق فوزا دراماتيكيا لا ينسى بسداسية حمراء مقابل هدف أبيض لحسام حسن .. وهو ما أحزن الجمهور الأصفر لاقتراب الأهلي من اللقب غير أن تعادلا بطعم الهزيمة لأبناء الجزيرة في ملعب المحلة أهدى لقبا أخر هو الأغلى للدراويش.

لكن تغير نظام المشاركة بدوري الأبطال الأفريقي والذي أصبح يقضى في السنوات الأخيرة بمشاركة البطل والوصيف من أفضل دول القارة بدلا من البطل فقط في السابق جعل الفوز بالمركز الثاني بطولة خاصة تستحق الكفاح من أجلها حتى اللحظات الأخيرة وهو ما يشهده هذا الموسم لأول مرة بين أبناء العمومة في ميت عقبة والإسماعيلية بعد إن حسم الأحمر اللقب لمصلحته للعام الثالث على التوالي .. فمن ستشجع الإسماعيلية .. الأهلي من أجل فريقها .. أم الزمالك من أجل العكننة على الأهلاوية .. وانتمائها للزمالك فريقها الثانى .. !!!

يا خبــــــر بفلــــــوس ... ![/align]