+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 9 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 الأخيرةالأخيرة
النتائج 6 إلى 10 من 41
  1. #6
    أم ليلى is on a distinguished road الصورة الرمزية أم ليلى
    تاريخ التسجيل
    17 / 07 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    49
    المشاركات
    210
    معدل تقييم المستوى
    439

    Smi28 مشاركة: من أراد منكم...................فل يسرع !!!

    [align=center][align=right]الحديث الاول [/align]
    انما الاعمال بالنيات

    [align=center]عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته لله ورسوله فهجرته لله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه " .

    رواه البخاري ومسلم .[/align]

    [align=right]اهمية الحديث :[/align]
    ان هذا الحديث من الاحاديث الهامة ، التي عليها مدار الاسلام ، فهو اصل في الدين وعليه تدور غالب احكامه ، ويتضح هذا من كلام العلماء ؛ قال ابو داود : ان هذا الحديث - انما الاعمال بالنيات - نصف الاسلام ؛ لان الدين اما ظاهر وهو العمل ، او باطن وهو النية . وقال الامام احمد والشافعي : يدخل في حديث : " انما الاعمال بالنيات " ثلث العلم ، وسبب ذلك ان كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وجوارحه ، فالنية بالقلب احد االاقسام الثلاثة .ولذا استحب العلماء ان تستفتح به الكتب والمصنفات ، فجعله البخاري في اول صحيحه ، وابتدأ به النووي في كتبه الثلاثة " رياض الصالحين " و " الاذكار " و " الاربعين حديثا النووية " . وفائدة هذا البدء تنبيه طالب العلم ان يصحح نيته لوجه الله تعالى في طلب العلم وعمل الخير . ومما يدل على اهميته : ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب به ، كما في رواية البخاري ، ثم خطب به عمر . قال ابوعبيد : ليس في الاحاديث اجمع واغنى واكثر فائدة منه .
    [align=right]لغة الحديث :[/align]
    " الحفص " : الاسد ، وابو حفص : كنية لعمر بن الخطاب رضي الله عنه .
    " انما " : اداة حصر تثبت المذكور بعدها وتنفي ما عداه .
    " بالنيات " : جمع نية ، وهي في اللغة : القصد . وفي الاصطلاح : القصد المقترن بالفعل .
    " امرئ " : انسان ، رجلا كان او امرأة .
    " هجرته " : الهجرة لغة : الترك . وشرعا : مفارقة دار الكفر الى دار الاسلام خوف الفتنة ، والمراد بها في الحديث : الانتقال من مكة وغيرها الى المدينة قبل فتح مكة .
    " الى الله " : الى محل رضاه نية وقصدا .
    " فهجرته الى الله ورسوله " : قبولا وجزاء.
    " لدنيا يصيبها " : لغرض دنيوي يريد تحصيله .

    [align=right]سبب ورود الحديث :[/align]روى الطبراني في معجمه الكبير بإسناد رجاله ثقات ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها ام قيس ، فأبت ان تتزوجه حتى يهاجر ، فهاجر ، فتزوجها ، فكنا نسميه : مهاجر ام قيس .
    وروى سعيد ابن منصور في سننه ، بسند على شرط الشيخين ، عن ابن مسعود قال : من هاجر يبتغي شيئا فإن ماله من ذلك مثل اجر رجل هاجر ليتزوج امرأة يقال لها ام قيس ، فقيل له مهاجر ام قيس .

    [align=right]فقه الحديث وما يرشد اليه : [/align]
    1- اشتراط النية : اتفق العلماء على ان الاعمال الصادرة من المكلفين المؤمنين ، لاتصير معتبرة شرعا ، ولا يترتب الثواب على فعلها الا بالنية .
    والنية في العبادة المقصودة ؛ كالصلاة والحج والصوم ، ركن من اركانها ، فلا تصح الا بها ، واما ما كان وسيلة ؛ كالوضوء والغسل فقال الحنفية : هي شرط كمال فيها ، لتحصيل الثواب . وقال الشافعية وغيرهم : هي شرط صحة ايضا ، فلا تصح الوسائل الا بها .
    2- وقت النية ومحلها : وقت النية اول العبادة ، كتكبيرة الاحرام بالصلاة ، والاحرام بالحج ، اما الصوم فتكفي النية قبله لعسر مراقبة الفجر .
    ومحل النية القلب ؛ فلا يشترط التلفظ بها ؛ ولكن يستحب ليساعد اللسان على استحضارها .
    ويشترط فيها تعيين المنوي وتمييزه عن غيره ، فلا يكفي ان ينوي الصلاة بل لابد من تعيينها بصلاة الظهر او العصر .... الخ .
    3- وجوب الهجرة : الهجرة من ارض الكفار الى ديار الاسلام واجبة على المسلم الذي لا يتمكن من اظهار دينه ، وهذا الحكم باق وغير مقيد ؛ واما خبر " لا هجرة بعد الفتح " فالمقصود به " لاهجرة من مكة بعد فتحها ، لانها صارت دار الاسلام .
    وتطلق الهجرة على : مانهى الله عنه ( والمهاجر ما هجر ما نهى الله عنه ) ، وهجر المسلم اخاه فوق ثلاث ايام ، وهجر المرأة فراش زوجها . وقد يجب على المسلم ان يهجر اخاه المسلم العاصي ، كما يجوز له ان يهجر زوجته الناشزة تأديبا .
    4- يفيد الحديث ان من نوى عملا صالحا ، فمنعه من القيام به عذر قاهر ، من مرض او وفاة ، او نحو ذلك ، فإنه يثاب عليه . قال البيضاوي : والاعمال لا تصح بلا نية ، لان النية بلا عمل يثاب عليها ، والعمل بلا نية هباء ، ومثال النية في العمل كالروح في الجسد ، فلا بقاء للجسد بلا روح ، ولا ظهور للروح في هذا العالم من غير تعلق بجسد .
    5- ويرشدنا الى الاخلاص في العمل والعبادة حتى نحصّل الاجر والثواب في الآخرة ، والتوفيق والفلاح في الدنيا .
    6- كل عمل نافع وخير يصبح بالنية والاخلاص وابتغاء رضاء الله تعالى عبادة .[/align]

     
  2. #7
    أم ليلى is on a distinguished road الصورة الرمزية أم ليلى
    تاريخ التسجيل
    17 / 07 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    49
    المشاركات
    210
    معدل تقييم المستوى
    439

    افتراضي مشاركة: من أراد منكم...................فل يسرع !!!

    [align=center]--------------------------------------------------------------------------------

    [align=right]الحديث الثاني :[/align]
    الإسلام والإيمان والإحسان

    عن عمر رضي الله عنه قال : " بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبتيه الى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا . قال : صدقت . فعجبنا له يسأله ويصدقه . قال : فأخبرني عن الإيمان ، قال : أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره . قال : صدقت . قال فأخبرني عن الإحسان ، قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . قال : فأخبرني عن الساعة ، قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل . قال : فأخبرني عن أماراتها ، قال : أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ، ثم انطلق ، فلبثت مليا ، ثم قال : يا عمر ، أتدري من السائل ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " .
    رواه مسلم .


    [align=right]أهمية الحديث :[/align]قال ابن دقيق العيد : هذا الحديث عظيم اشتمل على جميع وظائف الأعمال الظاهرة والباطنة ، وعلوم الشريعة كلها راجعة إليه ومتشعبة منه ؛ لما تضمنه من جمعه علم السنة ، فهم كالأم للسنة ؛ كما سميت الفاتحة " أم القرآن " ؛ لما تضمنته من جمعها معاني القرآن .
    وهو من الأحاديث المتواترة ؛ لأنه ورد من رواية ثمانية من الصحابة الكرام هم : أبو هريرة ، وعمر ، وأبو ذر ، وأنس ، وابن عباس ، وابن عمر ، وأبو عامر الأشعري ، وجرير البجلي رضي الله عنهم .

    [align=right]لغة الحديث :[/align]
    " بينما " : بين ظرف زمان ، وما زائدة . وفي رواية " بينا " .
    " إذ طلع " : إذ حرف مفاجأة . أي خرج علينا فجأة .
    " ووضع كفيه على فخذيه " : أي فخذي نفسه كهيئة المتأدب . وفي رواية النسائي " فوضع يديه على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم " والرواية الأولى أصح وأشهر .
    " أخبرني عن الإسلام ؟ " : أخبرني عن حقيقته وأعماله شرعا ، وكذلك " أخبرني عن الإيمان " و "الإحسان" .
    " فعجبنا له يسأله ويصدقه " : أي أصابنا العجب من حاله ، وهو يسأل سؤال العارف المحقق المصدق . أو عجبنا ؛ لأن سؤاله دل على جهله بالمسؤول عنه ، وتصديقه يدل على علمه به .
    "أن تؤمن بالله .... " : الإيمان لغة التصديق والجزم في القلب ، وشرعا : التصديق بما ذكر في الحديث .
    " فأخبرني عن الساعة " : أخبرني عن وقت مجيئ يوم القيامة .
    " أماراتها " : بفتح الهمزة جمع أمارة : وهي العلامة . والمراد علاماتها التي تسبق قيامها .
    " أن تلد الأمة ربتها " : أي سيدتها . وفي رواية " ربها " أي : سيدها . والمعنى أن من علامات الساعة كثرة اتخاذ الإماء ووطئهن بملك اليمين ، فيأتين بأولاد أحرار كآبائهم ، فإن ولدها من سيدها بمنزلة سيدها ، لأن ملك الوالد صائر الى ولده ، فهو ربها من هذه الجهة . وقيل : هو كناية عن كثرة عقوق الأولاد حتى يخاف الوالد من ولده كما يخاف الرقيق من سيده . والعبارة كناية عن فساد الزمن وانقلاب الأحوال .
    " الحفاة العراة العالة " : الحفاة : جمع حاف ، وهو من لا نعل في رجليه . العراة : جمع عار ، وهو من لا ثياب على جسده . العالة : جمع عائل ، وهو الفقير .
    " رعاء الشاء " : جمع راع ، وهو الحافظ ، ويجمع على رعاة أيضا . والشاء : جمع شاة ، وهو واحدة الضأن .
    " يتطاولون في البنيان " : يبنون الأبنية العالية تفاخرا ورياء .
    " فلبثت مليا " : انتظرت وقتا طويلا ؛ أي غبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث ليال كما في رواية ثم لقيته .

    [align=right]فقه الحديث وما يرشد اليه :[/align]
    1- تحسين الثياب والهيئة : يستحسن ارتداء الثياب النظيفة ، والتطيب بالرائحة الزكية لدخول المسجد وحضور مجالس العلم ، والتأدب في مجالس العلم مع العلماء ، فإن جبريل عليه الصلاة والسلام أتى معلما للناس بحاله ومقاله .

    2- ماهو الإسلام ؟ : الإسلام لغة : الإنقياد والإستسلام لله تعالى . وهو شرعا : قائم على أسس خمس : شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة في أوقاتها كاملة الشروط والأركان ، مستوفاة السنن والآداب ، وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، وحج البيت الحرام مرة في العمر على من قدر عليه وتوفر له مؤونة السفر من الزاد والراحلة ونفقة الأهل والعيال .

    3- ما هو الإيمان ؟ : الإيمان لغة : التصديق ، وشرعا : التصديق الجازم بوجود الله الخالق وأنه سبحانه واحد لاشريك له .
    والتصديق بوجود خلق لله هم الملائكة ، وهم عباد مكرمون ، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، خلقهم الله من نور ، لا يأكلون ولا يتصفون بذكورة ولا أنوثة ولا يتناسلون ، ولا يعلم عددهم إلا الله تعالى .
    والتصديق بالكتب السماوية المنزلة من عند الله تعالى ، وأنها شرع الله قبل أن تنالها أيدي الناس بالتحريف والتبديل .
    والتصديق بجميع الرسل الذين اختارهم الله لهداية خلقه ، وأنزل عليهم الكتب السماوية ، والاعتقاد أن الرسل بشر معصومون .
    والتصديق بيوم آخر ، يبعث الله فيه الناس من قبورهم ، ويحاسبهم على أعمالهم ويجزيهم عليها إن خيرا فخير وإن شرا فشر .
    والتصديق بإن كل ما يجري في هذا الكون هو بتقدير الله تعالى وإراداته ، لحكمة يعلمها الله تعالى .
    هذه هي أركان الإيمان ، ومن اعتقد بها نجا وفاز ، ومن جحدها ضل وخاب ؛ قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب الذي أَنزل من قبل ، ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا ) [ النساء : 136 ] .

    4- الإسلام والإيمان : ومما تقدم تعلم أن الإسلام والإيمان حقيقتان متباينتان لغة وشرعا ، وهذا هو الأصل في الأسماء المختلفة ، وقد يتوسع الشرع فيطلق احدهما على الاخر على سبيل التجوز . ولا عبرة بإيمان دون إسلام ، كما لاعبرة بإسلام دون إيمان ؛ لإنهما متلازمان ، فلا بد من الإيمان بالقلب والعمل بالأعضاء .

    5- ماهو الإحسان ؟ : الإحسان هو الإخلاص والإتقان ، أي تخلص في عبادة الله وحده في تمام الإتقان كأنك تراه وقت عبادته ، فإن لم تقدر على ذلك فتذكر أن الله يشاهدك ويرى منك كل صغير وكبير .

    6- الساعة وأماراتها : علم وقت قيام القيامة ، مما اختص الله بعلمه ، ولم يطلع عليه أحدا من خلقه ملكا كان أو رسولا ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل : " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل " . ولكنه أجابه عن بعض أماراتها التي تسبقها وتدل على قربها :
    أ- فساد الزمن ، وضعف الأخلاق ، حيث يكثر عقوق الأولاد ومخالفتهم لآبائهم فيعاملونهم معاملة السيد لعبيده .
    ب- انعكاس الأمور واختلاطها ؛ حتى تصبح أسافل الناس ملوك الأمة ورؤساءها ، وتسند الأمور لغير أهلها ، ويكثر المال في أيدي الناس ، ويكثر البذخ والسرف ، ويتباهى الناس بعلو البنيان ، وكثرة المتاع والأثاث ، ويُتعالى على الخلق ويملك أمرهم من كانوا في فقر وبؤس ، ويعيشون على إحسان الغير من البدو والرعاة وأشباههم .

    7- السؤال عن العلم : المسلم إنما يسأل عن ما ينفعه في دنياه أو آخرته ، ويترك السؤال عما لا فائدة فيه . كما ينبغي لمن حضر مجلس علم ، ولمس أن الحاضرين بحاجة إلى مسألة ما ، ولم يسأل عنها أحد ، أن يسأل هو عنها و إن كان هو يعلمها ، لينتفع أهل المجلس بالجواب . ومن سئل عن شيئ لا يعلمه وجب عليه أن يقول : لا أعلم ، وذلك دليل ورعه وتقواه وعلمه الصحيح .

    8- من أساليب التربية : طريقة السؤال والجواب ، من الأساليب التربوية الناجحة قديما وحديثا ، وقد تكررت في تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في كثير من الأحاديث النبوية ؛ لما فيها من لفت انتباه السامعين وإعداد أذهانهم لتلقي الجواب الصحيح .[/align]

     
  3. #8
    أم ليلى is on a distinguished road الصورة الرمزية أم ليلى
    تاريخ التسجيل
    17 / 07 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    49
    المشاركات
    210
    معدل تقييم المستوى
    439

    افتراضي مشاركة: من أراد منكم...................فل يسرع !!!

    [align=center]--------------------------------------------------------------------------------

    [align=right]الحديث الثاني :[/align]
    الإسلام والإيمان والإحسان

    عن عمر رضي الله عنه قال : " بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبتيه الى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا . قال : صدقت . فعجبنا له يسأله ويصدقه . قال : فأخبرني عن الإيمان ، قال : أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره . قال : صدقت . قال فأخبرني عن الإحسان ، قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . قال : فأخبرني عن الساعة ، قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل . قال : فأخبرني عن أماراتها ، قال : أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ، ثم انطلق ، فلبثت مليا ، ثم قال : يا عمر ، أتدري من السائل ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " .
    رواه مسلم .


    [align=right]أهمية الحديث :[/align]قال ابن دقيق العيد : هذا الحديث عظيم اشتمل على جميع وظائف الأعمال الظاهرة والباطنة ، وعلوم الشريعة كلها راجعة إليه ومتشعبة منه ؛ لما تضمنه من جمعه علم السنة ، فهم كالأم للسنة ؛ كما سميت الفاتحة " أم القرآن " ؛ لما تضمنته من جمعها معاني القرآن .
    وهو من الأحاديث المتواترة ؛ لأنه ورد من رواية ثمانية من الصحابة الكرام هم : أبو هريرة ، وعمر ، وأبو ذر ، وأنس ، وابن عباس ، وابن عمر ، وأبو عامر الأشعري ، وجرير البجلي رضي الله عنهم .

    [align=right]لغة الحديث :[/align]
    " بينما " : بين ظرف زمان ، وما زائدة . وفي رواية " بينا " .
    " إذ طلع " : إذ حرف مفاجأة . أي خرج علينا فجأة .
    " ووضع كفيه على فخذيه " : أي فخذي نفسه كهيئة المتأدب . وفي رواية النسائي " فوضع يديه على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم " والرواية الأولى أصح وأشهر .
    " أخبرني عن الإسلام ؟ " : أخبرني عن حقيقته وأعماله شرعا ، وكذلك " أخبرني عن الإيمان " و "الإحسان" .
    " فعجبنا له يسأله ويصدقه " : أي أصابنا العجب من حاله ، وهو يسأل سؤال العارف المحقق المصدق . أو عجبنا ؛ لأن سؤاله دل على جهله بالمسؤول عنه ، وتصديقه يدل على علمه به .
    "أن تؤمن بالله .... " : الإيمان لغة التصديق والجزم في القلب ، وشرعا : التصديق بما ذكر في الحديث .
    " فأخبرني عن الساعة " : أخبرني عن وقت مجيئ يوم القيامة .
    " أماراتها " : بفتح الهمزة جمع أمارة : وهي العلامة . والمراد علاماتها التي تسبق قيامها .
    " أن تلد الأمة ربتها " : أي سيدتها . وفي رواية " ربها " أي : سيدها . والمعنى أن من علامات الساعة كثرة اتخاذ الإماء ووطئهن بملك اليمين ، فيأتين بأولاد أحرار كآبائهم ، فإن ولدها من سيدها بمنزلة سيدها ، لأن ملك الوالد صائر الى ولده ، فهو ربها من هذه الجهة . وقيل : هو كناية عن كثرة عقوق الأولاد حتى يخاف الوالد من ولده كما يخاف الرقيق من سيده . والعبارة كناية عن فساد الزمن وانقلاب الأحوال .
    " الحفاة العراة العالة " : الحفاة : جمع حاف ، وهو من لا نعل في رجليه . العراة : جمع عار ، وهو من لا ثياب على جسده . العالة : جمع عائل ، وهو الفقير .
    " رعاء الشاء " : جمع راع ، وهو الحافظ ، ويجمع على رعاة أيضا . والشاء : جمع شاة ، وهو واحدة الضأن .
    " يتطاولون في البنيان " : يبنون الأبنية العالية تفاخرا ورياء .
    " فلبثت مليا " : انتظرت وقتا طويلا ؛ أي غبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث ليال كما في رواية ثم لقيته .

    [align=right]فقه الحديث وما يرشد اليه :[/align]
    1- تحسين الثياب والهيئة : يستحسن ارتداء الثياب النظيفة ، والتطيب بالرائحة الزكية لدخول المسجد وحضور مجالس العلم ، والتأدب في مجالس العلم مع العلماء ، فإن جبريل عليه الصلاة والسلام أتى معلما للناس بحاله ومقاله .

