صمت الجميع .....



و تعلقت أسماعهم بصوت المنادى ....



إنه سينادى على من سيظلهم الله فى ظل عرشه ....



يا إلهي ...



ليتنا نكون منهم ...



قطع تلك الأفكار صوت المنادي وهو يقول :



((امام عادل))



فخرج عدد قليل من الناس ...



وهم يسارعون ليستظلوا بعرش الرحمن ....



وها هو الخال يخرج معهم ......



نعم أنه هو خال بطلنا .....



لقد أكرمه الله بمركز كبير في عمله ولكن السلطة لم تنسه يوما أن الله رقيب عليه وأن جاهه هذا محنة قبل أن يكون منحة ....



لذا كان يجتهد كثيرا ألا يظلم أحد حتي أحبه الجميع ودعوا له بالخير ....



وبالرغم من مجهوداته في عمله لم يحظ بالتكريم الكافي له في الدنيا .....



ولكنه الآن يكرم من رب العالمين بأن يكون أول السبعة الذين يستظلون بعرش الرحمن .....



وذهب الخال وأنظار أسرته متعلقة به..... فرحة بما انعم الله عليه به .....



ثم عاودوا الانصات وقلوبهم معلقة بصوت المنادي الذي قال :



((شاب نشأ فى طاعه الله))



انتفض الشاب ...



إنه أنا!!



وربى إنه أنا...



لقد كان حب الله فى قلبى يكبر كلما كبرت وعرفته أكثر وأكثر ..



لطالما أنتظرت الليل ..



حتى اقف بين يديه أناجيه وادعوه ...



وألقى هموم الحياه ورائى وأسجد له و قلبى يسبقنى ....



لطالما كنت أسجد ولا أتكلم لعلمى أنه يعلم ما بداخلى فأظل صامتا ...



لكننى كنت أبكى ...



وأقول له ((علمك بحالى يغنيك عن سؤالى))



حتي عندما كنت أخطيء ...



كنت أسارع لأقف بين يديه لأعتذر له ....



وما أن أبدأ الصلاه .... حتي يعقد لسانى !!! ماذا أقول لك ...



وتتساقط دموعى على الأرض..



وأظل واقفا لا أجرؤ أن أتكلم ....



حتى يقضى الله فى أمرا ....



أنتظر وأبكى ...



فإذا بقلبي يشرق بنوره .... وكأنى دخلت عالما جديدا ..مليء بالسكينة التي تتنزل علي قلبي المتعب لتغسل في رقة كل ما به من أحزان وهموم .....



وظل شريط حياة بطلنا يمر أمام عينه .....



ليتذكر كيف كان ....((شاب نشأ فى طاعه الله))



كان عابدا لله بالليل ...



نشيطا ناجحا فى النهار ...يصنع حياته لتكون كما يحبها الله عزوجل ...



وعندما بدأ يتحرك نحو عرش الرحمن ...



لم يكن وحده ....



بل كان معه صديقه الوفي ...



إنهم يسيرون معا متشابكي الأيدي ....



لينعموا بظل عرش ربهم جزاء علي طاعتهم له ....



وما إن وصل .....الا وتعلق قلبه بباقي أفراد أسرته ....



وكله لهفة لكي يلحقوا به ويشعروا بالطمأنينة التي تغمره .....



((أجمل وأحن حضن فى الوجود.....لما تكون ساجد وتقول يا ودود))