مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل سبق و ان دعوت احدا الى الله

المصوتون
31. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع
  • لا.... لا افكر في ذلك

    4 12.90%
  • لا..اخجل من ذلك

    2 6.45%
  • نعم ..و لكن

    25 80.65%
+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 4 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 17
  1. #1
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4385

    Nominated Star ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الدعوة الى الله جزء من حياة المسلم اليومية في بيته ومع أسرته وفي عمله وطريقه ومع زملائه وفي جميع أحواله ، قال تعالى " ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين "

    وإن من أعظم وسائل الدعوة الى الله السلوك العملي للداعية وثبات المسلم على مبادئه وأخلاقه التي هذبه بها دينه الإسلامي الحنيف ، فالطبيب المسلم يدعو الى الله بسلوكه قبل قوله لأن تأثير الأفعال أبلغ من الأقوال ، والإيمان كما هو معلوم ما وقر في القلب وصدقه العمل ، لذا فإن إلتزام الطبيب المسلم وإتقانه لعمله وحرصه الشديد على مرضاه وأدائه لما أوكل إليه من مهمات على أكمل وجه ومراقبة الله في ذلك ، وحسن تعامله مع مرضاه وزملائه ورؤسائه ومرءوسيه من أعظم الوسائل التي تأسر القلوب وتعطي صورة مشرقة للطبيب المسلم ، أما عندما يكون الطبيب المسلم مهملاً في عمله كسولاً لا يتقن ما أوكل إليه من مهمات فإن ذلك ينفر القلوب من حوله ولا يكون لدعوته تأثير على الآخرين .

    وإن العودة لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته وأخلاقه فهو القدوة لهذه البشرية قال تعالى " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً "

    وهكذا يرى المسلم كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن سلوكاً عملياً في حياته اليومية في بيته ومع أزواجه رضوان الله عليهن أجمعين ومع أصحابه رضوان الله عليهم ، بل وحتى مع أعدائه من الكفار والمنافقين ، يتأدب بآدابه التي شرعها الله قال تعالى " وإنك لعلى خلق عظيم " وعن عائشة رضى الله عنها قالت " كان خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم القرآن " رواه مسلم .

    وعن أنس رضي الله عنه قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً " متفق عليه .

    إن الدعوة الى الله تحتاج الى إخلاص العمل لله عز وجل وإصلاح النفس وتهذيبها وتزكيتها وأن يكون لدى الداعية فقه في الدعوة الى الله وفق منهج الله الذي شرعه لعباده ، وهذا الجانب يحتاج من الطبيب إلى التفقه في الدين في الأمور التي تواجهه في ممارساته اليومية ، وسؤال أهل العلم قال تعالى " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " ومجالسة العلماء وحضور بعض حلقات الذكر وطلب العلم في مجال التخصص .

    ولكي نحاول أن نترجم أقوالنا إلى سلوكيات يومية في حياتنا فدعونا نبدأ هذا اليوم الجديد في حياة طبيب مسلم في بداية مشواره العملي ، وهو يذهب في الصباح الباكر إلى عمله في المستشفى أو المركز الصحي وهو يستشعر النية فينوي بعمله التقرب إلى الله وإعانة إخوانه المرضى ونفعهم ، فإنه بهذه النية الخالصة لله ينال بها أجري الدنيا والآخرة ، فإذا دخل المستشفى وشارك في اللقاء الصباحي لمناقشة الحالات المرضية لإخوانه المرضى فانه ينوي بذلك طلب العلم ، لإتقان هذه الأمانة ورفع كفاءته العلمية ، ومن ثم يكون هناك المرور على المرضى المنومين ، يستشعر بذلك نية زيارة المرضى فينال بذلك أجر عظيماً لزيارة المريض ، ومن ثم ينهمك الطبيب المسلم في عمله بكل جد وإخلاص وإتقان ، فيستمع الى مرضاه ويتواضع معهم ويعطف عليهم ، ويغض بصره عما حرم الله ، ويبذل قصارى جهده في علاجهم وفق المنهج العلمي الصحيح مع التوكل على الله ودعاء الله لهم بالشفاء .

    والطبيب المسلم يتفقد أحوال مرضاه مع الطهارة وأداء الصلاة ،فإن بعض المرضى قد يجهل ذلك فيؤخر الصلاة عن وقتها أو يتكاسل عنها جهلاً منه بأحكام الطهارة والصلاة للمريض ، ولذا فإنه ينبغي توجيه المرضى لذلك برفق ولين وحسن أدب ، وهناك ولله الحمد والمنه الكثير من النشرات والكتيبات لعلمائنا الأفاضل وفقهم الله وغفر لهم عن أحكام طهارة وصلاة المريض والتي يمكن إهداءها للمرضى .

    وعندما يرى الطبيب المسلم منكراً من المنكرات في المستشفى أو في محيط عمله أو في طريقه فإنه يتذكر واجباً شرعياً وركناً أساسياً وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيسعى في إنكار المنكر بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه بشرط أن يكون ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة وإلتزام الرفق واللين والبعد عن الغلظة ورفع الأصوات وإثارة الآخرين ، وألا يترتب على ذلك مفسدة ، فالمسلم مأمور بالتوجيه والإرشاد وليس عليه تحقيق النتائج فإن التوفيق والهداية بيد الله عز وجل.

    وهذا الجانب يحتاج إلى فقه الداعية في أساليب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وألا تترك هذه إلى إجتهادات شخصية بل يجب أن يكون ذلك وفق أدب وأخلاق المسلم المتفقه في دينه الذي يدعو إلى الله على بصيرة، ولعل مما يساعد على ذلك ما أنشأته وزارة الصحة حديثاً من مكاتب دينية في المستشفيات للقيام ببعض هذه المهمات وفق أسس وأنظمة المستشفى حتى لا يترتب على ذلك مفاسد.

    وعندما يحين موعد الآذان تجد الطبيب المسلم يقف وقفة قصيرة بدون أن يؤثر ذلك على عمله، مع كلمات الآذان فيرددها ويستشعر معانيها فتزكوا بذلك النفس وتزداد قوة وعزيمة لأداء الصلاة تلك الشعيرة العظيمة والمحطة الإيمانية التي ينبغي المحافظة عليها في أوقاتها مع جماعة المسلمين، والحرص على الصف الأول لما في ذلك من الأجر العظيم كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل النداء والصف الأول .

    والطبيبة المسلمة ينطبق عليها ما ذكر ، مع أهمية أداءها لعملها بسكينة ووقار وحشمة بعيدة عن الاختلاط بالرجال ، متأدبة بكلامها ، وتصرفاتها ومتحجبة بالحجاب الشرعي الذي تتعبد الله به ، صابرة محتسبة الأجر من الله في تخفيف الآلام عن بنات جنسها ، فالطبيبة المسلمة داعية إلى الله بسلوكها وحسن أدبها مع بنات جنسها من المريضات والعاملات والممرضات ن تحب الخير للآخرين ، ذات روح ونفس زكية في تعاملاتها ، ومع ذلك فهي تحرص على التوازن في حياتها ، فلا يطغى جانب على أخر ، فتهتم بأسرتها وزوجها وأولادها مع إتقانها لعملها الطبي الهام .

    وأؤكد أن الطبيبة المسلمة يجب أن تكون قدوة حسنة في التزامها بالحجاب الشرعي في محيط العمل لتكون بذلك داعية بسلوكها ، وعليها أن توجه أخواتها ممن تساهلن بالحجاب بالرفق واللين والموعظة الحسنة وان تبين لهن أن الحجاب عبادة لله عز وجل وليست قيداً أو عادة تضيق المرأة منها مع تذكيرهن بقوله تبارك وتعالى " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم .... الآية " .

    وهكذا تجد أن الطبيب المسلم والطبيبة المسلمة يدعو إلى الله من خلال سلوكها اليومي ، فالدعوة جزء هام من حياتهما يحتسبان الأجر فيهما من الله عز وجل قال تعالى " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين "

    والله أسال أن يوفق اخوتي وأخواتي من العاملين في المجال الصحي لما فيه الخير في الدنيا والآخرة ن وان يعيننا على إصلاح أنفسنا ، والدعوة إلى الله بالقول والعمل انه ولى ذلك والقادر عليه

    وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

     
  2. #2
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4385

    افتراضي رد: ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله

    قواعد في الدعوة إلى الله

    إحدى عشرة قاعدة؛ ثلاث في المدعو، أربع في الداعي، وأربع في الوسيلة، ونسأل الله العون والمدد:

    - في المدعو:
    القاعدة الأولى:
    ضرورة مراعاة المرحلة العمرية للمدعو: وهذه نقطة هامة نغفل عنها كثيراً، فتجد طريقتنا في الدعوة متشابهةً، لا تراعي من المتحدث إليه، وأخطر هذه المراحل العمرية مرحلة المراهقة –وهي مرحلة المدعو الذي ذكرته يا أخي في استشارتك- وهذه المرحلة بالذات تحتاج لمن يتعامل معها إلى دقةٍ وحرصٍ شديدين، لأن من أبرز سماتها التقلب وعدم الثبات، والإحساس بالذات، ومن يغفل ذلك ممن يتعامل مع المراهقين فلن يصل إلى شيء، فإذا كنت أخي الداعية ممن تتعامل مع هذه المرحلة، فعليك أن تراعي ذلك بشدة، فتترك للمدعو فرصة التعبير عن الذات، وتفتح له مجال الإدلاء برأيه، وإياك ثم إياك أن تستخف بهذا الرأي مهما كان سخيفاً وساذجاً، فإنك إن فعلت ذلك أغلقت باب قلبه نحوك، وأضعت المفاتيح، ولن ينفعك شيء بعد ذلك، وليكن الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا في ذلك في الحديث الشهير اللطيف "أبا عُمَيْر، ما فعل النُّغَيْر؟"، فيما روى مسلم وأبو داود والترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وكان لي أخ يقال له أبو عمير قال أحسبه قال كان فطيما قال فكان إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه قال: "أبا عمير ما فعل النغير؟" قال فكان يلعب به) فانظر كيف تعامل صلى الله عليه وسلم مع أبي عمير هذا الشاب اليافع الصغير، كان دائماً يتودد إليه بسؤاله هذا، والنغير تصغير لنغر وهو طائر، ولعلنا نلمح من صيغة السؤال كيف ترك صلى الله عليه وسلم باباً لأبي عمير كي يقول رأيه، وفي هذا مجالٌ لأبي عمير ليعبر عن نفسه ويحقق كيانه، فعلينا نحن الدعاة مراعاة هذه المرحلة العمرية بدقة، ويجب أن نترك أسلوب الإلقاء والإملاء، ونتعامل بطريقة الحوار والمناقشة، أن نستمع إلى رأيهم، أن نفتح لهم باب التعبير عن الرأي وعن الذات، أن نحقق لهم رجولتهم التي بدءوا يحسون بها، وعندها سيسلموننا مفاتيح قلوبهم التي لن تضيع هذه المرة أبداً.

    القاعدة الثانية:
    ضرورة مراعاة المستوى التعليمي والثقافي للمدعو: ولنا في حديث "أبي عمير والنغير" دليل آخر، فلم يحدثه النبي صلى الله عليه وسلم في أول حديثه إليه بقواعد الدين، ومقاصده ومستلزماته، بل بدأ معه بالخطاب الذي يناسب مستواه، ليتقرب منه وليوجد وسائل التواصل والاتصال بينه وبينه، ولذلك فالدعاة مطلوب منهم مراعاة ذلك حتى يصل خطابهم إلى المكان الصحيح والمؤثر والمفيد، ولعل من الطرف التي تروى في ذلك ما حدث مع أحد الدعاة في مصر، حين أراد دعوة مجموعة من الرجال المعروفين بالشدة والقوة، فلم يحدثهم عن ضرورة العمل للإسلام، وعن المجتمع المسلم والخلافة الإسلامية وما إلى ذلك، وإنما حدثهم عن قوة النبي صلى الله عليه وسلم وشجاعته، وأخذ يسرد لهم القصص في ذلك، فما كان من أحد المدعوين إلا أن قال بعفوية شديدة: "اللهم صل على أجدع نبي" –أي على أشجع وأقوى نبي- بهذه الطريقة وصلت إليهم الرسالة واضحة جلية، ثم يبدأ الداعي بعد ذلك في البناء عليها.

    القاعدة الثالثة:
    ضرورة البحث عن العوائق: فلكل الناس ما يشغلهم ويهمهم، وإن لم يراع الدعاة ذلك فلن يصلوا لشيء، وينبغي أن يجعل الدعاة ذلك من أساسيات واجبهم، أن يتحسسوا أحوال المدعوين، أن يحاولوا معرفة مشاكلهم ومشاغلهم، أن يكونوا صورة واضحة عن ظروفهم وأحوالهم، وإن تسنى لهم مساعدتهم في أمرٍ من ذلك فليقدموا، فإن ذلك أحرى بأن يصلوا إلى قلوب المدعوين، وبالتالي التأثير فيها.

    - في الداعي:
    القاعدة الأولى:
    ضرورة البدء بالنفس: يقول الشيخ عبد القادر الكيلاني رحمه الله: "إذا صلح قلب العبد للحق عز وجل وتمكن من قربه، أُعْطِي المملكة والسلطنة في أقطار الأرض، وسُلِّم إليه نشر الدعوة في الخلق، والصبر على أذاهم، يسلَّم إليه تغيير الباطل وإظهار الحق".
    كما يقول الأستاذ مصطفى صادق الرافعي رحمه الله تعالى: "إن الموعظة إن لم تتأد في أسلوبها الحي كانت بالباطل أشبه، وإنه لا يغير النفس إلا النفس التي فيها قوة التحويل والتغيير، كنفوس الأنبياء ومن كان في طريقة روحهم، وإن هذه الصناعة إنما هي وضع البصيرة في الكلام، لا وضع القياس والحجة".
    ويؤكد ذلك الأستاذ عبد الوهاب عزام رحمه الله تعالى فيقول: "ولا ينطق بكلمة الحق الخالدة إلا عقل مدرك، وقلب سليم.. إلا قائل يعتد بنفسه ويثق برأيه، فيرسل الكلام أمثالاً سائرة، وبيناتٍ في الحياة باقية، لا يصف وقتاً محدوداً، ولا إنساناً فرداً، ولا حدثاً واحداً، ولكنه يعمّ الأجيال والأعصار، والبلدان والأقطار"، ولن يصل حديثك في قلوب المدعوين إلا بدرجة وصوله إلا قلبك، كما يقول التابعي شهر بن حوشب: "إذا حدَّث الرجلُ القومَ، فإن حديثه يقع من قلوبهم موقعه من قلبه".
    هذه هي القضية باختصار، أن تحسن صلتك بربك، أن تقتنع أنت بفكرتك أولاً، أن تكون في نفسك قوة التحويل والتغيير، أن تثق بها لدرجة أن تعتد بنفسك وبرأيك، فتخرج كلماتك من قلبٍ متصلٍ بخالقه، ونفسٍ فيها قوة التحويل والتغيير، وفكرٍ كله اقتناعٌ وثقةٌ، فتُسَلَّم المملكة والسلطنة، ويعمّ خطابك البلدان والأقطار.

    القاعدة الثانية:
    القدوة: وقد تحدثنا عنها غير مرة، ونعيد الحديث فيها لأهميتها وعِظم دورها، فهي حقاً كما يقول الرافعي رحمه الله: "الأسوة وحدها هي علم الحياة" والدعوة هي الحياة، فالأسوة وحدها هي علم الدعوة، وعلم الدعوة كله هو الأسوة الحسنة، وهذا ما فهمه أسلافنا، فقال الإمام الشافعي رحمه الله: "من وعظ أخاه بفعله كان هاديا"، وكان عبد الواحد بن زياد يقول: "ما بلغ الحسن البصري إلى ما بلغ إلا لكونه إذا أمر الناس بشيء يكون أسبقهم إليه، وإذا نهاهم عن شيء يكون أبعدهم منه"، و"إن العالِم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما تزل القطرة عن الصفا" أي قطرة الندى عن الصخرة الملساء، كما يقول مالك بن دينار رحمه الله تعالى.
    فانتبه أخي الداعية، فالقدوة مركز حساس خطير، و"إنك إمامٌ منظورٌ إليك" كما قال إمام المدينة يحيى بن سعيد الأنصاري من قبل، ونقول لك اليوم: " إنك داعيةٌ منظورٌ إليك".

    القاعدة الثالثة:
    العلاقة الشخصية: كثيراً ما نغفل أثناء ممارستنا للدعوة عن تكوين علاقةٍ شخصيةٍ حقيقيةٍ مع المدعو، ولست أعني هنا مجرد وجود العلاقة، وإنما أعني العلاقة الشخصية الحقيقية، التي تنبني أول ما تنبني على المعنى الإنساني الخالص، أن أوجد بيني وبين من أدعوه جسراً من المودة والحب، خيطاً من الاتصال ليس من ورائه غرض، حتى ولو كان هذا الغرض هو الدعوة، وحتى لا يساء فهم كلامي، فلست أعني هنا أن تكوين علاقةٍ مع المدعو بغرض الدعوة أمر سيئ، لا أبداً، إنما ما أقصده تحديداً هو استغراقنا أحياناً كثيرةً في التفكير في تكوين علاقةٍ مع المدعو بهدف الدعوة، فننسى العلاقة الطبيعية، فتجدنا نتصرف دون أن نشعر بطريقةٍ غير مناسبة أو لائقة، فمثلاً لو استجاب المدعو إلينا، وتقدم معنا في البرنامج الدعوي، فإننا نقلل دون أن نشعر من اهتمامنا به، ونوجه هذا الاهتمام إلى مدعو جديد، بحجة أنه أصبح على الدرب، وكذلك لو وجدنا تقدماً بطيئاً من مدعو آخر، فإننا نقلل من اهتمامنا به لنوجه الاهتمام إلى غيره، وهذا الأمر في الحالتين يؤثر في نفس الشخص المدعو، فلنتذكر دائماً أن العلاقة الشخصية الإنسانية هي الأساس.

    القاعدة الرابعة:
    التجدد: من أكثر ما يعيق المرء في عمله الدعوي التقليدية والنمطية، فيفقد هو المتعة، ولا يجد المدعو نحوه بريقاً أو جاذبية، فلينتبه الدعاة لذلك، وليبحثوا دائماً عن الجديد، في الثقافة والمعلومة، في الوسيلة والطريقة، في المكان والتوقيت، المهم أن يجد المدعو شيئاً يجذبه إليه، ويشوقه للقائه، ولو تخيلنا أننا أمام جهاز تلفازٍ يعرض أموراً جديدة باستمرار، للقينا أنفسنا تنساق إليه دونما وعي بل برغبةٍ وحبٍ، فليكن الداعية جهاز عرض الخير، ومعرض الإفادة والمتعة والتشويق.

    - في الوسيلة:
    القاعدة الأولى:
    استخدم لغة القلوب: يقول الشيخ الكيلاني واصفاً الدعاة: "هم قيام في مقام الدعوة، يدعون الخلق إلى معرفة الحق عز وجل، لا يزالون يدعون القلوب"، نعم هم يدعون القلوب والأرواح لا الأجساد والأبدان، احرص أخي الداعية على ذلك، آمن أنت بفكرتك أولاً، ورسخها في قلبك، ثم اجعل قلبك يخاطب قلوب الخلق، وبهذا تفتح باباً للخير واسعاً.

    القاعدة الثانية:
    تلَطَّف: وهي قاعدة ذهبية في جذب الناس والتأثير فيهم، "فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر"، وهذا ما تعلمه صلى الله عليه وسلم من ربه جل وعلا، فتراه هيناً ليناً رحيماً صلى الله عليه وسلم، والأحاديث في هذا كثيرة، كحديث الأعرابي الذي بال في المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزرموه ثم دعا بدلو من ماء فصب عليه" رواه البخاري ومسلم، وكحديث "أبي عمير والنغير" والذي نستشف منه كيف كان صلى الله عليه وسلم يتلطف مع أصحابه، فتلطف أخي الداعية -يرحمك الله- حتى لا ينفض الناس من حولك، وإياك ثم إياك أن تشعر المدعو أنك عبءٌ عليه، أو ضيفٌ ثقيل الظل، أو تحمله مشقة التعامل معك، فلا تطرح نفسك أمامه بسببٍ وبدون سبب، ولا تتدخل في علاقته بأصدقائه ما دام هو لم يستشرك فيها، كن رجلاً رقيقاً لطيفاً، تستخرج كلاماً من بحرٍ عميقٍ بالإيمان والحب والعلم، وتنطقه بلسانٍ رفيق هين، كما وصف يحيى بن معاذ رحمه الله أساليب الدعوة فقال: "أحسن شيء-أي في الدعوة- كلام رقيق، يُستخرَج من بحرٍ عميق، على لسان رجلٍ رفيق".

    القاعدة الثالثة:
    حدِّث الناس بما يريدون: دعني هنا أضرب لك مثلاً لأوضح ما أقصد: أنا أحب أكل الأرز ولا أحب أكل الديدان.. وأريد اصطياد السمك، فهل أضع للسمك الأرز أم الديدان؟ هل وضحت الفكرة؟ تريد اصطياد السمك ضع له ما يحبه هو لا ما تحبه أنت، فإنني إن وضعتُ للسمك الأرز الذي أُحبُّه فلن أصطاد سمكة واحدة، ولكن إن وضعتُ لهم الديدان التي لا آكلها، فسيأتيني السمك من كل حدب وصوب.
    فخاطب الناس أخي الداعية بما يحبون لا بما تحب أنت، بما في عقولهم لا بما في رأسك، وليس معنى هذا أن تترك مهمتك العليا أو أن تتنازل عنها، ولكن كن حصيفاً لبيباً، تصل إلى ما تريد من خلال ما يحبون ويرغبون، كما فعل نبيك صلى الله عليه وسلم في الحديث المعاد ذكره هنا؛ حديث "أبي عمير والنغير" حين خاطب أبا عمير فيما يحب ويرغب، تأليفاً لقلبه وإشعاراً له بأنه –صلى الله عليه وسلم- مهتمٌ بما يهتم به هذا الفتى الصغير مهما بدت اهتماماته صغيرةً أو تافهةً، فافعل ذلك أخي الداعية تختصر الطريق وتنال المراد.

    القاعدة الرابعة:
    راعِ الأولويات: على الداعية أن يراعي الأولويات في دعوته، فليس من الطبيعي أن أبدأ في بناء الدور الخامس مثلاً دون أن أبني أساس البناية، كما أنه ليس من المعقول أو المقبول أن أحدث غير المسلم في وجوب الصلاة والصيام عليه! إننا –في ظل انشغالنا بالدعوة- كثيراً ما ننسى هذه الأمور رغم بساطتها وبداهيتها، فعلى الداعية أن يحدد أولوياته في دعوة كل إنسانٍ على حدة، ما هي الأمور الأساسية التي لا بد منها، ولا يمكن التنازل عنها، ثم يبدأ في التدرج معه خطوةً خطوة، فغير المسلم أبدأ معه بالإيمان بالله، والمسلم العاصي أبدأ معه بالطاعات المفروضة، والمسلم الملتزم بالفرائض أبدأ معه في النوافل والفضائل، وهكذا كلٌ حسب مستواه من الالتزام والإيمان.

    وأخيراً؛
    أعلم أنه مازال هناك الكثير من القواعد المتعلقة بالدعوة، ولكنني أظن أنها تدخل في إحدى القواعد التي ذكرت، وإن لم تكن فيمكن إضافتها، فالأمر هنا لم يعدُ كونه اجتهاداً تأصيلياًّ مني، كما لا أنسى أن أُذَكِّر الدعاة بالسلاح السريّ الذي طالما أذكره، ألا وهو الدعاء، أن تسأل الله العون والتيسير، وأن يفتح لك مغاليق القلوب بفضله وقدرته.. اللهم آمين.

     
  3. #3
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4385

    افتراضي رد: ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله

    تعلم كيف تكون داعية ناجح


    قال تعالى لموسى عليه السلام ..

    ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43)فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)﴾
    طـــــه

    الدعوة بالليــــــن و الرفــق

    امر عز و جل رسوله موسى و نبيه هــارون .. عليهما السلام .. بأن يذهبـــا الى ملك مصر
    ..... يأمرانه بالمعروف و ينهيانه عن المنكر .. بقول حسن .. و دليــــل ينير للعقل طريقه و بإظهار محبة الخير له
    بالدلالة على الطريق الذي تزكو به النفس ويكـــــون سببا في السعادة الأخروية

    و قد ارشد المولى جل شأنه الى ذلك بقوله

    ﴿فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى (18)وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19)﴾
    النازعات




    دعـــــــــــــــــــاة عصرنا أولى بذلك

    فإن كان الله عز وجل قد أمر رســـــوله و نبيه بأن يكون النهج في الدعوة الى الله القول اللين الذي لا خشونة فيه

    فمن هم دون المرسلين و الأنبياء هم أولى بأن يقتدي بذلك في دعوته و خطابه للناس ...
    و في أمره بالمعروف في كلامه

    كما قال الله تعالى

    ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً (83)﴾البقـــرة


    و في هذه الآية توجيه للداعي الى الله .. الراغب في الخير للناس .. المحب لهم ان يؤمنوا بالحق الذي آمن به
    و أن يستعدوا بالعمل الصالح لتخليص أنفسهم من عذاب جهنم

    فالآية تحض على مكــــارم الأخلاق و فيها توجيه للداعية ان يكون قـــــدوة للناس لينــــــا ذو وجه منبسطا طليقا
    مع البر و الفاجر ... السني و المبتدع ......... من غير مداهنة
    بمعنى انه لا يقر باطلا .. بل ينكره و لا يتكلم مع صاحب الباطل بكلام يظن انه يرضي مذهبه




    و الداعي الى الله من غير الأنبياء و المرسلين لن يكون بأفضل من موسى و هارون عليهما السلام

    و الفاجر في كل زمان و مكان ليث بأخبث من فرعون موسى

    ومع ذلك .. أمرهما الله تعالى باللين معه




    و من اللين .. بيــــــــــان الحق بالدليــــــل ..., و بيان الباطــــل و توضيحه بالدليل و الحجة و البرهان ايضا

    و من اللين ايضا ..إظهار العطف على الناس وبيان الرغبة في ان يسلكوا طريق النجاة .. و أن يشعر الناس أنه يحب الخيـــــــر لهم

    و أنه لا خير الا في البعد عن الباطل و في إتبــــــــاع الحق




    الحكمــــة و الســـــداد

    في توجيه الدعــــــــاة الى الإسلوب و المنهج الذي يتبعونه ... يقول الحق تبارك و تعالى

    ﴿ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾

    النحــــل

    آيـــة محكمــة و العمل بها الى يوم القيامة

    و هنا يقول القطبي 000 هذه الآية نزلت بمكة في وقت الأمر بمهادنة قريش و أمره ان يدعو الى دين الله و شرعه بتلطف و لين دون مخـــــاشنة و تعنيف
    و هكذا ينبغي ان يوعظ المسلمون الى يوم القيامة فهي محكمة في وجه العصــــــــاة من الموحدين

    فالداعية الذي يوضح للناس الحلال و الحرام و يبين لهم ما لطاعة الله من أثر في الحياة و بعد الموت
    و ما للمعصية من عواقب في الدنيا و فــي الآخرة
    سالكا في الدعوة سبيل الصواب و الصبر مع ترتيب الأفكار و تقديم الدليل من الكتاب والسنة
    مخاطبا العقـــــل و العاطفــــة معــا

    ان الداعية الذي يفعل ذلك يكون لكلامه اثرا طيبا في النفوس .. و تجتمع القلوب حوله لا تنفر منه
    و الحكمة تقتضي التلطف في توجيه النصح و تفهم نفسيات المستمع
    و إختيار الإسلوب المناسب له و مراعاة أحوال الومن الذي يعيش فيه

    فهذا كله يعين على إختيار الموعظة الحسنة التي تنفذ الى نفوسهم
    و تحرك عواطفهم و تشدهم الى المتحدث
    و تدفعهم الى الثقة فيه

    خصوصا إن كان حسن السيرة بينهم و معروفا بالإستقامة و الخلق الطيب و البعد عن الحرام

     
  4. #4
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4385

    افتراضي رد: ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله

    نعود لنستكمل كلامنا عن طريق الدعاة... و كيف تكون داعية

    ...... ***السب و العصبية لغة العاجز المنفر من الحق***

    هذا هو محور درسنا اليــــــــــــومـ ...

    فإنه لمن المفيد أن يتدبر الداعيـــــــــة و المعلم و الخطيب قول الحق تبارك و تعالى

    وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ

    نهى الله سبحانه و تعالى المؤمنين ان يسبوا اصنام الوثنيين , و في هذا ارشاد و تعليم لنــــــــــا

    إذ إن سب الباطل و اللجوء الى الخشونة في دعوة اصحابه الى الحق ينفر أهله ..

    و يزيدهم - في كثير من الاحيان- إنطواء على الكفر و الضلال
    ***

    و لذا قال العلماء ... كما جاء في تفسير القرطبي للآية الكريمة ...

    ( حكمها باق في هذه الأمة على كل حال , فمتى كان الكافر في منعة و خيف ام يسب الإسلام أو يسب النبي محمدا أو الله عز وجل ... فلا يحل لمسلم ان يسب صلبانهم ولا دينهم و لا كنائسهم ولا يتعرض الى ما يؤدي الى ذلك لأنه بمنزلة البعث على المعصية)

    اي ان الإسلوب الذي ينفر صاحب الباطل و يزيده تمسكا بباطله , يمثل كما لو انك قد دعوته الى الباطل و بعثته عليه اي حضضته عليه و ذلك لأن الثمرة واحــــــــــــــدة ***

    من واجب الداعية أن يبين للناس حقيقة التوحيد , توحيد الألوهية و توحيد الربوبية

    و أن يشرح لهم ما لله من حقوق على العباد
    و أن يقدم الأدلة على بطلان الشرك بجميع صنوفه و ضروبه
    و أن يقيم الدليل من آيات الله في كتابه و على لسان رسوله و من آيات الله في النفس البشرية
    و في الكون المحيط بالإنسان
    أن يقيم الدليل على قدرة الله ووجوده ووحدانيته و سلطانه المطلق

    و أن يجتهد و يسعى في البحث و الدراسة لإمتلاك هذه الأدلة

    و يفعل الداعية ذلك على اساس علمي منظم مقتضيا بالرســــــــول

    و بالسلف الصـــــــالح إذ أنهم - و الحمد لله - بينوا للناس اصول الدين و فروعه

    إذ بينوا ما حرم الله على عباده من الأفعال و الأقوال و المعتقدات

    كما بينوا المبـــــــــاح و المشروع عمله و فصلوا الحلال من الأعمــــــال

    و الاقوال و بينوا الفضائل الطيبة و الاخــــــــــــلاق الكريمة التي يجب أن يتحلى بها المؤمنون

    الى جانب ما بينوه من مذام الأخلاق و الرذائل ليكف عن فعلها العقلاء

    بين السلف الصـــــــالح كما بين حكماء الامة و صلحائها في كل وقت للناس شريعة الله
    و لم نقرأ أو نسمع أن واحدا منهم سب دينا

    من الأديان ذلك ان بيان الفاسد بالحجة و توضيح الباطل بالبرهان

    و تقديم الحق للناس بالدليل أمر يختلف عن السب و العصبية

     
  5. #5
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4385

    افتراضي رد: ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله

    الصفــات و الأمور التي لابد منها للداعية

    نتوقف هنا عند بعض الصفات و الإمور التي هي ألزم للداعية لكي يؤتي عمله ثماره ..
    و يتوقف عليها نجاحه و لابد له من تحقيقها ,
    و ان يسعى الى ذلك و أن يبذل الجهد دوما لتكميل نفسه بهاما استطاع لذلك سبيلا



    ***..أولا..***

    قالوا في الحكمة(( و من سلك طريق بغير دليل ضل .. و من تمسك بغير أصل زل))
    و دليل الداعيــــة إلى الله و مرشد الناس الى الحق هو كتـــــــــاب الله عز و جل و سنة نبيه الأمين
    لذا وجب على الداعية أن يحفظ من القرآن ما إستطاع و أن يحسن تلاوته
    و أن يواظب على قراءة القرآن مع تدبر معانيـــه
    و السعي لمعرفة أحكامه و الإلمام بمعرفة معاني الالفاظ التي تكون غريبة عليه



    و على الداعي ان يرجع للسنة الصحيحة دوما

    و يطيل النظر فيهــا لأنها مفسرة للقرآن الكريم و مبينة لأحكامه و مفصلة لمجملاته

    و عليه ان يدرس بقدر كاف سيرة رسول الله و سيرة الخلفاء الراشدين

    و سيرة السلف الصالح ما استطاع

    و لا غنى لطالب العلم و الداعية و المتحدث و الواعظ عن معرفة قدر كاف من الأحكام المتصلة بالعبادات .. و المعاملات .. و أسرار التشريع
    و لا شك ان الإتصال بكتب التفسير و الحديث أساس في ذلك
    و لكن الرجوع الى كتب الفقه و حضور مجالس العلم و سؤال أهل العلم من الإمور التي لا يغفل عنها الحريص على معرفة أمور دينه خصوصا لمن يشتغلون بالتبليغ



    و ننصح بأن يكون لدى الداعية كتبا نافعة و مراجع قيمة مثل تفسير بن كثير و القرطبي
    الى جانب التفاسير الموجزة مثل الجللالين و المصحف المفسر
    كما ينبغي ان يكون في حوزته كتب في تفسير آيات الأحكام مثل كتاب ((احكام القرآن )
    و من الكتب النافعة ايضا و المعينة لطالب العلم و الباحث ((جامع الأصول في أحاديث الرسول -لإبن الأثير الجرزي))
    و مختصره ((تيسير الوصول الى جامع الأصول ))
    و كذلك كتاب رياض الصــــالحين أو احد شروحه و الترغيب و الترهيب للمنذري و التاج الجامع للأصول

    فهذه الكتب جامعة لما جاء في الصحاح و كتب السنة الى جانب تبويبها الميسر للباحث عن جانب بعينه

    اذا عليك اخي وأختى الداعية بالعلم ثم العلم ثم العلم

    و لقد جــاء في الحديث الشريف قول النبي ((من سُئل فأفتى بغير علم .. فقد ضل و أضل ))

    و أخرج البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه

    (( من علم شيئا فليقل به و من لم يعلم فليقل الله أعلم ))

    فلا ينبغي للداعية ان يعطي الناس شيئا هو فـــــــــاقده

    ذلك إن من أفتى بغير علم هلك

     

 
+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 4 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك