( طفل غبي )



تقدمي
صبي سعيرك في دمي
من قال في الفردوس
أن تتعشمي

أشعلتي في جسدي الحريق
وسقطت في بئر الجنون
بلا قدم و بلا طريق
أنادى عقلي
فلا يلبي
ولست ربا أو نبي

فتقدمي

بني آدم أنا .. كلي أخطاء
وخطيئتي تجري كمجري الماء
ما بين عيوني وبين يدي
القيها تعود بلا استحياء
وتغوص وتسبح قلب دمي

نظراتك صمتك كالطلقات
شرر ينساب علي الطرقات
وأنا مخلوق منك ضعيف
ما كل أموري
ملك يدي

طلقات عينيك اشتهاء
ظمأ وجوع وانحناء
واراك دوما في الخفاء
لي تسجدين وتنحني

كي القي نفسي في السعير
وأجوب أنحاء الزوايه
فتمطري في كل حين
عطرا وميلادا ودايه
شهدا به تتلعثمي

ألقاك ادخل في احتراق
ويضمنا وسط الحريق
برد .. سلام .. واتفاق
ما سر برد المحرقة
ولماذا يصهرني الجليد
وأنا ضعيف البنية
أو قل آدمي

فتقدمي

أناتي أناتك تزيد
النار تصهر في الحديد
كلماتي من غير الحروف
متعة وملامة ونار وخوف
لقد مللت من الكلام
وأنتي لا تتكلمي

لغة محت كل اللغات
أنات تعقبها الآهات
الصوت أنا في العذاب
أما الحقيقة لذتي

فتقدمي

قد قلت أني لن أعود
وأعود دوما مرغما
امحي الحواجز والحدود
وأذوق لذات الحريق
السر ليس مع النيران
السر يكمن في دمي

فتقدمي

لقد نسينا حياة البشر
حياة الجفاء حياة الحجر
ونذكر دوما بانا خلقنا
بدون الحدود ودون الحذر
وصرنا
عظيم يناجي الإله
و فاجر نساه
وأعظم نبي

فتقدمي
صبي سعيرك في دمي
إياك في الفردوس أن تتعشمي

قد جئت للدنيا بلا عقل يعي
وآتيتي عارية بلا ثوب يقي
القيهما بالخلف
ثم تقدمي
لا بأس من نار الهشيم
لكن !!!
لكن !!! وفاهك في فمي

فدعينا نسقط في السعير
ومياهنا تجري الغدير
يروي حقول الياسمين
تنبت براعم للزهر
ينبت أنا ..
ينبت بشر..
ينبت ولا
لن تندمي

فتقدمي
صبي سعيرك في دمي
إياك في الفردوس أن تتعشمي

أنا ديدبان الجنة
.. حارسها الوفي
سأذوق رمانك و تفاحك
وأشرب ما أشاء و أشتهي
فكفي عناد واهدئي
وتقدمي
أني لنيرانك ظمي

سأكون بين يديك طفل
تلقيه ما بين الزوايا
فيغرس وردا
ويغرس قيدا
فتمطري عطرا
وتمطري شهدا
و لا تشكرين
.. لطفل غبي
طفل غبي




ل / محمد مراد