استعد وكفى ...!





سيأتي يوم وتفنى أجسامنا وأشكالنا وينطمس وجودنا وتبقى الأسماء!

سيأتي يوم نكون فيه غرباء

نعم غرباء...

هل تذوقت يوماً غربة الروح؟!

فما بالك وأنت غريب الروح والجسد...

وحيداً مطروح في اللحد



في تلك اللحظة ....



ستعلم كل نفس ما قدمت
(كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)
سورة المدثر آية 38

إما إن تكون راضية مرضية أم شقية أغضبت رب البرية

إما زفاف للجنات وإما ندم يتآكل في لهيب الحسرات...

ماذا بعد ضجيج الحياة والحركة إلا سكون الممات والغربة ..!

ماذا بعد فسحة القصور إلا ضيق القبور ..!

ماذا بعد غرور النفس والشباب إلا حسرة ذابت في التراب..!

هنا وقفة لتحديد المصير ..

متى يا بن آدم يصحو بك الضمير؟؟





النفس كالفرس الجموح والإنسان الفارس ؛
إذا لم يملك زمام نفسه ويقودها إلى الطريق المستقيم

فإنها ستقوده حتماً للجحيم.

سعادة النفس في مخالفة هواها والشقي هو الذي يمنحها مبتغاها

نعم كلنا نحب أنفسنا ولكن ليس الحب الذي يغرقنا في بحر الدنيا

فلا نصحو إلا وقد فارقنا الحياة...

يا بن آدم ألم تذق عينيك العبر من هول الزلازل والمحن.؟

ها أنت قد شرعت في تقشير تفاحة العمر

بقى منها ما بقي 20 ... 30 سنة ويباغتك الموت

هلا تفكرت في لحظة قدوم الضيف المنتظر..!

هلا خلعت رداء الغرور وجمعت زادك لجوع القبور..!





تلك الأرض التي حملتك في أحشائها وخرجت من بطنها،
تسمع دبيب رجلك في أرجائها .



يوم الحشر ..



تلفظك الأرض وتتبرى منك
(وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ)
سورة الإنشقاق آية 4

يا مسرفاً في ساعـات العمــر

تذكر أن تعطي نفسك الضوء الأحــمــر

استعد وكفى ...!!

منقول