مفهوم الضحك :
يعرف الضحك بأنه عبارة عن نزعة غريزية واستعداد فطري لا يُكتسب بالتجربة، وهو أيضاً محاولة عضلية للتخلص من شعور غير محتمل مع التحويل المفاجئ في وجهة الشعور.
ويعرف أيضاً بأنه تطور منطقي وحاسة اجتماعية.
فهو إذن خصيصة بشرية محضة لا يستغني عنها الفرد كما يرى علماء النفس، وحاجة جماعية لا غنى للمجتمع -أي مجتمع إنساني- عنها كما يرى علماء الاجتماع ، وهو ما عبر عنه الجاحظ بقوله: إنه في أصل الطباع الإنسانية وفي أساس تركيب الإنسان !.
ويقسم علماء النفس الضحك إلى أنواع متعددة من حيث الوظائف الاجتماعية التي يقوم بها، فهناك ضحك الترحيب أو الاستقبال، وهناك ضحك الطرد أو الاستبعاد وغير ذلك ...
وكما يقول علماء النفس إن الإنسان حيوان ضاحك، فإنهم يضيفون أنه -أي الإنسان- ما كان ليضحك لو كان وحيداً، والضحك مهما نفترضه صريحاً إنما يخفي وراءه تفاهمًا أو أقل تآمرا مع ضاحكين آخرين حقيقيين أو خياليين؛ لذا يصعب ترجمة الآثار المضحكة من لغة إلى أخرى لارتباطها بما ألفه مجتمع من عادات وأفكار.
والضحك هو ما يفضي بنا إلى ظاهرة "الإشعاع السيكو ـ فيزيائي" التي تجعل من الضحك ظاهرة معدية حيث ننفجر ضاحكين إذا ما اندمجنا وسط جماعة ضاحكة حتى قبل أن نعرف السبب في ضحكهم.
كما استخدمت السخرية وغيرها من الأساليب والأسلحة التي تتوسل بالفكاهة والضحك منذ القدم للتعبير عن السخط والضيق والتفاعل على المستوى الاجتماعي والسياسي، وكذلك استخدم سيفاً مسلطاً على رقاب الخارجين على الآداب العامة والمعايير الجمعية، كما كانت وما زالت السخرية والفكاهة كأساليب مضحكة أدوات لمواجهة الأجنبي، وما يحمله من قيم وافدة، في الوقت نفسه أداة لزلزلة العادات والتقاليد البالية.
كما أن المستضعفين من النساء والأطفال والعمال بجانب الشعوب المغلوبة على أمرها، يجعلون من الضحك الثأر السلمي العادل من الطبقات العليا في نزوعها الدائم لاستبقاء امتيازاتها ومصالحها.
وللضحك بجانب فوائده الاجتماعية فوائد جمة للجسم حيث يعمل على استعادة توازنه وتنشيط الدورة الدموية، ومقاومة الضغوط النفسية والاجتماعية والجسدية
.
مواقع النشر (المفضلة)