ويل للظالم من يوم المظالم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بغيابه يخرجُ البشر من عالمِ الإنسانيَّة.. لِيصبحوا أقلَّ من الهوام، بل أدْنى وأدْنى.. لأنهم بدونه إنَّما يتحوَّلون ليكونوا إخوان الشَّياطين ولعلَّهم أمْكرُ وأدْهى..
من خلال علاقاتنا... سواءَ كانت الاجتماعية بحُكْم القرابة أو الجيرة
أو تزاملنا بحكم الدراسة أو العمل..أو لربما تصادقنا عن طريق هذا العالم الافْتراضيّ نتاج الحضارة التي نعيشُها وهو الخطر المتربص بنا إن غابت عنا ضمائرنا والتي أشرْتُ لغيابها في بداية الموضوع .
من خلال هذه العلاقات المتشعِّبة والممْتدَّة ، بالتأكيد نواجه اختلافاً في الآراء والتوجُّهات والنَّظريَّات ، حتى لنجدَ أن العائلة التي تعيش تحتَ سقفٍ واحدٍ تختلف بينهم وجهات النَّظر ...ولكن ما يحكمُ هذا الاختلاف أن هناك ضميراً حيّاً بداخلنا يوجِّه هذا الاختلاف ويحدُّ ، منه حتى لا ينقلبْ إلى حقدٍ وغلٍّ يصلُ مداه إلى درجةٍ من الانحطاط الأخلاقيّ ، لنلجأ إلى حبائل الشيطان ، وننسج منها المكائد لنوقعَ بها من اختلفنا معه في وجهات النظر...
أحقادٌ و أضغانٌ يصل مداها إلى درجةٍ يغيب فيها الضَّمير وتنعدمُ الإنْسانيَّة فلا نفكِّرُ إلا بلحظاتِ انتقامٍ وُلِدَت في ساعةٍ من غيابِ التَّقوى من القلوب، ومخافة الله في النفوس أخذ فيها الضمير تذكرةً في اتِّجاهٍ واحد وبلا عودة إلا من رحم ربي... وتراجعَ صاحبه عما اقترفَت يداه التَّعرض للأعْراض لدرجة خرابِ البيوت على أصحابها هو الفعلُ الشنيع والجرمُ الكبير ، والخطيئةُ الشنعاء اللُّجوء لهذا الفعل لمجرد الانتقام ....
الُّلجوء إلى تدمير الأنفس وقتلِها لإشباع رغبةٍ مريضة
كبرت وتدَحرجت مع الأيام كأنَّها كرة ثلجٍ تحوَّلت إلى كرةٍ من نار أكلت قلب صاحبها وأعمَت عيناه عن طريق الحقّ فأوْدت به إلى مَهاوي الرَّدى قال تعالى : ( وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَ إِثْمًا مُبِينًا ) [ الأحزاب : 5
وروى أبو داود في سننه و أحمد في مسنده بإسنادٍ صحيحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ )
كان... ياما..... كان....صداقة عبر المنتديات
تحوَّلت إلى جروب في الفيس بوك...مع تبادل الصور بحكم الثقة بين الأصدقاء ولكن النفس الخبيثة ..الأمَّارة بالسُّوء كانت بالمرصاد فاستغلت الفرصة...أبشع استغلال أغرزت أنيابَ الغدْر....... حتى تُرضى النَّفس هواها العليل النَّس المريضة التي لم تـأْلُ جهدا في فضح من اختلفت معه وفي أبشع الصور وأحقرها على الإطلاق فاستباحت الحرام وأحلَّتْه ليصبحَ ثمراً خبيثاً لحقول الشرّ في قلبهاِ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه! لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته)
فويل للظالم من يوم المظالم
فللظالم يوماً أسوداً كسواد عمله
واعلموا ان الله ليس بغافلٍ عما يفعله الظالمون ..
إنما يؤخِّرهم ليومٍ تشخصُ فيه الأبصار
وهذا تحذير شديد ، وإنذار ووعيد ، موجه من المصطفى صلى الله عليه وسلم للظالمين حيث يقول ( إن الله عز وجل يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته )
أيها الظالم :
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً ... فالظلم آخره يفضي إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه ... يدعو عليك وعين الله لم تنم
اللهم عليكَ بالظالمين وأعوانهم، وأرنا بهم يوماً يارب العالمين