    2- ماهو الإسلام ؟ : الإسلام لغة : الإنقياد والإستسلام لله تعالى . وهو شرعا : قائم على أسس خمس : شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة في أوقاتها كاملة الشروط والأركان ، مستوفاة السنن والآداب ، وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، وحج البيت الحرام مرة في العمر على من قدر عليه وتوفر له مؤونة السفر من الزاد والراحلة ونفقة الأهل والعيال .

    3- ما هو الإيمان ؟ : الإيمان لغة : التصديق ، وشرعا : التصديق الجازم بوجود الله الخالق وأنه سبحانه واحد لاشريك له .
    والتصديق بوجود خلق لله هم الملائكة ، وهم عباد مكرمون ، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، خلقهم الله من نور ، لا يأكلون ولا يتصفون بذكورة ولا أنوثة ولا يتناسلون ، ولا يعلم عددهم إلا الله تعالى .
    والتصديق بالكتب السماوية المنزلة من عند الله تعالى ، وأنها شرع الله قبل أن تنالها أيدي الناس بالتحريف والتبديل .
    والتصديق بجميع الرسل الذين اختارهم الله لهداية خلقه ، وأنزل عليهم الكتب السماوية ، والاعتقاد أن الرسل بشر معصومون .
    والتصديق بيوم آخر ، يبعث الله فيه الناس من قبورهم ، ويحاسبهم على أعمالهم ويجزيهم عليها إن خيرا فخير وإن شرا فشر .
    والتصديق بإن كل ما يجري في هذا الكون هو بتقدير الله تعالى وإراداته ، لحكمة يعلمها الله تعالى .
    هذه هي أركان الإيمان ، ومن اعتقد بها نجا وفاز ، ومن جحدها ضل وخاب ؛ قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب الذي أَنزل من قبل ، ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا ) [ النساء : 136 ] .

    4- الإسلام والإيمان : ومما تقدم تعلم أن الإسلام والإيمان حقيقتان متباينتان لغة وشرعا ، وهذا هو الأصل في الأسماء المختلفة ، وقد يتوسع الشرع فيطلق احدهما على الاخر على سبيل التجوز . ولا عبرة بإيمان دون إسلام ، كما لاعبرة بإسلام دون إيمان ؛ لإنهما متلازمان ، فلا بد من الإيمان بالقلب والعمل بالأعضاء .

    5- ماهو الإحسان ؟ : الإحسان هو الإخلاص والإتقان ، أي تخلص في عبادة الله وحده في تمام الإتقان كأنك تراه وقت عبادته ، فإن لم تقدر على ذلك فتذكر أن الله يشاهدك ويرى منك كل صغير وكبير .

    6- الساعة وأماراتها : علم وقت قيام القيامة ، مما اختص الله بعلمه ، ولم يطلع عليه أحدا من خلقه ملكا كان أو رسولا ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل : " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل " . ولكنه أجابه عن بعض أماراتها التي تسبقها وتدل على قربها :
    أ- فساد الزمن ، وضعف الأخلاق ، حيث يكثر عقوق الأولاد ومخالفتهم لآبائهم فيعاملونهم معاملة السيد لعبيده .
    ب- انعكاس الأمور واختلاطها ؛ حتى تصبح أسافل الناس ملوك الأمة ورؤساءها ، وتسند الأمور لغير أهلها ، ويكثر المال في أيدي الناس ، ويكثر البذخ والسرف ، ويتباهى الناس بعلو البنيان ، وكثرة المتاع والأثاث ، ويُتعالى على الخلق ويملك أمرهم من كانوا في فقر وبؤس ، ويعيشون على إحسان الغير من البدو والرعاة وأشباههم .

    7- السؤال عن العلم : المسلم إنما يسأل عن ما ينفعه في دنياه أو آخرته ، ويترك السؤال عما لا فائدة فيه . كما ينبغي لمن حضر مجلس علم ، ولمس أن الحاضرين بحاجة إلى مسألة ما ، ولم يسأل عنها أحد ، أن يسأل هو عنها و إن كان هو يعلمها ، لينتفع أهل المجلس بالجواب . ومن سئل عن شيئ لا يعلمه وجب عليه أن يقول : لا أعلم ، وذلك دليل ورعه وتقواه وعلمه الصحيح .

    8- من أساليب التربية : طريقة السؤال والجواب ، من الأساليب التربوية الناجحة قديما وحديثا ، وقد تكررت في تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في كثير من الأحاديث النبوية ؛ لما فيها من لفت انتباه السامعين وإعداد أذهانهم لتلقي الجواب الصحيح .[/align]

     
  4. #9
    أم ليلى is on a distinguished road الصورة الرمزية أم ليلى
    تاريخ التسجيل
    17 / 07 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    49
    المشاركات
    210
    معدل تقييم المستوى
    439

    افتراضي مشاركة: من أراد منكم...................فل يسرع !!!

    [align=center]--------------------------------------------------------------------------------

    [align=right]الحديث الثاني :[/align]
    الإسلام والإيمان والإحسان

    عن عمر رضي الله عنه قال : " بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبتيه الى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا . قال : صدقت . فعجبنا له يسأله ويصدقه . قال : فأخبرني عن الإيمان ، قال : أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره . قال : صدقت . قال فأخبرني عن الإحسان ، قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . قال : فأخبرني عن الساعة ، قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل . قال : فأخبرني عن أماراتها ، قال : أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ، ثم انطلق ، فلبثت مليا ، ثم قال : يا عمر ، أتدري من السائل ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " .
    رواه مسلم .


    [align=right]أهمية الحديث :[/align]قال ابن دقيق العيد : هذا الحديث عظيم اشتمل على جميع وظائف الأعمال الظاهرة والباطنة ، وعلوم الشريعة كلها راجعة إليه ومتشعبة منه ؛ لما تضمنه من جمعه علم السنة ، فهم كالأم للسنة ؛ كما سميت الفاتحة " أم القرآن " ؛ لما تضمنته من جمعها معاني القرآن .
    وهو من الأحاديث المتواترة ؛ لأنه ورد من رواية ثمانية من الصحابة الكرام هم : أبو هريرة ، وعمر ، وأبو ذر ، وأنس ، وابن عباس ، وابن عمر ، وأبو عامر الأشعري ، وجرير البجلي رضي الله عنهم .

    [align=right]لغة الحديث :[/align]
    " بينما " : بين ظرف زمان ، وما زائدة . وفي رواية " بينا " .
    " إذ طلع " : إذ حرف مفاجأة . أي خرج علينا فجأة .
    " ووضع كفيه على فخذيه " : أي فخذي نفسه كهيئة المتأدب . وفي رواية النسائي " فوضع يديه على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم " والرواية الأولى أصح وأشهر .
    " أخبرني عن الإسلام ؟ " : أخبرني عن حقيقته وأعماله شرعا ، وكذلك " أخبرني عن الإيمان " و "الإحسان" .
    " فعجبنا له يسأله ويصدقه " : أي أصابنا العجب من حاله ، وهو يسأل سؤال العارف المحقق المصدق . أو عجبنا ؛ لأن سؤاله دل على جهله بالمسؤول عنه ، وتصديقه يدل على علمه به .
    "أن تؤمن بالله .... " : الإيمان لغة التصديق والجزم في القلب ، وشرعا : التصديق بما ذكر في الحديث .
    " فأخبرني عن الساعة " : أخبرني عن وقت مجيئ يوم القيامة .
    " أماراتها " : بفتح الهمزة جمع أمارة : وهي العلامة . والمراد علاماتها التي تسبق قيامها .
    " أن تلد الأمة ربتها " : أي سيدتها . وفي رواية " ربها " أي : سيدها . والمعنى أن من علامات الساعة كثرة اتخاذ الإماء ووطئهن بملك اليمين ، فيأتين بأولاد أحرار كآبائهم ، فإن ولدها من سيدها بمنزلة سيدها ، لأن ملك الوالد صائر الى ولده ، فهو ربها من هذه الجهة . وقيل : هو كناية عن كثرة عقوق الأولاد حتى يخاف الوالد من ولده كما يخاف الرقيق من سيده . والعبارة كناية عن فساد الزمن وانقلاب الأحوال .
    " الحفاة العراة العالة " : الحفاة : جمع حاف ، وهو من لا نعل في رجليه . العراة : جمع عار ، وهو من لا ثياب على جسده . العالة : جمع عائل ، وهو الفقير .
    " رعاء الشاء " : جمع راع ، وهو الحافظ ، ويجمع على رعاة أيضا . والشاء : جمع شاة ، وهو واحدة الضأن .
    " يتطاولون في البنيان " : يبنون الأبنية العالية تفاخرا ورياء .
    " فلبثت مليا " : انتظرت وقتا طويلا ؛ أي غبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث ليال كما في رواية ثم لقيته .

    [align=right]فقه الحديث وما يرشد اليه :[/align]
    1- تحسين الثياب والهيئة : يستحسن ارتداء الثياب النظيفة ، والتطيب بالرائحة الزكية لدخول المسجد وحضور مجالس العلم ، والتأدب في مجالس العلم مع العلماء ، فإن جبريل عليه الصلاة والسلام أتى معلما للناس بحاله ومقاله .

    2- ماهو الإسلام ؟ : الإسلام لغة : الإنقياد والإستسلام لله تعالى . وهو شرعا : قائم على أسس خمس : شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة في أوقاتها كاملة الشروط والأركان ، مستوفاة السنن والآداب ، وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، وحج البيت الحرام مرة في العمر على من قدر عليه وتوفر له مؤونة السفر من الزاد والراحلة ونفقة الأهل والعيال .

    3- ما هو الإيمان ؟ : الإيمان لغة : التصديق ، وشرعا : التصديق الجازم بوجود الله الخالق وأنه سبحانه واحد لاشريك له .
    والتصديق بوجود خلق لله هم الملائكة ، وهم عباد مكرمون ، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، خلقهم الله من نور ، لا يأكلون ولا يتصفون بذكورة ولا أنوثة ولا يتناسلون ، ولا يعلم عددهم إلا الله تعالى .
    والتصديق بالكتب السماوية المنزلة من عند الله تعالى ، وأنها شرع الله قبل أن تنالها أيدي الناس بالتحريف والتبديل .
    والتصديق بجميع الرسل الذين اختارهم الله لهداية خلقه ، وأنزل عليهم الكتب السماوية ، والاعتقاد أن الرسل بشر معصومون .
    والتصديق بيوم آخر ، يبعث الله فيه الناس من قبورهم ، ويحاسبهم على أعمالهم ويجزيهم عليها إن خيرا فخير وإن شرا فشر .
    والتصديق بإن كل ما يجري في هذا الكون هو بتقدير الله تعالى وإراداته ، لحكمة يعلمها الله تعالى .
    هذه هي أركان الإيمان ، ومن اعتقد بها نجا وفاز ، ومن جحدها ضل وخاب ؛ قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب الذي أَنزل من قبل ، ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا ) [ النساء : 136 ] .

    4- الإسلام والإيمان : ومما تقدم تعلم أن الإسلام والإيمان حقيقتان متباينتان لغة وشرعا ، وهذا هو الأصل في الأسماء المختلفة ، وقد يتوسع الشرع فيطلق احدهما على الاخر على سبيل التجوز . ولا عبرة بإيمان دون إسلام ، كما لاعبرة بإسلام دون إيمان ؛ لإنهما متلازمان ، فلا بد من الإيمان بالقلب والعمل بالأعضاء .

    5- ماهو الإحسان ؟ : الإحسان هو الإخلاص والإتقان ، أي تخلص في عبادة الله وحده في تمام الإتقان كأنك تراه وقت عبادته ، فإن لم تقدر على ذلك فتذكر أن الله يشاهدك ويرى منك كل صغير وكبير .

    6- الساعة وأماراتها : علم وقت قيام القيامة ، مما اختص الله بعلمه ، ولم يطلع عليه أحدا من خلقه ملكا كان أو رسولا ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل : " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل " . ولكنه أجابه عن بعض أماراتها التي تسبقها وتدل على قربها :
    أ- فساد الزمن ، وضعف الأخلاق ، حيث يكثر عقوق الأولاد ومخالفتهم لآبائهم فيعاملونهم معاملة السيد لعبيده .
    ب- انعكاس الأمور واختلاطها ؛ حتى تصبح أسافل الناس ملوك الأمة ورؤساءها ، وتسند الأمور لغير أهلها ، ويكثر المال في أيدي الناس ، ويكثر البذخ والسرف ، ويتباهى الناس بعلو البنيان ، وكثرة المتاع والأثاث ، ويُتعالى على الخلق ويملك أمرهم من كانوا في فقر وبؤس ، ويعيشون على إحسان الغير من البدو والرعاة وأشباههم .

    7- السؤال عن العلم : المسلم إنما يسأل عن ما ينفعه في دنياه أو آخرته ، ويترك السؤال عما لا فائدة فيه . كما ينبغي لمن حضر مجلس علم ، ولمس أن الحاضرين بحاجة إلى مسألة ما ، ولم يسأل عنها أحد ، أن يسأل هو عنها و إن كان هو يعلمها ، لينتفع أهل المجلس بالجواب . ومن سئل عن شيئ لا يعلمه وجب عليه أن يقول : لا أعلم ، وذلك دليل ورعه وتقواه وعلمه الصحيح .

    8- من أساليب التربية : طريقة السؤال والجواب ، من الأساليب التربوية الناجحة قديما وحديثا ، وقد تكررت في تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في كثير من الأحاديث النبوية ؛ لما فيها من لفت انتباه السامعين وإعداد أذهانهم لتلقي الجواب الصحيح .[/align]

     
  5. #10
    أم ليلى is on a distinguished road الصورة الرمزية أم ليلى
    تاريخ التسجيل
    17 / 07 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    49
    المشاركات
    210
    معدل تقييم المستوى
    439

    افتراضي مشاركة: من أراد منكم...................فل يسرع !!!

    [align=center]

    [align=right] الحديث الثالث [/align]

    --------------------------------------------------------------------------------

    أركان الإسلام ودعائمه العظام

    عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان " .
    رواه البخاري ومسلم .
    أهمية الحديث :
    حديث " أركان الإسلام " حديث عظيم جدا ، فهو أحد قواعد الإسلام وجوامع الأحكام ، إذ فيه معرفة الدين وما يعتمد عليه ومجمع أركانه ، وهذه الأركان منصوص عليها في القرآن الكريم .

    [align=right]لغة الحديث :[/align]
    " بني " : فعل ماض مبني للمجهول من بنى يبني بناء أي أُسس .
    " على خمس " : وفي رواية " على خمسة " أي خمس دعائم أو خمسة أركان ، و " على " بمعنى : من .
    " شهادة " : أي الإقرار والتصديق .
    " أن لا إله إلا الله " : أن مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، وأصلها أنه : أي الشأن والأمر .
    " إقام الصلاة " : المداومة عليها ، وفعلها كاملة الشروط والأركان ، مستوفية السنن والآداب .

    [align=right]فقه الحديث وما يرشد إليه :[/align]
    1- بناء الإسلام : يشبّه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام الذي جاء به - والذي يخرج به الإنسان من دائرة الكفر ويستحق عليه دخول الجنة والمباعدة من النار - بالبناء المحكم ، القائم على أسس وقواعد ثابتة ، ويبين أن هذه القواعد التي قام عليها وتم هي :
    1- شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله : ومعناها الإقرار بوجود الله تعالى ووحدانيته ، والتصديق بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته ، وهذا الركن هو كالأساس بالنسبة لبقية الأركان ، قال عليه الصلاة والسلام " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله " رواه البخاري ومسلم . وقال عليه الصلاة والسلام : " من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة " حديث صحيح أخرجه البزار .
    2- إقام الصلاة : والمراد المحافظة على الصلاة والقيام بها في أوقاتها ، وأداؤها كاملة بشروطها وأركانها ، ومراعاة أدابها وسننها ، حتى تؤتي ثمرتها في نفس المسلم فيترك الفحشاء والمنكر ، قال تعالى : ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) [ العنكبوت : 45 ] . والصلاة شعار المسلم ، وعنوان المؤمن ، قال صلى الله عليه وسلم : " بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " أخرجه مسلم وغيره . وقال " الصلاة عماد الدين " حديث حسن أخرجه أبو نعيم .
    3- إيتاء الزكاة : وهي إعطاء نصيب معين من المال - ممن ملك النصاب ، وتوفرت فيه شروط الوجوب والأداء - للفقراء والمستحقين . قال الله تعالى في وصف المؤمنين : ( والذين هم للزكاة فاعلون ) [ المؤمنون : 4 ] وقال ( والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ) [ المعارج : 24 ] ، وهي عبادة مالية تتحقق بها العدالة الاجتماعية ، ويقضي بها على الفقر والعوز ، وتسود المودة والعطف والاحترام بين النسلمين .
    4- الحج : وهو قصد المسجد الحرام في أشهر الحج ، وهي شوال وذو القعدة والعشر الأول من ذي الحجة ، والقيام بما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم من مناسك ، وهو عبادة مالية وبدنية تتحقق فيه منافع كثيرة للفرد والمجتمع ، وهو فوق ذلك كله مؤتمر إسلامي كبير ، ومناسبة عظيمة لالتقاء المسلمين من كل بلد ، قال الله تعالى ( و أذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق . ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ، فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ) [ الحج 27 - 28 ] . ولذا كان ثواب ثواب الحج عظيما وأجره وفيرا ، قال عليه الصلاة والسلام " الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " . وقد فرض الحج في السنة السادسة من الهجرة بقوله تعالى : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) [ آل عمران : 97 ] .
    5- صوم رمضان : وقد فرض في السنة الثانية للهجرة بقوله تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) [ البقرة : 185 ٍ] . زهز عبادة فيها تطهير للنفس ، وسمو للروح ، وصحة للجسم ، قال عليه الصلاو والسلام : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له تقدم من ذنبه " .

    2- ارتباط أركان الإسلام بعضها ببعض : من أتى بهذه الأركان كاملة كان مسلما كامل الإيمان ، ومن تركها كان كافرا قطعا ، ومن أنكر واحدة منها كان غير مسلم بالإجماع ، ومن اعتقد بها جميعا وأهمل واحدة منها - غير الشهادة - كسلا فهو فاسق ، ومن أتى بالإعمال وأقر بلسانه مجاملة فهو منافق .

    3- غاية العبادات : ليس المراد بالعبادات في الإسلام صورها وأشكالها ، وإنما المراد غايتها ومهناعا مع القيام بها ، فلا تنفع صلاة لا تنهى عن الفحشاء والمنكر ، كما لايفيد صوم لا يترك فاعله الزور والعمل به ، كما لا يقبل حج أوزكاة فعل للرياء والسمعة . ولا يعني ذلك ترك هذه العبادات ‘ذا لم تحقق ثمرتها ، إنما المراد حمل النفس على الإخلاص بها وتحقيق المقصود منها .

    4- شعب الإيمان : ليس هذه الأمور المذكورة في الحديث كل شيئ في الإسلام ، وإنما اقتصر على ذكرها لأهميتها ، وهناك أمور كثيرة غيرها ؛قال عليه الصلاة والسلام : " الإيمان بضع وسبعون شعبة " متفق عليه .

    5 - ويفيد الحديث أن الإسلام عقيدة وعمل ،فلا ينفع عمل دون إيمان ، كما أنه لا وجود للإيمان دون عمل .[/align]

     

 
+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 9 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك