+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 9 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 15 من 41
  1. #11
    أم ليلى is on a distinguished road الصورة الرمزية أم ليلى
    تاريخ التسجيل
    17 / 07 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    49
    المشاركات
    210
    معدل تقييم المستوى
    439

    افتراضي مشاركة: من أراد منكم...................فل يسرع !!!

    [align=center]

    [align=right] الحديث الثالث [/align]

    --------------------------------------------------------------------------------

    أركان الإسلام ودعائمه العظام

    عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان " .
    رواه البخاري ومسلم .
    أهمية الحديث :
    حديث " أركان الإسلام " حديث عظيم جدا ، فهو أحد قواعد الإسلام وجوامع الأحكام ، إذ فيه معرفة الدين وما يعتمد عليه ومجمع أركانه ، وهذه الأركان منصوص عليها في القرآن الكريم .

    [align=right]لغة الحديث :[/align]
    " بني " : فعل ماض مبني للمجهول من بنى يبني بناء أي أُسس .
    " على خمس " : وفي رواية " على خمسة " أي خمس دعائم أو خمسة أركان ، و " على " بمعنى : من .
    " شهادة " : أي الإقرار والتصديق .
    " أن لا إله إلا الله " : أن مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، وأصلها أنه : أي الشأن والأمر .
    " إقام الصلاة " : المداومة عليها ، وفعلها كاملة الشروط والأركان ، مستوفية السنن والآداب .

    [align=right]فقه الحديث وما يرشد إليه :[/align]
    1- بناء الإسلام : يشبّه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام الذي جاء به - والذي يخرج به الإنسان من دائرة الكفر ويستحق عليه دخول الجنة والمباعدة من النار - بالبناء المحكم ، القائم على أسس وقواعد ثابتة ، ويبين أن هذه القواعد التي قام عليها وتم هي :
    1- شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله : ومعناها الإقرار بوجود الله تعالى ووحدانيته ، والتصديق بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته ، وهذا الركن هو كالأساس بالنسبة لبقية الأركان ، قال عليه الصلاة والسلام " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله " رواه البخاري ومسلم . وقال عليه الصلاة والسلام : " من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة " حديث صحيح أخرجه البزار .
    2- إقام الصلاة : والمراد المحافظة على الصلاة والقيام بها في أوقاتها ، وأداؤها كاملة بشروطها وأركانها ، ومراعاة أدابها وسننها ، حتى تؤتي ثمرتها في نفس المسلم فيترك الفحشاء والمنكر ، قال تعالى : ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) [ العنكبوت : 45 ] . والصلاة شعار المسلم ، وعنوان المؤمن ، قال صلى الله عليه وسلم : " بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " أخرجه مسلم وغيره . وقال " الصلاة عماد الدين " حديث حسن أخرجه أبو نعيم .
    3- إيتاء الزكاة : وهي إعطاء نصيب معين من المال - ممن ملك النصاب ، وتوفرت فيه شروط الوجوب والأداء - للفقراء والمستحقين . قال الله تعالى في وصف المؤمنين : ( والذين هم للزكاة فاعلون ) [ المؤمنون : 4 ] وقال ( والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ) [ المعارج : 24 ] ، وهي عبادة مالية تتحقق بها العدالة الاجتماعية ، ويقضي بها على الفقر والعوز ، وتسود المودة والعطف والاحترام بين النسلمين .
    4- الحج : وهو قصد المسجد الحرام في أشهر الحج ، وهي شوال وذو القعدة والعشر الأول من ذي الحجة ، والقيام بما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم من مناسك ، وهو عبادة مالية وبدنية تتحقق فيه منافع كثيرة للفرد والمجتمع ، وهو فوق ذلك كله مؤتمر إسلامي كبير ، ومناسبة عظيمة لالتقاء المسلمين من كل بلد ، قال الله تعالى ( و أذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق . ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ، فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ) [ الحج 27 - 28 ] . ولذا كان ثواب ثواب الحج عظيما وأجره وفيرا ، قال عليه الصلاة والسلام " الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " . وقد فرض الحج في السنة السادسة من الهجرة بقوله تعالى : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) [ آل عمران : 97 ] .
    5- صوم رمضان : وقد فرض في السنة الثانية للهجرة بقوله تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) [ البقرة : 185 ٍ] . زهز عبادة فيها تطهير للنفس ، وسمو للروح ، وصحة للجسم ، قال عليه الصلاو والسلام : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له تقدم من ذنبه " .

    2- ارتباط أركان الإسلام بعضها ببعض : من أتى بهذه الأركان كاملة كان مسلما كامل الإيمان ، ومن تركها كان كافرا قطعا ، ومن أنكر واحدة منها كان غير مسلم بالإجماع ، ومن اعتقد بها جميعا وأهمل واحدة منها - غير الشهادة - كسلا فهو فاسق ، ومن أتى بالإعمال وأقر بلسانه مجاملة فهو منافق .

    3- غاية العبادات : ليس المراد بالعبادات في الإسلام صورها وأشكالها ، وإنما المراد غايتها ومهناعا مع القيام بها ، فلا تنفع صلاة لا تنهى عن الفحشاء والمنكر ، كما لايفيد صوم لا يترك فاعله الزور والعمل به ، كما لا يقبل حج أوزكاة فعل للرياء والسمعة . ولا يعني ذلك ترك هذه العبادات ‘ذا لم تحقق ثمرتها ، إنما المراد حمل النفس على الإخلاص بها وتحقيق المقصود منها .

    4- شعب الإيمان : ليس هذه الأمور المذكورة في الحديث كل شيئ في الإسلام ، وإنما اقتصر على ذكرها لأهميتها ، وهناك أمور كثيرة غيرها ؛قال عليه الصلاة والسلام : " الإيمان بضع وسبعون شعبة " متفق عليه .

    5 - ويفيد الحديث أن الإسلام عقيدة وعمل ،فلا ينفع عمل دون إيمان ، كما أنه لا وجود للإيمان دون عمل .[/align]

     
  2. #12
    أم ليلى is on a distinguished road الصورة الرمزية أم ليلى
    تاريخ التسجيل
    17 / 07 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    49
    المشاركات
    210
    معدل تقييم المستوى
    439

    افتراضي مشاركة: من أراد منكم...................فل يسرع !!!

    [align=center]

    [align=right] الحديث الثالث [/align]

    --------------------------------------------------------------------------------

    أركان الإسلام ودعائمه العظام

    عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان " .
    رواه البخاري ومسلم .
    أهمية الحديث :
    حديث " أركان الإسلام " حديث عظيم جدا ، فهو أحد قواعد الإسلام وجوامع الأحكام ، إذ فيه معرفة الدين وما يعتمد عليه ومجمع أركانه ، وهذه الأركان منصوص عليها في القرآن الكريم .

    [align=right]لغة الحديث :[/align]
    " بني " : فعل ماض مبني للمجهول من بنى يبني بناء أي أُسس .
    " على خمس " : وفي رواية " على خمسة " أي خمس دعائم أو خمسة أركان ، و " على " بمعنى : من .
    " شهادة " : أي الإقرار والتصديق .
    " أن لا إله إلا الله " : أن مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف ، وأصلها أنه : أي الشأن والأمر .
    " إقام الصلاة " : المداومة عليها ، وفعلها كاملة الشروط والأركان ، مستوفية السنن والآداب .

    [align=right]فقه الحديث وما يرشد إليه :[/align]
    1- بناء الإسلام : يشبّه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام الذي جاء به - والذي يخرج به الإنسان من دائرة الكفر ويستحق عليه دخول الجنة والمباعدة من النار - بالبناء المحكم ، القائم على أسس وقواعد ثابتة ، ويبين أن هذه القواعد التي قام عليها وتم هي :
    1- شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله : ومعناها الإقرار بوجود الله تعالى ووحدانيته ، والتصديق بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته ، وهذا الركن هو كالأساس بالنسبة لبقية الأركان ، قال عليه الصلاة والسلام " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله " رواه البخاري ومسلم . وقال عليه الصلاة والسلام : " من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة " حديث صحيح أخرجه البزار .
    2- إقام الصلاة : والمراد المحافظة على الصلاة والقيام بها في أوقاتها ، وأداؤها كاملة بشروطها وأركانها ، ومراعاة أدابها وسننها ، حتى تؤتي ثمرتها في نفس المسلم فيترك الفحشاء والمنكر ، قال تعالى : ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) [ العنكبوت : 45 ] . والصلاة شعار المسلم ، وعنوان المؤمن ، قال صلى الله عليه وسلم : " بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " أخرجه مسلم وغيره . وقال " الصلاة عماد الدين " حديث حسن أخرجه أبو نعيم .
    3- إيتاء الزكاة : وهي إعطاء نصيب معين من المال - ممن ملك النصاب ، وتوفرت فيه شروط الوجوب والأداء - للفقراء والمستحقين . قال الله تعالى في وصف المؤمنين : ( والذين هم للزكاة فاعلون ) [ المؤمنون : 4 ] وقال ( والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ) [ المعارج : 24 ] ، وهي عبادة مالية تتحقق بها العدالة الاجتماعية ، ويقضي بها على الفقر والعوز ، وتسود المودة والعطف والاحترام بين النسلمين .
    4- الحج : وهو قصد المسجد الحرام في أشهر الحج ، وهي شوال وذو القعدة والعشر الأول من ذي الحجة ، والقيام بما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم من مناسك ، وهو عبادة مالية وبدنية تتحقق فيه منافع كثيرة للفرد والمجتمع ، وهو فوق ذلك كله مؤتمر إسلامي كبير ، ومناسبة عظيمة لالتقاء المسلمين من كل بلد ، قال الله تعالى ( و أذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق . ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ، فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ) [ الحج 27 - 28 ] . ولذا كان ثواب ثواب الحج عظيما وأجره وفيرا ، قال عليه الصلاة والسلام " الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " . وقد فرض الحج في السنة السادسة من الهجرة بقوله تعالى : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) [ آل عمران : 97 ] .
    5- صوم رمضان : وقد فرض في السنة الثانية للهجرة بقوله تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) [ البقرة : 185 ٍ] . زهز عبادة فيها تطهير للنفس ، وسمو للروح ، وصحة للجسم ، قال عليه الصلاو والسلام : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له تقدم من ذنبه " .

    2- ارتباط أركان الإسلام بعضها ببعض : من أتى بهذه الأركان كاملة كان مسلما كامل الإيمان ، ومن تركها كان كافرا قطعا ، ومن أنكر واحدة منها كان غير مسلم بالإجماع ، ومن اعتقد بها جميعا وأهمل واحدة منها - غير الشهادة - كسلا فهو فاسق ، ومن أتى بالإعمال وأقر بلسانه مجاملة فهو منافق .

    3- غاية العبادات : ليس المراد بالعبادات في الإسلام صورها وأشكالها ، وإنما المراد غايتها ومهناعا مع القيام بها ، فلا تنفع صلاة لا تنهى عن الفحشاء والمنكر ، كما لايفيد صوم لا يترك فاعله الزور والعمل به ، كما لا يقبل حج أوزكاة فعل للرياء والسمعة . ولا يعني ذلك ترك هذه العبادات ‘ذا لم تحقق ثمرتها ، إنما المراد حمل النفس على الإخلاص بها وتحقيق المقصود منها .

    4- شعب الإيمان : ليس هذه الأمور المذكورة في الحديث كل شيئ في الإسلام ، وإنما اقتصر على ذكرها لأهميتها ، وهناك أمور كثيرة غيرها ؛قال عليه الصلاة والسلام : " الإيمان بضع وسبعون شعبة " متفق عليه .

    5 - ويفيد الحديث أن الإسلام عقيدة وعمل ،فلا ينفع عمل دون إيمان ، كما أنه لا وجود للإيمان دون عمل .[/align]

     
  3. #13
    أم ليلى is on a distinguished road الصورة الرمزية أم ليلى
    تاريخ التسجيل
    17 / 07 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    49
    المشاركات
    210
    معدل تقييم المستوى
    439

    افتراضي مشاركة: من أراد منكم...................فل يسرع !!!

    [align=center][align=right] الحديث الرابع [/align]

    --------------------------------------------------------------------------------

    أطوار خلق الإنسان وخاتمته

    عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : " إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفةً ، ثم يكون علقةً مثل ذلك ، ثم يكون مضغةً مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلماتٍ بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ‘لا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها . وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " .
    رواه البخاري ومسلم .

    [align=right]أهمية الحديث :[/align]
    هذا الحديث عظيم جامع لأحوال الإنسان من مبدأ خلقه ومجيئه إلى هذه الحياة الدنيا إلى آخر أحواله من الخلود في دار السعادة أو دار الشقاء بما كان منه في الحياة الدنيا من كسب وعمل ، وفق ما سبق في علم الله فقدره وقضاه .

    [align=right]لغة الحديث :[/align]
    " الصادق " : في جميع ما يقوله ؛ إذ هو الحق الصدق المطابق للواقع .
    " المصدوق " : فيما أوحي إليه ، لأن الملك جبريل يأتيه بالصدق ، والله سبحانه وتعالى يصدقه فيما وعده به .
    " يجمع " : يضم ويحفظ ، وقيل يُقدر ويجمع .
    " خلقه " : أي مادة خلقه ، وهو الماء الذي يخلق منه .
    " في بطن أمه " : في رحمها .
    " نطفة " : أصل النطفة الماء الصافي ، والمراد هنا : منياً .
    " علقة " : قطعة دم لم تيبس ، وسميت " علقة " لعلوقها بيد الممسك بها .
    " مضغة " : قطعة لحم بقدر ما تمضغ .
    " فيسبق عليه الكتاب " : الذي سبق في علم الله تعالى ، أو اللوح المحفوظ ، أو الذي سبق في بطن الأم .

    [align=right]فقه الحديث وما يرشد إليه :[/align]
    1- أطوار الجنين في الرحم : يدل هذا الحديث على أن الجنين يتقلب في مائة وعشرين يوماً في ثلاثة أطوار ، في كل أربعين يوماً منها يكون في طور ؛ فيكون في الأربعين الأولى نطفة ، ثم في الأربعين الثانية علقة ، ثم في الأربعين الثالثة مضغة ، ثم بعد المائة وعشرين يوماً ينفخ فيه الملك الروح ، ويكتب له هذه الكلمات الأربعة ، وقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز تقلب الجنين في هذه الأطوار ؛ فقال تعالى : ( يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ) [ الحج : 5 ] .
    وقال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين . ثم جعلناه نطفة في قرار مكين . ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة ، فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) [ المؤمنون : 12-14 ] . وفي هذه الآية ذكر الله الأطوار الأربعة المذكورة في الحديث وزاد عليها ثلاثة أطوار أخرى ، فأصبحت سبعاً ، وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول : خلق ابن آدم من سبع . ثم يتلو هذه الآية .
    والحكمة في خلق الله تعالى للأنسان بهذا الترتيب ووفق هذا التطور والتدرج من حال إلى حال ، مع قدرته سبحانه وتعالى على إيجاده كاملاً في أسرع لحظة : هي انتظام خلق الإنسان مع خلق كون الله الفسيح وفق أسباب ومسببات ومقدمات ونتائج ، وهذا أبلغ في تبيان قدرة الله .... كما نلحظ في هذا التدرج تعليم الله تعالى لعباده التأني في أمورهم والبعد عن التسرع والعجلة ، وفيه إعلام الإنسان بأن حصول الكمال المعنوي له إنما يكون بطريق التدرج نظير حصول الكمال الظاهر له في تدرجه في مراتب الخلق وانتقاله من طور إلى طور إلى أن يبلغ أشده ، فكذلك ينبغي له في مراتب السلوك أن يكون على نظير هذا المنوال وإلا كان راكبا متن عمياء وخابطاً خبط عشواء .

    2- نفخ الروح : اتفق العلماء على أن الروح في الجنين يكون بعد مضي مائة وعشرين يوماًعلى الإجتماع بين الزوجين ، وذلك تمام أربعة أشهر ودخوله في الخامس ، وهذا موجود بالمشاهدة وعليه يعوّل فيما يُحتاج إليه من الأحكام من الاستلحاق ووجوب النفقات ، وذلك للثقة بحركة الجنين في الرحم ، ومن هنا كانت الحكمة في أن المرأة المتوفى عنها زوجها تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام ؛ لتحقق براءة الرحم ببلوغ هذه المدة دون ظهور أثر الحمل .
    والروح : ما يحيا به الإنسان ، وهو من أمر الله تعالى ؛ كما أخبر في كتابه العزيز ( ويسألونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) [ الإسراء : 85 ] . وفي شرح للنووي : الروح : جسم لطيف سار في البدن مشتبك به اشتباك الماء بالعود الأخضر . وفي إحياء علوم الدين للغزالي : الروح : جوهر مجرد متصرف في البدن .

    3- تحريم إسقاط الجنين : اتفق العلماء على تحريم إسقاط الجنين بعد نفخ الروح فيه ؛ واعتبروا ذلك جريمة لا يحل للمسلم أن يفعله ،لأنه جناية على حي متكامل ، وتجب الدية في اسقاطه إن نزل حي ثم مات ، وعقوبة مالية أقل منها إن نزل ميتاً .
    وأما إسقاط الجنين قبل نفخ الروح فيه فحرام أيضاً ، وإلى ذلك ذهب أغلب الفقهاء ، والدليل أحاديث صحيحة أفادت أن التخليق يبدأ في النطفة بعد أن تستقر في الرحم ؛ فقد روى مسلم عن حذيفة بن أسيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا مر بالنطفة اثنان وأربعون ليلة - وفي رواية بضع وأربعون ليلة - بعث الله ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها " .
    وفي كتاب " جامع العلوم والحكم " لابن رجب الحنبلي ص 42 : " وقد رخّص طائفة من الفقهاء للمرأة في إسقاط ما في بطنها ما لم ينفخ فيه الروح وجعلوه كالعزل ، وهو قول ضعيف . لأن الجنين ولدٌ انعقد وربما تصور ، وفي العزل لم يوجد ولد بالكلية ، وإنما تسبب إلى منع انعقاده ، وقد لا يمتنع بالعزل إذا أراد الله خلقه" .
    وفي " إحياء علوم الدين " للغزالي 2/51 : " وليس هذا - أي العزل - كالإجهاض والوأد ؛ لأن ذلك جناية على موجود حاصل ، والوجود له مراتب ، وأول مراتب الوجود أن تقع النطفة في الرحم وتختلط بماء المرأة وتستعد لقبول الحياة ، وإفساد ذلك جناية ، فإن صارت نطفة فعلقة كانت الجناية أفحش ، وإن نفخ فيه الروح واستوت الخلقة ازدادت الجناية تفاحشاً ، ومنتهى التفاحش في الجناية هي بعد الانفصال حياً " .

    4- علم الله تعالى : إن الله تعالى يعلم أحوال الخلق قبل أن يخلقهم ، فما يكون منهم شيئ من إيمان وطاعة أو كفر ومعصية ، وسعادة وشقاوة ؛ إلا بعلم الله وإرادته ، وقد تكاثرت النصوص بذكر الكتاب السابق ؛ ففي البخاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من نفس منفوسة إلا كتب الله مكانها من الجنة أو النار ، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة ، فقال رجل : يارسول الله ! أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل ؟ فقال : اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، وأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة ، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ، ثم قرأ : ( فأما من أعطى وأتقى . وصدق بالحسنى .... الآيتين ) [ الليل : 5 - 6 ] .
    وعلى ذلك فإن علم الله لا يرفع عن العبد الاختيار والقصد ؛ لأن العلم صفة غير مؤثرة ، وقد أمر الله تعالى الخلق بالإيمان والطاعة ، ونهاهم عن الكفر والمعصية ، وذلك برهان على أن للعبد اختياراً وقصداً إلى ما يريد ، وإلا كان أمر الله تعالى ونهيه عبثاً ، وذلك محال ، قال الله تعالى : ( ونفس وماسواها . فألهمها فجورها وتقواها . قد أفلح من زكاها . وقد خاب من دساها ) [ الشمس : 7 - 10 ] .

    5- الاحتجاج بالقدر : لقد أمرنا الله تعالى بالإيمان به وطاعته ، ونهانا عن الكفر به سبحانه وتعالى ومعصيته ، وذلك ما كلفنا به ، وما قدره الله لنا أو علينا مجهول لا علم لنا به ولسنا مسؤولين عنه ، فلا يحتج صاحب الضلالة والكفر والفسق بقدر الله وكتابته وإرادته قبل وقوع ذلك منه قال الله تعالى : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) [ التوبة : 105 ] .
    أما بعد وقوع القدر يكون الاحتجاج بالقدر مأذوناً به ، لما يجد المؤمن من راحة عند خضوعه لقضاء الله تعالى ، وقضاء الله تعالى للمؤمن يجري بالخير في صورتي السراء والضراء .

    6- الأعمال بالخواتيم : روى البخاري عن سهل بن سعد ؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنما الأعمال بالخواتيم " . ومعنى ذلك أن من كتب له الإيمان والطاعة آخر العمر ، قد يكفر بالله ويعصي الله حيناً ، ثم يوفقه الله تعالى إلى الإيمان والطاعة في فترة من الزمان قبل آخر عمره ، ويموت على ذلك فيدخل الجنة ، ومن كتب عليه الكفر والفسوق آخر العمر ، قد يؤمن ويطيع حيناً ، ثم يخذله الله - بكسب العبد وعمله وإرادته - فينطق بكلمة الكفر ، ويعمل بعمل أهل النار ، ويموت على ذلك فيدخل النار .
    فلا يغترّنّ بظاهر حال الإنسان ؛ فإن العبرة بالخواتيم ، ولا يأس من ظاهر حال الإنسان ؛ فإن العبرة بالخواتيم ، نسأل الله نعالى الثبات على الحق والخير وحسن الخاتمة .

    7- كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من دعائه : " يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " وروى مسلم : " إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل كقلب واحد يصرفه كيف يشاء " ثم قال صلى الله عليه وسلم : " اللهم مصرف القلوب ، صرف قلوبنا على طاعتك " .

    8- قال ابن حجر الهيتمي : ( إن خاتمة السوء تكون - والعياذ بالله - بسبب دسيسة باطنية للعبد ، ولا يطلع عليها الناس ، وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار وفي باطنه خصلة خير خفية تغلب عليه آخر عمره فتوجب له حسن الخاتمة . وحكى عبد العزيز بن داود قال : حضرت عند محتضر لقن الشهادتين فقال : هو كافر بهما ، فسأل عنه ، فإذا هو مدمن خمر . وكان عبد العزيز يقول : اتقوا الذنوب فإنها هي التي أوقعته ) .

    9- أشار هذا الحديث النبوي إلى مراحل نمو الجنين في الرحم ، ولم يكشف علم التشريح وعلم الأجنة عن هذه المراحل إلا في العصر الحديث ، وهو إعجاز علمي ظاهر في القرآن الكريم والسنة النبوية .[/align]

     
  4. #14
    أم ليلى is on a distinguished road الصورة الرمزية أم ليلى
    تاريخ التسجيل
    17 / 07 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    49
    المشاركات
    210
    معدل تقييم المستوى
    439

    افتراضي مشاركة: من أراد منكم...................فل يسرع !!!

    [align=center][align=right] الحديث الرابع [/align]

    --------------------------------------------------------------------------------

    أطوار خلق الإنسان وخاتمته

    عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : " إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفةً ، ثم يكون علقةً مثل ذلك ، ثم يكون مضغةً مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلماتٍ بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ‘لا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها . وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " .
    رواه البخاري ومسلم .

    [align=right]أهمية الحديث :[/align]
    هذا الحديث عظيم جامع لأحوال الإنسان من مبدأ خلقه ومجيئه إلى هذه الحياة الدنيا إلى آخر أحواله من الخلود في دار السعادة أو دار الشقاء بما كان منه في الحياة الدنيا من كسب وعمل ، وفق ما سبق في علم الله فقدره وقضاه .

    [align=right]لغة الحديث :[/align]
    " الصادق " : في جميع ما يقوله ؛ إذ هو الحق الصدق المطابق للواقع .
    " المصدوق " : فيما أوحي إليه ، لأن الملك جبريل يأتيه بالصدق ، والله سبحانه وتعالى يصدقه فيما وعده به .
    " يجمع " : يضم ويحفظ ، وقيل يُقدر ويجمع .
    " خلقه " : أي مادة خلقه ، وهو الماء الذي يخلق منه .
    " في بطن أمه " : في رحمها .
    " نطفة " : أصل النطفة الماء الصافي ، والمراد هنا : منياً .
    " علقة " : قطعة دم لم تيبس ، وسميت " علقة " لعلوقها بيد الممسك بها .
    " مضغة " : قطعة لحم بقدر ما تمضغ .
    " فيسبق عليه الكتاب " : الذي سبق في علم الله تعالى ، أو اللوح المحفوظ ، أو الذي سبق في بطن الأم .

    [align=right]فقه الحديث وما يرشد إليه :[/align]
    1- أطوار الجنين في الرحم : يدل هذا الحديث على أن الجنين يتقلب في مائة وعشرين يوماً في ثلاثة أطوار ، في كل أربعين يوماً منها يكون في طور ؛ فيكون في الأربعين الأولى نطفة ، ثم في الأربعين الثانية علقة ، ثم في الأربعين الثالثة مضغة ، ثم بعد المائة وعشرين يوماً ينفخ فيه الملك الروح ، ويكتب له هذه الكلمات الأربعة ، وقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز تقلب الجنين في هذه الأطوار ؛ فقال تعالى : ( يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ) [ الحج : 5 ] .
    وقال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين . ثم جعلناه نطفة في قرار مكين . ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة ، فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) [ المؤمنون : 12-14 ] . وفي هذه الآية ذكر الله الأطوار الأربعة المذكورة في الحديث وزاد عليها ثلاثة أطوار أخرى ، فأصبحت سبعاً ، وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول : خلق ابن آدم من سبع . ثم يتلو هذه الآية .
    والحكمة في خلق الله تعالى للأنسان بهذا الترتيب ووفق هذا التطور والتدرج من حال إلى حال ، مع قدرته سبحانه وتعالى على إيجاده كاملاً في أسرع لحظة : هي انتظام خلق الإنسان مع خلق كون الله الفسيح وفق أسباب ومسببات ومقدمات ونتائج ، وهذا أبلغ في تبيان قدرة الله .... كما نلحظ في هذا التدرج تعليم الله تعالى لعباده التأني في أمورهم والبعد عن التسرع والعجلة ، وفيه إعلام الإنسان بأن حصول الكمال المعنوي له إنما يكون بطريق التدرج نظير حصول الكمال الظاهر له في تدرجه في مراتب الخلق وانتقاله من طور إلى طور إلى أن يبلغ أشده ، فكذلك ينبغي له في مراتب السلوك أن يكون على نظير هذا المنوال وإلا كان راكبا متن عمياء وخابطاً خبط عشواء .

    2- نفخ الروح : اتفق العلماء على أن الروح في الجنين يكون بعد مضي مائة وعشرين يوماًعلى الإجتماع بين الزوجين ، وذلك تمام أربعة أشهر ودخوله في الخامس ، وهذا موجود بالمشاهدة وعليه يعوّل فيما يُحتاج إليه من الأحكام من الاستلحاق ووجوب النفقات ، وذلك للثقة بحركة الجنين في الرحم ، ومن هنا كانت الحكمة في أن المرأة المتوفى عنها زوجها تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام ؛ لتحقق براءة الرحم ببلوغ هذه المدة دون ظهور أثر الحمل .
    والروح : ما يحيا به الإنسان ، وهو من أمر الله تعالى ؛ كما أخبر في كتابه العزيز ( ويسألونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) [ الإسراء : 85 ] . وفي شرح للنووي : الروح : جسم لطيف سار في البدن مشتبك به اشتباك الماء بالعود الأخضر . وفي إحياء علوم الدين للغزالي : الروح : جوهر مجرد متصرف في البدن .

    3- تحريم إسقاط الجنين : اتفق العلماء على تحريم إسقاط الجنين بعد نفخ الروح فيه ؛ واعتبروا ذلك جريمة لا يحل للمسلم أن يفعله ،لأنه جناية على حي متكامل ، وتجب الدية في اسقاطه إن نزل حي ثم مات ، وعقوبة مالية أقل منها إن نزل ميتاً .
    وأما إسقاط الجنين قبل نفخ الروح فيه فحرام أيضاً ، وإلى ذلك ذهب أغلب الفقهاء ، والدليل أحاديث صحيحة أفادت أن التخليق يبدأ في النطفة بعد أن تستقر في الرحم ؛ فقد روى مسلم عن حذيفة بن أسيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا مر بالنطفة اثنان وأربعون ليلة - وفي رواية بضع وأربعون ليلة - بعث الله ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها " .
    وفي كتاب " جامع العلوم والحكم " لابن رجب الحنبلي ص 42 : " وقد رخّص طائفة من الفقهاء للمرأة في إسقاط ما في بطنها ما لم ينفخ فيه الروح وجعلوه كالعزل ، وهو قول ضعيف . لأن الجنين ولدٌ انعقد وربما تصور ، وفي العزل لم يوجد ولد بالكلية ، وإنما تسبب إلى منع انعقاده ، وقد لا يمتنع بالعزل إذا أراد الله خلقه" .
    وفي " إحياء علوم الدين " للغزالي 2/51 : " وليس هذا - أي العزل - كالإجهاض والوأد ؛ لأن ذلك جناية على موجود حاصل ، والوجود له مراتب ، وأول مراتب الوجود أن تقع النطفة في الرحم وتختلط بماء المرأة وتستعد لقبول الحياة ، وإفساد ذلك جناية ، فإن صارت نطفة فعلقة كانت الجناية أفحش ، وإن نفخ فيه الروح واستوت الخلقة ازدادت الجناية تفاحشاً ، ومنتهى التفاحش في الجناية هي بعد الانفصال حياً " .

    4- علم الله تعالى : إن الله تعالى يعلم أحوال الخلق قبل أن يخلقهم ، فما يكون منهم شيئ من إيمان وطاعة أو كفر ومعصية ، وسعادة وشقاوة ؛ إلا بعلم الله وإرادته ، وقد تكاثرت النصوص بذكر الكتاب السابق ؛ ففي البخاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من نفس منفوسة إلا كتب الله مكانها من الجنة أو النار ، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة ، فقال رجل : يارسول الله ! أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل ؟ فقال : اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، وأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة ، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ، ثم قرأ : ( فأما من أعطى وأتقى . وصدق بالحسنى .... الآيتين ) [ الليل : 5 - 6 ] .
    وعلى ذلك فإن علم الله لا يرفع عن العبد الاختيار والقصد ؛ لأن العلم صفة غير مؤثرة ، وقد أمر الله تعالى الخلق بالإيمان والطاعة ، ونهاهم عن الكفر والمعصية ، وذلك برهان على أن للعبد اختياراً وقصداً إلى ما يريد ، وإلا كان أمر الله تعالى ونهيه عبثاً ، وذلك محال ، قال الله تعالى : ( ونفس وماسواها . فألهمها فجورها وتقواها . قد أفلح من زكاها . وقد خاب من دساها ) [ الشمس : 7 - 10 ] .

    5- الاحتجاج بالقدر : لقد أمرنا الله تعالى بالإيمان به وطاعته ، ونهانا عن الكفر به سبحانه وتعالى ومعصيته ، وذلك ما كلفنا به ، وما قدره الله لنا أو علينا مجهول لا علم لنا به ولسنا مسؤولين عنه ، فلا يحتج صاحب الضلالة والكفر والفسق بقدر الله وكتابته وإرادته قبل وقوع ذلك منه قال الله تعالى : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) [ التوبة : 105 ] .
    أما بعد وقوع القدر يكون الاحتجاج بالقدر مأذوناً به ، لما يجد المؤمن من راحة عند خضوعه لقضاء الله تعالى ، وقضاء الله تعالى للمؤمن يجري بالخير في صورتي السراء والضراء .

    6- الأعمال بالخواتيم : روى البخاري عن سهل بن سعد ؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنما الأعمال بالخواتيم " . ومعنى ذلك أن من كتب له الإيمان والطاعة آخر العمر ، قد يكفر بالله ويعصي الله حيناً ، ثم يوفقه الله تعالى إلى الإيمان والطاعة في فترة من الزمان قبل آخر عمره ، ويموت على ذلك فيدخل الجنة ، ومن كتب عليه الكفر والفسوق آخر العمر ، قد يؤمن ويطيع حيناً ، ثم يخذله الله - بكسب العبد وعمله وإرادته - فينطق بكلمة الكفر ، ويعمل بعمل أهل النار ، ويموت على ذلك فيدخل النار .
    فلا يغترّنّ بظاهر حال الإنسان ؛ فإن العبرة بالخواتيم ، ولا يأس من ظاهر حال الإنسان ؛ فإن العبرة بالخواتيم ، نسأل الله نعالى الثبات على الحق والخير وحسن الخاتمة .

    7- كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من دعائه : " يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " وروى مسلم : " إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل كقلب واحد يصرفه كيف يشاء " ثم قال صلى الله عليه وسلم : " اللهم مصرف القلوب ، صرف قلوبنا على طاعتك " .

    8- قال ابن حجر الهيتمي : ( إن خاتمة السوء تكون - والعياذ بالله - بسبب دسيسة باطنية للعبد ، ولا يطلع عليها الناس ، وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار وفي باطنه خصلة خير خفية تغلب عليه آخر عمره فتوجب له حسن الخاتمة . وحكى عبد العزيز بن داود قال : حضرت عند محتضر لقن الشهادتين فقال : هو كافر بهما ، فسأل عنه ، فإذا هو مدمن خمر . وكان عبد العزيز يقول : اتقوا الذنوب فإنها هي التي أوقعته ) .

    9- أشار هذا الحديث النبوي إلى مراحل نمو الجنين في الرحم ، ولم يكشف علم التشريح وعلم الأجنة عن هذه المراحل إلا في العصر الحديث ، وهو إعجاز علمي ظاهر في القرآن الكريم والسنة النبوية .[/align]

     
  5. #15
    أم ليلى is on a distinguished road الصورة الرمزية أم ليلى
    تاريخ التسجيل
    17 / 07 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    49
    المشاركات
    210
    معدل تقييم المستوى
    439

    افتراضي مشاركة: من أراد منكم...................فل يسرع !!!

    [align=center][align=right] الحديث الرابع [/align]

    --------------------------------------------------------------------------------

    أطوار خلق الإنسان وخاتمته

    عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : " إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفةً ، ثم يكون علقةً مثل ذلك ، ثم يكون مضغةً مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلماتٍ بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ‘لا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها . وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " .
    رواه البخاري ومسلم .

    [align=right]أهمية الحديث :[/align]
    هذا الحديث عظيم جامع لأحوال الإنسان من مبدأ خلقه ومجيئه إلى هذه الحياة الدنيا إلى آخر أحواله من الخلود في دار السعادة أو دار الشقاء بما كان منه في الحياة الدنيا من كسب وعمل ، وفق ما سبق في علم الله فقدره وقضاه .

    [align=right]لغة الحديث :[/align]
    " الصادق " : في جميع ما يقوله ؛ إذ هو الحق الصدق المطابق للواقع .
    " المصدوق " : فيما أوحي إليه ، لأن الملك جبريل يأتيه بالصدق ، والله سبحانه وتعالى يصدقه فيما وعده به .
    " يجمع " : يضم ويحفظ ، وقيل يُقدر ويجمع .
    " خلقه " : أي مادة خلقه ، وهو الماء الذي يخلق منه .
    " في بطن أمه " : في رحمها .
    " نطفة " : أصل النطفة الماء الصافي ، والمراد هنا : منياً .
    " علقة " : قطعة دم لم تيبس ، وسميت " علقة " لعلوقها بيد الممسك بها .
    " مضغة " : قطعة لحم بقدر ما تمضغ .
    " فيسبق عليه الكتاب " : الذي سبق في علم الله تعالى ، أو اللوح المحفوظ ، أو الذي سبق في بطن الأم .

    [align=right]فقه الحديث وما يرشد إليه :[/align]
    1- أطوار الجنين في الرحم : يدل هذا الحديث على أن الجنين يتقلب في مائة وعشرين يوماً في ثلاثة أطوار ، في كل أربعين يوماً منها يكون في طور ؛ فيكون في الأربعين الأولى نطفة ، ثم في الأربعين الثانية علقة ، ثم في الأربعين الثالثة مضغة ، ثم بعد المائة وعشرين يوماً ينفخ فيه الملك الروح ، ويكتب له هذه الكلمات الأربعة ، وقد ذكر الله تعالى في كتابه العزيز تقلب الجنين في هذه الأطوار ؛ فقال تعالى : ( يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ) [ الحج : 5 ] .
    وقال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين . ثم جعلناه نطفة في قرار مكين . ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة ، فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) [ المؤمنون : 12-14 ] . وفي هذه الآية ذكر الله الأطوار الأربعة المذكورة في الحديث وزاد عليها ثلاثة أطوار أخرى ، فأصبحت سبعاً ، وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول : خلق ابن آدم من سبع . ثم يتلو هذه الآية .
    والحكمة في خلق الله تعالى للأنسان بهذا الترتيب ووفق هذا التطور والتدرج من حال إلى حال ، مع قدرته سبحانه وتعالى على إيجاده كاملاً في أسرع لحظة : هي انتظام خلق الإنسان مع خلق كون الله الفسيح وفق أسباب ومسببات ومقدمات ونتائج ، وهذا أبلغ في تبيان قدرة الله .... كما نلحظ في هذا التدرج تعليم الله تعالى لعباده التأني في أمورهم والبعد عن التسرع والعجلة ، وفيه إعلام الإنسان بأن حصول الكمال المعنوي له إنما يكون بطريق التدرج نظير حصول الكمال الظاهر له في تدرجه في مراتب الخلق وانتقاله من طور إلى طور إلى أن يبلغ أشده ، فكذلك ينبغي له في مراتب السلوك أن يكون على نظير هذا المنوال وإلا كان راكبا متن عمياء وخابطاً خبط عشواء .

    2- نفخ الروح : اتفق العلماء على أن الروح في الجنين يكون بعد مضي مائة وعشرين يوماًعلى الإجتماع بين الزوجين ، وذلك تمام أربعة أشهر ودخوله في الخامس ، وهذا موجود بالمشاهدة وعليه يعوّل فيما يُحتاج إليه من الأحكام من الاستلحاق ووجوب النفقات ، وذلك للثقة بحركة الجنين في الرحم ، ومن هنا كانت الحكمة في أن المرأة المتوفى عنها زوجها تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام ؛ لتحقق براءة الرحم ببلوغ هذه المدة دون ظهور أثر الحمل .
    والروح : ما يحيا به الإنسان ، وهو من أمر الله تعالى ؛ كما أخبر في كتابه العزيز ( ويسألونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) [ الإسراء : 85 ] . وفي شرح للنووي : الروح : جسم لطيف سار في البدن مشتبك به اشتباك الماء بالعود الأخضر . وفي إحياء علوم الدين للغزالي : الروح : جوهر مجرد متصرف في البدن .

    3- تحريم إسقاط الجنين : اتفق العلماء على تحريم إسقاط الجنين بعد نفخ الروح فيه ؛ واعتبروا ذلك جريمة لا يحل للمسلم أن يفعله ،لأنه جناية على حي متكامل ، وتجب الدية في اسقاطه إن نزل حي ثم مات ، وعقوبة مالية أقل منها إن نزل ميتاً .
    وأما إسقاط الجنين قبل نفخ الروح فيه فحرام أيضاً ، وإلى ذلك ذهب أغلب الفقهاء ، والدليل أحاديث صحيحة أفادت أن التخليق يبدأ في النطفة بعد أن تستقر في الرحم ؛ فقد روى مسلم عن حذيفة بن أسيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا مر بالنطفة اثنان وأربعون ليلة - وفي رواية بضع وأربعون ليلة - بعث الله ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها " .
    وفي كتاب " جامع العلوم والحكم " لابن رجب الحنبلي ص 42 : " وقد رخّص طائفة من الفقهاء للمرأة في إسقاط ما في بطنها ما لم ينفخ فيه الروح وجعلوه كالعزل ، وهو قول ضعيف . لأن الجنين ولدٌ انعقد وربما تصور ، وفي العزل لم يوجد ولد بالكلية ، وإنما تسبب إلى منع انعقاده ، وقد لا يمتنع بالعزل إذا أراد الله خلقه" .
    وفي " إحياء علوم الدين " للغزالي 2/51 : " وليس هذا - أي العزل - كالإجهاض والوأد ؛ لأن ذلك جناية على موجود حاصل ، والوجود له مراتب ، وأول مراتب الوجود أن تقع النطفة في الرحم وتختلط بماء المرأة وتستعد لقبول الحياة ، وإفساد ذلك جناية ، فإن صارت نطفة فعلقة كانت الجناية أفحش ، وإن نفخ فيه الروح واستوت الخلقة ازدادت الجناية تفاحشاً ، ومنتهى التفاحش في الجناية هي بعد الانفصال حياً " .

    4- علم الله تعالى : إن الله تعالى يعلم أحوال الخلق قبل أن يخلقهم ، فما يكون منهم شيئ من إيمان وطاعة أو كفر ومعصية ، وسعادة وشقاوة ؛ إلا بعلم الله وإرادته ، وقد تكاثرت النصوص بذكر الكتاب السابق ؛ ففي البخاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من نفس منفوسة إلا كتب الله مكانها من الجنة أو النار ، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة ، فقال رجل : يارسول الله ! أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل ؟ فقال : اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، وأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة ، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ، ثم قرأ : ( فأما من أعطى وأتقى . وصدق بالحسنى .... الآيتين ) [ الليل : 5 - 6 ] .
    وعلى ذلك فإن علم الله لا يرفع عن العبد الاختيار والقصد ؛ لأن العلم صفة غير مؤثرة ، وقد أمر الله تعالى الخلق بالإيمان والطاعة ، ونهاهم عن الكفر والمعصية ، وذلك برهان على أن للعبد اختياراً وقصداً إلى ما يريد ، وإلا كان أمر الله تعالى ونهيه عبثاً ، وذلك محال ، قال الله تعالى : ( ونفس وماسواها . فألهمها فجورها وتقواها . قد أفلح من زكاها . وقد خاب من دساها ) [ الشمس : 7 - 10 ] .

    5- الاحتجاج بالقدر : لقد أمرنا الله تعالى بالإيمان به وطاعته ، ونهانا عن الكفر به سبحانه وتعالى ومعصيته ، وذلك ما كلفنا به ، وما قدره الله لنا أو علينا مجهول لا علم لنا به ولسنا مسؤولين عنه ، فلا يحتج صاحب الضلالة والكفر والفسق بقدر الله وكتابته وإرادته قبل وقوع ذلك منه قال الله تعالى : " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) [ التوبة : 105 ] .
    أما بعد وقوع القدر يكون الاحتجاج بالقدر مأذوناً به ، لما يجد المؤمن من راحة عند خضوعه لقضاء الله تعالى ، وقضاء الله تعالى للمؤمن يجري بالخير في صورتي السراء والضراء .

    6- الأعمال بالخواتيم : روى البخاري عن سهل بن سعد ؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنما الأعمال بالخواتيم " . ومعنى ذلك أن من كتب له الإيمان والطاعة آخر العمر ، قد يكفر بالله ويعصي الله حيناً ، ثم يوفقه الله تعالى إلى الإيمان والطاعة في فترة من الزمان قبل آخر عمره ، ويموت على ذلك فيدخل الجنة ، ومن كتب عليه الكفر والفسوق آخر العمر ، قد يؤمن ويطيع حيناً ، ثم يخذله الله - بكسب العبد وعمله وإرادته - فينطق بكلمة الكفر ، ويعمل بعمل أهل النار ، ويموت على ذلك فيدخل النار .
    فلا يغترّنّ بظاهر حال الإنسان ؛ فإن العبرة بالخواتيم ، ولا يأس من ظاهر حال الإنسان ؛ فإن العبرة بالخواتيم ، نسأل الله نعالى الثبات على الحق والخير وحسن الخاتمة .

    7- كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من دعائه : " يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " وروى مسلم : " إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل كقلب واحد يصرفه كيف يشاء " ثم قال صلى الله عليه وسلم : " اللهم مصرف القلوب ، صرف قلوبنا على طاعتك " .

    8- قال ابن حجر الهيتمي : ( إن خاتمة السوء تكون - والعياذ بالله - بسبب دسيسة باطنية للعبد ، ولا يطلع عليها الناس ، وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار وفي باطنه خصلة خير خفية تغلب عليه آخر عمره فتوجب له حسن الخاتمة . وحكى عبد العزيز بن داود قال : حضرت عند محتضر لقن الشهادتين فقال : هو كافر بهما ، فسأل عنه ، فإذا هو مدمن خمر . وكان عبد العزيز يقول : اتقوا الذنوب فإنها هي التي أوقعته ) .

    9- أشار هذا الحديث النبوي إلى مراحل نمو الجنين في الرحم ، ولم يكشف علم التشريح وعلم الأجنة عن هذه المراحل إلا في العصر الحديث ، وهو إعجاز علمي ظاهر في القرآن الكريم والسنة النبوية .[/align]

     

 
+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 9 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك